[مسلم عَنْ أَنَسٍ]
ترون وتسمعون ماذا يحل في إخوتنا في فلسطين وفي العراق ، نعمة المأوى ، نعمة السلامة ، نعمة أن العدد مساء صحيح ، هذه من نعم الله الكبرى . المستوى الأعلى : أن يمتلئ القلب امتناناً لله عز وجل ، دون أن تشعر تلهج بحمد الله ، يا رب لك الحمد .
المستوى الأعلى والأعلى : أن تقابل هذه النعم بعمل صالح ، بخدمة عباده ، يؤكد هذا المعنى قوله تعالى :
﴿ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾
[ سورة سبأ : 13 ]
الشكر الحقيقي هو ما ترجم إلى عمل . على الإنسان أن يشكر الله الشكر الذي يليق بنعمه :
أيها الأخوة ، يقول الله عز وجل في حديث قدسي :
(( أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها... ))
[ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ] وفي حديث صحيح عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ :
(( مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ، التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ ))
[رواه الإمام أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ]
لكن أيها الأخوة ، المعنى الدقيق أن شكر النعمة لا يتم إلا بنعمة جديدة ، وهي نعمة الشكر ، لذلك في الدعاء الشريف :
(( اللهم أعنا على دوام ذكرك وشكرك ))
[ورد في الأثر]
أيضاً نستعين بالله على أن نشكره ، الشكر الذي يليق بنعمه .من لم يشكر النَّاس لم يشكر اللَّه : لكن لا بد من تعليق ، هناك إنسان يتوهم نفسه موحداً ، يقول : أنا لا أشكر إلا الله ، جيد هذا الكلام ، لكن هذا الذي ساق لك الخير على يديه هو إنسان ومخير ، واختار أن يقدم لك هذا الخير ، وفي الحديث:
(( مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ))
[الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ]
ليس هناك تناقض بين شكر الناس وبين شكر الله ، لكن الله عز وجل هو الذي مكن هذا الإنسان أن يقدم لي هذه الخدمة ، وسمح له بذلك ، ووفقه إلى ذلك ، إذاً أنا واجبي أن أشكر الله أولاً ، ثم أن أشكر هذا الإنسان ، لأن هذا يقوي العمل الصالح في المجتمع ، أما كلما جاءتك نعمة من إنسان فتنكرت له ، وقلت : أنا لا أشكر إلا الله ، ليس هذا من أخلاق المؤمن.الشكر يقوي العلاقات بين الن شيء آخر ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ))
فضل الحياء الحياء أمارة صادقة على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة إيمانه ومقدار أدبه وعندما ترى الرجل يتحرج من فعل ما لا ينبغي او ترى حمرة الخجل تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لايليق فاعلم أنه حي الضمير نقي المعدن زكي العنصر وقد وصى الإسلام بالحياء وجعل هذا الخلق السامي ابرز ما يتميز به افسلام من فضائل0
وإذا فقد الشخص حياءه وفقد أمانته اصبح وحشا كاسرا ينطلق معربدا أمام شهواته ويدرس في سبيلها أزكى العواطف وللحياء مواضع يستحب فيها فالحياء في الكلام يتطلب من المسلم أن يطهر فمه من الفحش وأن ينزه لسانه من العيب وان يخجل من ذكر العورات فإن من سوء الأدب أن تفلت اللفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وىثارها0
وهناك حديث نبوي قد دل على فضل الحياء
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استحيوا من الله حق الحياء قلنا انا نستحي من الله يارسول الله والحمد لله قال ليس ذلك..
الاستحياء من الله حق الحياء ان تحفظ الراس وما حوى والبطن وماحوى وتذكر الموت والبلى ومن اراد الاخرة ترك زينة الدنيا وآثر الاخرة على الاولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم