نتشر الصخور البازلتية بشكل كبير وعلى مساحة واسعة في جنوب سورية وخاصة
في محافظة السويداء ذات المخزون الضخم من هذه المادة التي تعد ثروة وطنية.
فمنذ القدم تنبه الإنسان السوري إلى أهميتها، حيث استخدم الحجر البازلتي لبناء البيوت والقلاع
والمسارح والقصور والأوابد الضخمة والكنائس والأديرة والمعابد والجوامع ورصف الطرق والساحات
ولا تزال آثارها ماثلة حتى يومنا هذا.
شواهد هي على عظمة الحضارات التي مرت على منطقتنا من الأنباط والعرب الغساسنة
واليونان والرومان والبيزنطيين والعصر الإسلامي.
مواصفات عالية تقاوم الحت والتآكل
والبازلت يتمتع بمواصفات عالية، فهو عازل للحرارة والرطوبة وكتيم للسوائل
ومقاوم للعوامل الميكانيكية كالحت والتآكل بسبب قساوته العالية.
كذلك فهو مقاوم للصقيع والحريق والعوامل الكيميائية كالحموض والقلويات
وثابت أمام التبدلات الحرارية حتى 700 درجة.
ومابين شهبا وبصرى وقنوات السويداء واللجاة وصلخد امتدت يد المبدعين والمعماريين السوريين
لتصنع أروع المباني المزينة بالزخارف والنقوش والكتابات، وبقيت آثارها شواهد حية على روعة وجمال العمارة البازلتية.
الاهتمام مجدداً بالعمارة البازلتية
وبعد أن زحفت الأبنية الاسمنتية في العصر الحديث لتأخذ مكان البازلتية عاد مؤخراً
الاهتمام باستخدام أحجاز البازلت لتلبيس المباني والواجهات حيث انتشرت في المنطقة الجنوبية عدة معامل لقص ونشر الكتل البازلتية بأشكال ونقوش مختلفة ولاقت منتجاتها رواجاً داخل
سورية وخارجها وخاصة في دول الخليج العربي وأوروبا وتركيا.
كما يتم استخدام البازلت بعد تكسيره وطحنه وصهره وصبه في قوالب خاصة لانتاج البلاط والأنابيب وخلطات الزجاج. علاج للاسترخاء
وأشارت إحدى الدراسات مؤخراً إلى استخدام الحجر البازلتي كعلاج طبيعي للاسترخاء وتحسين
التنفس وزيادة قوة الجسم من خلال انتقال الطاقة الكهرومغناطيسية الكامنة في البازلت
والمعادن الموجودة فيه ما يؤمن التوازن في كافة الجسم ويحسن مناعته وهو علاج يعود
برمته إلى نحو خمسة آلاف عام حيث كان مستخدماً لدى الأطباء الصينيين.
النحت على البازلت
وقد عشق عدد من النحاتين السوريين الحجر البازلتي فاستطاعوا أن يتعاملوا مع هذه الصخور
الضخمة ببراعة ودقة، وقاموا بنحت أعمال مميزة شكلت استمراراً للفن السوري والنحت على البازلت عبر التاريخ.
وهناك أسماء كثيرة برزت في هذا المجال وعلى سبيل الذكر معروف شقير وشفيق نوفل وغيرهما.
كما يقام في محافظة السويداء ملتقى دولي للنحت على البازلت، فقد أقيم الملتقى الأول في حاضرة سيع