أحمد شاب باكستاني في العشرينيات من عمره معاق في يديه ورجليه ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك ورغم ذلك فإن تعلقه الشديد بالكمبيوتر وبرامجه دفعه إلى تحدي إعاقته ومحاولة تجاوزها على قدر ما يستطيع، مبتدئا باستخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر بأصابع قدمه مرورا بكوع يده ووصولا إلى أنفه حيث استقر وقاص على هذا الخيار الذي جعل منه مبرمج ومصمم مواقع على الشبكة الدولية الإنترنت.
ويقول وقاص في حديثه مع الجزيرة نت إنه عندما رأى مجموعة من أصدقائه يستخدمون الكمبيوتر تاقت نفسه إليه وبدأ يفكر في كيفية استخدامه، مضيفا أنه اشترى جهازا وبدأ يتدرب على استخدام لوحة المفاتيح بأصابع قدمه أولا ثم بكوع يده اليمنى إلا أن هذه المحاولات فشلت في تحقيق المراد، مما اضطره إلى استخدام أنفه وبعد محاولات وتدريب شاق تمكن من الاعتماد على هذا الخيار.
ولم تكن معضلة أحمد في كيفية تدريب نفسه على استخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر بأنفه فحسب وإنما بصعوبة الحركة حيث أنه معاق ولا يستطيع السير إلا على كرسي متحرك، مما جعل تنقله من منزله الكائن في أحد أزقة مدينة لاهور إلى المعهد الذي درس فيه أمرا شديد المرارة له ولعائلته التي عانت معه الكثير حتى يصل إلى هذا الإنجاز.
ويقول والد أحمد في حديثه مع الجزيرة نت إنه وأمه عانيا الكثير لأجل مستقبل أحمد ، مضيفا أن تهيئته للخروج من المنزل كانت ومازالت أمرا عسيرا فيه صعوبة بالغة لا سيما مع عدم وجود سيارة مناسبة له ولوضعه الصحي مما جعله دائما متأخرا عن عمله.
الأسرة
العائلة وفي سبيل تحقيق أحلام ولدها الوحيد انتقلت من إحدى القرى حيث كانت إلى مدينة لاهور حيث يمكن لأحمد أن يجد فرصة للتعلم والتقدم في الحياة.
بعد عامين من دراسة علوم الكمبيوتر أصبح أحمد مؤهلا لبرمجة مواقع على شبكة الإنترنت وهو يزاول هذه المهنة حاليا من منزله وبدأها بتأسيس موقع له شخصيا أعجب أصدقاءه وأقاربه الذين يقدمون له ما يلزم من دعم مادي ومعنوي.
كيف تمكن وقاص أحمد من تجاوز إعاقته؟ سؤال أجاب عليه أحمد قائلا "بدأت بتغيير قناعاتي ورفضت الاستسلام لإعاقتي أمام طموحي فأعانني الله على تحقيق هذا الهدف, البداية كانت صعبة ومؤلمة والآن أجلس لساعات أعمل على الكمبيوتر دون مشكلة".
جاويد خان أحد أصدقاء أحمد التقته الجزيرة نت في منزل أحمد وعندما طلبنا منه التحدث عن صديقه أحمد قال "كما ترى أحمد يعمل بأنفه وهذا أمر مستحيل إلا أن أحمد جعل منه أمرا ممكنا، أعتقد أن اسم أحمد سيدخل كتاب غينس للأرقام القياسية عاجلا أم آجلا لأنه الوحيد في العالم الذي يقوم بهذا العمل".
أحمد الذي يتحدث الإنجليزية بصورة مقبولة لا تغيب الإبتسامة عن وجهه رغم كل ما يعانيه وكأنه يبعث
برسالة لمن هم على حاله يقول فيها لا تدعوا الاعاقة تتغلب على الارادة