رحل عام وحل عام جديد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
((وتلك الايام نداولها بين الناس)) احبتي واخوتي في الله ها نحن على ابواب عام هجري جديد ومضى عام فائت مضى ذلك العام من اعمارنا ودعنا فيه اناسا واستقبلنا فيه اناسا ودعنا فيه افراحا واثقلنا فيه احزان عام مات فيه اناس كانوا بيننا ومعنا يضحكون ويمرحون كما نضحك ونمرح عام بنت فيه بيوت وهدمت فيه بيوت على رؤس اهلها عام شرد فيه اهل من بيوتهم ووطنهم بعدما كانوا امنين مطمئنين عام كثر فيه الظلم والفساد والبغي والقتل والفتن انا لا اسب ذلك العام او اتشائم منه حاشى والله لكن ما يضيرني ويحزنني ان كل هذا من كثر ذنوبنا وثقلها وعصياننا للخالق الجبار سبحانه قد يفرح الكثير او البعض من رحيل عام وحلول عام جديد فهلا تسائلنا يا اخوتي ماذا قدمنا في العام الماضي هلا فتشنا انفسنا على تقصيرنا بحق خالقنا جل شانه او حتى بتقصيرنا مع انفسنا هلا حاسبنا انفسنا الامارة بالسوء وكبحنا جماحها ام انا تركناها على هواها ترتع في معصية الله سبحانه هلا تسائلنا لما تنقلب الامور راسا على عقب استهان بنا عدونا وصغر نا باعين الاعداء واستبيحت دماؤنا واعراضنا وقتلت الاطفال والشيوخ والنساء والرجال وشردت الملايين ومدنا كان لها جذورا تاريخية وحضارية وانسانية احتوت حضارة الانسان والاسلام قد دمرت عن بكرة ابيها وكادت ان تختفي معالمها واهلها اما في بطن الارض اموات او هاموا في الفيافي والقفار مشردين لا ماوى لهم الا خيام لا تقيهم قر الشتاء وحرارة الصيف المهلكة هذه كلها في بلاد المسلمين لم تكن في امريكا او حتى اوربا وعند الصهاينة او حتى عند الشيوعيين الذين لا يؤمنون حتى بوجود الله سبحانه حروب طاحنة في بلاد المسلمين بانت شرارتها في تونس وراحت تاكل الاخضر واليابس في اليمن ومصر وليبيا والان سوريا التي دامت ثلاثة اعوام ولا نعلم اين ستنتهي ومتى ستنطفي الله المستعان على كل حال اقولها وبصراحة هذا غضب الله وسخطه على عباده بعد ان فعلوا الذنب وراء الذنب واقترفوا السيئآت وراحوا يجاهرون بالمعاصي وانتهكوا حرمات الله سبحانه وتركوا تعاليم وامور دينهم ولا ابرىء نفسي عسى ربنا ان يغفر لنا خطايانا وفعلوا الفواحش والكبائر كاكل الربا والظلم والزنا وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وكثير من الموبقات والمهلكات ولم يعودوا يبالون بسخط الله او غضبه وان اتى احد ليعظهم ويذكرهم بامور الاخرة والحلال والحرام يقال له الزم حدك او الزم بيتك او الزم المسجد ودعنا وما نحن عليه فلن تحاسب عنا هذا ما الت اليه حال المسلمين في الاونة الاخيرة وحل بنا ما حل من عقاب الله الاليم فتعالوا يا اخوتي لنحاسب انفسنا ونردعها عما كانت عليه في السابق ونعد عدتنا ونجهز انفسنا ونتقي الله سبحانه في انفسنا وغيرنا فايامنا بالعد التنازلي ولا ندري انقوم من مقامنا او نكمل العام القادم او لا او نكون في عداد الاموات حتى وان توفينا فتكون خاتمتنا حلوة جميلة في رضاء الله وكنفه سبحانه اهون من انموت والله ساخط علينا فنخسر دنيانا واخرتنا هلا توقفت اخي وتذكرت الايام الفائتة والمنصرمة يروى ان احد الصالحين كان مريضا وعلى فراش الموت فجاءه اصحابه يزورونه فقال لهم :كم عمري الان فقالوا: واحد وستون سنة فقال :كم يوما عشت حياتي فحسبوها وقالو ا:قاربت على الاثنا وعشرين الف يوم فبكى الرجل بكاءً كثيرا وقال:هذا ان فعلت في كل يوم ذنبا واحد فذنوبي كثيرة فكيف ان فعلت باليوم مئة ذنب لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم نسال الله سبحانه ان يغفر ذنوبنا ويتوب علينا ويرحمنا ويفك عنا ما نحن فيه من القتل والظلم والفتن والمحن وان يرزقنا السعادة في الدارين وصل وسلم وبارك يا ربنا على نبينا محمدا وعلى اله واصحابه اجمعين والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين البرلا يفنى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان فيا اخي كن مع الله سبحانه وليكن قلبك معلق به تسلم من فتن الدنيا واهوال يوم القيامة وعام جديد زاخر بالخير والنصر والمحبة والامان على جميع بلاد العرب والمسلمين
م/ن |