يوم ولكن في جهنم
السلام عليكمْ..~ كان يوما كئيب ، خلدت فيه للنوم مبكرا... زارني في منامي ملاكي المذنب .. إبليــس . قال لي : جهنم أنواع ، لا أحد يعرف كيف هي ، و لا كيف نارها لكن البشر لم يرضوا بجهلهم حول عذاب جهنم .. و لا رضوا برحمة ربهم بهم عندما جعل من العذاب غير معلوم . خيال المؤمنين من مسلمين و غيرهم أخذ يرسم لهم صورا و أحوال لجهنم .. يريدون به أن يخافوا فلا يذنبوا .. إن حمل الخطايا عليهم لكبير . كثير من الأديان تتحدث عن جهنم .. و هذا أمر لا خلاف فيه لكن كــل دين بداخله صوره مختلفه عن جهنم .. و هذا أمر محل تساؤل . كنت أردد بيني و بيني أن الاسلام هو من يملك حقيقة جهنم .. قاطع إبليس هذه الفكره قائلا : لا يوجد في القرآن التفصيلات التي يأتي بها بعض المؤمنين .. إن هي إلا وسيله للتخويف و الترهيب . آخـــــــــرتي : لا أعلم كم مضى علي من الزمن .. ! هل هي أيام ، أم ساعات ؟ سنوات أم قرون ؟ لا أعي مدى بطء الوقت حتى أعي نهايته . الصرخات أصمت أذني حتى عم الهدوء ... أتأمل يدي المتفحمه .. و أحاول أن أفتح جفني اللذي ذاب من حرارة الجحيم كي أرى بوضوح أين سقطت أظافري . لقد امتنعت عن تلمس وجهي منذ زمن .. لأن سقوط لحمي عن عظامي مؤلم .. مؤلم جدا . أغــــص بلساني فيخنقني .أعطــش .. لا أريد العطش ، فإن شراب الحميم يمزق أحشائي . الجوع ... لا .... لا أستطيعه .. آكل الزقوم ..مرارته تجعلني أستفرغ أشلائي من داخلي .. بدأت أتناول لحمي الساقط عن جسدي على الأرض .. لااا .. الأفاعي تحيط بي .. أفاعي جهنم ذات الرؤوس السبع الأفاعي !! أراها تخرج من جسدي .. تأكلني من الداخل ... و لا أملك حتى ترف التلوّي ... و توقـــــف بي الزمـــــن .. لـــــو كان الزمن موجود في جهنم . تمر علي ذكريات لحياة أخرى عشتها هي سبب ما أنا فيه ألآن .. أظـن أنها هي السبب ! الغريب أنني لا أتذكر منها ذنوبي و مفاتيح عذابي ؟ لا أتذكر إلا الماديات التي لمستها .. الفستان الحريري الأسود ، و عباءة أمي .. فستان أسود ، و عباءة سوداء .... فستان ، و عباءة ... أتذكر مكتبتي و كتبي .. أتذكر وجه طفلة لا أعلم من هي ! و أتذكر وجه متعب لرجل عجوز على فراش أبيض لا يعي من هو . أحاول .. في بقايا العقل اللتي لم تحترق .. أحاول أن أتذكر ذنبا وااحدا من ذنوبي كي أقول أنني أستــحق ما أنا فيه . ذنبا واحدا كي لا أشعر بالظلم من كوني في جهنم . أحاول و أحاول .. هل كان عقوقا ؟ أم ... هل كان قتلا ؟ أم ... و في خضم تلك الذنوب التي لم أرتكبها ... تذكرته ... ظهر لي ما نسيت كـــان كتابا أسود ... أحتفظ به بالقرب من سريري .. كان كتابا به الكثير من الدماء ، و السحر ... يعلو به أسم إبليـــس .. و يتملكني ... تساءلــــت برجـــــاء : لــــــو عاد بي الزمن !! ضحكت نفسي مني و قالت : ستفعليــــــــن .. رغم لحمك المتساقط و عظامك المطحونه و النار اللتي تلسع ... ستفعليــــــــن .. و تبيعين روحك للشيطان مره أخرى . عاد الزمن يتحرك و معه الأفاعي .... كان الألم لا يحتمل .. صرخـــــــــــت و بعــــث جديـــد : استيقظت من النوم غارقــة في عرقي أنفض الأفاعي عن جسدي ... أرحت رأسي مره أخرى على الوساده .. محاذره أن أغفو فأعود لجهنم مره أخرى ... تمتمت آيــــــة من القرآن و تعوذت من الشيطان .. .... تساءلـــت : كيف بعــد هذا .. أن لا أؤمــن ؟