عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 9 - 2014, 12:40 AM   #98



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4396يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم



{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }



إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }

{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }

{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }


أما بعد :

فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..

وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..

وشرَّ الأمور محدثاتها ..

وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ...




عباد الله ..

قال الله جل في علاه واصفاً عباده المؤمنين إذا سمعوا آياته وبيناته : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } .

وقال عنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) .

وعن أبي الجلد جيلان بن فروة قال قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال :

إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه ؟.

قال : جزاؤه أن أحرّم وجهه على لفح النار ، وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر.

فاللبكاء عباد الله قيمة شرعيه تعبديه..

والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته ..

والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته ..[/b]

ألم يرث البكاء أناس صدق ***** فقادهم البكا خير المعاب
ألم يقل الإله إليَّ عبدي ***** فكل الخير عندي في المعاد

وأنا حين أسوق إليك هذا الموضوع وما فيه من الأخبار ..

لا أقول أننا لا نبكي ..لا وألف لا ..بل نبكي..

ولكن السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!..

نبكي على مصائبنا وآلامنا ..

هذا يبكي على أبٍ أو أم ..

وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..

وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..

وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية ..

بل الأدهى والأطم هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..

وآخر يبكي على خسارة في المباريات ..فيا خسارة هؤلاء ..

شتان والله بين دموعهم ودموعنا ..

بكت أم أيمن ..

[b]بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا لها :

يا أم ما يبكيك ؟..

يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!..

قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء ..

بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها ..

فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم..

فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه ..

ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه ..

بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه ..

ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه ..

اسمع وافتح القلب قبل أن تفتح الآذان ..

زارت امرأة زوجة الأوزاعي ، فدخلت إلى مصلاه في البيت فإذا هو مبلول ، فجاءت تقول لزوجته : ثكلتك أمك .. غفلت عن الصبيان فبالوا في مصلى الأوزاعي..

فقالت زوجة الأوزاعي : ويحك هذه دموع الأوزاعي في مصلاه ..

بكى الباكون للرحمن ليلاً ***** وباتوا دمعهم ما يسأمونا
بقاع الأرض من شوقٍ إليهم ***** تحنّ متى عليها يسجدونا

ما أغلى تلك الدموع ..

وما أغلى ثمنها ..

إنَّ القلوب لتحيى بسماع أخبار الصالحين وآثارهم ..

وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم ..

عباد الله..

إياكم أن تقولوا أنَّ للبكاء علاقة بضعف الشخصية ..

أو أن البكاء لا يليق بأهل الشجاعة والبأس..

نعم ..

لا يليق البكاء عند الوقوف في وجه الأعداء ..

ولا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ، ومقارعة السيوف ، وتطاير الأشلاء ..

فهذا فعل الجبناء..

فالبكاء الذي نعنيه وما نحن بصدده ..

هو البكاء :

خشية ..

ورهبة ..

وخضوعاً ..

وذلاً ..

وعبودية لله ربِّ العالمين ..

إنه بكاء الذل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت ..

إنه البكاء خوفاً من الحي الذي لا يموت ..

فهذا عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه يقول عن سيد الخلق أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء .

يبكي وهو سيد الشجعان وأشجع الفرسان..

ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمروا أبا بكر للصلاة في الناس في مرضه صلى الله عليه وسلم ، قالت عائشة رضي الله عنها :

إنَّ أبا بكر رجل أسيف – أي رقيق القلب ، سريع البكاء – إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة ..

وفي رواية إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء..

لكن انظر إلى حزمه وقوته وصلابته أيام الردة يوم أن تصدى للمرتدين ..

وما أكثرهم اليوم ..

فتصدى لهم الصديق رضي الله عنه ، ونصر الله به الدين رغم كثرة المخالفين..

أما الفاروق عمر فمعروف أنه شديد ، القوة شديد البأس ومع هذا كان حاضر الدمعة ، رقيق القلب ..

روى البخاري عن عبد الله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف وهو يقرأ { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ } ..

قل لي واصدقني المقال..

أما تبكيك آيات القرآن !!!..

أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك ..

عن الجنة وأوصافها ..

وعن النار وأخبارها ..

قال الله عن كتابه ، وعن أثر آياته على عباده الصالحين :{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.

يقول ابن مسعود كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : ( اقرأ علي القرآن )..

قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل !!.

قال صلى الله عليه وسلم : ( إني أحب أن أسمعه من غيري )..

قال ابن مسعود فافتتحت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تبارك وتعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً } – والخطاب له صلى الله عليه وسلم { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً } ..

قال : فلما بلغت ذلك قال لي صلى الله عليه وسلم : ( حسبك يا ابن مسعود )..

قال : فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان ..

تذرفان خوفاً وخشية من الجبار ..

تذرفان شفقة ورأفة بأمته ..

وسأكمل لكم ، وأقرأعليكم الآية التي تليها حتى تعلم عظيم ذلك الموقف ، وذلك المشهد العظيم قال الله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً }..

يالله .. أما بكيت شوقاً لله !! ..

أما بكيت شوقاً لله ، وسكنى جنته في جواره ..

أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار ..

اسمع ماذا قال الله عن أهل النار { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }

والله .. والله .. والله...

ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ...

رؤية الرحمن الرحيم ...

ووالله .. والله.. والله ...

ما في النار عذاب أشد وأعظم من ...

الحرمان من رؤية وجهه الكريم ..

قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..

وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...

فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...

قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول :

من بكى خشية من ذنب ، غُفر له ..

ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء..

وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال :

بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها ..

ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها ..

اللهم لا تحرمنا فضلك ..

عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين )..

قلنا : وما العظيمتان ،؟!.

قال : ( الجنة والنار ) .

قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال : ( والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ، ولحسيتم على رؤوسكم التراب )

وفي حديث آخر : ( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) ..

فلما سمع أبو ذر هذا قال : وددت أني كنت شجرة تعضد ..

والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان ..

ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان ..

قال ابن القيم رحمه الله : فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور..

فلا بدّّ من تقطّع القلب ..

إما في الدنيا ..

وإما في الآخرة ..

ولك الخيار..

الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم ..

ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال ..

أراد عمر بن عبد العزيز أن يضرب غلاماً له على خطأ أخطأه ..

فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله ..

فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله يا عمر ..واذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة ..

قال : فبكى عمر ، ولم يتوقف بكاءه إلا عندما سمع المنادي يناديه ، وهو في ساعات احتضاره ، وهو يقرأ عليه { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }..

أسألك مرة أخرى ..

وأكرر عليك السؤال ..

أما تبكيك الذنوب ؟!.

أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟!.

اسمعوا يا أصحاب الذنوب .. وكلنا ذاك ..

عن عقبة بن عامر قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟

قال :

( أمسك عليك لسانك ..

وليسعك بيتك ..

وابك على خطيئتك )

إبكي ..

قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان ..

إبكي ..

قبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم ، ثم يقررك الملك العلام..

يقررك بذنوبك فيقول لك : أتذكر ذنب كذا ؟! أتذكر ذنب كذا ؟! وأنت لا تجد مفراً من السؤال ..

إبكي..

قبل أن يسألك ربك :

ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني ؟؟!!.

أما استحييت مني وأنت تختبأ عن أعين الناس وتنساني؟؟!!..

إبكي ..

فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..

إبكي ..

فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..

إبكي ..

فإن الطفل إذا بكى رحمته أمه ، وربنا أرحم بنا من إمهاتنا ..بل حتى من أنفسنا..

وعظ مالك بن دينار يوماً فتكلم ، فبكى حوشب وكان في العبَّاد عارفاً ، وعن الدنيا عازفاً ، فضرب مالك بيده على منكبه – أي على منكب حوشب – وقال : ابك يا أبا بشر .. ابك يا أبا بشر – وكانت هذه كنيته –

إبكي ..

فقد بلغني أنَّ العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده فيعتقه من النار ..

إبكي ..

فقد بلغني أنَّ العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده فيعتقه من النار ..

واعلم بارك الله فيك ..

أنَّ كثرة الدموع وقلتها على قدر احتراق القلب ..

وإنَّ القليل من التذكرة ليشعل النار في القلوب الحية ..

وحياة القلوب ترك الذنوب ..

يقول مكحول الشامي : أرقُ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً ...

إنَّ أصحاب القلوب الرقيقة هم الذين..

تشتعل في قلوبهم الأنوار بمجرد تلاوة آية ..

وتتدفق من عيونهم الدموع الغزيرة بمجرد التذكير بعظمة الجبار ..

وترتعش أجسامهم وتضطرب بمجردالتذكير بأهوال الآخرة ..

تأمل معي هذا المشهد ..

عند البخاري من حديث أبي سعيد قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى يوم القيامة : يا آدم ..

فيقول : لبيك ربنا وسعديك ..

فينادى بصوت : إن الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ..

قال : يا ربي وما بعث النار ؟!.

قال من كل ألف أراه قال – يقول الرواي – أراه قال تسعمئة وتسعة وتسعون إلى النار.. قال صلى الله عليه وسلم فحينها يشيب الولدان وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )..

إبكي..

اليوم على خطئتك قبل أن لا ينفع البكاء ..

واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة ..

ألا ترى أن القلوب ترق حينها فتندم ..

اسمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( عينان لا تمسهما النار:عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) .

إذا أردت أن تعرف قيمة الدموع وأثرها !!.

فاسأل التائبين ..

اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب كسير وعيون خاشعة ذليلة فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة ..

هنيئاً لهم ف { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }

من واجب الناس أن يتوبوا ***** ولكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب ***** ولكن غفلة الناس عنه أعجب
وكلما ترتجي قريب لكن ***** الموت دون ذلك أقرب

عن حمزة الأعمى قال : ذهبت أمي إلى الحسن فقالت : يا أبا سعيد ابني هذا قد أحببت أن يلزمك ويرافقك ، فلعل الله أن ينفعه بك ، قال : فكنت أختلف إليه ..

فقال لي يوماً يا بنيَّ :

أَدم الحزن على خير الآخرة ، لعله أن يوصلك إليه ..

وإبكي..

في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين ..

يقول وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي ، وآتيه مع الناس وهو يبكي ، وربما جئت وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه..

فقلت له يوماً : يا أبا سعيد إنك لتكثر من البكاء ..

فبكى ثم قال :

يا بني فما يصنع المؤمن إذا لم يبكي ! ..

يا بني فما يصنع المؤمن إذا لم يبكي ! ..

يا بني إنَّ البكاء داعٍ إلى الرحمة ، فإن استطعت ألا تكون عمرك إلا باكياً فافعل لعله يراك على حالة فيرحمك بها ، فإذا رحمك فإنك نجوت من النار وفزت بالجنة ..

أليست الأم ترحم وليدها إذا بكى !! ..

أليست الأم ترحم وليدها إذا بكى !!..

أتظن أن الأم تقذف بوليدها في النار؟! ..

سأترك الجواب لك ...

عن أنس بن مالك قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون حتى تصير في وجوههم الجدوال ، فتنفذ الدموع فتقرح العيون حتى لو أنَّ السفن أجريت فيها لجرت )..

آه ثم آه ثم آه من القلوب القاسية ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : ( إن أحببت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطعم المسكين )

عباد الله ..

إلى متى وقلوبنا قاسية ..

وأنفسنا لاهية ؟؟!!..

أما آن أن نستجيب لنداء ربنا وهو يخاطبنا قائلاً :{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} !!..

يقول ابن مسعود والله ما بين إسلامنا ونزول هذه الآيات إلا سنوات حتى لامنا ربنا ..

وكان أصحاب القلوب الحية إذا سمعوا هذه الآية بكوا ، وقالوا :

بلى يا ربي قد آن قد آن ..

عباد الله ..

الناس في غفلة والموت يوقظهم ***** وما يفيقون حتى ينفد العمر
يشيعون أهاليهم بجمعم وينظرون ***** إلى ما فيه قد قُبروا
ويرجعون إلى أحلام غفلتهم ***** كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا

وهذه حال أكثر الناس ..

وهذا حال اكثر الناس..

فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات ، فإنها أقبح الحالات ..

قال ابن القيم رحمه الله : ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، والبعد عن الله..

وما خلقت النار إلا لإذابة القلوب القاسية ..

وإنَّ أبعد القلوب من الله القلب القاسي ..

وإنه إذا قسى القلب قحطت العين ..

قال يزيد الرقاشي : إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..

إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..



نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم



الخطبة الثانية :


الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه

اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..



أما بعد ..

عباد الله ..

أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..

اتقوا الله عباد الله { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ }..

تقول الأخبار والسير بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى رآه في المنام.

وأنت ، وأنا، حقاً وصدقاً هل بكينا لمصيبة فقده وموته !!..

إنها المصيبة التي أسالت عيوناً ، وأذهلت عقولاً ..

هل تمنيت ، وبكيت أملاً في رؤيته ؟!

هل حدثت نفسك أن ترد حوضه، وتشرب من يده ؟!!..

لسان حال المحبين الصادقين :

تسلى الناس في الدنيا وإنّا ***** لعمر الله بعدك ما سلينا
إن كان عزَّ في الدنيا اللقاء ففي ***** مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا

وإليك هذا المشهد الذي يحرك قلوب المحبين الصادقين لنبيهم..

اسمع رعاك الله فإنَّ في هذا المشهد روعة لا تقاوم ..

لما انتهى المسلمون من غزوة حنين ظافرين غانمين ، وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المسلمين ، واهتمَّ خاصة بالمؤلفة قلوبهم ليكون ذلك تثبيتاً لهم على إسلامهم ، ووكل أصحاب الإيمان إلى إيمانهم وإسلامهم ..

فتساءل الأنصار في مرارة : لماذا لم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حظهم من الفيء والغنائم ، وأخذوا يتهامسون بذلك ..

فسمع سعد بن عبادة همسهم وكلامهم ، فذهب من فوره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إنَّ هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبته .. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ..

فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : (وأين أنت من ذلك يا سعد ؟) ..

فأجاب سعد بصراحة قائلاً : ما أنا إلا واحد من قومي ..

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذاً فاجمع لي قومك ) ..

فجمع سعد قومه من الأنصار ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل عليهم أحد وهو معهم ..

فجاءهم بأبي هو وأمي ، فنظر في وجوههم ، فتبسم في وجوههم ابتسامة متألقة ..ابتسامة عرفان وتقدير لصنيعهم ..

ثم قال : ( يا معشر الأنصار ماقالة بلغتني عنكم ؟ وجدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم ؟ ..

ألم آتكم ضلالاً ..فهداكم الله بي !.

وعالة ..فأغناكم الله بي !.

وأعداءً ..فألَّف الله بين قلوبكم بي !.)

قالوا : بلى الله ورسوله أمنُّ وأفضل ..

فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ )

قالوا : بمَ نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنُّ والفضل ..

فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدِّقتم :

أتيتنا مُكذَّباً فصدَّقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وعائلاً فآسيناك ، وطريداً فآويناك ..

يا معشر الأنصار ..

أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم لإسلامكم ؟

ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..

ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..

فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ..

ولو سلك الناس شعباً لسلكت شعب الأنصار!

اللهم ارحم الأنصار ..

اللهم ارحم الأنصار ..

وأبناء الأنصار ..

وأبناء أبناء الأنصار ) ..

فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم ، واختلطت دموعهم بدموع حبيبهم ..

فصاحوا جميعاً وسعد معهم : رضينا برسول الله قسماً وحظاً ..

يالله ..

ما أجمله من منظر ..

وما أروعه حين يعبر الصادقون بدموعهم عن حبهم وشوقهم لحبيبهم..

فداً لك من يقصر عن فداك ***** فما شهمٌ إذاً إلا فداك
أروح وقد ختمت على فؤادي ***** بحبك أن يحل به سواك
إذا اشتبكت دموعٌ في خدود ***** تبيَّن من بكى ممن تباكى


{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}

فأسألك بالله هل اشتقت لرؤياه ؟!.

أسألك بالله هل اشتقت لرؤيته ولقياه ؟!.

أما بكيت حزناً على فرقاه ؟؟!!..

إن كنت محباً صادقاً فهذه سنته ، وهذا هديه بين يديك ..

فخذ منه بقوة ولا تكن من المتهاونين ..

ولا تظننّ أنَّ كل الدموع صادقة ..

بل هناك دموع كاذبة ، فلقد جاء أخوة يوسف أباهم عشاء يبكون بعد أن فعلوا ما فعلوا بيوسف واتهموا الذئب وهو بريء من ذلك الدم ..

عبد الله ..

أنا أعلم أنك اليوم وأيام مضت لم تصلِ الفجر في جماعة المسلمين..

بل ..ولا زلت تصر على أن تكون في عداد النائمين ..

لكن هل كلما استيقظت ..

وقد فاتتك صلاة الفجر في الجماعة ، ولم تفز بذمة ربِّ العالمين..

هل بكيت ؟!.

هل ندمت ؟!.

هل عزمت على التغيير؟!.

إنَّ الفرق بيننا وبين من كانوا قبلنا أنَّ دموعهم حارة ، ودموعنا باردة ..

إنَّ الدموع الحارة هي التي ..

يبقى أثرها بالليل والنهار..

وتغير مجرى الحياة ..

ويبكي أصحابها لفوات الطاعات ..

أما الدموع الباردة ..

فأثرها يذهب بعد نزولها بلحظات ..

وسبحان من زكَّى أصحاب الدموع الحارة وبيَّن صدقهم ..

قال العوفي عن ابن عباس أنَّ النبي صلى لله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، وأن يستعدوا للجهاد ، فجاءته عصابة – جماعة منهم – فجائته عصابة من أصحابه ، وكانوا أهل حاجة ..

فقالوا يا رسول الله : احملنا معك..

فقال صلى الله عليه وسلم : (والله لا أجد ما أحملكم عليه ) ..

فتولوا وهم يبكون ..

تولوا وهم يبكون ..

وعزَّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقةً ولا محملاً ..

فلما رأى الله حرصهم على محبته ، ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه ، وبيَّن صدقهم ، فقال سبحانه : { لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ..

هم بكوا على عدم القدرة على الجهاد ، وطلب الاستشهاد ..

وأنا وأنت على ماذا نبكي ؟!..

أما تبكيك مآسي المسلمين في الفلبين ، وتايلاند ، والهند ، وأندونسيا ، والصين ؟؟!!.

قتلٌ وتشريدٌ وهتك محارمٍ ***** فينا وكأس الحادثات دهاق
أطفالنا ناموا على أحلامهم ***** وعلى لهيب القاذفات أفاقوا
يبكون.. كلا بل بكت أعماقهم ***** ولقد تجود بدمعها الأعماق
أوما يحدثك الذي يجري لهم ***** أوما يثيرك جرحنا الدفاق

أما قال ربنا : {وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }؟؟!!..

أما قال نبينا صلى الله عليه وسلم أننا ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ؟؟!!.

أما يبكيك صوت الأرامل ، والأيامى ؟؟!!..

وصوت الشيوخ ، واليتامى؟؟!!

اما سمعت صياح و نداء فاطمة العراقية التي هتك عرضها عباد الصليب ؟؟!!..

فمن يجيب ندائها ؟؟!!،..

ويسمع صياحها؟؟!!.

من يجيب على نداء فاطمة الفلسسطينية ، وفاطمة الشيشانية ، وفاطمة الأفغانية ؟؟!!..

من يجيب على نساء المسلمين ؟؟!!..

بعد أن ..

كنا نغنم نساءهم في الجهاد ***** سبايا أضحت نساؤنا لهم سبايا
قد استردَّ السبايا كل منهزم ***** لم يبقَ في أسرهم إلا سبايانا
وما رأيت سياط الذل دامية ***** إلا رأيت عليها لحم أسرانا
وما نموت على حدِّ الظبا ***** ألوفاً حتى خجلت منا منايانا
لكننا رغم ليل اليأس في ثقة ***** بأن فجر العلى لا بدَّ يغشانا

والله لو استشعرت ما يجري حولك فلن تحتاج إلى كبير عناء حتى تبكي ..

فإن القلوب قد تراكمت عليها أحزان الزمان ، وآلم القلوب قهر المتسلطين ، وشماتة الأعداء والمنافقين ..

وحين تشعر أنك لا تفعل شيئاً ، أو أنك لا تقدر على أن تفعل شيئاً تجد أنك بحاجة إلى البكاء..

فلا شيء يخفف من حرقة القلب مثل الدموع ..

دموع الذكر ، والشكر..

دموع الخشية ، والرهبة ..

دموع الولاء ، والبراء ..

دموع الانتماء لهذا الدين العظيم ..

وأخيراً .. يا ولا ة الأمور كما سعيتم مشكورين لإصلاح أمور دنيانا ، فاسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا .. اسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا حتى تكتمل فرحتنا ، ويعمَ السرور ، وإننا والله متفائلون ..

فبنصر الدين عز الدنيا ، ونعيم الآخرة ..

وبنصر الدين يكون النصر والتمكين ..

قال مالك الملك :{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ..

ووالله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..

والله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..




اللهم انصر دينك وكتابك ، وسنة نبيك وعبادك الموحدين ..

اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل عبادك الموحدين..

اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك يا ربّ العالمين..

اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، و عين لا تدمع ، وأذن لا تسمع ، ونفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا ترفع ..

الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسق والعصيان..

اجعلنا يا ربنا من الراشدين ..

آمنا في أوطاننا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .. اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك
يا ربّ العالمين

اللهم اغفر ذنب المذنبين ، واقبل توب التائبين ..

واكشف كرب المكروبين ، وفرج هم المهمومين ، واقض الدين عن المدينين ..

ودل الحيارى ، واهد الضالين ..

واغفر ربنا للأحياء ، وللميتين..

عباد الله ..

{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس