فليتك تحلو.. والحياة مريرة
أيامنا على هذه البسيطة معدودة بالثواني واللحظات، فهي ستَمضي بكل ما حوتْه من حلو ومُر، فعلام نُفني هذه الدقائق المعدودات في التبرُّم من هذه الفانية، ونكيل أرطالاً من السِّباب والشتائم على واقعنا المَعيش؟! فالتشاؤم لا يُجدِي شيئًا، والنَّدم على ما فات لا يُرجِع الفائت، في حياة الإنسان الكثير من الإيجابيات وبعض من السلبيات والمنغِّصات، ولكن بعضًا من الناس يَغُض الطرف عن المواهب والإيجابيات الكثيرة التي أعطاه الله إيَّاها، ويضع بين عينيه عدسة مُكبِّرة لسلبيَّة بسيطة، فيراها قد سدَّتْ عليه الأُفْق برمَّته، فأضحى كلما يَمَّم وجهه إلى أي مكان يراه، تتحوَّل حياته إلى جحيم لا يُطاق، فعلامَ التشاؤم؟! ولو تأمَّلت السعادة فسترى أنها لا تنزل علينا من علياء السماء هكذا، وإنما نحن مَن نصنعها بأيدينا، بالنظر إلى المواهب التي وهبنا الله إيَّاها، بتذكُّر أيام السعد والهناء التي عِشناها، بالنظر إلى النِّعم التي نتمتَّع بها، فإذا ما نظرنا إلى الجوانب الإيجابية، وسددنا الأفق على غيرها، فإننا - وبدون أدنى شك - ستتحوَّل حياتنا إلى سعادة تامة، حتى وإن كانت فيها مُنغِّصات فهي لن تؤثِّر علينا، وإنما ستقف على هامش حياتنا، فالعمر هين، أهون مَن أن يفنى في ما لا طائل تحته، إذا أردت أن تكون سعيدًا فما بينك وبين السعادة إلا مرمى حجر؛ وهي ألا تدع ثانية واحدة للتفكير السلبي، وعليك أن تنظر إلى الجانب الإيجابي من حياتك، فعندها ستكون حياتك أفضل مما تتوقَّع، وستكتَشِف أشياء كامنة فيك كنت غافلاً عنها، أنا متأكِّد من أنك قادرٌ على ذلك، ولا تنسَ أن تتعلَّق بحبل الله؛ لكي يُنير لك الدربَ فتسير على خطى هذا النور مقتفيًا أثرَ سيد السعداء محمد صلى الله عليه وسلم.
في الأخير: لا بد لنا أن نَقِف على محطة واحدة، وتنتهي تاريخ صلاحياتنا في هذه الدنيا، وتنتهي معنا همومنا وأحزاننا وكذلك سعادتنا، فعلام نَجلب لأنفسنا الشقاء ما دام أن نهايتنا التراب؟!
عمر سالم محمد