بحث أمريكي جديد يؤكد أن الذين يتمتعون بنظرة إيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة أفضل،.... كشف بحث أمريكي جديد أن نوعية نظرة الإنسان إلى الأمور من حوله تحدد نظام المناعة لجسمه، حيث تقول الدراسة إن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصحة وتعزز نظام المناعة في الجسم، وهذا الكشف قد يكون له تأثير كبير على أساليب العلاج. وكشف البحث المشترك بين جامعتي "كنتاكي" و"لويزفيل" أن الشعور المتفائل بخصوص المستقبل قد يؤدي لشعور أفضل في الواقع، وأن التفاؤل مفيد للصحة إذ من شأنه تعزيز قدرة الجسم على محاربة العدوى. وخلصت نتائج البحث الذي نشر في دورية "علم النفس" إلى أن قوة الاستجابة المناعية للجسم ترتفع أكثر بين المتفائلين، وتكون الاستجابة بطيئة بين المتشائمين. وفي دراسة سابقة تبيّن أن التفاؤل مفيد للصحة وقد يمنع، إلى حد كبير، فرص الإصابة بالسكتات القلبية أو حتى الموت. تؤكد الأبحاث العلمية أن تفاؤل الشخص بالمستقبل يتم التحكم به من خلال جزء صغير في مقدمة وسط الدماغ. وأظهرت الدراسة أن تلك المنطقة التي تقع في العمق خلف العينين، تتفاعل عندما تراود الشخص أفكار إيجابية حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل. كذلك يقول العلماء إن المتفائلين أقل عرضة من المتشائمين للإصابة بالاكتئاب أو اللجوء للتدخين، كما أنهم يبدون أصغر سناً، وينالون قسطاً أوفر من التعليم ويتلقون دخلاً أفضل، كما أنهم أكثر تديّناً، وفق الدراسة التي نشرت في دورية "جمعية القلب الأمريكية." مواقف من القرآن إن الذي يتأمل آيات القرآن الكريم يجدها مليئة بالتفاؤل بل وتعلمنا كيف ننظر إلى الحياة نظرة إيجابية، فلا مكان لليأس في حياة المؤمن ... لدرجة أن القرآن اعتبر الذي ييأس من رحمة الله كافراً! يقول تعالى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. وحتى في أصعب المواقف التي تعرض لها النبي عليه الصلاة والسلام نجد الفرح برحمة الله وعدم الحزن، يقول تعالى: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]... ولذلك فقد خاطب الله المؤمنين ألا يحزنوا مهما كانت الظروف فقال: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].. إن القرآن اعتبر كل من يقنط من رحمة الله ضالاً! يقول تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر: 56]. وانظروا معي إلى هذا النداء الإلهي لمن ابتلُي بالمعاصي بل وأسرف بالذنوب والسيئات، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53] وركزوا معي على هذه الكلمات (لَا تَقْنَطُوا)... (لَا تَحْزَنُوا)... (لَا تَيْأَسُوا)... جميعها أوامر مباشرة من الله لعباده ليصححوا نظرتهم إلى الحياة لتكون نظرة إيجابية. بينما نجد غير المؤمن يائساً من رحمة الله، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [العنكبوت: 23]. ولذلك نجد أثر الدين على الصحة النفسية والجسدية للإنسان المؤمن، فكلما كانت ثقة المؤمن بربه أكبر كلما تمتع بصحة أفضل ومناعة أقوى. |
|