في مراحل نمو الطفل يمر بمراحل تكون بعضها صعبة وتحتاج الى عناية ومعرفة لكي تستطيع الأم ان تتعامل مع طفلها.
تعتبر مرحلة التسنين عند الأطفال من أصعب الفترات بالنسبة للأم، يقول الدكتور أحمد الشرقاوي أستاذ طب الأطفال، إن الأطفال الأقوياء تظهر أسنانهم دون الإصابة بأى مرض سوى اضطرابات طفيفة أثناء الليل عكس الأطفال الضعفاء، الذين قد يصاحب تسنينهم أعراض شديدة كالقيئ والإسهال، أو التشنجات، واضطرابات النوم، وكثرة البكاء، كما يصاب البعض بالتهاب فى الحنجرة أو الأنف والنزلات الشعبية، ويتسبب “التسنين” فى تقلب أمزجة الأطفال وتغير انفعالاتهم وكثرة شكواهم، وتزداد الأعراض كلما بدأ سن جديد فى الظهور.
ويشير الشرقاوي إلى أن أعراض التسنين تتفاوت من طفل لآخر، لكن بشكل عام يصحب هذه المرحلة ضعف فى جهاز المناعة، وبعض الأعراض الأخرى التى تتشابه مع أعراض أمراض أخرى كالنزلات المعوية التى قد تبدأ بإسهال، وأن هذه الأعراض تختفى فجأة بظهور الأسنان، لكن يجب الانتباه إليها جيدا، وغالباً ما تلاحظ الأم قبل ظهور الأسنان بأسابيع زيادة إفراز اللعاب عند طفلها، وتنامى رغبته فى العض، والابتعاد عن الطعام، خاصة مع اشتداد الحرارة فى الصيف، فلا يستطيع تحمل الوجبات الصعبة، وقد يصاحب ذلك فرك فى العين، مما يؤدى لاحمرارها، وهرش فى فروة الرأس والأذنين، واستيقاظه أكثر من مرة ليلاً.
ويوضح الدكتور أحمد، أن التسنين يحدث لدى الأطفال بعد بلوغهم الشهر الخامس فأكثر، ونادراً ما يحدث قبل هذا السن، ويكتمل ظهور الأسنان اللبنية (20 سناً) خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وقد يتأخر نمو أسنان الطفل، فقد يبلغ عامه الأول وليس فى فمه أسنان لأسباب وراثية، أو لأن أسنانه لم تظهر خارج اللثة وبقيت مدفونة تحتها.
ويؤكد أستاذ طب الأطفال، أن هناك بعض الأمراض تتسبب فى تأخير نمو أسنان الطفل، كمرض مسامية العظام، أو الكساح، مشيرا إلى أن زيادة عدد الأسنان فى فم الطفل تقلَل احتمال تعرضه للأمراض، وزيادة مناعته ضدها، لذلك فإن العناية بفترة “التسنين” مطلوبة جداً حتى يجتاز الطفل تلك المرحلة بسهولة.
ويناشد الدكتور أحمد، الأم للتخفيف من الآلام الناشئة عن التسنين لدى طفلها، بلف قطعة قماش حول إصبعها وتمريرها على لثة طفلها لإزالة البكتريا العالقة بها، وتسهيل خروج الأسنان، وإعطائه كسرة من البسكويت، أو عضاضة لمساعدته على التخلص من تهيج اللثة، ويفضل أن تكون العضاضة باردة، لذا يجب الاحتفاظ بها فى ثلاجة، علما بأنه توجد بعض أنواع العضاضات التى تحتوى على سائل (جل) يساعد على الاحتفاظ ببرودتها لوقت أطول، وضرورة زيارة الطبيب إذا اشتدت الأعراض، محذرا من إهمال الطفل بحجة أنه يعانى التسنين لا أمراضاً فعلية، وأن التغذية السليمة والرضاعة الطبيعية للطفل تؤدى إلى نمو أسنانه بشكل طبيعى. |