الهروب من سجن البكاء
حكم عليك بالسجن مدى الحياة وعقابك التعذيب النفسي والأدوات هي انت ثم انت ثم انت.
الانسان هو من يوقع نفسه في سجن الألم فهو يتألم من صديق خانه فيبقى عالق في شبك الخيانة،وذاك الخائن –صديقهء ها هو ينعم في حياته فكل ما فعله انه انقض على انسان وثق به،ولكن المشكلة هنا ان الانسان الذي انصاب بهذه الضربة مازال موجوعا.
لماذا إذا اطلقت الرصاصة على جسد احدهم يتعافى بعد فترة إن لم تكن بليغة وحتى ان كانت بليغة فقد يتعافى كثيرا من الاحيان،فما هو جرحك؟ قلبك؟ حسنا، هل تعلم لماذا سمي قلب؟ لقد سمي قلبا لكثرة تقلبه،فسبحان الله،والله تعالى خلق لنا الشر والخير في هذه الدنيا فاختر الشر ولا تعلق نفسك في شبكة الحزن.
قد يموت لك قريب أخ صديق قد يكون ابيك،تبكي لحظتها ويغمى عليه وبعد شهر تبدأ بالضحك من جديد،وتتذكره في الاربعين ثم في السنة وبعدها لا تزوره،فإن كان الحزن سيختفي مع الوقت لماذا لا تخفيه انت الآن؟
الانسان يستطيع ان يتحكم في مشاعره بواسطة عقله،لأن عقل الانسان ملكه فهو من يملك القرار،فالسعادة قرار والحزن نصيب ثم قرار،يمكنك ان تبقى حزينا بسبب مصيبة حلت بك ويمكنك في نفس الوقت ان تتناسى وتصبح سعيدا..فهو قرارك،اختر السعادة وابحث عنها،ولا تظن ان الدنيا تنتهي عند احدهم فلو كانت تنتهي لكان النمل انقرض منذ قرون،لأن النمل الذكر اول ما يلقح الانثى يموت،وهو روح،وانت روح ايضا،لكن الفرق انه حيوان حشرة صغيرة،وانت انسان لك مشاعر وانفعالات واحاسيس وقلب رقيق،يحزن ويفرح،يبكي ويضحك،يرتعش ويهدئ،سبحان الله الذي ميزك عن غيره من المخلوقات،فكن لطيفا عزيزا رؤوفا بنفسك،واختر طريق السعادة،فأنت اليوم اسمك كذا وعمرك عشرين وبعد خمسة سنين سيبقى اسمك وسيزيد عمرك ولن يتغير شيئ سوى انك تتقدم في هذه الحياة.
وفي النهاية،اود الاشارة الى ان عمرك مستمر ولن يقف وهذه الحياة عبارة عن سفينتين سفينة السعادة وسفينة الحزن فإذا اخترت سفينة السعادة فقل اولا الحمد لله واذا اخترت الثانية ففكر بالمرفأ ونهاية الطريق وعلى من ستنقلب؟هل ستنقلب على العالم ام فقط عليك؟ اذا اختر السعادة.
منقوول
بقلم عمر الفاكهاني