عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 03:56 AM   #22


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4403يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



رفعت رأسها .. وليتها لم ترفعه .. فرغم ظلمة الليل .. إلا أنني رأيت عينيها المحمرتين من دون أي صعوبة .. ووجها المصفر .. وملامحها الذابلة .. الخالية من المشاعر عدى الخوف والرهبة الشديدة ..

ضممتها إلي .. وأخذت تبكي في أحضاني بصوت مرتفع .. جعلني أفقد عقلي .. قلت لها بنفس ذاك الحنان : بيونتي خلاص .. هدي روحج .. وفهميني الي صار ..

تشبثت في أكثر : محمود أنا خايفة .. لا تروح عني ..

قبلت رأسها .. ومسحت رذاذ دمعها : لا تخافين .. الله معاج .. وآنا معاج ..

قالت لي وجسدها يرتعش : لا تخليني ..

حوطت بذراعي جسدها .. ووضعت رأسها على صدري .. صليت على محمد وآل محمد .. وهمست بالمعوذتين .. قمت بما قمت به .. وأنا أستذكر ما كان يفعل والدي .. حينما تستيقظ بيان فزعة من نومها .. رحمك الله يا أبي .. اعذرني لأنني تركتها وحدها .. لن أسامح نفسي إن حدث لها شيء ..

أجلستها في المقعد الخلفي .. وجلست بجوارها .. وقلت لها بهمس : هدأتي ..

==

أغلقت باب سيارتي .. ومشيت قاصدا المنزل .. وأنا أفكر بتلك الفتاة الصغيرة .. وما حدث لها .. لا أعلم لما أوقفت السيارة حينما رأيتها .. ولا أعلم ما هو سبب تعلقي بعينيها المحمرتين ..

ليقطع علي خلوتي بأفكاري صوت رنين هاتفي .. وضغطت زر الرد حينما رأيت اسم صفاء ينير الشاشة : هلا صفاء ..

قالت لي بفوضوية : بحسب للثلاثة .. اذا مجييت بقفل الباب وما كو دخلة البيت ..

ضحكت بخفة : جى أحد من المعزومين ؟

قالت : ولا يكون تنتظر أول شي يجون الناس بعدين تجي ؟ ما صارت هذي صلاة ؟ حتى الي يقفل المسجد يمكن رد بيتهم ..

قلت لها وأنا اضحك : أنا في الطريق .. عشر دقايق وأنا في البيت ..

لتقول : يا ويييلك انت تأخرت أكثر من عشر دقايق ..

تبسمت : ان شاء الله عمتي صفاء ..

وصلتني ضحكتها الرنانة المليئة بالحيوية : ايي .. عفية عليك .. فدييته وليدي المأدب ..

ضحكت : أقول .. قلبي وجهج ..

أغلقت هاتفي .. وأنا أكتفي بابتسامة .. فالسعادة تغمر قلبي .. وكيف لا .. وأنا بلأمس توا عدت إلى أحضان الوطن .. وهذه صفاء التي أضنكم تعرفتم عليها من قبل .. هي أختي الصغيرة .. والليلة .. ستجتمع عائلتنا على العشاء .. بعد أن عزمهم والدي .. بمناسبة عودتي للديار .. قبل أن أسافر ثانية بعد عشرة أيام ..

==




أما أنا .. فلا تسألوني عني .. فأنا أجهل كل شيء عن حالي وشعوري .. فتأنيب الضمير يلاحقني .. وحرقة بقلبي تدفعني للجنون ..

خرجت من غرفتي .. وأغلقت الباب بقوة .. وبسرعة مررت الدرج .. الصالة .. تحت عيني والدتي المذهولة .. فتحت سيارتي .. وأغلقت بابها بقوة أيضا .. وتحركت لحيث تركتها .. وقلبي يشتعل نارا .. ودمعا أجهل سببه .. لمع في عيني ..

وصلت لحيث كانت .. لم أرها .. مشيت يمينيا .. أماما .. يسارا .. وكأنها ابرة في قش .. اختفت .. لأفزع من رنين الهاتف .. أخرجت هاتفي من جيبي .. لكنه لا يرن .. إذا من أين يأتي هذا الرنين ؟ التفت للخلف .. وانصعقت .. حينما رأيت حقيبتها .. يا رباه .. كيف فعلت هذا بها ؟ كيف تركتها وحدها ؟ وحتى هاتفها هنا ؟ بسيارتي !

قصدت منزلها من دون أي تفكير .. ترجلت بسرعة .. وطرقت الجرس .. ليظهر لي علي .. وملامحه تدل على الاستياء همست له : بيان هني ؟

قال لي بضيق : اييي .. ارتحت اللحين ؟

قلت له بوجع : أنا اسف .. ما كان قصدي ..

لم أكمل حديثي لأن محمود خرج من الدار .. خرج لي وعلامات الغضب واضحة على ملامحه .. وما إن رآني حتى انقض علي .. وسحبني من بلوزتي : تبيني أذبحك ؟

لا أستطيع أن أتفوه بحرف .. أشعر بالخرس .. أشعر بأن لا صوت لدي .. ليكمل : ما تكلم ؟ شتبيني أسوي فيك ؟

نكست نضري للأرض .. فمحمود أكبر من أن يمد كفاه ويرفعني بهذا الشكل .. لكنني أخطأت : أنا اسف ..

ترك بلوزتي وقال بغضب : وفي وين أصرفها ؟ اصلا انت ليش جاي اللحين ؟ جاي علشان أغلط عليك ؟

قلت له بتعلثم : محمود أنا ..

صرخ بي : انت شنو ؟ انت واحد ما عندك أي ذرة احساس بلمسؤلية .. اختي معاك أمانة .. لو ما أثق فيك ما خليتها تركب معاك .. جذي تسوي فيها ؟

بألم أجبت : بس هي ما رضت تجي ..

قال بنفس تلك النبرة : وحتى لو ما رضت .. تتركها وتروح ؟ يعني لو فطوم صارلك معاها نفس الموقف .. بتخليها ؟

لم أجبه .. وماذا عساني أقول .. ليقول : ما تجاوب ؟ بتخليها ؟ أكيييد لا .. لأنها اختك .. وعزيزة عليك .. وما تقدر تتخيلها بروحها بمكان ما تعرفعه .. بس بيان .. مو اختك .. وما يفرق معاك اذا صار فيها شي ولة لا ..

قلت له وقلبي يتوجع : مو صحيح كلامك .. وربي اني أعز بيان .. بس هي الله يهديها .. أنا كنت معصب وهي تستفزني ..

قهقه ساخرا : مبين انك تعزها .. والدليل .. جيتك اللحين تسأل عنها بعد سواتك ..

قلت له بعينين يملأهما الندم والخجل والألم : محمود تكفي .. لا تعذبني أكثر ..

ليقول بهدوء : عمار هذي اختي .. أمانة برقبتي .. اذا صار فيها شي .. وين أودي وجهي من أبوي ؟ شنو أقول لأبوي يوم القيامة ؟ أقوله آسف .. ما قدرت أحافظ على الأمانة ؟

نكست رأسي : أنا اسف .. والله آسف .. ابيك تسامحني .. وربي اني متفشل .. وما ادري وين أودي وجهي ..

تبسم لي .. رغم أنه مقهور .. رغم أن له الحق في أن يفعل بي ما يشاء إلا أن محمود أكبر من هذا كله .. محمود .. ماذا أقول عن محمود ؟

دنى مني .. وهمس : لا تخلي بخاطرك علي .. ( وضع كفه على كتفي ) وربي غصب عني ..

أجبرت نفسي على أن ابتسم .. رغم أنني المخطأ .. رغم أنني المسيء .. إلا أنه يجعلني أستصغر نفسي .. وأحقرها .. بعفوه .. وبقبوله لإعتذاري ..

==

كنت جالسة وابتسامة عالقة على فمي أنظر إلى طفلة ضياء .. وهي تحاول أن تمشي لكنها تسقط .. وتحاول ثانية .. وبعدها تخطو خطوتين وتتعثر .. ضحكت بخفة .. ورفعتها من على الأرض واللتفت لضياء : اتمنى ان الي ببطني بنت .. وتشبه بنتوتج مريومة ..

ابتسمت لي : ان شاء الله .. الله يرزقج على نيتج ..

وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث .. لحين أن أتت صفاء وجلست بجانبنا .. وأخذت مريم قرصت خديها .. وما إن عبست .. استعدادا للبكاء .. قبلتهما .. وأخذت تدغدغها بمرح : يا ربي .. أموت عليها ..

ضحكت ضياء : وأنا بموت منها .. مطفشتني هي ووخواتها ..

تبسمت صفاء : ضياء شرايج تسلفيني اياهم في الإجازة ؟ بترتاحين منهم صدقيني ..

ضحكت ثانية : لا حبيبتي .. ما اقدر استغنى عنهم .. وشدراج .. يمكن في هـ الاجازة يجييج ولد الحلال .. ويونسج عن بروحج ..

ضحكت صفاء : من بؤج لباب السما .. وربي ملييت .. محد وياي .. وحسن اذا رد البحرين .. كل مع ربعه .. ما يقعد بالبيت دقيقة وحدة ..

لأبتسم أنا : شنو بتدرسين بالمستقبل ؟

لتقول : صيدلة .. خاطري فيها واجد ..

لتقول ضياء : ناوية تدرسين برى ؟

ابتسمت بسعادة : اييي .. أقول لأمي علشان تحسوون بقيمتي .. بس اتمنى وحدة من ربعي يروحون معاي .. لكن كلهم تجاري ..

قلت لها : بس اذا مو بعثة .. على حساب الطالب .. عادي يدرس شي مال علمي اذا كان توحيد ..

لتقول : اييي .. بس من يحسرة ؟ فطوم اختج أشطر وحدة فينا .. وتقول مو خاطرها في الطب بتدرس بزنز .. اللحين نسبة فوق آخرتها بزنز ؟

تبسمت لها : وبيان ؟

لتقول : بيان .. ( ضحكت ) بيان أنا غاسلة يدي منها .. ذاك اليوم أسألها تقولي لكل حادث حديث .. ضاربة الدنيا جوتي هـ البنية ..

==

طلت خيوط الشمس .. وشيئا فشيئا امتلأت السماء حمرة .. واكتست بثوب النور ..

هناك .. حيث فطوم .. كانت جالسة في الفصل تجييب على أسئلة الامتحان وذهنها شارد بالتفكير في بيان التي تغيبت اليوم عن حضور المدرسة .. وكيف تأتي ؟ واليوم علينا امتحان منتصف الفصل .. ولا أضنها ذاكرت شيئا .. فأنا عن نفسي لم يدخل بعقلي المغلق شيء مما درسته .. فكيف بها ؟

أكملت حل الأسئلة .. ووصعت رأسي على الطاولة .. أفكر بها .. بما حصل لها .. أشعر بكل الذنب .. رغم أن لا ذنب لي .. لا أعلم لا أعلم .. لكن .. وجه عمار وهو عائد بلأمس لا يفارقني .. كان وجهه خاليا من الألوان .. كان شاحبا .. كان مهموما .. كان خجلا .. يبدو أن محمود عنفه .. وقال له ما يستحقه .. فمن هو لكي يقوم بما قام به .. ألا يكفيه أنه مد كفه عليها .. أيتركها وحدها هناك ؟

على صوت رنين الجرس .. رفعت رأسي .. وسلمت ورقتي إلى المعلمة .. وخرجت من الفصل .. قصدت صف رنا .. الذي بجانبنا .. تبسمت لها .. وخرجنا قاصدين صفاء : وينها بيون ؟

قلت لها بحزن كبير : غايبة ..

لتقول بخوف : ليش ؟ شفيها ؟

قلت لها وأنا أخفي الحقيقة : تقول تعبانة وما لها زاغر تذاكر ..

نكست رأسها بألم : كل مني ..

مسكت كفها : شنو منج ؟ انتي ما سويتي شي ..

لتقول : عجل ليش ما جت ؟

تبسمت لها باطمئنان : لا تخافين عليها .. تعرفين بيون .. دلوعة وعيارة ..

وبعد هذا الحديث وصلنا لصفاء التي خرجت من الفصل والدمعة في عينيها : ما سويت زين .. أمس الأمة العربية متجمعة في بيتنا وما درست ..

تبسمت لها : تستاهلين .. محد قالج لا تدرسين ..

لتقول : وين أدرس ؟ بيتنا مليان بالعائلة .. وحالة وازعاج ..

تبسمت : ليش ؟ أخوج رجع ؟

لتقول بسعادة : اييي .. ما قلت لج ؟ حسن رجع ..

لتقول رنا : الحمد لله على سلامته ..

وما إن جلسنا على الأرض حى قالت صفاء : أمس خواتج كانو موجودين في بيتنا .. ليش ما جيتي معاهم ..

ضحكت عليها : وأنا ليش أجي ؟ خواتي أزواجهم ولاد عمج ..

لتقول : عجيييب لة .. اختين ياخذون أخوين .. لوزين عندي اخت كان أعطيها حمي ..

ضحكنا معا أنا ورنا .. لتأتي دعاء وهي عابسة : يالخاينين .. ليش نزلتون عني .. آنا كأني مجنونة .. أدوركم من مكان لمكان ..

لتقول رنا : سوري حبوبة .. الخطأ من فطوم .. إلي انتي وياها في صف وما أخذتج وياها ..

لتلتفت لي بنظرات نارية .. رفعت يداي باستسلام : استسلم .. المفروض انتي تعذريني .. لان بالي مو معي .. وبيان غايبة ..

لتقول صفاء : بيان غايبة ؟ وآنا احسبها راحت تشتري لنا ..

لتقول دعاء : ايي .. لها وحشة الكريهة .. اليوم حصة العرب هدوء بدونها ..

تبسمت بحزن : ايي .. الصف مو حلو بدونها ..

لتقول صفاء : انزين اللحين أيام امتحانات .. ليش هي غايبة ؟

قلت لها : تقول تعبانة وما قدرت تراجع ..

==

رفعت نظري لمحمود بعد أن خرجت بيان من الغرفة : شفيها اختك ؟

قال لي وهو يفتح الباب : تعبانة من الي صار أمس ..

ابتسمت في وجهه لمواساته : باين عليها واجد تخاف .. حاولو تعالجون فيها هـ الشي .. ترى هذا الشي موب زين .. ويسبب لأمراض ثانية ..

ابتسم بخفة : امي واجد تحاول معاها .. بس هي الله يهديها .. الليلة الي ما تتمسح فيها قبل النوم .. أو تخلي صوبها قرآن .. يعني كلنا نقعد الصبح على صياحها .. ( لوح بكفه لي ) أخليك اللحين .. باخذها البيت وبمر الشغل .. تأخرت عليهم ..

ابتسمت له ثانية : الله معاك ..

ما إن غادر .. حتى أطلقت زفرة كنت أخفيها في صدري .. لا أعلم ما الذي حدث لها .. ولما أساسا كانت وحدها .. ولا أعلم .. سببا لذاك الخوف الذي لمحته في عينيها .. فمنذ الأمس .. وعينيها لم تفارق بصيرتي ..

توقفت عن التفكير بها .. وناديت باسم المريض التالي .. عليّ أتناسى طيفها برهة من زمن ..

==

حل المساء .. وأنا واقف بسيارتي قريبا من منزلها .. كم اشتقت لها .. مضى وقت على آخر لقاء بيننا .. ليتني أراها الآن وأكحل عيني بالنظر لها ..

يبدو .. أنه ملك مر حينما دعى هذا الدعاء في سريرته .. فقد أتت .. ولكن .. ليس بمفردها .. بل مع شخص يعرفه .. من ؟ يعقوب ؟

فتحت النافذة التي بجانبي .. ورأيتها تترجل من سيارته .. وهي تبتسم .. لوحت له بيدها .. وهي تحمل ملفا أزرق اللون .. وابتعد .. واتجهت هي ناحية الباب ..

الحقيرة .. الخائنة الصغيرة .. تخونني .. وتستغبيني .. ولا ترغب بقربي .. وتذهب لصديق عمري ؟!

نزلت من سيارتي .. مشيت خلفها وصرخت عليها بجنون : منتهـــــــى !

التفت إلي وابتسامتها تلك ولت : مـازن ؟

اقتربت منها وقلت لها بهمس وأنا أستشيط غضبا : من هذا ؟ وشنو تسوين معاه ؟ ما دورتين إلا يعقوب يالخاينة ..

رأيت الصدمة واضحة على ملامحها : انت شنو تقول ؟ وشنو عرفك بيعقوب ؟

رصصت على أسناني وقلبي ينزف : هذا رفيقي ..

وضعت كفها على فمها تخفي شهقة ضاهرة وقالت : رفيقك ؟ ( هزت رأسها بعدم تصديق ) ما أصدق ..

ارتفع مستوى صوتي : انتي مو وجه أحد يثق بكلامج .. أنا اللحين بروح لعمج وبخليه ينادي الشيخ ويملج علينا ..

لتقول والدمع بدأ باللمعان في عينيها : انت مو فاهم شي ..

قلت لها وصوتي يعلو أكثر : كل شي واضح وضوح الشمس ..

==

مستلقية وسط كتبي ودفاتري على أرضية غرفتي .. أذاكر لامتحان الغد .. وهاتفي بجانبي .. أنتظره يضيء باسم فطوم .. فقد اتصلت بي رنا وصفاء ودعاء .. ولم يبقى إلا هي .. مشتاقة إليها أنا .. لكن .. لا أعرف كيف سأكلمها .. أشعر بالخجل منها ..

انقلبت على ظهري .. ووضعت الكتاب على وجهي .. أغمضت عيناي .. وأنا أحاول حفظ الجملة التي كررتها للمرة العاشرة .. وتفكيري شارد بها .. وربما لأنني كنت في غمرة التفكير .. لم أنتبه .. لصوت الباب .. ولا لصوت خطواتها الناعمة ..

فقد فتحت عيناي حينما شعرت بأن أحدا ما رفع الكتاب من على وجهي .. وكانت هي .. وابتسامتها المميزة مرسومة على ثغرها .. نهضت من على الأرض .. وضممتها إلي .. وما إن ابتعدنا عن بعضنا .. ضحكنا معا .. وقلت لها : وحشتييني ..

تبسمت : وانتي اكثر يالكريهة .. هذي آخر مرة لج تغيبين ..

اتسعت ابتسامتي : تمللتين بروحج ؟

لتقول لي : بداية الحصص ايي .. وبعدين دعاء جت قعدت مكانج ..

عبست : مالت عليها .. المفروض تخليييج بروحج علشان تحسييين بقيمتي ..

ضحكت : أفا عليج .. أنا أحس فيج وأحبج واشتاق لج وأوله عليج وبعد كل شي بدون أي شي ..

لمع الدمع بعيناي : تسلمييييين والله .. رجعتين لي الثقة بنفسي ..

ضحكت ثانية : المهم قولي لي شسويتين .. وشخبارج ؟

قلت لها وأنا ابتسم : اذا على الي صار أمس .. لا تذكريني .. أحاول أنسى .. لأن ( أخذت ذراعها ووضعت كفها على قلبي ) هذا تعب من الدق بسرعة .. وعيوني ما عاد فيها دموع ..

تبسمت بألم : بيان سامحتيني ؟

قاطعتها : اششش .. انتي مالج ذنب .. كل شي سببه أخوج التافه .. كان ودي أخلي للي يسويه معاي حد .. ويمكن كنت أفكر أتراجع .. لكن بعد الي صار امس .. مستحيل .. وربي بيندم ..

تبسمت إلي : ما بقولج لا .. يستاهل صراحة .. لو أنا منج .. أخلي محمود يضربه ضرب ..

ضحكت : محمود عاد ؟ لو علاوي يمكن .. بس محمود .. زين منه صف كم كلمة على بعض ..

قاطعتني وهي تضحك : فديييته والله .. حبوب .. وقلبه طيب ..

ضحكت وأنا أقول : ما قلت لج .. أمس قاعدة أقول لمحمود ياخذج علشان تصيرين معاي على طول في البيت ..

احمرت وجنتاها : يا حماااااااارة ..

ارتفعت صوت ضحكاتي : تدرين شنو قال ؟ ان يعقوب خالج في باله .. وانج اخته مثلي .. ههههههههههه

قالت وهي تضحك بخفة : احم .. حتى أخوج اكتشف نوايا يعقوب ..

قلت لها : وفي أحد ما يعرف ؟ بعد شتبين .. واحد رومانسي وعيونه فاضحته .. تعالي .. هيثم تزوج ولة لا .. أنا ابيييه .. خلااص ..

ضحكت : والله ما ادري .. من سنين ما شفته لا هو ولا عهود ..

==

خرجت من غرفتي وأنا في أبهى شكل وأنا أضع هاتفي في حقيبتي الصفراء .. جلست على الكنبة .. أنتظر قدوم طارق وأميرة .. ليطل طارق .. وهو يرتدي ثوبا ناصع البياض .. وعلى شفتيه ابتسامة .. أذابت قلبي ..

ابتسمت له بالمثل .. ولم أنكس نضري .. سأنظر إليه .. سأضع عيناي في عينيه .. لن أخجل .. سأدافع عن حبي .. ولن أدعى مشاعري تموت .. فلأبد الحرب .. وسنرى .. من ستنتصر .. أنا .. أم أميرة ..

جلس بجانبي .. وقال لي وهو ما زال مبتسم : شهـ الكشخة ؟

اتسعت ابتسامتي : عن جد ؟ أعجبك ؟

ضحك بخفة وهو لم يرفع عينيه عني : الصراحة .. ما عليج كلام .. تهبلين بلأصفر ..

نكست رأسي خجلا : وانت بعد شحلاتك بالثوب ..

ضحك ثانية .. وشعرت بأن نظراته اتجهت لمكان آخر .. أجل .. فقد أتت منافستي وهي ترتدي ملابس باللونين الأبيض والزهري .. نهض من مكانه لها .. وطوق بذراعه ظهرها .. قبل خدها .. وهمس لها بعض الكلم .. ضحكت عليه .. وابتسمت إلي : يالله منوي .. مشينا ..

هززت رأسي بإيجاب .. ومشيت خلفهما .. وأنا أراها يغطي شعرها الذي يخرج من أسفل شالها الأبيض .. مهلا .. هي لم تكن ترتدي الحجاب .. وهو من طلب منها ذلك فارتده .. لما لا أرتديه .. ربما كان هذا السلاح المناسب .. لاستماله قلبه و .. اغراءه !

==

كنت أحتسي كوبا من الشاي .. فقد وصلت توا لمنزل والدي .. الذي لم أزره منذ سنين خلت .. وأنا أنظر لعادل ودعاء الجالسين أمامي بملل شديد ..

أما زوجات أبي .. فجلسن بجانبي من الجهة اليمنى .. وزوجتي " أزهار " جالسة بجانبي .. على نفس المقعد .. وفي حضنها محمود ولدي الذي يبلغ من العمر الثالثة ..

وكلنا بانتظار أبي .. الذي اتصلت به أخبره بمجيئي وقال لي بأنه سيأتي بعد عشر دقائق .. وقد مرت العشر دقائق ولم يأتي .. فسألت دعاء : وينها منى ؟

لتبتسم بألم : في بيت أميرة ..

قلت لها باستغراب : شتسوي في بيت أميرة ؟

ليقول عادل : أبوي طاردها من البيت .. بتسأل ليش .. أسرار عائلية ..

تضايقت من ما قال .. أيعني أنني لست من العائلة .. أمام زوجتي : شقصدك ؟

قالت دعاء بتعلثم : لا هو ما يقصد شي .. بس شي طاف وانتهى .. ماله داعي نعيده ..

لأقول لها باصرار : انا اخوكم الكبير ويحق لي أعرف شنو صار واستوى ..

ليقول عادل : اخونا الكبير ؟ ليش احنا نشوفك ؟ من كم سنة ما نزلت البحرين ؟

لأقول بضيق : هذا مو شغلك .. يعني برضاي أجي ولة أروح ؟ انت عارف اني لازم أكون موجود في الأردن


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس