قصة عن المعاصي
(( المعاصي ))
أتتني رسالة تقول فيها إحدى الأخوات :
كنت أنا وأختي لاهيات عابثات لانعلم من هذه الدنيا إلا أننا كنا مفاتيح للشر مغاليق للخير حتى إنه كانت إحدانا لا تكتفي بذنوبها ومعاصيها بل كانت تدل على الشر
وكانت أختي أشد مني فإذا رأت إحدى الفتيات قالت لها : والله حاجباك جميلان ولكن لو نمصت قليلاً لكان منظرها أجمل
ما بقي بنت معنا في الكلية إلا وقد لعبت بعقلها
وفي يوم من الأيام خرجت أنا وأختي إلى السوق سافرات ولم يكن علينا رقيب ! كان عندنا في البيت ذكور وليسوا رجالاً
وبينما نحن نتسكع في الأسواق فإذا بأختي تمسك ببطنها تبدأ بالأنين فأخذت أسألها مابك ؟
قالت أحس بألم في بطني فذهبنا إلى البيت بسرعة وأخذنا والدي ثم ذهبنا إلى المستشفى
وبعد الفحوصات ظننا أنه سيصرف لها مسكنات ثم تخرج ولكن أتى الطبيب إلى أبي وقال له أريدك على انفراد وأنا أرقب أبي من بعيد وهو واقف مع الطبيب يتكلم معه
ثم عاد إلينا وقد امتلأت عيناه بالدموع حاول أن يكفكف عبراته
فسألته : أبي ماذا قال لك الطبيب ؟
قال : لا شيء مغص بسيط إن شاء الله ولكن لابد أن تستكمل الفحوصات وتبيت هذه الليلة في المستشفى
فحاولت أن أظل معها فمنعوني ثم عدت مع أبي إلى البيت فألححت عليه بالسؤال فقال لي :
إن الطبيب مشتبه بأن عندها سرطان في المعدة
ثم ذهبت لها في الصباح فكانت تعتصر من الألم وتمسك ببطنها
وتقول : ادعِ لي الطبيب فعندما حضر الطبيب
قالت له : أحس بألم شديد في بطني لا أستطيع أن أقاوم
فقال الطبيب : هذا الألم له مسكن لدينا ولكن له مضاعفات ومن مضاعفاته أنه يسبب تساقط
في شعر الرأس والحواجب وكل شعرة في الجسد
فقالت : لا أريده بل أتحمل الألم ثم ذهب الطبيب
فعاود أختي الألم من جديد فأخذت تأن وتعتصر من الألم
ثم
قالت : ادعِ لي الطبيب فلما أتى الطبيب
قالت له : أعطني هذا الدواء
فقال : سيسقط شعرك
فقالت : أعطوني إياه ولو تسقط عيوني
فأعطوها العلاج ومرت الأيام فبدء الشعر يتساقط حتى لم يبق في رأسها شعرة أصبح شكلها مريع
فلا أستطيع أن أنظر إليها فأخرج ثم أبكي وأبكي ثم أعود إليها
ثم أخذت الحواجب تتساقط فكم كانت تنمصها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( لعن الله المتنمصات والمتوشمات والمتفلجات اللاتي يغيرن خلق الله عز وجل ) رواه النسائي .
فكنت أنظر إليها ثم أذهب إلى المرآة وأنظر إلى وجهي كنت أتخيل أن مايحدث لها يحدث لي
وبعد ذالك أتتها حالة غريبة فكان جسمها ينقلب إلى اللون الأحمر ونصف وجهها أحمر فأخذت تغطي وجهها ولكن ليس امتثالاً لأمر الله بل لكي تغطي تلك التشوهات
فتذكرت كم أنعم الله علينا بتلك النعم وذلك الجمال ثم نعصيه بنعمه
فهذه رسالة إلى كل من كشفت عن وجهها وعصت ربها بأن تتوب إلى الله
وأن تعلم أن الأصل في مشروعية الحجاب هو حجب الزينة
وأول مكامن الزينة في المرأة وجهها
لأجل هذا حين يقال عن فلانة من الناس بأنها جميلة فأول ما يتبادر للأذهان أن وجهها جميل وهذا مسلم به
وهذا لا يعني أن تغطي وجهها وقد أبرزت شيئاً آخر من زينتها لأنها في النهاية ما حققت الهدف الأصلي من الحجاب وهو حجب كل الزينة عن غير محارمها .
من كتيب لأنكِ غالية للشيخ: عبدالمحسن الأحمد