عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 03:31 AM   #13


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4438يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ركنت سيارتي أمام مدخل الشركة .. وما إن ضغطت على زر المصعد الكهربائي .. حتى فتح .. لم يكن خاليا .. بل كان فيه وليـــــــــــــد ..

التقت أعيننا .. الذي أذكره .. أنه يسكن في الأردن .. فقد كلفه والدي بالعمل هناك يدير أحد شركاته .. ما الذي أتى به ؟

فلأكمل لكم .. التقت أعيننا ... كانت تعابير وجهه تحتوي الكثير من المشاعر .. الحقد .. الغضب .. الضيق .. السعادة .. والسخرية !

تبسم لي .. وربت بكفه على كتفي : حيى الله دكتورنا ..

حاولت أن أبتسم .. لكن .. لم أستطع .. لأني في حالة من الذهول والحيرة .. ليكمل باستهزاء : أمداه صاحبك يستنجد فيك .. وأمداك توصل تساعده ؟

لم أفهم ما قاله .. لأنني أساسا كنت شاردا في التأمل به : ما شاء الله ما ضنيت انك سريع لهدرجة .. يلله روح لا أعطلك .. روح ساعده .. قبل ما يجي الوالد ويطرده من الشغل .. وتفشل مخططاتك ..

ابتعد عني .. وأنا بقيت كما أنا .. لا أعلم ما الذي حدث لي .. فمجرد رؤيته .. تذكرني بأشياء وأشياء قد نسيتها .. أجل .. نسيتها .. وعينيه القذرتين .. ذكرتني بها .. لكن .. لما عاد ؟ لما هو هنا ؟ لما قال تلك الجمل ؟

مهلا .. كأنه قال صاحبك .. اي .. محمود .. وهل لي صاحب غيره ؟

إذن محمود بخطر ..

هذا ما استنتجه عقلي .. لأضغط مرة أخرى على المصعد .. لحين فتح إلي .. ودخلت بسرعة .. ضغطت على الزر الذي كتب عليه رقم 4 .. وببطء .. وصلت إلى مكتب محمود .. طرقت الباب .. لم أسمع ردا .. فتحت الباب .. وهممت باقتحام المكان ..

كادت عيناي تخرجان من مكانهما .. وأنا أرى المكان قد تحول لفوضى .. فوضى عارمة .. الأوراق في كل مكان .. جلت ببصري المكان مرة أخرى .. بحثا عن محمود .. لأراه واضعا رأسه على الطاولة ..

اقتربت منه بصعوبة .. وأنا أتخطى الأشياء المرمية .. وضعت كفي على ظهره .. ليرفع رأسه ..

وأنا أيضا .. لن أنسى هذه اللحظة أبدا .. كأنني رأيت دمعا متجمعا في عينيه .. كأنني رأيت الانكسار باديا على ملامحه .. كأنني رأيت بحرا من الهم في عينيه ..

احتضنت رأسه .. وقال لي بهدوء قاتل : من هذا ؟

همست له وأنا متأكد من ما أقول : وليـد .. أخوي ..

==

حل المساء .. وفي منزل فطوم ..

صرخت في وجهه لأول مرة : تروح تعتذر لها ..

صرخ هو الآخر : لا والله ؟ آخر زمن .. آنا أعتذر لها ..

صرخت ثانية : اوكي .. لا تروح .. بس لا تكلمني .. أصلا أنا ما أتشرف تكون أخوي ..

صفعة باردة .. ساخنة .. كحال الجو الذي نعيش فيه .. نتجت عنها .. دمعة باردة ساخنة أيضا .. وابتسامة بصعوبة بالغة رسمتها .. حاولت أن أتفوه بشيء أستعيد به كرامتي التي دهسها بصفته .. ولكن .. الصدمة ألجمت لساني .. وقادتني للذهاب لغرفتي ..

أقفلت الباب .. استرخيت على سريري .. غطيت رأسي بلحافي .. وأخذت أبكي .. ولكن .. بصمت مطبق ..

أفكار تأخذني هنا وهناك .. لأمد يدي .. والتقط هاتفي .. وأقطع خلوتي مع الدمع .. بالاتصال إليها ..

==
كنت حينها .. أشبه بمنهارة .. فمحمود .. لم يعد بعد .. ولا يجيب على اتصالاتنا .. وأمي قلقلة .. وبين الحين والآخر .. يرتفع عليها ضغط الدم .. وأنا .. أسارع بعمل كوب عصير ليمون ..

أما أختاي .. فهما تلهوان خارج الدار .. في حديقة المنزل الصغيرة .. وعلي .. يجلس أمام التلفاز .. يقلب من قناة لأخرى .. ليخفي توتره وقلقه ..

" أحمــد .. "

هذا متفوهت به .. لتفترسني أنظار كل من أمي وعلي .. وقبل أن أكمل .. رن هاتفي .. لننصت لرنين الهاتف .. وخفقان قلوبنا في ازدياد ..

نظر إلي علي : يمكن محمود ..

ركضت نحو هاتفي الموجود فوق المنضدة .. انتزعته برفق وما إن نظرت إلى اسم المتصل .. لأرى بأنها .. فطـوم ..

ضغطت زر الرد .. وقد أصابهما إحباط كبير حينما قلت : هلا فطووم ..

وصلني صوتها المخنوق بالعبرة : بيان .. انتي زعلانة علي ؟

تبسمت .. يبدو أنها تبكي .. كم أحبها فطوم .. تشعر بالذنب لذنب لم تقترفه .. لكنها ذكرتني عن ما كنت غافلة عنه : الا فطومة .. وبعدين ليش أزعل ؟

عادت لنوبة بكاء أخرى : فطووم .. لا تصيحين .. اللحين صدق بزعل ..

وصلني صوتها المتعب : ليش ما تردين علي ؟

تبسمت : لما تصلتين الظهر كنت أسبح خواتي .. وما كان عندي كردت اتصل فيج .. وقلت لعلاوي يشتري لي .. ولما بغيت اتصل فيج .. امي قالت لي إن محمود لين الحين ما رجع .. وكان المغرب .. والحين الساعة 10 ومحمود ما رجع .. واحنا كلنا خايفين عليه ..

لم تجبني إلا بالسكوت .. فأكملت : فطوم ؟

وصلني صوتها ثانية : محمود فيه شي ؟

تبسمت : ادعي ربج إن ما فيه شي .. بس بسألج ..

قالت لي : بدعي له .. آمري ..

قلت لها : عندج رقم دعــاء ؟

قالت لي : اييي .. لحظة بعطيج إياه ..

==

أغلقت بيان الهاتف .. وجلست بجانبي وقالت : ماما .. أنا أخذت رقم دعاء اخت احمد .. بقول لها تعطيني رقم أحمد وسأليه عن محمود اوكي ؟

قالت أمي بتعب : طيب .. سرعي ..

كنت أنظر نحوها .. ورأيتها تضغط زر الاتصال وما إن أجابتها دعاء تلك .. طلبت منها رقم أحمد .. يبدو أن الأخرى تفاجئت من طلب بيان .. لذلك أخذت تشرح لها الأمر .. وبعد عدة لحظات .. تهلل وجه أختي فرحا .. ونهضت باتجاه أمي وهي تضغط زر الاتصال أيضا ..

رن طويلا .. ولا أحد يجيب .. ورأيت الخيبة مرة أخرى على تقاسيم وجه أمي .. نهضت لها .. كنت أود التفوه بـ " لا تقلقي " لكنها .. سرعان ما نكست رأسها وأخذت تبكي ..

أخذت أنظر نحو بيان .. وبيان تنظر إلي .. والدمع اتضح بعيني بيان .. يا ربي .. ماذا أفعل الآن ؟ أمي بحاجة للمواساة .. وبيان ستبدأ بالنحيب لبكاء أمي .. وأنا .. مكتوف اليدين .. لا أستطيع القيـــام بشيء !

==

كنت جالسا على المقعد بجانب عمار .. وأنظر إليه بتمعن وهو يكتب مسجا يريد إيصاله لإحداهن .. كنت مصمما .. أن أنفذ ما اتفقنا عليه أنا وبيان .. وبعد أن سمعت ما سمعت من أمي .. وأن أحدا ما بين الثلاثة الذين أراهم أمام وجهي قد تسبب بجرح بيان .. زادت عزيمتي ..

لا أعلم كيف خطر هذا ببالي .. لكنني قلت لعمار : عمار ..

لم يلتفت إلي .. وبقى يعبث بلأزار لكنه قال : هممم ..

قلت له : يصير أستخدم لاب توبك ؟

رمقني من طرف عينيه .. ثم قال : انزيين .. حدك ساعة ..

نهضت بسعادة : مشكوور .. أعرفك ما تقصر ..

وبسرعة ركضت نحو غرفتي .. أخذت ( الفلاش الموميري ) .. واتجهت نحو غرفته .. تناولت الاب توب .. وضعت بحضني .. وفتحته بسرعة .. وأخذت أفتش بين ملفاته عن شيء ينفع لخطتنا ..

وأي شيء سينفعنا أكثر من سجل المحادثات ؟

اتجهت لذاك الملف .. ضغطت عليه .. الحمد لله أن لا رمز قفل عليه .. قمت بعمل نسخة له في ( الفلاش ) .. جبت هذا الملف وذاك .. وعثرت على بعض الصور .. كنت أراها وأنا مبتسم .. لم أنصدم .. فهذا شيء متوقع ..

أغلق الجهاز .. أخذت فلاشي .. وهرولت نحو غرفتي .. وضعتها في خزانة ملابسي .. وطرشت لبيان مسجا ..

==

كنت جالسة بجانب جهاد .. نتبادل أطراف الحديث .. حينما جاءت أمي وجلست بيننا : اختكم زعلانة .. روحو راضوها ..

قلت لها بضيق : يمه .. هي غلطت على عمار .. فتستاهل الصفعة ..

قالت أمي : هي للحين جاهلة .. وانتون وش كبركم .. كل وحدة عندها عيال .. وتخلون بالكم وبالها ؟

قالت جهاد : الحين احنا وش سوينا ؟ هي تهاوشت مع عمار .. وبعدين عمار الي صفعها مو احنا .. المفروض تقولين لعمار يراضيها ..

كل الأعين اتجهت نحو عمار الذي نظر نحونا بضيق : لا تخافين .. براضيها .. بس مو الحين .. أول شي خلها تحس بأن الي قالته خطأ ..

قالت أمي بيأس : انتو ما منكم فايدة .. قلوبكم قاسية وما فيها رحمة .. ما أدري طالعين على من .. وأنا للحين ما هاوشتكم على الي سويتونه في بيان .. هذي عمايل تسوونها في بنت خالتكم ؟

قلت بحذر : هذا الحق وينقال .. محد مخرب بنتج إلا هـ البيان ..

قالت أمي بعصبية : الي يسمع إن بنتي الحين صايعة وعلمها الصياعة بيان .. والي يسمع بعد .. يقول إنكم ما سويتون إلي يسونه لما كنتون بسنهم .. ها عمار ؟ نسينا ؟

التفتنا له ثانية .. ليقول بعد صمت : أنا مالي دخل .. ضياء وجهاد قالو لي أتصل .. وأنا الي علي بس أتصل للمدرسة وأكلمهم ..

فتحت جهاد عينيها بصدمة : الحين عاد حاس بالذنب ؟ مو انت الي قايل انها عايرتك وتبي ترد الصاع لها صاعين ؟

قال وهو يبتسم : ومن الي قال لي الفكرة ؟؟

ليقطع حديثنا دخول فطوم .. والدمع على خديها وهي تقول : محمود من الصبح ما رد بينهم .. وخالتي صاحت وارتفع عليها الضغط ..

[ ضياء : 29 سنة ]

==





فتحت الباب وأنا أنشف دمعي بكفاي : دخلوا ...

لتدخل خالتي أولا .. ثم تدخل خلفها فطوم .. وكلهم .. لأني لا أود ذكر أعدائي البقية ..

ليتجهوا نحو أمي المستلقية على أحد الكنبات .. وعينيها لم تتوقفا عن ذرف الدمع .. فأمي قد نسيت شرب أقراصها .. جراء خوفها على ولدها الذي يغطي وجود أبيه .. فكان الخوف ونسيان الأقراص .. كل هذا دفع لارتفاع ضغط الدم أكثر من المعدل الطبيعي .. بضعفين ..

وقفت بجانب علي .. أستمع لتزاحم الأصوات .. وأتأمل الوجوه .. وقلبي يفكر باثنين .. أمي ومحمود .. كنت خائفة .. وأسمع صوت نبضي بوضوح ..

ليرن هاتفي .. ولكن نتيجة الضوضاء .. لم يلتفت أحد .. أخذته من جيب بنطالي برجفة سرت في جسدي .. وكـ المرة السابقة .. لم يكن محمود .. بل كان عماد ..

خرجت من الصالة ووقفت عند بابها : هلا عماد ..

وصلني صوته : شنو صاير ؟ تقول الخدامة بيتنا عندكم ؟

قلت بحزن : ماما ارتفع عليها الضغط .. وأنا وعلي ما نعرف شنو نسوي .. اتصلت في فطوم علشان تقول لأمك .. تجي تشوفها .. وكلهم جو ..

قال لي : انزين أنا الحين بجي .. باي ..

قلت بهدوء : بيباي ..

قبل أن أغلق هاتفي .. انتبهت لوجود مسج .. تجدد الأمل بداخلي .. يبدو أنه من عند محمود .. لكن .. تكررت خيبة الأمل .. حينما كان المرسل " عماد " ويقول :

تمت العملية بنجاح ..

==

حاولت في خالتي أخذها للمشفى .. لكنها رفضت وبإصرار .. خوفا منها أن يأتي محمود ولا يجدها .. ماذا فعل لها هذا المحمود ؟ ألا يأتي ويريح بالها ؟

رفعت هاتفي واتصلت له .. لكنه لم يجيب .. اتصلت له ثانية .. ولم يجب أيضا .. لأرفع نضري .. فأرى بيان جالسة بالقرب مني .. اوه .. عذرا .. أقصد بأنها بالقرب من خالتي .. وتجبرها على احتساء عصير الليمون !

حدقت بها طويلا .. يبدو أنها لم تكف اليوم عن البكاء .. فعينيها محمرتين .. وأنا أتذكر .. منذ أن كنا صغارا .. نخاف أن نضربها .. لأنها حينما تبكي .. لا تزول آثار الدمع .. بل يبقى احمرار بياض العين دليل بأننا أبكيناها ..

تبسمت على هذه الذكرى .. وحركت رجلي للذهاب نحو فطوم " الزعلانة " ..

طوقت كتفيها بذراعي .. لكنها حينما رأتني .. أبعدت ذراعي .. وجلست بجانب علي ..

ذهبت نحوها مرة أخرى .. جلست بجانبها .. وهمست لها : روحي لبيان .. طالعيها تعور القلب ..

احتقرت نفسي حينما قالت : ليش انت فيك قلب ؟

صصحيح ما نقوله .. فطوم لا تتمرد على ما نقوله .. فطوم مسالمة .. لكن جراء احتكاكها ببيان .. أصبحت طويلة اللسان مثلها !

حاولت اخفاء ضيقي : معاج حق .. ما عندي .. بس تسلفت قلبج .. روحي لها .. تكفيين ..

لدغني سؤالها : وليش تبيني أروح لها ؟ كاسرة خاطرك مثلا ؟

هنا .. توقف لساني عن النطق .. هنا شعرت لما قلته .. مالي ومالها ؟ سحقا لها ..

نهضت عن فطوم .. فقد أيقضت مشاعر الكراهية لتلك الإنسانة في داخلي .. لكنني لحقت تلك أي " بيان " بعيناي .. حينما قرأت الفرح في عينيها .. وهي تهم بالركض خارج الصالة ..

تبعتها .. ولنرى من هذا المتصل .. الذي أفرح قلبها الصغير ..

==

كنت على وشك البكاء .. لكنني أرغمت نفسي على السكون .. وحينما شعرت برنين الهاتف ثانية .. تجدد الأمل في داخلي .. ورفعت هاتفي .. لأقرأ اسم المتصل الذي دونت رقمه توا " أحمــد صديق محمود " ..

ركضت خارجة من الصالة .. لا لشيء .. وإنما لأتمكن من معرفة كل شيء قبل أن أقوله لأمي .. كي أخفي عنها بعض الأشياء .. لو كان مكروها لا سمح الله حدث لأخي الحبيب محمود ..

ضغطت على زر الرد : أحمـد ؟؟

وصلني صوته ولكن يبدو أن الإرهاق أخذ مأخذه منه : انتي بيان ؟

هززت رأسي وكأنه يراني : اييي .. وين محمود ؟ محمود معاك ؟

نفس ذاك الصوت وصلني ثانية : اي .. بس هو ما برد بيتكم .. بجي معاي ..

استغربت ذلك فقلت بخوف : محمود فيه شي ؟

قال لي : لا .. بس أنا تعبان وبيقعد معاي ..

كذب ما يقول : ما أصدق الي تقوله .. لو كان كلامك صحيح .. كان هو بنفسه الي اتصل .. أحمد والي يرحم والديك رد علي .. أنا طلعت عن أمي بس علشان أفهم الموضوع .. أحمد ترى أمي ارتفع عليها الضغط ... تراها واجد خايفة على محمود ..

قلت كل هذا الكلام بدون أن أخذ نفسا واحد .. ليجيبني بعد صمت : لحظة شوي ..

جلست على العتبات وسندت رأسي إلى الجدار .. ورغما عني .. سقطت دموعي .. إحساسي يقول بأنه حدث لمحمود شيئا .. محمود لا يغيب عنا .. محمود لا يتركنا ..

لكن .. ظل أحدهم .. أجبرني لرفع رأسي .. وصدمت حينما رأيته عمار .. بنظرات غريبة ..

==

اقتربت منها .. كنت غاضبا .. لا أعلم لماذا .. لا أدري ما يحدث لي في هذه اللحظة .. لكنني غاضب .. مددت كفي .. وتناولت هاتفها من دون أي صعوبة .. فقد كانت مذهولة من تصرفي ولم تستطع التفوه بحرف ..

وبهدوء قلت : ألو ؟

لم أسمع صوتا .. رمقتها بنظرة .. ووصلني صوت أحمد الذي التقيت به عدة مرات مع محمود : بيان ؟ انتي معاي ..

قلت بضيق وأنا أسمعه يتلفظ باسمها : أنا عمار .. وينه محمود ؟

قال لي بنفس الهدوء : هلا عمار .. اسمعني .. محمود في المستشفى خالين عليه مغذي .. وهو نايم ..

نظرت إلى عينيها .. فقد كانت تلتهمني بنظراتها المهتمة وأشحت بوجهي خوفا من الإبحار في تلك العينين : ليش شنو فيه ؟

وصلني صوته : صارت عنده مشكلة في الشغل .. وفنشه الوالد .. وصار شجار حاد .. تدخلت الشرطة .. ولأنه ما أكل شي من الصبح .. انخفض ضغطه .. وارهق .. أخذته المستشفى .. والحين نايم ..

كنت منكسا نظري .. لكنني شعرت بحركة .. فقد قامت من مكانها .. ووقفت أمامي .. أغمضت عيني .. ابتعدي بيان .. ابتعدي : طيب في أي مستشفى ؟

لم أستطع التركيز .. فقد أمسكت قميصي وأخذت تهزني بخفة .. ودمعها على خديها وهي تقول : شفيه محمود ؟

أغلقت الهاتف بعد أن ذكر لي اسم المشفى .. تنهدت بضيق وأنا أستمع لصوت بكاءها : قولي شفيه محمود ؟

مددت كفي لها بهاتفها وقلت بحدة أخفي خلقها مشاعري : مرة ثانية لا تتكلمين مع أحد غريب .. فاهمة ؟

لم تعر لما قلته اهتماما بل واصلت بكائها ورجاها فقلت : ما فيه شي .. تراه في المستشفى نايم ..

جلست على العتبة .. وغطت وجهها بين قدميها وواصلت بكاءها .. أشفقت لحالها .. وجلست بجانبها : صار له مشكلة في الشغل .. وهواش .. فصلوه من الشغل .. ونزل ضغطه وأخذه أحمد المستشفى .. خلو عليه مغذي لأنه ما أكل شي .. ونام لأنه تعبان ..

رأيتها ترفع رأسها .. وهي تمسح رذاذ دمعها .. لم أستطع البقاء أكثر .. فأنا أشعر بأن الأوكسجين لا يصل لرئتي .. شعرت باختناق حاد .. مما دفعني للنهوض لداخل المنزل .. لأخبر خالتي ما جرى وأطمئن فؤادها ..

==

طلت أمنا الشمس باستحياء على أبناءها .. طلت ابتسامة السماء .. لتنثر على بعض أهل الأرض .. ابتسامات لأيضا ..

أفقت من نومي حينما صفعتني بيدها .. أبعدت يدها عني .. وانقلبت الجهة الثانية .. وما إن أغمضت عيناي .. حتى تذكرت بأنني رأيت بعض النور قبل قليل .. نهضت على عجل .. لأرى أن النور انتشر في المكان .. لم أغسل وجهي حتى .. بل إنني هممت بالخروج من غرفتي .. والذهاب لغرفة محمود .. وطرقها ..

" محمـــــــود "

فتحت الباب .. رأيته يتوسط سريره .. رأيته مغمض العينين .. رأيته نائما .. اتجهت إليه .. قبلت رأسه .. وخرجت من الغرفة ..

عدت إلى غرفتي .. استحممت .. اغتسلت غسل الجمعة .. لبست ملابس " كشخة " .. خرجت من الحمام .. تعطرت .. ومشطت شعري .. وتركته مفتوحا .. وجلست على سريري .. أوقظ فطووم ..

هززتها : فطووم يالكسوولة قومي ..

فتحت عينيها بإرهاق : هممم ..

قبلت خدها : قووومي بسرعة .. خلنا نسمع شنو صار في حبيب القلب ..

رأيتها تبتسم .. وتبحث عن شيء تقذفني به .. ضحكت ورفعت يداي باستسلام : خلاص .. أسحب كلمتي ..

أبعدت الحاف .. ونهضت قاصدة الحمام .. وأنا .. سارعت بفتح النافذة .. صحيح أنني أكره الضوء .. ولكني سأنعش غرفتي بأشعة الشمس .. فأنا الآن لا أحد يفوقني سعادة ..

ما زلت أتذكر أحداث الأمس الغريبة .. كان يوما طويلا كئيبا .. بدأ مع شجاري مع المعلمة تلك .. الآيس كريم


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس