بالصور.. مسلمو تايلاند إفطارهم "الكوارع" ومدفعهم "الطبول"
عند حلول شهر رمضان في تايلاند تضاء جميع المساجد بالأنوار، ويوضع عليها العديد من الزينات. وإذا حان وقت الإفطار تُقرع الطبول الكبيرة كبديل لعادة مدفع الإفطار في بعض الدول العربية. أما ربات البيوت فتستعد بـ"الكوارع" التي تعتبر الوجبة الأساسية على مائدة الإفطار.
وقد اشتُهرت تايلاند ببلاد الأفيال. ويُعتبر الفيل الآسيوي الرمز الوطني لتايلاند، لكنه يتعرض للصيد منذ وقت طويل من أجل أنيابه العاجية، كما يتم استغلاله في السياحة.
وكانت تايلاند منذ ما يقارب 60 عاماً بها أغلبية مسلمة، لكن الآن يمثل المسلمون في تايلاند ثلث المجتمع.
وعند حلول شهر رمضان تضاء جميع المساجد بالأنوار، وإن كانت صغيرة، ويوضع عليها العديد من الزينات. ويبلغ عدد المساجد في هذه الدولة نحو 3494 مسجداً ومُصَلَّى، ويبلغ عدد المسلمين نحو 12 مليون مسلم من إجمالي السكان الذي يبلغ (66) مليون نسمة.
ويتركز المسلمون في 3 ولايات في أقصى الجنوب، يمثلون الأغلبية فيها، هي (فطاني، يالا وناراثيوات).
إفطار الكوارع
ومن العادات الشائعة عند مسلمي تايلاند أنه إذا حان وقت الإفطار تُقرع الطبول الكبيرة كبديل لعادة مدفع الإفطار في بعض الدول العربية، ويسمى الذي يقوم بالضرب عليها (البلال) نسبة إلى الصحابي الجليل بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يشربون شرابًا مكونًا من (السكر) و(جوز الهند). وأشهر الأكلات عند مسلمي هذه البلاد طعام يسمى (سوب)، وهو يشبه (الكوارع) عند أهل مصر.
الصلاة والتراويح
ويصلي الناس هناك صلاة التراويح، التي يقرأ الإمام فيها يوميًا من سورة الضحى إلى سورة الناس.
ويحرص المسلمون في تايلاند في هذا الشهر الكريم على تعلم القرآن الكريم، والاستزادة من تلاوته. وأفراد الأسرة المسلمة في تايلاند عادة ما يلزمون بيوتهم في رمضان، ويمضون أيام وليالي هذا الشهر جنبًا إلى جنب. ويُعتبر هذا الشهر فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة، والاشتراك سوية في تناول طعام الإفطار، وإحياء تلك الليالي بما تيسر من الطاعات والعبادات.
ويعتقد الناس أن وقوع ليلة القدر يحصل بظهور آيات كونية وتحويلها، مثل انحناء الأشجار، وغور الآبار، وأن الإنسان إذا رأى هذه المظاهر ودعا الله سبحانه استجاب له مباشرة، بشرط أن يطلب شيئًا واحدًا فقط.
القرآن والحمل على الأكتاف
ومن المعتاد عند مسلمي تايلاند قراءة القرآن كاملاً في ليلة السابع والعشرين من رمضان، إضافة إلى الاعتقاد أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان.
ويرتبط شهر رمضان المبارك في تايلاند بالقرآن الكريم؛ إذ يحرص سكانها على تعليم أبنائهم القرآن، ويعتنون بتحفيظه. ويُحمل حَفَظة القرآن الكريم على الأكتاف، ويُطاف بهم في شوارع المدينة في مظاهرات حاشدة حافلة احتفالاً بهم وتشجيعاً لأمثالهم، ويحتفلون بذبح الخراف، أما الفقراء فيكتفون بالطيور.
ولا يأكل المسلم الإفطار مع عائلته في بيته بل يخرج الجميع فيجلسون على الطرقات قرب منازلهم في حلقات منفصلة خاصة بالرجال، والأخرى بالنساء.
ولا يأكل الرجل من الأكل الذي طبخته زوجته بل يقدمه إلى جاره، وهكذا يفعل الجميع. والمسلم التايلاندي لا يقضي رمضان خارج بيته بل كل مسافر لا بد له من العودة ليقضي الشهر الفضيل مع عائلته.
عادات تايلاندية رمضانية
وفي اليوم الأول من شهر رمضان لا بد أن تذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالاً بشهر رمضان، حتى أن الأسر الفقيرة تكتفي بذبح أحد الطيور.. المهم أن يُذبح في اليوم الأول للصوم ما تيسر، وهو عادة تايلاندية منذ سنوات طويلة، تحرص عليها كل أسرة.
وقبيل موعد الإفطار تخرج السيدات من المنازل في جماعات، ويجلسن أمام أحد المنازل، ويتناولن الإفطار جماعة، وكذلك بالنسبة للرجال، ولا يأكل الرجل من الطعام الذي طهته له زوجته، وإنما يأكله شخص آخر، كمظهر للحب والعشرة، فلا يأكل أحد من طعام بيته، وإنما من طعام مسلم آخر.
ويحرص المسلمون في تايلاند على تناول الفواكه بكثرة في شهر رمضان؛ فالمجتمع التايلاندي لا يعرف الحلويات الشرقية المعروفة في رمضان، وإنما تمثل الفواكه كل شيء لمعظم الأسر المسلمة في شهر الصوم.