مسلمو البرازيل يحتفلون بعيد الفطر في 100 مصلى
وصل الإسلام إلى البرازيل، خامس أكبر دول العالم من حيث المساحة، وتدخل ضمن الدول المكتشفة خلال الـ 500 عام الأخيرة، أو ما يسمى بـ "العالم الجديد"، منذ اكتشافها على يد "كابرال" بمساعدة البحارة الموريسكيين المسلمين الذين وصل الكثير منهم إلى تلك الأرض لنشر شعائر الإسلام قبل أن تقام لهم محاكم تفتيش هناك.
وجلب البرتغاليون المسلمين الأفارقة كعبيد لاستخدامهم في استصلاح أرض البرازيل، لكن هؤلاء المسلمين تمسكوا بدينهم لا سيما بعد أن وقع الكثير من العلماء والمشايخ في العبودية اختياراً، حتى يحافظوا على دين هؤلاء العبيد وتمسكهم بشعائر الإسلام، وكانوا يتخذون من الأكواخ مصليات صغيرة للمحافظة على إسلامهم.
المساجد في البرازيل
وقد بنى المسلمون في ريو دي جانيرو عام 1866م مسجداً كبيراً يتسع لآلاف الأشخاص، ولكن ونظراً لخوفهم من البرتغاليين لم يطلقوا عليه اسم مسجد، وفقاً لما جاء في مخطوطة الشيخ عبد الرحمن البغدادي "مسلية الغريب بكل أمر عجيب"، حيث قال: "وكنا في دار عظيمة البنا، وسيعة الفنا، بعيدة عن السكان قريبة من القيعان، أعدوها لأهل هذه القضية بأجرة وفية".
وبدأت هجرة المسلمين إلى البرازيل مع بداية القرن الـ 20 وأسسوا أول جمعية لهم عام 1929 بمدينة ساو باولو تحت اسم "الجمعية الخيرية الإسلامية"، وأقاموا مشروع بناء أول مسجد في أمريكا اللاتينية عام 1944م.
ثم في عام 1970 عقد أول مؤتمر لمسلمي أمريكا اللاتينية حضره وزراء الأوقاف من دول إسلامية، وكان من بين الحضور الشيخ محمد بن ناصر العبودي الذي كان له دور متميز وتاريخي في نقل أخبار المسلمين إلى المملكة العربية السعودية، لتبدأ بدورها في المساهمة في تشييد العشرات من المساجد في كافة الولايات البرازيلية.
أشكال المساجد في البرازيل
يقدر المسؤولون عدد المساجد في البرازيل بـ 37 مسجداً وهي تتنوع من حيث شكلها الجمالي وطريقة البناء تأثراً بالجهة المتبرعة وتوجد الكثير من المساجد في البرازيل التي تجذب المواطنين هناك وتدفع بعضهم لاعتناق الإسلام مثل مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمدينة "فوز دو إيجواسو" والذي يعد معلماً سياحياً في المدينة وكذلك مسجد مدينة "موجي" بولاية ساو باولو والذي يعتبر ضمن المعالم السياحية لبلدية المدينة.
وتعاني بعض هذه المساجد من قلة عدد الدعاة وضعف المؤسسات الإسلامية المحلية وعدم قدرتها على توفير راتب ثابت لهؤلاء الدعاة، حيث يبلغ عدد المشايخ والدعاة في البرازيل 65 شيخاً وداعية.
وتضم البرازيل اليوم مائة مسجد ومصلى تنتشر في كل الولايات البرازيلية، غير أن الكثير منها يحتاج إلى العناية والرعاية والصيانة والتجديد وخصوصاً الصالات المستأجرة للصلاة، وفي بعض الأماكن لا يتمكن المسلمون من دفع نفقات الصيانة.
العيد في المساجد
ويحتفل المسلمون في البرازيل بالعيد في المساجد، حيث يصلون صلاة العيد وتتزين المساجد بالأنوار والألعاب الخاصة بالأطفال ويتم توزيع الألعاب والحلوى ثم يزور المسلمون الأقارب.