|
عضويتي
» 2702 |
جيت فيذا
» 15 - 12 - 2012 |
آخر حضور
» 2 - 11 - 2014 (08:40 PM) |
فترةالاقامة »
4395يوم
| مواضيعي » 203 | الردود » 4733 |
عدد المشاركات » 4,936 |
نقاط التقييم » 145 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
المستوى » $51 [] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » |
جنسي » |
العمر »
سنة
|
الحالة الاجتماعية » |
مشروبى المفضل » |
الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » |
ناديك المفضل » |
سيارتي المفضله » | |
رد: مدونة القران الكريم
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴿الفرقان:53﴾
هـذه الآية الكريمة جاءت في مطلع الثلث الأخير من سورة الفرقان, وهي سورة مكية, وآياتها سبع وسبعون, وقد سميت بهذا الاسم الكريم (الفرقان), وهو اسم من أسماء القرآن العظيم, لكونه فارقا بين الحق والباطل.. ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة الإسلامية, ومن ركائزها: تنزيه الله(تعالي) عن كل وصف لا يليق بجلاله من مثل نسبة الولد زورا إليه, والادعاء الباطل بوجود شركاء له في ملكه, والهروب من الاعتراف بالحقيقة الجلية أنه تعالي خالق كل شيء بتقدير دقيق, وحكمة بالغة, وأن له(وحده) ملك السماوات والأرض دون شريك, ولا شبيه, ولا منازع, وهي من صفات الألوهية الحقة..
وتبدأ سورة الفرقان بتمجيد الله وتعظيمه, وبالتأكيد علي أنه( تعالي) هو الذي أنزل القرآن الكريم علي خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم) فارقا بين الحق والباطل ليكون نذيرا للعالمين, في كل وقت وفي كل حين; وتنعي السورة الكريمة علي الذين كفروا إنكارهم لتلك الحقيقة القائمة, وتطاولهم علي كل من كتاب الله وخاتم الأنبياء والمرسلين, وإنكارهم ليوم الدين, وترد عليهم بقول الحق( تبارك وتعالي): قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما [الفرقان:6].
كذلك تنعي عليهم تعنتهم بالاعتراض علي بشرية خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), وعلي محدودية حظه من المال, وعلي تنزل القرآن منجما, وقد أنزل كل من الكتب السابقة دفعة واحدة; وتطاولهم بطلب الرسالة السماوية من الملائكة مباشرة; أو طلب رؤية الله جهرة حتي يؤمنوا به, وهي صورة من صور الصلف الكافر الذي لا يفهم لمدلولات كل من الألوهية والنبوة والرسالة, حقيقة ولا معني صحيحا...!! وتعرض السورة الكريمة لشيء من مشاهد الآخرة, ولعذاب الكافرين في نار جهنم, وتقارن بين هذا العذاب المهين, وبين تكريم الله للمتقين في جنات النعيم...!!
كما تعرض لمصارع المكذبين في عدد من الأمم السابقة علي هذه الأرض, وإلي شيء من مصائرهم يوم القيامة, وندمهم علي ما قد فرطوا فيه من حقوق الله وحقوق عباده, وعلي انصرافهم عن اتباع الرسول الخاتم والنبي الخاتم( صلي الله عليه وسلم), وتوليهم لأهل الكفر والشرك والضلال, اتباعا لغواية الشيطان, ولغواية الغاوين من بني الإنسان, وعبادة لهوي النفس الذي يعمي ويصم عن رؤية الحق, وعن الاستماع إلي حجيته ومنطقه فيهوي ذلك بالإنسان إلي ما دون مستوي البهائم..!! ويشكو المصطفي( صلي الله عليه وسلم) إلي ربه هجر قومه للقرآن الكريم, وهذه الشكوي كما كانت قائمة في زمن النبوة تظل قائمة في كل زمان يهجر فيه القرآن, ويقصي عن مناط الحكم والتشريع...!!
وتعرج سورة الفرقان إلي تخفيف الأمر عن رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بتذكيره بأن كافة الأنبياء والمرسلين من قبله قد جوبهوا من قبل أهل الكفر والضلال بعداوة شديدة, وبالتأكيد له علي أن الله( تعالي) عالم بذلك, مطلع عليه, ومجاز به, وتوصيه بالصبر والمصابرة, وبمجاهدة الكافرين بما في القرآن العظيم من حق أبلج, وتعينه علي ذلك بأمره بالتوكل علي الله( تعالي), الحي الذي لا يموت, وبالتسبيح دوما بحمده, وتعيد إلي ذاكرته( صلي الله عليه وسلم) أن دوره هو دور البشير النذير.. وتقرر السورة الكريمة أن من صلف الكافرين وتطاولهم وضلالهم إنكار الله الخالق( سبحانه وتعالي) وعبادة من دونه ما لا ينفعهم ولا يضرهم, وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي): ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر علي ربه ظهيرا [الفرقان:55]..
ويقول( عز من قائل): وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا[ الفرقان:60]. وفي المقابل تنتقل السورة الكريمة إلي استعراض عدد من صفات عباد الرحمن, في مقارنة رائعة بين صفات أهل الحق وصفات أهل الباطل, مؤكدة جزاء الصالحين بالخلود في جنات النعيم, في حفاوة وتكريم من الله وملائكته, وتنتهي بتأكيد هوان البشرية كلها علي الله( تعالي) لولا تلك الطائفة القليلة من عباده الصالحين الذين يعرفون معني الألوهية والربوبية الحقة لجلال الله الخالق( سبحانه وتعالي) فيجأرون بالدعاء له طلبا لرحمته ورضوانه, أما الغالبية الساحقة من البشر الذين كفروا بالله, أو أشركوا به ما لم ينزل به سلطانا, واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا, لأن الله( تعالي) قد تعهد أن يجزيهم بسوء أعمالهم جزاء ملزما..
وفي معرض الاستشهاد علي صدق ما جاء بهذه السورة المباركة وردت الإشارة إلي العديد من الآيات الكونية التي منها:
(1) أن الله(تعالي) هو خالق كل شيء ومقدره تقديرا وفق علمه وحكمته وقدرته, وأنه(تعالي) هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض.
(2) أن تشقق السماء بالغمام من بدايات انهيار النظام الكوني.
(3) الإشارة إلي دوران الأرض حول محورها بمد الظل وقبضه.
(4) تخصيص الليل للنوم والراحة, وتخصيص النهار لليقظة والجري وراء المعايش.
(5) أن الله( تعالي) هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته, وأنه( سبحانه وتعالي) هو الذي ينزل من السماء ماء طهورا ليحيي به أرضا ميتة, ويسقيه مما خلق أنعاما وأناسي كثيرا.
(6) أن الله( تعالي) هو... الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا.
(7) أن الله( تعالي) هو... الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا....
(8) أن الله( تعالي) هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام( أي ست مراحل متتالية).
(9) أن الله( تعالي) هو... الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا.
(10) أن الله( تعالي) هو... الذي جعل الليل والنهار خلفة... وهي إشارة ضمنية رقيقة إلي حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس. وكل آية من هذه الآيات الكونية العشر تحتاج إلي مناقشة موضوعية خاصة بها, ولما كان المقام لا يتسع لذلك أجدني مضطرا لقصر الحديث هنا علي آية واحدة منها ألا وهي الآية الثالثة والخمسون المشار إليها هنا في النقطة السادسة أعلاه, التي تصف التقاء ماء النهر العذب الفرات بماء البحر الملح الأجاج, وقبل الولوج في ذلك أري لزاما علي أن أعرض لعدد من أقوال المفسرين السابقين في شرح هذه الآية الكريمة, ولشرح دلالات الغريب من ألفاظها علي مسامع أهل عصرنا الذي نسي كثير من العرب فيه لغتهم الأم ولغة كتاب دينهم العظيم.
| | |