شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

17 - 4 - 2014, 09:28 AM

* الجــزء الرابــع والعشــرون *

* رايد *

بعد مرور 3 شهــور

الخميس .. الساعة 10 بالليل

واقف عند باب بيت عمر واراقب الشارع .. احتري عبد الله اخر واحد من الشباب

لنا 3 شهور اذا بغوا يسهرون الشباب عندنا يقفون سيارتهم برا الحارة ويدخلون بيت عمر على واحد واحد بفترات متباعدة .. دخل مشعل البيت وبعده بربع ساعة جا منصور والحين واقف احتري عبد الله

اللي يجي وقته يمر بالشارع كأنه عابر عادي واذا قرب عند بيت عمر يدخلون بسرعة .. ولا من شاف ولا من دري ... واللي ساعدنا حارة عمر هادية مرة .. وقليل اللي يقفون بالشارع

هذا حال الشباب اذا بغوا يجتمعون بالبيت بعد طردة ابو احمد لهم .. الفكرة فكرة عبد الله ... وهذي رابع او خامس مرة يجتمعون وماحد درا عنهم من الجيران

الوحيد اللي يدري احمد .. مسكوه الشباب وهددوه اذا علم وشكله خاف ولا علم ابوه عنا

ابتسمت واشرت بيدي لعبد الله بصمت لما شفته جاي من بعيد .. جا يمشي ويحط نفسه برئ .. وانا كل شوي اتلفت اذا كان فيه احد من الجيران يشوف

وصل عبد الله عندي وعلى طول دخل البيت

دخلنا انا وعبد الله الصاله والربع كلهم موجودين .. مشعل ومنصور وعمر

مشعل جالس على الكنبة ومنصور جالس بجنبه ومعه لاب توبه جايبه معه

وعمر جالس بكنبة قبالهم

نزلت انا وعبد الله ثيابنا وحطيناها أي كلام مع ثياب الشباب على احد الكنبات

ماناخذ راحتنا الا بملابسنا الداخليه وطوال الليل نفلها ضحك ولعب ووناسة

جلس عبد الله بجنب عمر وانا جلست على الكنبة القريبة من الثياب براحة .. الحمد الله .. الله فرجها علي وتوظفت .. صحيح وظيفة ضعيفة واكثرها للهنود بس مرتاح فيها

اشتغل بسوبرماركت معروف احط مشتريات الزباين بالاكياس .. هذي شغلتي بالسوبرماركت .. صحيح راتبي 1200 ريال فقط ..

بس الحمد الله يكفي الراحة اللي احس فيها

اصلا بصعوبة لقيتها ... بسبب صغر سني كل ماشافوني رفضوا يقبلوني

بالاخير لقيت هالوظيفة بالصدفة لما راح عمر يشتري من السوبرماركت اغراض للمطبخ وجا وكلمني ومن بكرة رحنا انا وهو نقدم اوراقي عليهم والحمد الله قبلوني

والراتب 1200 ريال اخذ من الراتب مية ريال واشيل الباقي ... لان عندي هدف مستعجل احققه باسرع وقت ما اخذ من راتبي الا 100 ريال بس ... كله عشان اجمع مبلغ محترم واستاجر شقة واطلع اخواتي من بيت عمي .. والحمد الله عمر ماهو مقصر علي بشي .. اكلي وشربي وسكني عنده ببلاش ... وماعندي مصاريف كثيره اللهم جوالي بس .. حتى المواصلات عمر يوصلني بطريقه اذا راح للجامعة والفترة المسائية اخذ سيارته او هو بعض الاحيان يوصلني ويروح لامه بعنيزة او لعمته

مرة سألت عمر مستغرب من كثر روحاته وقت العصر .. سألته وين تروح العصر كل يوم

وعلمني انه بيصير عندهم عرس .. ولما سألته مين .. قال عرس عمته .. وضحكت عليه لما شكالي طفشان من كثر روحات عمته للسوق

عرفت منه خلال الثلاث الشهور اللي فاتت ان عمته انخطبت من احد جيران عمه بعنيزة ... قعدوا هناك شهر تقريبا ورجعوا لبريدة والحين عمر يشتكي طفشان ... على حد قوله انه تورط بعمته يوديها ويجيبها للسوق شبه يومي بما انه هو وهي ببريدة وعيال عمه بعنيزة ومرتاحين منها

نزلت راسي بألم .. لما تذكرت همي الوحيد .. مريم ودانه .. دانه اشوفها احيان لما امر على الحارة و مريم اكلمها بالتلفون كل اسبوعين وبعض الاحيان يمر ثلاث اسابيع ماتتصل .. والى الحين مستمرين على نفس الوقت

لما لقيت وظيفتي اضطريت ارجع الكرت لعمي مع عمر وعمر عطاه جده يوصله لعمي

زعلت مني مريم بس رضت بالامر الواقع بسرعة .. اول مااخذت الراتب ارسلت مع دانة 500 ريال تعطيها مريم ولما اتصلت علي مريم اخر الليل طلبت مني اجمع وعلمتني انها ماتحتاج لانها ببساطة ماتطلع من البيت ابد و عمتها تمنعها تطلع للحريم اذا جوهم ... يعني تقريبا مريم ماتشوف احد ولا احد يشوفها وعلمتني مرة على التلفون مقهورة وهي تبكي انها احيان تشتهي اشياء تشوفها مع بنات عمها .. واذا جوا بنات عمها يشترولها معهم توقف بوجههم مرة عمي

هذا غير عمي تعلمني مريم انه يضربها احيان واحيان يسمعها كلام ..

تنهدت بألم حكم القوي على الضعيف .. بس هانت يامريم هانت .. ان شاء الله كم راتب ثاني ويصير جمعت مقدم لشقة بسيطة استاجرها لك ... تكفين اصبري علي شوي

يارب حقق امنيتي باسرع وقت يارب

مريم كل ماكلمتها تبكي وتعلمني انها ماهي قادرة تتحمل اكثر ... وانا مابيدي حيلة ... يكفي حارم نفسي اشياء عشان اجمع فلوس .. لولا عمر كان اختصرت حتى باكلي وشربي عشانهم ..

الجوال اللي طلعه لي عمر قبل اتوظف ... ملابسي على اللي شراه لي عمر قبل شهور .. هو نفسه ماعندي الا هالثوب والبنطلون وماشريت غيرهم كله عشان اجمع فلوس عشانها

وش تبيني اسوي اكثر من كذا ؟

اتصلت على خوالي بعد ماتوظفت مو عشان اقولهم عن مريم .. لا .. خلاص الحين صرت قوي و توظفت ووقفت على رجلي و ابطلع اخواتي وماحنا محتاجينهم الحين ... بس انا اتصلت عليهم لان بقلبي كره لهم وعلى اهمالهم لنا.. بقلبي كلام اوصله لهم .. بقلبي اشتمهم والومهم واحد واحد وماقدرت امنع نفسي وبكيت غصب عني وانا اكلم خالي

ومن وقتها مارجعت اتصل عليه .. وبعدها علمتني مريم بالتلفون ان خالي جا لعمي وهاوشه

وقتها سكتت وماعلمت مريم اني اتصلت على خالي خفت منها .. بس هي على طول عرفت اني اتصلت عليهم لانه اصلا هي اللي عطتني رقم خالي قبل اتصل عليهم

وكالعادة هاوشتني ولامتني بس ماعلي منهم واذا كلمتهم مرة ثانية ماراح اخلي أي كلمه بالقاموس الا واقوله لهم

تقول مريم بعد هوشة عمي وخالي عليها ان خالي طلع معصب لانه ماقدر ياخذ اخواتي من عمي وانا مايعرف مكاني واحسن انه مايعرفه لانه اكيد بيوريني شهر شهرين وجهه الطيب وبعدين يقلب علي مثل ماقلب علينا عمي ... كلهم نفس الطينة

الحين خالي يحط نفسه طيب قدامي وقدام مريم .. بس انا عارفهم وفاهمهم وما راح انخدع فيهم .. خلاص انا اعتمدت على نفسي ...
و صبرهم علي ... انا اوريهم منهو رايد

انتبهت من سرحاني على صوت عبد الله العالي ورفعت راسي اطالعه مستغرب

ولقيت عبد الله واقف قبال عمر ومعصب

وعمر جالس وحاط رجل على رجل ويتكلم بهدوء بعكس عبد الله المعصب

عبد الله معصب = بس انت راهنتني وتحديني على الفين والحين بتنكر

عمر = والله عاد .. مادريت انك مخفة وبتروح تكتب على السيارة

التفت عبد الله للشباب بعصبية

عبد الله = مشعل منصور قولوا شي

التفت مشعل لعمر الجالس

مشعل = عمر تبي الصدق عبد الله معه حق ... انا سمعتك يوم تتحدانا وقلت اللي يكتب على سيارة الدكتور عبد الاله له الفين

منصور وهو يطقطق = وانا اشهد

عمر = كنت امزح

عبد الله بقهر = لا والله ( ومد يده ) هات الالفين

قاطعتهم اسأل وانا كأني فهمت السالفة من كلامهم

رايد = وش السالفة

التفت عمر لي يدافع عن نفسه

عمر = امس الاربعاء وحنا بالجامعة قلت للمهابيل هذولي ( واشر على الشباب واحد واحد ) اللي يكتب على سيارة الدكتور عبد الاله له الفين .. قام هالمخفة ذا ( واشر على عبد الله الواقف ) وكتب على سيارة الدكتور ( ورفع راسه لعبد الله ) خبل انت تكتب على سيارة موظف بالجامعة .. ياخي خلك متحظر شوي

انتفخ عبد الله معصب وحمر وجهه

عبد الله = عمررررررر ناوي تجلطني انت

نزل عمر رجله عن رجله الثانية واعتدل جالس وهو يطالع عبد الله ..

وابتسمت من شكله كأنه خاف منه

نزل منصور الاب توب عن حظنه

منصور = ماحد يكره الدكتور عبد الاله كثرك ياعمر .. عطه الالفين

التفت عمر لمنصور

عمر = ويييين الفين واجد ..

عبد الله بعصبية = ماعلي منك .. انت تحديتنا بالفين خلاص تعطينا الفين

عمر بعناد = لا .. والله ماتشم مني الفين .. ما حد قالك صر مخفه وصدق على طول

سكت عبد الله شوي وهو منقهر

عبد الله = هذا اخر كلام عندك ؟

حرك عمر يده لا مبالاه

عمر = ايه

قعد عبد الله يطالع عمر بنظرات وهو حاط يديه على خصره مايدري وش يسوي بهالنذل اللي قدامه

الصراحة عمر عليه طلعات يخلي الواحد يطلع من طوره ... ياما نرفزني حتى وانا نايم ما اسلم من نذالته

فجأة طلع عبد الله بسرعة من الصاله وشفته وانا جالس يدخل المطبخ

شهقت

ووقفت خايف ... تذكرت نفسي قبل شهور يوم كنت منقهر من عمي وماني بعقلي .. نفس طريقة عبد الله الحين طلعت من الصاله بسرعة ودخلت المطبخ ادور سكينه

لا يكون عبد الله بيسويها

بلعت ريقي بخوف ... والتفتت لعمر

رايد بخوف = عبد الله دخل المطبخ وهو معصب منك

عمر = خله يطس وش قال قال الفين ... اصرف عليه انا

التفتت لمنصور ومشعل واشوفهم ماهو مهتمين منصور رجع يطقطق ومشعل يتفرج عليه

وقفت عند مدخل الصاله وقعدت اراقب باب المطبخ بخوف .. اخاف تصير مصيبة الحين ..

تنهدت .. الله يهديه عمر .. لو يخفف شوي من اسلوبه معنا .. اجل يتحدى عبد الله وبعدين يجحد حقه

وش فيه عبد الله تأخر بالمطبخ ... التفتت للشباب ورجعت اراقب باب المطبخ بخوف و احتري

قطبت حواجبي وانا اشوف عبد الله يطلع من المطبخ ومعه قدر كبير يالله يشيله

طالعت القدر مستغرب .. ابتسمت وبعدها ضحكت وانا اشوف الماء يتناثر من اطراف القدر

رايد = هههههههههههههههههههههههه وش جايب انت

عبد الله وهو يمر من عندي ويدخل الصاله

عبد الله بعصبية = انا اوريه الكلب

التفت عمر لنا وقبل يستوعب كب عبد الله على وجهه الماء

قام عمر مفزوع وسحب نفس بقوة

جلست بمكاني وانا فاطس ضحك

عبد الله وهو ماسك القدر بيده بعد مافضاه بوجه عمر

عبد الله = تستاهل

عجزت امسك نفسي عن الضحك على شكلهم

عمر واقف ومنزل راسه وشعره وملابسه الداخليه تتناقط ماء

حاسوا الدنيا امتلى مكان عمر والكنبة كلها والارضيه صارت مليانه ماء

رفع عمر راسه على شوي شوي لعبد الله وهو يتنفس بقوة ينضم تنفسه

مسك فنيلته من عند الصدر وابعده عن جلده

عمر = وش سويت

عبد الله = ثاني مرة لا تهك علينا

عصب عمر وشكلها بتبدا هوشه الحين وانا ومنصور ومشعل جالسين ونتفرج

نزل عمر فنيلته المبلله بعصبية ولوح فيها فوق شوي وضرب وجه عبد الله فيها بقوة

عصب عبد الله اكثر و رد له الضربة بالقدر اللي بيده .. والثاني يسد القدر بذراعه
تساندت على الكنبة وراي وانا فاطس ضحك ويجيني رذاذ من فنيلة عمر وهو يلوح فيها على عبد الله

وكل واحد يشتم الثاني .. عبد الله يضرب بالقدر اللي بيده على ذراع عمر والثاني يرد عليه الضربه بفنيلته المبلله بوجه عبد الله

قام مشعل يفرقهم

مشعل باستهبال = خلاص خلاص كل واحد يصلح سيارته

فجأة سمعت جوال احد الشباب يرن .. التفتت لكومة الثياب على الكنبة اللي بجنبي .. وقمت ادور الجوال بينهم .. ومع استمرار رنين الجوال عرفت ان الجوال جوال عمر .. طلعت ثوبه من بين الثياب وطلعت الجوال من جيبه

الراس الكبير يتصل بك

لطول احتكاكي بعمر عرفت انه مسمي جده بالجوال الراس الكبير

التفتت لعمر اللي يتهاوش مع عبد الله ومطنش رنين جواله مع انه اكيد يسمعه

رايد = عمر جوالك

مطنشني ... تنهدت عمر ولقى هوشه ... اخذت نفس وصارخت باعلى صوتي

رايد بصراخ = عووووووومررررر جوااااااااالك

التفتوا لي كلهم وكل واحد ماسك سلاحه بيده

طالعت عمر بهدوء

رايد = جدك

التفت عمر لعبد الله وبعدها التفت لي و تناول الجوال مني .. والطاولة الصغيرة بيننا

بس سكتت الجوال بيدي قبل ياخذه عمر

عمر وهو يطالع جواله مستغرب

عمر = غريبة جدي هالوقت نايم وش يبي الحين ( ونزل فنيلته المبلله على الطاولة الصغيرة ورجع شعره اللي يتناقط ماء على ورا والتفت للشباب وخاصة عبد الله ) ابتصل عليه الحين ولا واحد يطلع صوت .. ترا جدي خلقة مايدانيكم

وضغط شوي بالجوال ورفعه لاذنه وانا رجعت لمكاني

عمر = هلا جدي .. متصل علي تو ..... ( وطير عيونه بصدمة ) جدي وش فيه صوتك .... انا بالبيت وشفيك جدي عسى ماشر ؟ ..... ( وشهق بقوة ) عمي ؟

طالعنا انا ومشعل ومنصور وعبد الله بعض مستغربين ورجعنا نلتفت لعمر

عمر بألم = مـ مـ متى ؟ ( وتغير صوته ) اليوم .... ( وتجمعت الدموع بعيونه ولف وجهه عنا وعطانا ظهره والجوال باذنه ) اليوم

قمت بصدمه وانا اشوف عمر يحاول يمنع نفسه مايبكي قدامنا

قام منصور وتجمعنا كلنا حول عمر بصدمه

حط عبد الله يده على كتف عمر بخوف

عبد الله بصدمة = عمر وش فيه جدك ؟

سمعنا عمر يبكى بصمت والجوال باذنه ويكلم جده بصوت باكي

عمر = بأي مستشفى حطوه ( وبكى اكثر وكمل بحزن ) الحين اروح خلك مـ مرتاح

ماتحمل عبد الله ولف عمر مع كتفه بعنف عشان يواجهنا ..

عبد الله = ياخي وش فيكم ؟

شهقت بصدمه وانا اشوف دموع عمر على خده

غطى عمر عيونه بيده والجوال الى الحين باذنه ويكلم

عمر بصوت باكي = خلاص جدي اهدى شوي .. اهم شي صحتك والحين اروح لمصعب ومعاذ بالمستشفى

شهقت والتفتنا كلنا ببعض بصدمة

سأل مشعل بصوت هامس

مشعل بهمس = لا يكون عيال عمه صار لهم حادث ؟

ماحد رد عليه ... عيوننا واذاننا كلها لعمر

اخذ عمر نفس يهدي نفسه

عمر بصوت باكي = وين تروح ياجدي بهالليل .. خلاص انا اروح لهم الحين ( زفر بضيق ورفع عمر راسه فوق بألم وهو يحاول يقنع جده ودموعه على خده ) بكرة اوديك له تسلم عليه .. الحين ليل وانت تعبان ... ( ونزل راسه ) مصعب ومعاذ انا اروح لهم الحين ( وكأن تذكر شي ) جدي انت قلت لي معه احد ... منهو اللي معه ؟ .... وش ماسمعت .. احد بناته ومين ؟

وشهق بقوة وطير عيونه بصدمة

عمر = اميييييييي ( وصرخ بوجه جده ) وسااااااااكت ...... امي بالعناية وساااااكت

وسكر الجوال بوجه جده ودفع عبد الله عن طريقه وطلع يركض من الصاله بس لحقه منصور و مسكه مع بطنه من ورا عند الباب الداخلي

منصور = ياخبل بتطلع كذا

تبعناه ووقفت انا عند مدخل الصاله واشوف عمر عند الباب الداخلي و يبكي بألم وناسي انه ماعليه فنيله

تجمعنا حوله... غطى عمر وجهه بذراعه وبيده الثانية ماسك الجوال

سأل عبد الله بمواساه وكأنه فهم السالفة

عبد الله = عمر وش فيكم .. وش فيه جدك ؟

مشعل = عسى ماشر عمر وش فيهم عيال عمك ؟

عمر بصوت باكي وهو مغطي عيونه بذراعه

عمر بصوت باكي = عمي وبنته ماتوا

شهقت بألم وطالعنا بعض منصدمين ... كمل عمر كلامه بألم

عمر بصوت باكي = وامي كانت معه والحين بالعناية

ترك منصور بطن عمر وحط يديه على كتوفه يواسيه

منصور = لا حول ولا قوة الا بالله .. امك ان شاء الله طيبة والله يرحم عمك وبنته

فتح عمر الباب الداخلي بعصبية بس وقفوه الشباب مرة ثانية

مشعل = عمر لحظة ماعليك شي .. البس على الاقل ثوبك ( والتفت لي ) رح هات ثوبه بسررررعة

ركضت بسرعة ودخلت الصاله واخذت فنيلة عمر المبللة ولبست ثوبي بسرعة واخذت ثياب الشباب كلهم وطلعت بسرعة اركض

سحب عمر فنيلته مني وقعد يلبسها

رفعت راسي له و انا عارف انه ماهو معطيني وجه وهو بهالحاله

رايد = عمر خلني اروح فوق واجيب لك فنيلة غيرها .. هذي مليانه ماء

طنشني عمر وهو يكتم شهقاته ولبس ثوبه

طالعته بألم .. شعره وفنيلته يتناقطون ماء .. لبسوا الشباب ثيابهم بسرعة

وطلع عمر ركض للحوش

طلعنا وراه نركض

التفت عبد الله لنا وهو يركض ورا عمر ويكلمنا

عبد الله = شباب انا ابروح معه وانتوا الحقونا بسيارة مشعل

طنشت كلامه وركضت وانا مصر اروح مع عمر بسيارة وحدة

فتح عمر باب الراكب بس منعه عبد الله وسحب المفتاح من يده

عبد الله = اركب انا ابسوق عنك

ماعارض عمر وركض حولين السيارة وركب بمكان الراكب وركبت انا معهم ورا

وانا اشوف مشعل ومنصور من بعيد يركضون بالشارع رايحين لسيارتهم اللي واقفة برا الحارة

وانطلق عبد الله بالسيارة بسرعة وتعدينا مشعل ومنصور وهم الى الحين يركضون بالشارع

حطيت يدي على كتف عمر اواسيه وانا جالس وراه

رايد = عمر ان شاء الله امك بخير

منزل راسه ومغطي وجهه بيديه الثنتين

عمر بصوت باكي = عمي ماااات

سكتت بألم وانا اتذكر سعود ومصعب الطيب ... مصعب طوال الثلاث شهور اللي فاتوا يزورنا بالبيت .. ولطيبة نفسه متحمل غلاسة عمر معه ... طالعت عمر بأسى وانا اشوف ثوبه شوي شوي يتبلل من فنيلته ... وشعره الى الحين مبلل .... ساند راسه بين يديه ويتكلم بصوت خفيف كأنه يدعي

عبد الله = عمر باي مستشفى هم ؟

رفع عمر راسه وسند ظهره على المرتبه يطالع الطريق

عمر بصوت باكي = رح لعنيزة .. مستشفى الملك سعود .... ادعس بسرعة والا خلني اسوق

عبد الله = لا لا خلاص الحين ..

وزاد عبد الله بالسرعة

كمل عمر كلامه بعد مازاد بكاه بألم

عمر = امي بالعناية ... يارب سلمها ( وانحنى مرة ثانية وسند راسه بين يديه وبكى اكثر )

اول مرة عمر يبكي قدامي ... حطيت يدي على كتفه

رايد = ان شاء الله امك تطلع بالسلامة

انتبهت اننا طلعنا من بريدة ماسكين خط عنيزة .. وعبد الله كل شوي يزيد في السرعة

فجأة رن جواله ... بس يدعي بصوت خفيف وهو مغطي وجهه بيديه و مطنش الجوال

تنهدت واعتدلت جالس وسندت ظهري على ورا وانا ادعي الله يحفظ له امه

الام غالية ... ذقت الامرين من بعدها .. نزلت راسي بحزن وانا اتذكر امي والحادث المشؤوم ... كنت اسمع صوتها وهي تأن .. وقتها الضرر كان برجلي وماقدرت اروح لها .. واقرب واحد عندي كان ريان ومن بعدها ماسمعت امي ...

طلعت دموعي وانا اشوف وجه امي الغالي قدامي ... آآآه يمه

= هاه وصلنا

مسحت دموعي بسرعة ورفعت راسي وشفت انوار المستشفى الكبير قدامي ... نزل عمر من السيارة وعبد الله الى الحين مالبق

صاح فيه عبد الله

عبد الله بصراخ = لحظة عمر

نزلت بسرعة الحق عمر

وعمر يركض وانا اركض وراه واحاول الحقه

دخلنا المستشفى وعمر مثل المجنون يتلفت يدور احد يسأله

شاف عاملة نظافة وسد طريقها مثل المجنون

عمر = امي وييييين

شفت الاستقبال على يميني وشهقت وانا اشوف من بعيد مصعب واخوه معاذ قريب عند الاستقبال

حطيت يدي على كتف عمر انبهه

رايد = عمر شف مصعب ومعاذ هنااااك ( واشرت بيدي لهم )

التفت عمر للمكان اللي اشرت عليه وراح يركض لهم وركضت وراه .. وانا اشوف مصعب جالس بالارض على البلاط البارد قبال الاستقبال وظهره على الجدار ويبكي بصوت مسموع ومغطي عيونه بيده

ومعاذ واقف و منحني وساند راسه على طاولة الاستقبال ويبكي بقوة

وموظفات الاستقبال السعوديات وحدة واقفة باستحياء ومبتعده عن معاذ .. والثانية تواسي معاذ وهو جالسه بكرسيها

رحنا انا و عمر لمصعب وجلسنا قدامه ... مسك عمر يد مصعب بعنف عشان يشوف عيونه

عمر بصوت باكي = مصعب وش صاااار ... وين امي ؟

شهق مصعب شهقة قويه ونطق بصعوبة

مصعب = ابوي ماااات ( وبكى اكثر ) ابوي وليلى ماتواااا

مسك عمر كتف مصعب وهزه بقوة

عمر بصراخ = اسألك عن امي وييييين ... رد علي تكفى ... امي وييييييين

= امك هي الحرمة الحامل ؟

التفتنا كلنا لمصدر الصوت

لموظفة الاستقبال الجالسة اللي قبالنا

قام عمر بسرعة ووقف بجنب معاذ

عمر بلهفة = ايه ... امي الحامل .... وينهي ؟

الموظفة = رح الدور الثاني

وتدخلت الموظفة الواقفة تصحح لها

الموظفة الثانية = لا .. اخذوها الحين لغرفة العمليات

شهق عمر بقوة

عمر بخوف = ليه .. وش فيها امي ؟

هنا جانا عبد الله بس على طول وقف عند معاذ يواسيه .. ومعاذ الى الحين مغطي وجهه بذراعه ومنحني على الطاولة ويبكي بحرقة وبصوت مسموع

وغصب عني طلعت دموعي من صوت معاذ ... وكل شوي امسح دموعي بسرعة

ردت الموظفة على سؤال عمر

الموظفة الثانية = والله مادري .. بس انتظر شوي لين يطلع الدكتور من غرفة العمليات

عمر بصراخ = وووششش انتظر ...

ردت الموظفة تحاول تهديه

الموظفة = ياخ لو سمحت امك بغرفة العمليات مافيه الا انك تنتظر شوي .. والحين يطلع الدكتور

لف عمر دورة كاملة حول نفسه منقهر وهو حاط يديه على راسه

رفع معاذ راسه والتفت لعمر ووجه احمر ودموعه على خده

معاذ بصوت باكي وبصعوبة = عمتي تولد ... استعجل ابوي وهو ينقلها وصار الحادث عليهم ( وغمض عيونه بقوة وسالت دموعه اكثر على خده وقتح عيونه يطالع عمر وبكى اكثر ) ليلى راحت معهم .. ابوي وليلى راااااحوااا ( وغطى وجه بيده وبكى)

جا عبد الله وضم معاذ لصدره ولف يديه حولين معاذ .. بكى عمر اكثر وجلس على الارض بضعف وظهره على طاولة الاستقبال وغطى وجهه بيديه الثنتين

عمر = عميييي

نزلت راسي وبكيت من شكلهم واسمع همسات الزوار و صوت الموظفتين يبكن

مصعب وعمر جالسين على الارض متقابلين ويبكون ومعاذ يبكي على كتف عبد الله والثاني يحاول يواسيه

جلست بجنب عمر ساند ركبتي على الارض .. وضميت راسه لصدري .. واسمع عمر يبكي بألم وبصوت مسموع وحاط يده على ظهري ويرصني ويغطي وجهه بصدري

عمر بصوت باكي = عميييي

شوي شوي تدخلوا بعض الزوار ومشعل ومنصور اللي جوا متأخرين قعدوا يحالون يهدون مصعب ومعاذ وعمر

مشعل وبعض الرجال الزوار عند مصعب .. ومنصور واقف عند معاذ ويواسيه مع عبد الله

وانا وبعض الزوار عند عمر

واسمع احد الرجال الزوار عند مصعب يحدث عليه باحاديث عن الرضى بقضاء الله وقدره

اخذنا شوي نحاول نهديهم ونواسيهم .. قدروا مشعل واللي معه يقومون مصعب عن الارض ويجلسونه على الكنب بصاله الانتظار

اما منصور وعبد الله واللي معهم الى الحين على وضعهم

وانا واللي معي نحاول نقوم عمر عن الارض ونجلسه على الكنب ... بس عمر قام واقف والتفت للموظفة وهو يتساند بحزن على طاوله الاستقبال

عمر بصوت باكي = ابي اشوف امي ...

اخذت الموظفة التلفون وسألت بصوت باكي متأثرة وبعدها التفتت لعمر

الموظفة = لسى ماطلعوا

احنى عمر راسه .. وهو ماهو قادر يصبر

احد الرجال = تعال اجلس هنا وارتاح والحين مريضكم يطلع ان شاء الله .. وعظم الله اجركم في ميتكم

مارد عليه عمر انحنى وسند راسه على طاولة الاستقبال وبكى

جلسوا معاذ بجنب اخوه مصعب على الكنبة وهم ماهدوا الى الحين .. متأثرين ويبكون على ابوهم واختهم ... مصعب ساند راسه على يد الكنبة ومعاذ حاط راسه بين يديه