عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 8 - 2014, 04:21 AM   #32


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ارتبكت : طيب شنو تبي اشتري لك ؟

ما زالت البسمة التي أعهدها راسية على ثغره : اممم .. أبي شيئين ..

قلت له بسرعة : شنو هم ؟

ليقول : أول شي .. أبي سلامتج .. وتردين ( ركز على هذه الكلمة ) لي سالمة ..

نكست رأسي بخجل .. فأنا أشعر بأن خداي توردا : تسلم ..

وأكمل : يسلمج ربي .. أما الشي الثاني .. فأبيج تشترين لي شي على ذوقج .. ما يخترب .. ولا يصير فيه شي .. احتفظ فيه طول عمري .. وأقول هذا من فطومة ..

اتسعت ابتسامتي .. ورفعت رأسي : اوكي .. ( وبارتباك ) أنا بروح اللحين .. مع السلامة ..

وما إن حركت قدمي .. حتى قال : وين ؟ ما كملت العشر دقايق ؟

رفعت عيناي .. فالتقتا بعينيه ورأيت أنهما ما زالتا تحتفظان بالمزيد من الحديث : سـرع .. بروح أشوف بيان .. تأخرت ..

تبسم لي : مليتين مني ؟

هززت رأسي بالنفي بسرعة .. ثم نكست رأسي احراجا : لا ..

ليقول وهو يضحك : لين اللحين ما قلت لج الشي الي جاي أكلمج علشانه ..

اطرب قلبي .. ورفعت بصري متسائلة : شنو ؟

فابتسم ابتسامة تلفضت بعدها انفاسي : لو تقدمت لج بعد ما تردين من السفر .. تقبلين فيني ؟

أشعر أن أحدهم يدوس بفرسه جسدي .. سأموت حياءا .. نكست رأسي بخجل .. ولم أجبه بأي شيء ..

ليتقدم مني خطوة .. ويقول هامسا : فطومة انتي ما تعرفين اني من أول ما خلقني ربي وأنا احبج ؟

رفعت رأسي إليه .. وعيناه معلقتين بعيناي .. لا أعلم ما أقول .. أحتاج وقتا لأصف مشاعري .. رغم أنني أعرف بهذا .. لكنني لم أتوقع أن يصرح بقولها إلي .. هذه الكلمة .. التي بعثرتني .. وشتت النبض بقلبي .. عبثت بكل مالدي من قوة .. وبقيت أمام عيناه التي تنظراني انتظارا لأن أبادله القول .. وأنا محتارة .. أأبقى .. أم أطلق ساقي للريح .. فأنا محرجة .. وسأسقط على الأرض من فرط الخجل ..

ليقول وهو يبتسم : جاوبيني .. تقبلين فيني ؟ تقبلين تبادليني هذا الحب وكل المشاعر الي أحتفظ بها بقلبي لج ؟

سالت دمعة على خدي .. لا أجرأ على الكلام .. ليقول : فطومة .. ليش كل هـ الخوف .. اذا قلتي لا .. ما بزعل منج .. هذا قرارج .. وأنا أقبل فيه ..

شجعتني أبجدياته .. فهمست له : ممكن أروح ..

ليقول لي : ممكن .. بس بعد ما تجاوبيني ..

نكست بصري .. وهمست له : اوكي ..

ضحك بخفة : شنو اوكيه ؟ موافقة ولة لا ..

هززت رأسي بإيجاب وأنا استعد للهرب : موافـــ ق ــة ..

وركضت بسرعة عنه .. ولم ألتفت للوراء .. وأنا اسمع وقع خطواتي على أوراق الشجـر ..

==

كنت أرتب حقيبة سفري .. ودعاء جالسة بجانبي : عــاد .. بسافر معاكم ..

رفعت بصري لها .. فهذه المرة الألف أفهمها بأنني لا أستطيع : دعوي .. اللحين صار لي سبوع أفهمج ان عادل حجز لج معاه لايطاليا من بداية الاجازة .. أنا ابيج تجيين معانا .. بس ما بقدر اهتم فيج وأنا بكون أغلب وقتي مع محمود بالمستشفى ..

قالت لي : انزين وعاادل .. ليش ما يجي معانا ؟

قلت لها : روحي قولي له .. حاولت فيه .. قال شنو يسوي في ألمانيا .. يبي يروح ايطاليا ..

لتبكي : أنا بتملل بروحي ..

قلت لها وأنا أحاول ضبط أعصابي : دعوي ليش هـ الدموع اللحين ؟ تدرين ان السفر مع عادل شحلاته .. ما بخلي شي بخاطرج .. وبعدين أميرة بعد بتسافر معاكم ..

لتقول لي : وانتو متى بترجعون ؟

قلت لها : كلها ثلاثة اسابيع .. وانتو بتظلون شهر وانص .. بتتجولون في كل مكان حلو بايطاليا ..

لتقول : لكن اذا رجعت من المانيا تجي لنا ..

قلت لها وأنا أخذ أدوات الحلاقة : ان شاء الله بحاول ..

قالت لي : مو تحاول .. قول اكيييد ..

تنهدت وأنا أضع أدوات الحلاقة بالحقيبة : ما اقدر اقولج اكييد .. اجازتي كلها شهر .. بحاول اذا رضو بروح لكم ..

==

كنت حينها جالسة على الأرجوحة .. أهزها بملل .. أنتظر قدوم فطوم .. فتحت هاتفي .. ونظرت إلى الساعة .. وكانت التاسعة والنصف مساءا .. أغلقته .. ووضعته فوق قدماي .. وما إن رفعت بصري .. حتى رأيت ضياء قادمة نحوي وبين يديها طفلتها مريم .. استغربت قدومها .. لكنني لم أعرها اهتماما .. وأخذت أحرك الأرجوحة بنفس الملل ..

لكنني رفعت رأسي مرة أخرى حينما اقتربت مني .. ونادتني : نعم ؟

وضعت مريم على الأرجوحة التي بجانبي .. وهزتها بلطف ثم قالت : أبي أقولج شي .. بس مو عارفة شلون أفتح معاج الموضوع ..

انتفض قلبي .. أيعقل أنها ستحذني عن ذاك الميت .. فقلت بسخرية : ليش مو عارفة ؟ خايفة تجرحين شعوري مثلا ؟

ضحكت بخفة .. وقالت بحدة : ليش انتي عندج شعور علشان ينجرح ؟ لو كان عندج ذرة احساس .. ما لصقتي في فطوم وعماد .. واللحين عمار بعد .. علشان تبعدينهم عنا ..

رمقتها بغير تصديق .. ما تقول هذه المريضة النفسية وبذات النبرة قلت : ايوة .. خليت الشعور لج يا ام الاحساس انتي ..

رأيت وجهها يشتعل غضبا .. مما دفعني إلى الضحك .. فقالت لي : ويلوموني ليش أكرهج .. قالو شنو .. بيان طيبة وتحبج .. في حياتي ما التقيت بناس وقحين مثلج ..

قلت وأنا أضحك : وأنا أموت فيج .. هههههههه .. ( توقفت عن الضحك ) انتي من علشان أحمل بقلبي عليج أي شعور .. انتي وحدة مجنونة فيها عقد نفسية .. تطلع خبالها علي .. روحي ماما .. قولي لزوجج ياخذج الطب النفسي ..

وغرقت في الضحك .. لا لشيء .. وإنما لأقهرها .. فقالت وهي تأخذ ابنتها من فوق الأرجوحة : أنا ما اني مضيعة وقتي معاج .. بس جاية أحذرج .. وأقولج إن لعبتج هـ المرة بتنقلب عليج .. يكفيج فطوم وعماد .. أما عمار .. الي لعبتي عليه بكلمتين .. تراه هو الي قنع أبوي علشان يسافر هو وفطوم معاكم .. تدرين ليش ؟ علشان يعلقج .. ويرمييج .. علشان يرد لج الصاع يا بيان صاعين ..

سكت .. أستوعب ما تقوله هذه الحرباء .. أيعقل أنه عرف أنني هي التي تحدثه في الدردشة .. وعرف بخطتي وأراد أن يقلبها علي .. لكنني .. سامحته .. وقررت أن لا أأذيه .. ولا أأذي مشاعره .. قلت لها بهدوء .. عكس العواصف التي تحطم السكينة بقلبي : وانتي ليش تقولين لي هـ الكلام ؟ غير هو يبي ينتقم لج مني ؟ غير هو يبي يرد الفرج لقلبج الي اخترب بسببي ذاك اليوم ؟

يبدو أنها انصدمت مما قلته .. لأنها غرقت بالصمت .. فأنا ولا أحد غيري ذكر ذاك الأمر قبل الآن : ما يحتاج تحذريني .. ما يحتاج تقولين لي شي .. واذا عمـار يبي يأذيني علشان حسين .. اوكي .. أنا موافقة .. يا حلاتها هـ الأذية ..

زادت صدمتها وقالت بصوت مرتفع : قلت لهم وما صدقوني .. قلت لهم انج الي أثرتيه وبعدين سويتي روحج خايفة وخليتيه ينجن عليج لين ما مات .. حسين مات بسببج .. وحفلة عرسي اختربت بسببج .. وتأكدي يا بيان .. انج بتدفعين الثمن غالي ..

ضحكت .. وأنا أرتجف من الداخل .. أحترق .. أختنق : روحي قولي لهم اني قلت لج بنفسي اني الغلطانة .. واني أعترف ان كل شي مو زين بحياتكم سببه أنا .. بعد شنو تبين أكثر ؟

سكتت .. وحملت ابنتها .. وذهبت عني .. نكست رأسي أحاول أن أتغلب على رغبتي بالبكاء .. حقنت نفسي بالصلاة عليه وآله .. ونهضت من مكاني .. قصدت داخل المنزل .. وقلبي ينزف .. وما إن هممت بالدخول .. حتى فتح الباب .. ورأيته يخرج .. خرج ببلوزته الصفراء .. المكتوب عليها بعض الكلمات بلانحليزية .. وبنطاله الجينس .. نظر لي وتبسم : شلونج بيان ؟

" ما لهم كلهم هكذا ؟

ما لهم لا يشعرون ؟

أيعقل .. أن هناك أناس معدومو الإحساس ؟

ربما كنت لا أصدق هذا سابقا ..

لكنني الآن .. أنتخبك وبكل جدارة ..

للميدالية الذهبية ..

فأنت أولهم ..

بليــــد ..

لا تشعر ..

رمقته مطولا .. ورغما عني ذرفت دمعة قهر .. مسحتها بسرعة وقلت له بين أسناني : تستاهل الميدالية الذهبية على نجاحك .. مبروك عليك ..

ودفعت الباب للدخول .. لكنه أمسكني من ذراعي وأدارني له : ما فهمت ؟ ليش الدموع ؟ وليش هـ الكلام ؟

تبسمت بوجع : فرحانة لك .. دموع الفرح ذي ..

سكت .. يبدو أنه يفكر بكلامي .. همست له : ممكن تترك يدي ؟

ليقول : بيان شفيج ؟ موب فاهم عليج ؟

رفعت يدي الأخرى وحررت ذراعي من قبضته .. هززت رأسي بالرفض .. كنت سأنفجر أمامه .. لكنني تمالكت أعصابي كما أفعل دوما .. ودخلت داخل المنزل ..

==

جلس عمار بجانبي .. وما إن حركت فمي للحديث .. حتى رن هاتفي نغمة وصول مسج .. فتحتها وكانت من بيان " محمود .. متى بنرجع البيت ؟ لين اللحين ما جهزت بقايا أغراضي "

فأرسلت لها " قولي لأمي بنمشي اللحين "

أغلقت هاتفي والتفت لعمار : لقيت يعقوب ؟ أبي اسلم عليه .. يمكن ما أشوفه بكرة ..

يبدو أنه ليس معي .. فقلت له : هييي .. عمار ..

التفت لي : هلا ..

تبسمت له : الي ماخذ بالك يتهنى فيه ..

ضحك بخفة : لا .. كنت بس افكر شوي .. شنو قلت ؟

ابتسمت ثانية : كنت أسألك عن يعقوب .. أبي اسلم عليه ..

قال لي : ايي .. نسييت .. لا .. أقصد ما لقيته ..

استغربت ارتباكه .. وما إن هممت بسؤاله قال لي وهو ينهض : أنا برد البيت .. مصدع شوي .. وغسان صار لي كم يوم ما ادري شنو اخباره ..

قاطعته : يعني طول الوقت مشغول بالك عليه ؟

تبسم لي : ايي .. بديت اشك انه مسجون ولة شي ..

ضحكت : ليش ؟ شنو مسوي ؟

ضحك : لا .. اضرب لك مثال اني خايف عليه ..

هززت رأسي بتفهم وأنا أنهض : اهاا .. الله يخليكم لبعض .. أنا بعد بمشي .. بيان ما كملت تجهيز أغراضها .. وعلينا قعدة من الصبح ..

تبسم لي : ويخليك ..

ثم سلمت على خيلاني وأزواج خالتي .. وخرجت خلف عمار .. لأرى يعقوب أمامي : وييينك ؟ صار لي ساعة أسأل عنك ..

ضحك بخفة : كنت عند الحريم .. تعرفهم اشتاقو لي ..

تبسمت له : اهاا .. اشتاقو لك .. ولة انت اشتقت لوحدة منهم ..

ضحك مرة أخرى : انت ما تجوز عن سوالفك ؟

رفعت كتفي ببراءة : أنا ما قلت شي .. بس يقولون الي على راسه بطحة ..

ضحك وأكمل : يتحسسها ..
==







أغلقت القرآن .. قبلته .. ووضعته فوق الرف .. نهضت من على سجادتي .. ورميت بجسدي المرهق من التفكير على السرير .. أخذت أحدق بسقف الغرفة .. أتأمل بالثرية المعلقة .. الممتلأة أضواء .. أشعر أن وجودها بغرفتي أكبر خطأ .. فهي لا تتناسب .. لا مع ديكور الغرفة وظلمته .. ولا إلى قلبي والعتمة الموجودة فيه .. وهي تنشر أضواء لا أحب رؤيتها .. فقد اعتادت عيناي على الظــلام ..

اوه .. نسيت أن أخلع العدستين .. وبملل .. رفعتهما من عيناي .. ونهضت لأضعهما في المحلول الخاص .. وما إن قررت العودة للسرير ثانية .. حتى سمعت طرقا على الباب .. اتجهت له .. وقفت خلف الباب وقلت : مين ؟

وصلني صوت عمي النشاز : أنا .. أبوج ..

ضحكت : أبوي بالجنة .. كم مرة تبيني أذكرك ؟

فقال لي : ممكن أدخل منتهى ؟

قلت له : لا .. واذا تبي تقولي شي .. سرع .. أبي أنام ..

قال لي : أبي أكلمج بموضوع ما ينقال ورى الباب ..

لأقول : وهـ الموضوع ما يتأجل لبكرة ؟

ليقول : لا .. افتحي الباب ..

قلت له بضيق : انزييين ..

فتحت الباب .. وقلت له : خير .. شنو الموضوع ؟

لا أعلم لما نظر إلي هكذا .. نظرات أجهل تفسيرها .. كان يتأمل بوجهي تحديدا .. والدمع بدأ يلمع بعيناه .. ثم همس : شنو هذا ؟

مهلا .. لا .. أيعقل أنني نسيت ؟

رفعت كفاي .. وتحسست عيناي .. صرخت عليه : اطلع برى ..

قال لي وهو يحاول ابتلاع غصته : لـيش ؟ ليش منتهى ؟

صرخت عليه وأنا على وشك البكاء : اطلـــــــع برى ..

أخرجته .. وأغلقت الباب .. سندت جسدي على الباب .. وتجدد عويلي .. تجدد فقدي .. تجدد شعوري بالضيـــــاع ..

==

احتضنتني أمي .. وأخذت أبكي .. وأخرج كل ما بقلبي .. فمنذ ليلة الأمس .. وأنا أحبس هذا الدمع .. منذ ليلة الأمس .. وأنا أحاول التصبر .. وعدم السخط .. والقبول بقراري وهو عدم ذرف دمعة واحدة على ماضٍ ذهب وولى .. لكنني الآن بكيت في أحضانها لسبب مختلف .. أجل .. انها العاشرة صباحا .. وبعد ساعة ونصف .. سأكون في الطائرة بعيدة عن أمي .. ولن أراها قرابة الشهر .. فلأتزود منها الآن ..

ابتعدت عنها .. ومسحت الدمع الملطخ وجههي .. وأخذت توصيني وتوصي محمودا علي .. بعدها بدأ الوداع على أمل اللقاء بين محمود ووالدتي .. وأنا ذهبت لصغيرتين الجالستين على الأرجوحة .. أنتبهوا .. فنحن في منزل جدتي لأن أمي ستسكن هنا لحين عودتنا ..

وصلت لهما .. وفتحت ذراعي : من تبيني أدورها قبل ؟

ركضت لي زهور : أنا ..

تبسمت .. ورفعتها من على الأرض .. ضممتها إلي .. وأخذت أدور بها .. ورأسي يدور .. فلم أكل شيئا منذ الأمس .. أساسا .. أنا لا أشعر بالجــوع .. فكلام تلك المسماة ضيــاء أفقدني شهيتي ..

وأنزلتها على الأرض .. جلست بجانبها .. قبلت خديها : زهور الحلوة بتطاوع الماما وما بتعاندها صح ؟

هزت رأسها وهي تمسك بكفاي : بتشترين لي هدايا ؟

قلت لها : ايي .. كم هدية تبين أشتري لج ؟

مدت كفيها : هـ الكثر ..

ضممتها لي ثانية .. وقبلت وجنتيها المتوردان : تامرين امر يالحلوة ..

ورفعت بصري لمروة : والقمر ما بتجي تسلم علي ؟

أشاحت بوجهها عني : القمر عليج زعلان اليوم ..

ضحكت بخفة .. مروة .. رغم أنها توأم زهور .. إلا أن تفكيرها وعقليتها أكبر من زهور بكثير .. وتبدو أكبر منها سننا .. رغم أنهما متشابهتان بكل شيء .. ويصعب التفريق بينهما .. تقدمت نحوها .. رفعتها من على الأرجوحة .. رفعت رأسها إلي : ليش زعلانة مني ؟

قالت لي وهي على وشك البكاء : خذوني معاكم ..

قبلت خدها : وتخلين الماما بروحها ؟

قالت : ناخذ معانا الماما ..

قلت لها : قلنا لها .. وقالت ما تبي تروح ..

سكتت ولم تقل شيئا .. قبلتها ثانية : رضيتي علي ؟

قالت لي : اذا درتيني واااجد .. لين ما اقولج بس .. برضى عليج ..

ضحكت .. وقلت لها : انزيين ..

أمسكتها بإحكام .. وأخذت أدورها .. وأدورها .. لحين أن شعرت بالدوار : مروي تعبت .. أوقف ؟

صرخت : لا .. ترى ما ارضى عليج ..

درتها أكثر .. وأنا أشعر بالدوار أكثر .. جلست على الأرض .. وبقيت هي جالسة بأحضاني .. أخذت تبكي لأنني توفقت .. وأنا أحاول اسكاتها .. كنت أتنفس بسرعة .. لحين رأيت فطوم قادمة نحوي .. وعلى فمها ابتسامة .. خديتها متوردين .. بادلتها الابتسام .. ورفعت بصري إلى أبعد من فطوم .. حيث كان واقفا مع أحمد ويعقوب ومحمود وجدتي وأمي .. كان ينظر نحوي .. تجاهلت نظراته .. وقلت لفطوم : صبـــاح الورد للورد ..

==

جلس الجميع بمقاعدهم في الطائرة .. وكان أحمد بجانب محمود .. وبعد أحمد ومحمود بمقعدين .. توجد بالوسط بيان وفطوم .. وعمار وعماد .. لكن عماد .. بدل مكانه وجلس قرب علي الذي كرسيه خلفهم مباشرة ..

وأقلعت الطائرة .. وباقلاعها .. كان محمود وأحمد يتبادلان الحديث عن المشفى والدكتور الذي سيستلم معالجة محمود .. وأخذ أحمد يحدث محمود عن أميرة .. والسكوت الذي يلازمها منذ طلاقها ..

أما بيان وفطوم .. فمنذ أن أقلعت الطائرة .. وهما تتهامسان كي لا يسمع عمار ما تقولان .. ثم تضحكان .. فقد اعترفتا بأن كليهما لم تناما ليلة أمس .. أخبرت فطوم بيان بما حدث لها مع يعقوب .. ونظراته المميتة لفؤادها الصغير اليوم وهو يودعها بالمطار .. أما بيان فقالت لها بعضا من ما قلته ضياء .. وتحفضت بالجزء الآخر .. ولفرط سعادة فطوم لم تنتبه بأن " السالفة " ينقصها بعض الكلام .. ونصحتها بعدم الاكتراث لما قالته ..

أما عمار .. فهو يغط بالنوم .. بعد أن تعمق بتفكيره كثيرا .. وكان محور تفكيره .. تلك .. الصغيـــرة بيان .. التي لا يعلم كيف ومتى توغلت لجـــوف القــلب ..

وشيء مختلف .. ما يحدث بين علي وعماد .. اللذان ما إن حطت قدميهما الطائرة .. لم يجلسا إلا حين اقلاعها


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس