لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من
الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس
بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي
صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك،
ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من ؟ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،
هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..
ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، و يتهيئون فيه لرمضان ..
- قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء.
- وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته
وتفرغ لقراءة القران
.
- قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر
سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع
.
- وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم،
ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب،
ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان،
وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان ،
هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو
موقعك من هذه الأعمال والدرجات
: مضى رجب وما أحسنت فيـه وهذا شهر شـعبان المبـارك
فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك |