عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 9 - 2014, 12:45 AM   #103



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4396يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }..
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }..
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة ..
وكل بدعة ضلالة ..
وكل ضلالة في النار ..

عباد الله ..
يقول الحق تبارك وتعالى : ﴿ وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾ ..يعني : والسماء رفعها ووضع الميزان : أي وضع العدل وجعله أساس كل شيء ..
كما قال سبحانه : ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ ..
وكذا قال : ﴿ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾..
فأمر الله بالعدل في كل شيء ..
وهو العدل سبحانه الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الخلق محرماً ..
ومن عدله سبحانه أنه ينصب للعباد يوم القيامة ميزاناً توزن فيه أعمالهم والحكمة من ذلك إظهار عدله جل في علاه ..
قال شارح الطحاوية رحمه الله : ويا لخيبة من ينفي وضع الميزان القسط يوم القيامة كما أخبر الشارع وذلك لخفاء الحكمة عليه ويقدح في النصوص بقوله لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال ، وما أحراه بأن يكون من الذين لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزناً ، ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه لجميع عباده فإنه لا أحد أحب إليه العذر إلى الله ومن أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين فيكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا إطلاع لنا عليه ..انتهى رحمه الله ..
والميزان عباد الله ..
اسم للآلة التي يوزن بها الأشياء ..
أو هو ما تقدر بها الأشياء خفة وثقلاً ..
وفي الشرع ..
هو ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد ..
دلَّ على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ..
فقال تعالى في كتابه : ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ ..
وقال سبحانه : ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ ..
وقال جل في علاه : ﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ ..
وثبت ذلك أيضاً في السنة الصحيحة فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كلمتان ..
خفيفتان على اللسان ..
ثقيلتان في الميزان ..
حبيبتان إلى الرحمن :
سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ))..
فثقلوا موازينكم عباد الله بهذه الكلمات العظيمة ..
أخرج الحاكم وصحهه من حديث سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه أنه قال :
(( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعهن ..
فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟..
فيقول : لمن شئت من خلقي ..
فتقول الملائكة : ما عبدناك حق عبادتك ))..
أما دليل ذلك من الاجماع ..
فلقد أجمعت الأمة على ثبوت الميزان يوم القيامة لوزن أعمال العباد ..
عباد الله ..
وجاء لفظ الميزان مفرداً وجمعاً ..
كقوله تعالى : ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ﴾ ..
وقوله : ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ ..
وكقوله صلى الله عليه وسلم :
(( ثقيلتان في الميزان ))..
فكيف نجمع ونوفق بين الجمع الافراد ..
قال ابن عثيمين رحمه الله :
إنها جمعت باعتبار الموزون حيث أنه متعدد ..
وأفردت باعتبار ان الميزان واحد ..
وقوله : ثقيلتان في الميزان : أي في الوزن ..
فالذي يظهر _ يقول رحمه الله _ فالذي يظهر والله أعلم أن الميزان واحد وأنه جمع باعتبار الموزون بدليل قوله : ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ ..
ثم قال رحمه الله : ولكن يتوقف الإنسان هل يكون ميزاناً واحداً لجميع الأمم أو لكل أمة ميزان ..
لأنَّ الأمم كما دلت عليه النصوص تختلف باعتبار أجرها واختلاف أعمارها أيضاً ..
فكانت أمة محمد ..
من أقصر الأمم أعماراً ..
لكنها من أكثرها أجوراً ..
عباد الله ..
هل الميزان حسي أو معنوي ؟..
قال في لمعة الاعتقاد : والميزان الذي توزن به الأعمال حسي حقيقي له كفتان ولسان ..
وقال في الطحاوية : والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان ..
روى أحمد من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً ، كل سجل مد البصر ..
ثم يقول الله : أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ ..
فيقول : لا يا رب ..
فيقول : ألك عذر أو حسنة ؟ ..
فيبهت الرجل فيقول : لا يا رب ..
فيقول الله : بلى إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم عليك اليوم ، فتُخرج له بطاقة فيها :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
فيقول : أحضروه ..
فيقول العبد : يا رب وما عسى أن تصنع هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟!.. أو مع هذه الجبال من السيئات ..
فيقال : إنك لا تظلم ..
قال : فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة..
قال : فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ..
فلا يثقل مع اسم الله شيء ))..
فأكثروا عباد الله ..
أكثروا عباد الله من قول :
لا إله إلا الله بصدق وإخلاص ويقين ..
فإنها من أعظم الحسنات ..
وفي سياق آخر :
توضع الموازين يوم القيامة فيؤتي بالرجل فيوضع في كفة ..
قال : وفي هذا السياق فائدة جليلة وهي أن العامل يوزن مع عمله ويشهد لهذا ما روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة )) ..
(( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح
بعوضة ، وقال : اقراوا إن شئتم : ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾ ))..
فقيمة العبد عند ربه ليس بحسبه ولا بنسبه ..
ولكن ..
بتقواه ..
وإيمانه ..
وحسن خلقه ..
ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) ..
فلا أنساب ولا أحساب ..
ولكن تقوى وأخلاق وإيمان ..
فلا أنساب ولا أحساب ..
ولكن تقوى واخلاق وإيمان ..
بها تثقل الأوزان ..
روى الإمام احمد عن ابن مسعود بسند حسن أنه كان يجني سواك من الأراك وكان دقيق الساقين فجلعت الريح تكفأه فضحك القوم منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ممَ تضحكون ؟!))
قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه ، فقال :
(( والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد )) ..
(( والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد )) ..
وقد جاء مما يثقل الميزان الأخلاق الحسنة والأخلاق الفاضلة ..
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء )) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ..
والبذئ : هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الجنة فقال :
(( تقوى الله وحسن الخلق ))..
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال :
(( الفم والفرج )) )) رواه الترمذي وقال صحيح ..
وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )) رواه أبو داود ..
فحسنوا أخلاقكم عباد الله ..
حسنوا أخلاقكم عباد الله تثقل موازينكم عند لقاء ربكم ..
فلا تحقرن من الأعمال شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ..
فالابتسامات إذا كانت لله ثقلت في الميزان يوم الندامة والحسرات ..
قال شارح الطحاوية رحمه الله : والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان ..
لكن سؤال آخر :
ما الذي يوزن في الميزان أيضاً ؟..
الجواب ..
هو أن الذي يوزن هو أعمال العباد فهي وإن كانت أعراضاً إلا أن الله عز وجل يقلبها أجساماً فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة ..
قال البغوي رحمه الله : روي نحو هذا عن ابن عباس كما جاء في الصحيح من أن (( البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة غمامتان أو غيايتان ، أو فرقان من طير صواف تظلان صاحبهما ))..
وفي رواية ((يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ))..
والغيايتان : ما أظلك من فوقك ..
والفرق : القطعة من الشيء ..
والصواف : المصطفة المتضامة ..
وفي الصحيح (( أن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة في صورة شاب شاحب اللون ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا القرآن .. أنا القرآن ..
أنا الذي أسهرت ليلك ..
وأظمأت نهارك ))..
وفي حديث البراء (( أن العبد المؤمن في قبره يأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح طيب الشمائل ..
فيقول : من أنت فوجهك لا ياتي إلا بالخير !..
فيقول : أبشر بالذي يسرك .. أبشر بالذي يسرك .. أنا عملك الصالح ..
أما العبد الفاجر فيأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الرائحة ..
فيقول : من أنت فوجهك لا يأتي إلا بالشر ..
فيقول : أبشر بالذي يسؤوك أنا عملك السيء ))..
فالأعمال تجسم وتوزن في الميزان ..
وجاءت أدلة تبين أن الذي يوزن صاحب العمل أيضاً كما ذكرنا من خبر ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ..
قال ابن عثيمين رحمه الله :
والجمع بين هذه النصوص بأن الجميع يوزن ..
وأن الوزن حقيقة بالصحائف ..
وحيث أنها تخف وتثقل بحسب الأعمال المكتوبة ..
فصار الوزن كأنه للأعمال ..
وأما صاحب العمل ..
فالمراد به قدره وحرمته وهذا جمع حسن والله أعلم ..
قال شارح الطحاوية : فثبت وزن الأعمال والعامل ، وصحائف الأعمال ..
وثبت أن الميزان له كفتان والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات ..
فعلينا عباد الله الإيمان بالغيب كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان ..
قال الله : ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ، وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾ ..
اعلم بارك الله فيك ..
أن الناس عند الميزان على ثلاثة أحوال ..
منهم من ..
رجحت حسناته على سيئاته مثقال حبة فيدخل الجنة ..
ومنهم من ..
رجحت سيئاته على حسناته مثقال حبة فيدخل النار ..
ومنهم من ..
تستوي حسناته وسيئاته فأولئك أصحاب الأعراف وفيها نظر وأقوال وخلاف ..
أما الكفار ..
فكفرهم أحبط أعمالهم فيدخلون النار من غير حساب ولا ميزان ..
وقيل أن حسناتهم توزن فتخفف عنهم العذاب في النار ..
أما الجنة فمحرمة عليهم كما قال القهار : ﴿ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ ..
وهناك عباد الله ..
من يدخلون الجنة بلا حساب ولا ميزان ..
وهناك عباد الله ..
من يدخلون الجنة بلا حساب ولا ميزان ..
قال صلى الله عليه وسلم :
(( أعطيت من أمتي سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب )) ..
وفي رواية (( فاستزدت ربي، فزادني مع كل واحد سبعين ألفا )) ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..
قال أبو حامد رحمه الله : والسبعون ألف الذين يدخلون بلا حساب لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفاً ..
إنما هي براءات مكتوبة إلى الجنة ..
اعلموا عباد الله ..
اعلموا عباد الله ..
ان الميزان إذا نصب للعبد فهو من أعظم الأهوال يوم القيامة ..
لأن العبد إذا نظر إلى الميزان ..
انخلع فؤاده ..
وكثرت خطوبه ..
وعظمت كروبه ..
فلا تهدأ روعة العبد حتى يرى أيثقل ميزانه أم يخف ..
فإن خف ميزانه ..
فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ..
وإن خف ميزانه ..
فقد خسر خسراناً مبيناً ولقي من العذاب أمراً عظيماً ..
وتسأل عائشة رضي الله عنها تقول : يا رسول الله أيعرف الناس أهليهم يوم القيامة ؟!..
أيعرف الناس أهليهم يوم القيامة ؟!..
قال : (( نعم .. إلا في ثلاثة مواضع .. إلا في ثلاثة مواضع ..
إذا تطايرت الصحف ..
وإذا نصبت الموازين ..
وإذا ضرب الصراط على جهنم ))..
نعم عباد الله ..
إن العباد إذا قدموا إلى الميزان ..
عظمت كروبهم ..
حين أظهرت لهم قبائحهم وعيوبهم ..
ووزنت أوزارهم وذنوبهم ..
وضاقت حيلهم ..
وتغيرت أحوالهم ..
الأماني هناك ..
يتمنى كل واحد حين ذاك أن لو يزداد في رصيد الحسنات ولو حسنة واحدة علها تكون سبباً في نجاته من البليات ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ، فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ،وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ، أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ، قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ ، رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ، قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ ..
اللهم بيض وجوهنا ..
وثقل موازيننا ..
وزحزحنا عن النار ..
وأدخلنا الجنة يا عزيز يا غفار ..

أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..
واعلموا ..
أن الحياة الحقيقية هي ..
حياة القلوب ..
وأن حياة القلوب هي ..
قصر الأمل ..
وأن قصر الأمل هو ..
الاستعداد للآخرة ..
وأن الاستعداد للآخرة ..
فعل الطاعات وترك الفواحش والمنكرات ..
اسمع معي وقل وردد ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ ..
في الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قلنا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟!..
قال : (( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً )) ..
قلنا : لا ..
قال : (( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما )) ؛ ثم قال ؛ ينادي مناد _ في ذلك اليوم العظيم _ قال يناد مناد : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ..
فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ..
وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ..
وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ..
حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ..
وغبرات من أهل الكتاب ..
ثم يؤتى بجهنم تُعرض كأنها سراب ..
فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ ..
قالوا : كنا نعبد عزير ابن الله ..
فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟_ من هول ذلك اليوم وشدته وحرارته _ فيقول : ماذا تريدون ؟ ..
قالوا : نريد أن تسقينا ..
فيقال : اشربوا ..فيتساقطون في جهنم ..
ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ ..
فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله ..
فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ ..
فيقولون : نريد أن تسقينا ..
فيقال : اشربوا ، فيتساقطون في النار ..
حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ..
فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ ..
فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ، وإنا سمعنا منادياً ينادي : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ..
قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ..
فيقول : أنا ربكم ..
فيقولون : أنت ربنا ..
فلا يكلمه إلا الأنبياء ..
فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ..
فيقولون : الساق فيكشف عن ساقه ..
فيسجد له كل مؤمن ..
ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً _ مصداق قوله تعالى ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ، فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ _ ..
ثم قال صلى الله عليه وسلم : ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ..
قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ ..
قال : مدحضة مزلة _ أي تزل فيه الأقدام ولا تستقر _ ، عليه خطاطيف وكلاليب _ جمع كلوب وهي حديدة معقوفة الرأس _ ، وحسكة مفلطحة _ شوكة صلبة من حديد _ لها شوكة عقيفاء _ ملوية _ ، تكون بنجد ، يقال لها : السعدان _ نبت له شوك عظيم _ ، يمر المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ..
فناج مسلم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم _ على وجهه _ ..
حتى يمر آخرهم يسحب _ إلى الجنة _ سحباً ..
فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار ..
وإذا رأوا أنهم قد نجوا ، في إخوانهم ..
يقولون : ربنا_ الناجون يقولون _ ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويعملون معنا ..
فيقول الله تعالى : اذهبوا _ اذهبوا إلى النار _ فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ..
فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ..
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من إيمان فأخرجوه ..
فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ..
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان..
فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ..
قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرؤوا : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾ ..
قال صلى الله عليه وسلم : (( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ..
فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ..
فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ..
فيقبض قبضة من النار ، فيخرج أقواماً قد امتحشوا _ أي احترقوا _ ، فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة ..
فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة ..
فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ..
وما كان منها إلى الظل كان أبيض ..
فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ..
فيجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة ..
فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ..
فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه )) ..
وفي لفظ آخر للحديث : من حديث أبي هريرة قال :
(( حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا _ أي احترقوا _ ، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة..
، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل ..
ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ..
فيقول : يا رب ، قد قشبني _ أي آذاني _ ريحها ، وأحرقني ذكاؤها _ يعني لهبها _ ، فاصرف وجهي عن النار ، فلا يزال يدعو الله ..
فيقول الله له : لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره ..
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيصرف وجهه عن النار ..
ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة ..
فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك ابن آدم ما أغدرك ، فلا يزال يدعو ..
فيقول العلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره ..
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره ، فيقربه إلى باب الجنة ، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت ..
ثم يقول : رب أدخلني الجنة ..
ثم يقول : أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ..
فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله _ وربي لن نعدم خيراً من رب يضحك _ ..
فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها ..
فإذا دخل فيها قيل : تمن من كذا ، فيتمنى ..
ثم يقال له : تمن من كذا ، فيتمنى ..
حتى تنقطع به الأماني ..
فيقول الله له : هذا لك ومثله معه )) ..
قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً .
فاستعدوا عباد الله للقاء ربكم وأحسنوا ظنكم به ..
وأحسنوا ظنكم به فإنه عند حسن ظن العبد به ..
أحسنوا ظنكم بربكم فإنه عند حسن ظن عبده به ..
ومن حسن ظن العبد بربه ..
حسن العمل ..
ومن حسن الظن أيضاً ..
التوبة الصادقة ..
وشكر النعم ..
عباد الله اتقوا الله ..
واعلموا انكم ملاقوه ..
عباد الله اتقوا الله ..
واعلموا أنكم ملاقوه ..
وبشر المؤمنين ..
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ، تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً﴾ ..
يناديهم في ذلك اليوم فيقول لهم : ﴿ يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، الذين آمنوا بأياتنا وكانوا يتقون ﴾ ..
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ، قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
يا من يحار الفهم في قدرتـك ********* وتطلب النفس حمـى طاعتك
تخفي عن الكون جميل طلعتك ********* وكل ما في الكون من صنعتك

اللهم بيض يوم العرض عليك وجوهنا ..
وثقل موازيننا ..
وكن على الصراط أنيسنا ..
اللهم إنا نسألك توبة صادقة قبل الممات يا رب الأرض والسماوات..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك ..
ارحم ضعفنا وتقصيرنا وجهلنا وإسرافنا في أمرنا ..
لا تؤاخذنا بالتقصير واعف عنا الكثير وتقبل منا اليسير غنك يامولانا نعم المولى ونعم النصير..
اغفر لوالدينا ووالد والدينا ولكل من له حق علينا ..
اغفر لموتانا وموتى المسلمين ..
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين ..
يا أمل التائبين ، ويا رجاء المذنبين ، ويا أمان الخائفين ، ويا ناصر المظلومين ، ويا قاصم الجبارين لا تحرمنا فضلك يا رب العالمين ..
أنت الغني ونحن الفقراء ..
أنت الغني ونحن الفقراء ..
وأنت العزيز ونحن الأذلاء ..
وأنت القوي ونحن الضعفاء ..
آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ..
انصر اخواننا في العراق وفي فلسطين والشيشان وأفغانستان وفي كل مكان
يا رب العالمين ..
انصر من نصرهم ، واخذل من خذلهم ، قوي عزائمهم ، واربط على قلوبهم وأفرغ عليهم صبراً وثبت الأقدام ..
فك أسرانا وأسراهم يا رب الأنام ..
اللهم عليك بكفر أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك ..
اللهم اشدد وطأتك عليهم ..
اللهم اشدد وطأتك عليهم ..
اللهم اشدد وطاتك عليهم ..
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية واخرجهم منها أذلة صاغرين وعبرة للاولين والآخرين ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس