عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 9 - 2014, 12:46 AM   #113



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4395يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

نَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ..

من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..

{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }..

{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }..

{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }..

أما بعد :

فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..

وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..

وشرَّ الأمور محدثاتها ..

وكل محدثة بدعة ..

وكل بدعة ضلالة ..

وكل ضلالة في النار ..

معاشر الأحبة نساءً ورجالاً ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حياكم الله وبياكم وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم ..

أسأل الله العظيم ربّ العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواناً على سرر متقابلين ..

أسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..

وأن يجعلنا هداة مهتدين ، لا ضالين ولا مضلين ..

عنوان اللقاء أحبتي في هذه الليلة المباركة :

السلاح المعطل

وهو الدعاء
وسيتكون الحديث من سهام ؛ لا من عناصر ..

لأنَّ الحديث عن السلاح فكان مناسباً أن نرسل سهاماً إلى المسامع ..

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( ألا إنَّ القوة الرمي ) ..
السهم الأول : مقدمة عن الدعاء وشروطه ..

السهم الثاني : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ } ..

السهم الثالث : سهام الجمعه ..

السهم الرابع : الله المستعان ..

السهم الخامس : بمن تنتصر الأمة ؟!..

السهم السادس : سؤال يطرح نفسه ؟..

السهم السابع : سهام عابرة للقارات ..

السهم الثامن : كيف تُفتح أبواب الجنان ؟!..

السهم التاسع : أجمل وأحلى الأوقات ..

السهم العاشر : كيف تعطل السلاح ؟!..

والسهم الأخير : آخر السهام ..
1- فتعالوا أحبتي ننطلق ..

يوم أن أطلق الأولون سهام الدعاء في الأسحار ، وأوقات الإجابة ..

قهروا أعداءهم ، وسادوا ، وشادوا ..

فليس أكرم على الله من ..

الدعاء ..

فهو العبادة ..

وهو الذل ، والانكسار ..

وهو الرجاء ، والافتقار ..

وهو طريق الصبر ، والانتصار ..

فيه ..

صدق اللجوء ..

وتفويض الأمر ..

والتوكل على الله ..

عبادة سهلة ميسرة ..

غير مقيدة بمكان ، ولا زمان ، ولا حال من الأحوال ..

فهي ..

في الليل ، والنهار ..

والبر ، والبحر ، والجو ..

وفي السفر ، والحضر ..

وحال الغنى ، والفقر ..

والمرض ، والصحة ..

والسر ، والعلانية ..

فالدعاء _ وأيم الله _ وظيفة العمر ..

به ..

يُرفع البلاء ..

ويُدفع الشقاء ..

قال تعالى عن خليله إبراهيم :{ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً }..

بالدعاء ..

تستجلب الرحمات ..

وبه العز ، والتمكين ، ورفعة الدرجات ..

فلله ما أعظم الدعاء ..

وما أعظم نعمة الله على عباده به ..

جُمعت شروطه وآدابه ..

في قوله تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}..

أركانه :

الإخلاص ..

والمتابعة ..

مع اليقين ، وحسن الظن بالله ..

من غير اعتداء بإثم ، أو قطيعة ..

مع الاستفتاح بالحمد والثناء على ربّ الأرض والسماء بما هو أهله ..

والصلاة على خاتم الأنبياء في أوله ، ووسطه ، وخاتمته ؛ فهي للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء ..

مع ..

طيب مطعم ، وملبس ، ومسكن ..

وإيقان بالإجابة ..

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ..

فإذا ..

استوفى الدعاء شروطه ..

وانتفت موانعه ..

لا يُرد بإذن الله ..

إذا ..

استوفى الدعاء شروطه ..

وانتفت موانعه ..

لا يُرد بإذن الله ..

قال سهل التستري :

شروط الدعاء سبعه ..

والخوف ..

والرجاء ..

والمداومه ..

والخشوع ..

والعموم ..

وأكل الحلال ..

وقال ابن عطاء :

إن للدعاء ..

أركاناً ..

وأجنحه ..

وأسباباً ..

وأوقاتاً ..

فإن وافق أركانه ..قوي ..

وإن وافق أجنحته ..طار في السماء ..

وإن وافق مواقيته ..فاز ..

وإن وافق أسبابه ..أنجح ..

فأركانه :

حضور القلب ، والرأفه ، والاستكانه ، والخشوع ..

وأجنحته :

الصدق ..

ومواقيته :

الأسحار ..

وأسبابه :

الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ..
2- { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } ..

جاء في الأخبار والسير عن عمر رضي الله عنه قال :

لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمئة ونيف فقال :

( اللهم إنهم قلة فكثرهم ..حفاة فاحملهم .. جياع فأطعمهم ) ..

ثم نظر إلى المشركين ، فإذا هم ألف وزيادة ..

فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مدَّ يديه إلى السماء وعليه ردائه وإزاره ثم قال :

( اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصبة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض أبداً ) ..

قال : فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه ..

فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه فرده على ظهره ، ثم التزمه من ورائه ثم قال :

يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز ما وعدك ..

فأنزل الله جلَّ في علاه : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ } ..

يقول أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه : فخفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة _ أي إغفاءة قليلة _ ثم انتبه ثم قال :

( أبشر يا أبا بكر .. أبشر يا أبا بكر .. قد أتاك نصر الله .. أتاك نصر الله .. هذا أخي جبريل آخذ بعنان فرسه ) ..

لا إله إلا الله ..

{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } ..

لا إله إلا الله وحده ..

أنجز وعده ..

ونصر عبده ..

وهزم الأحزاب وحده ..

صدق الرجال مع الله ..

فصدق الله معهم ..

استشارهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف ..

فقال : ( أشيروا علي أيها الناس ) ..

فقال المهاجرون : يا رسول الله ..

امض لما أمرك الله فنحن معك ..

فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك ولجالدنا من دونك ، ما تخلف منا رجل واحد ..

والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ } ..

ولكن نقول لك : اذهب أنت وربك فقتلا إنا معكما مقاتلون ..

ثم تكلم الأنصار فقالوا :

يا رسول الله ..آمنا بك وصدقناك وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا فامضي لما أردت ونحن معك ..

فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه أمامك ما تخلَّف منا رجل واحد ..

والله لو أمرتنا أن نرمي بأنفسنا من أعالي الجبال ..والله لرميناها ما تخلَّف منا رجل واحد ..

يا رسول الله ..صل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وسالم من شئت ، واترك ما شئت ، افعل ما شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، واترك ما شئت ، فوالله للذي أخذته أحب إلينا مما تركت ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً ..

إنّا لصبر في الحرب ، صدق عند اللقاء ، فسر بنا على بركة الله ..

{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ..

نصروا الله فنصرهم ..

قال عنهم سبحانه : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ ، بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ، وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } ..

كيف انتصر هؤلاء ؟!!..

انتصروا ..

بالدعاء ، والتضرع إلى ربّ الأرض والسماوات ..

باعوا الأنفس والأموال ..

فاشتراها الله ..

فربح البيع والله ..

باعوا الأنفس والأموال ..

فاشتراها الله ..

فربح البيع والله ..

البـائعـون نفـوسهم لـمليكهم ***** الله أمـضى بيعهم وتكـرما
والحامـلين إلى الوغـى أرواحـهم ***** وعلى نحورهم تحدّرت الدما
قوم كـأنَّ وجوههم شمس الضـحى***** طلعت ففرّ الليل كالح مظلما
إن أسـدل اللـيل البسـيم ستـاره***** عكفوا على آي الكتاب ترنما
أو أشرق الصـبح البهيج فلن تـرى ***** إلا الكتائب حاسراً ومعـمما
ملكوا الفـؤاد وما دروا يا ويحـهم ***** إنَّ الفـؤاد بهـم يـهيم متيما
يـتـلـذذون بـبـذلهم ويـرونـه***** حـقاً أكـيداً للإلـه ومغنما

ربح البيع والله ..

أن تجعل حياتك لله ..

كلها خالصة لوجه الله ..

دعوة لله ..

وجهاداً في سبيل الله ..

حياة ..

ظاهرها .. عذاب ، وضيق ..

وباطنها ..عذوبة ، وبريق ..

ظاهرها ..دموع ، وألم ..

وباطنها ..خشوع ، وأمل..

تعب الجسد ..

ونعيم الروح ..

جسد يمشي على الأرض ..

وروح ترفرف حول العرش ..

{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ..

{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ..

قال ابن عباس ..

فضل الله : الإسلام ..

ورحمته : أن جعلكم من أهل القرآن ..

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، وقاعدين ، وراقدين ..

أحينا مسلمين ، وتوفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين يا ربّ العالمين ..
3- السهم الثالث : سهام الجمعة ..

وما أدراك ما يوم الجمعة !!..

أين السابقون يوم الجمعة ؟!..

لا تُنصر الأمة إلا بأولئك الذين يرفعون أكف الضراعة إلى ربّ الأرض والسماء..

في معركة عين جالوت ..

انتظر الملك المظفر قطز بالمسلمين وقت صلاة الجمعة ليباشروا قتال أعدائهم ؛ وخطباء المسلمين على المنابر يعجون إلى الله مع المسلمين إلى الله بالدعاء أن يؤيدهم وينصرهم ..

ولما نشبت المعركة واشتدت تعرض السلطان للقتل على أيدي التتار ..

فأحاط به مجموعة من الفرسان قذفوا بأنفسهم شاهرين سيوفهم يدافعون عنه ..

وكان فارس ملثم يدافع عنه ، فأصابته طعنة قاتلة خرَّ على إثرها صائحاً : صُن نفسك يا سلطان المسلمين ..صُن نفسك يا سلطان المسلمين ..ها قد سبقتك إلى الجنة ..ها قد سبقتك إلى الجنة ..

اسمعي رعاكِ الله ..

اسمعي بارك الله فيكِ ..

حمل زوجته حتى أدخلها الخيمة ، ووضعها على فراشها ، وأخذ يقبل جبينها والدموع تنهمر من عينيه وهو يقول : وازوجاه .. واحبيبتاه ..

فأحست به ورفعت نظرها إليه وقالت بصوت متقطع وهي تجود بروحها : لا تقل واحبيبتاه .. لا تقل واحبيبتاه ..

ولكن قل : واإسلاماه ..

ثم ما لبثت أن لفظت أنفاسها الأخيرة ..

فوضع السلطان على جبينها قبلة ، ومسح دموعه ، وترك الشهيدة لمن يتولى تجهيزها ،وخرج إلى جيشه فكبَّر وكبروا ، وحملوا واستبسلوا ، واشتدت الهجمات فتقدم السلطان فكشف عن خوذته وألقى بها إلى الأرض ، وصرخ بأعلى صوته :

وإسلاماه ..وإسلاماه ..

ودعوات المصلين في المساجد ترتفع إلى ربِّ الأرض والسماء ..

اللهم انصر الإسلام والمسلمين ..

اللهم دمّر الشرك والمشركين ..

وحمل القائد المظفر قطز ومن معه على التتار حملة صادقة وهم يرددون آيات الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ } ..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }..

بالصبر ..

والثبات ..

والدعاء ..

تنتصر الأمة على أعداء الإسلام ..

برهبان الليل ، وفرسان النهار ..

يُقهر الكفار ..

اعلمي رعاكِ الله ..

واعلم بارك الله فيك ..

إنَّ قيام الليل ..

وإطلاق السهام في الظلام ..

عزّ في الدنيا ..

وشرف في الآخرة ..

وعون على الأعداء في الجهاد ..

سأل عظيم الروم رجلاً من أتباعه كان قد أُسر مع المسلمين ..

فقال : أخبرني عن هؤلاء القوم !..

قال : أخبرك كأنك تنظر إليهم ..

هم رهبان بالليل ..

فرسان بالنهار ..

لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ..

ولا يدخلون إلا بسلام ..

يقفون على من حاربوه حتى يأتوا عليه ..

فقال عظيم الروم : لئن صدقت ليملكُن موقع قدمي هاتين ..

ولقد فعلوا ..ولقد فعلوا _ لله درهم _ ..

مـلكـنا هـذه الدنيا قـرونا***** وأخضعها جدود خالدونـا
وسطـرنا صحـائف من ضياء***** فما نسى الزمان ولا نسيـنا
وكنـا حيـن يأخـذنا ولـي***** بطـغيان نـدوس له الجبينا
وما فتئ الـزمان يـدور حـتى***** مضـى بالمجد قـوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي***** وقـد عاشوا أئـمته سنـينا
وآلمـنـي وآلـم كـل حـر***** سؤال الدهر : أين المسلمون ؟

أين المسلمون ؟!

نعم أيتها الغالية ..

تقدمت الأمة يوم أن ..

صامت ..

وقامت ..

وحكَّمت ..

كتاب ربها ..

وسنة نبيها ..

فلما ضيَّعت الأوامر ..

ضاعت ..
ضاعت ..

وتعطلت أسلحتها ..

ولما نسيت أمر الله ..

نسيها ..

ولم تُصبْ سهامها ..

وتسلط عليها أعداؤها ..

يقول أحد مراسلي الإذاعات عم مجزرة وقعت في كشمير ..

رأيت مجزرة لم أشهد أبشع منها ؛ كان ضحيتها ألفٌ من المسلمين ..

كنت أرى جثثاً بلا رؤوس لأطفال ونساء ..

لماذا يُذّبحون ؟؟!!..

لماذا يذبحون ؟؟!!..

***** وتهدّم في مرابعنا الحصون
فكم من مسجد أضحى يباباً***** وعاث به التهتك والمجون
وما ذنب الضحايا غير ديـن***** تهون له النفوس ولا يهون

4- الله المستعان :

الله المستعان ..

يوم تعطلت أسلحتنا وسهامنا ..

فعلوا بنا هذا ..

فالله المستعان ..

إذا حلَّ الأمر الصعب ، وادلهمَّ الخطب ، وعمَّ الجدب ..

فالله المستعان ..

إذا أظلم الأفق ، وضاقت الطرق ، و انشق بالمصائب الأفق ..

فالله المستعان ..

إذا جاعت البطون ، وأخطأت الظنون ، وحلت المنون ..

فالله المستعان ..

إذا قست القلوب ، وظهرت العيوب ، وكثرت الذنوب ..

فالله المستعان ..

إذا فُقد الولد ، وقحط البلد ، وضعف السند ..

فالله المستعان ..

سبحان من ..

انتشل ذا النون من الظلمات ، ونجَّا نوحاً من الكربات ..

سبحان من ..

أطفأ النار لإبراهيم ، وجمد الماء للكليم ..

سبحان من ..

على العرش استوى ..

سبحان من ..

يسمع ويرى ..

سبحان الله العظيم ..

سبحان من ..

لا يموت ..

سبحان من ..

تكفَّل بالقوت ..

سبحان من ..

وهب النور في الأبصار ، وقصَّر بالموت الأعمار ..

لا إله إلا إياه لا نعبد سواه ..

غالب فلا يُقهر ..

أغنى وأقنى ..

أضحك وأبكى ..

وهو رب الشعرى ..

لا إله إلا الله ..

عدد ما خطت الأقلام ..

وسجع الحمام ..

وهطل الغمام ..

وقُوّضت من منى الخيام ..

لا إله إلا الله ..

كلما برق الصباح ..

وهبت الرياح ..

وكلما تعاقبت الأحزان والأفراح ..

عزَّ فارتفع ..

خضع له كل شيء وركع ..

أعطى ومنع ..

خفض ورفع ..

وأعز وأذل ..

{ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }..

يهدي ضالاً ..

ويغني فقيراً ..

ويغفر ذنباً ..

ويستر عيباً ..

وينصر مظلوماً ..

ويقصم جباراً ..
أتهزأ بالدعـاء وتـزدريه***** ولا تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن***** لها أمـد وللأمد انقضاء
5- السهم التالي : بمن تنتصر الأمة ؟!..

تنتصر الأمة ..

بأولياء الله الصالحين ..

بالمخلصين ..

والصادقين ..

الذين رباهم القرآن ..

أولئك الذين تربوا ..

في روضة القرآن ..

وفي ظل الأحاديث الصحاح ..
قال الحسن البصري رحمه الله ..

قرّاء القرآن ثلاثة أصناف ..

صنف اتخذوه بضاعة _ قاتلهم الله _ ..

وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده ..

وصنف وضعوا القرآن على داء قلوبهم فاستشعروا الخوف فقاموا في محاريبهم ..

بمثل هؤلاء ..

تنتصر الأمة ..

بمثل هؤلاء ..
و بمثل هؤلاء ..

يُستسقى الغيث من السماء ..

قال : فوالله الذي لا إله إلا هو لهذا الصنف من حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر ..

لما صفَّ المسلمون يوم اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب ومن معه ..

حمل راية المهاجرين سالم مولى أبي حذيفة ..

فقالوا له : إنا لنخشى أن نُؤتى من قِبلك ..
إن أوتيتم من قبلي بئس حامل القرآن أنا أكون ..

بات محمد القاسم ليلة لقائه مع الترك متضرعاً باكياً فلما أصبح الصباح سأل أين محمد بن الواسع ؟!..

فبحثوا عنه ..

فوجدوه يصلي ويدعو رافعاً أصبعه إلى السماء ..

فأخبروا محمد بن القاسم بذلك فقال :

والله ..

لأصبع محمد بن الواسع أحبّ إلي من ألف سيف شهير ، وألف شاب طرير ..

ولما حاصر عمرو بن العاص رضي الله عنه حصن بابليون بمصر طلب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يمده بمدد عدده أربعة آلاف مقاتل يستعين بهم على إتمام فتح مصر ..

فأرسل إليه عمر أربعة رجال وعلى رأسهم الزبير بن العوام ..

كتب إليه :

بعثت إليك بأربعة رجال وعلى رأسهم الزبير ؛ كل رجل بألف رجل ..

كل رجل بألف رجل ..

ولقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( جيش فيه المقداد لا يُهزم بإذن الله ) ..

بمثل هؤلاء ..

تنتصر الأمة ..

أولئك الذين ..

إذا رؤوا ذكروا بالله عز وجل ..

أولئك الذين ..

إذا رؤوا ذُكر الله عزَّ وجل ..

أولئك الذين ..

تنبعث من وجوههم أنوار الطاعة ..

أولئك الذين ..

قال الله عنهم : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )..

أولئك الذين ..

إذا قال المرء منهم : يا رب ..

قال الله : لبيك وسعديك ..

أولئك الذين ..

تربوا في محاريب الظلام ..

أولئك الذين ..

تدربوا على إطلاق السهام في صلاة القيام ..

لما انتدب الله محمداً صلى الله عليه وسلم للدور الكبير الشاق الثقيل قال له : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } ..

وربّى محمد صى الله عليه وسلم أصحابه في تلك المدرسة ..

مدرسة الليل ..

{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ } ..

في مدرسة الإخلاص تربّى الرجال والنساء ..

إنها التربية على ..

الصبر ..

والإخلاص ..

ومجاهدة النفس ..

وعلو الهمة ..

قال قتادة رحمه الله : لا يقوم الليل منافق ..

_ وصدق والله _ لا يقوم الليل منافق ..

لا يقوم الليل إلا ..

مؤمن صادق ..

فإذا أردت الانضمام إلى ركب الصالحين فعليك ..

بسهام الليل ..

والدعاء ..

إن كنت ..

فقيراً تشتكي الفقر ..

فعليك بسهام الليل ، والدعاء ..

إن كنت ..

مظلوماً تريد الانتصار ..

فعليك بسهام الليل ، والدعاء ..

إن كنت ..

قد أثقلتك الذنوب والمعاصي ..

فعليك بسهام الليل ، والدعاء ..

إن كنت ..

مريضاً تطلب الشفاء ..

عليك بسهام الليل ، والدعاء ..

إن كنت ..

عقيماً تريد الأطفال ..

فعليك بسهام الليل ، والدعاء ..

عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( عليكم بقيام الليل فإنه ..

دأب الصالحين قبلكم ..

ومقربة لكم إلى ربكم ..

ومُكّفرة للسيئات ..

وملهاة عن الإثم ..

ومطردة للداء عن الجسد ) رواه الطبراني في الكبير ..

قال ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه :

فضل صلاة الليل على صلاة النهار ..

كفضل صدقة السرّ على صدقة العلانية ..

وإنما فُضّلت صلاة الليل على صلاة النهار ..

لأنها ..

أبلغ في الإسرار ..

وأقرب إلى الإخلاص ..

مدح الله سبحانه وتعالى المستيقظين بالليل ..

لذكره ..

ودعائه ..

واسغفاره ..

ومناجاته ..
وقال : { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } ..

وقال عن ليلهم : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } ..

ونفى سبحانه ..

التسوية بين المتهجدين القانتين وغيرهم في قوله : { أَمّن هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ..} { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ..

من مزايا أهل الليل ..

أنَّ الله يحبهم ..

ويستجيب دعاءهم

ويباهي بهم ..

ويستجيب دعاءهم ..

روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ..

فذكر منهم الذي له امرأة حسناء ، وفراش حسن ..

فيقوم من الليل ..

فيقول الله تعالى : يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد ..

والذي إذا كان في سفر وكان معه رهط فسهروا ثم هجعوا ..

قام هو من السحر يتملقني ) ..

قال بعض السلف :

قيام الليل يهوّن طول القيام يوم القيامة ..

قيام الليل يهوّن طول القيام يوم القيامة ..
السؤال الذي يطرح نفسه ..

كيف استطاعوا القيام وإطلاق السهام ؟!..

الجواب : استطاعوا بأمور ..

منها وأهمها :

الصدق والإخلاص ..

ومنها :

سلامة الصدور ، وخلوها من الأحقاد ، وتعلقها بالآخرة ..

فلا همّ إلا همّ الآخرة ..

كان داود الطائي يناجي في الليل :

اللهم همك عطَّل عليَّ الهموم ، وحالف بيني وبين السهاد ..

والأهم منها خوف لازم القلوب وقصَّر الأمل ..

لأنه ..

من خاف أدلج ..

ومن أدلج بلغ المنزل ..

لأنه ..

من تفكر في أهوال الآخرة ..

وأهوال جهنم ..

طار نومه ..

وعظم حذره ..

كما قال طاووس :

إنَّ ذكر جهنم طيَّر نوم العابدين ..

وكما قال ابن المبارك :

إذا ما الليل أظلم كابـدوه***** فيسفـر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا***** وأهل الأمن في الدنيا هجوع

ومن الأمور أيضاً ..

عرفوا فضل قيام الليل يوم تليت عليهم الآيات ..
سمعوا قوله : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}..

سمعوا قوله صلى الله عليه وسلم :

( إنَّ في الجنة غرفاً ..

يُرى ظاهرها من باطنها ..

وباطنها من ظاهرها )..

قيل : لمن يا رسول الله ؟!..

قال :

( لمن ..

أفشى السلام ..

وطيّب الكلام ..

وصلى بالليل والناس نيام ) ..

ومن الأمور أيضاً وأعجبها ..

الحب الصادق ..

جربوا ..

لذة المناجاة ..

وحلاوة الخلوة مع الحبيب ..

قال أحدهم :

أفرح لقدوم الليل لأني أخلو بربي ..

وأكره قدوم النهار لملاقاة الناس ..

قال علي البكَّار :

أربعين سنة ..

أربعين سنة ..
ما أحزنني شيء ..

سوى طلوع الفجر ..

ما أحزنني شيء ..

سوى طلوع الفجر ..
7- السهم التالي ..

إن كانت صواريخهم طويلة المدى فصواريخ الدعاء سهام عابرة للقارات ..

اسمع واسمعي ..

ماذا يصنع الدعاء ..

خرج رجل من الصالحين من العبّاد الزاهدين ..

خرج في تجارة فاعترضه قاطع طريق ..

فقال : أقتلك ..

قال : خذ المال والتجارة ، ودعني أمضي في طريقي ..
فقال العابد الزاهد : دعني أصلي لله قبل أن ألقاه ..

دعني أصلي لله قبل أن ألقاه ..

قال : صلي ما بدا لك ..

فصلى ..

ورفع شكواه إلى الذي يسمع سره ونجواه ..

دعاه سرَّاً ، وناجاه :

يا ودود ..

يا ذا العرش المجيد ..

يا فعَّالاً لما تريد ..

أسألك بعزك الذي لا يُرام ..

وبملكك الذي لا يُضام ..

وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ..

يا مغيث أغثني ..

يا مغيث أغثني ..

يا مغيث أغثني ..

سلَّم وأنهى صلاته ..

فإذا بقاطع الطريق ملقىً على الأرض ينزف دماً وعلى رأسه فارس أبيض ، ذو ثياب بيضاء ، وعمامة بيضاء ، على فرس أبيض ..

قال من شدة الفرح : من أنت ؟!..

من أنت الذي أنقذني الله بك ؟!..

قال : أنا مَلَك من السماء الرابعة ..

أنا مَلَك من السماء الرابعة ..

لما دعوت الدعاء الأول ..

قرقعت أبواب السماء ..

ولما دعوت الدعاء الثاني ..

ضجت الملائكة في السماء ..

ولما دعوت الدعاء الثالث ..

قُلت : يا ربي مضطر يناديك ..
أنا من جند { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } ..

أنا من جند { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } ..

يا صاحبي في شدتي ..

يا مؤنسي في وحدتي ..

ويا حافظي عند غربتي ..

ويا وليي في نعمتي ..

ويا كاشف كربتي ..

ويا سامع دعوتي ..

ويا راحم عبرتي ..

ويا مقيل عثرتي ..

يا إلهي بالتحقيق ..

يا ركني الوثيق ..

يا رجائي عند الضيق ..

يا مولاي الشفيق ..

ويا ربَّ البيت العتيق ..

أخرجني من حلق المضيق إلى سعة الطريق ..

وفرج من عندك قريب وثيق ..

واكشف عني كل شدة وضيق ..

واكفني ما أطيق وما لا أطيق ..

اللهم فرج عني كل همّ وكرب ..

وأخرجني من كل غم وحزن ..

يا فارج الهم ..

يا كاشف الغم ..

يا منزل القطر ..

يا مجيب دعوة المضطرين ..

يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ..

يا كاشف كل ضرّ وبلية ..

ويا عالم كل سرّ وخفية ..

يا أرحم الراحمين ..

قال أبو الدرداء رضي الله عنه :

ادعو الله يوم سراءك ..

يستجيب لك يوم ضراءك ..

_ أي وربي _ ..

من تعرف على الله في الرخاء ..

تعرف الله عليه في الشدة ..

إن الدعاء ..عباد الله ..

من أقوى الأسباب ..

في دفع المكروه ..

وحصول المطلوب ..

ومن أنفع الأدوية ..

وهو يدفع البلاء ..

ويعالجه ..

و يمنع نزوله ..

ويرفعه ..

ويخففه إذا نزل ..
( لن ينفع حذر من قدر ، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم بالدعاء ) ..

عليكم بالدعاء عباد الله ..

رجل يُقال له صهيب ..

يسهر الليل ، يبكي ، ويناجي ..

فعوتب على ذلك ..

قالت له مولاته : أفسدت على نفسك يا صهيب ..

فقال : إن صهيباً ..

إذا ذكر الجنة طال شوقه ..

وإذا ذكر النار طار نومه ..

سبحانك ..

ما أضيق الطريق ..

على من لم تكن دليله ..

وما أوحش الطريق ..

على من لم تكن أنيسه ..

طوبى ..

لقلوب ملأتها خشيتك ..

واستولت عليها محبتك ..

فمحبتك ..

مانعة عليها من كل لذة غير مناجاتك ..

والاجتهاد في مرضاتك ..

وخشيتك ..

قاطعة لها عن كل معصيه ..

خوفاً من أليم عقابك ..

ما ضرَّ المقبلين على الله ما فاتهم من الدنيا _ والله _ ..
وما ضرهم من عاداهم إذا كان الله لهم سَلَماً ..

ولله درّ القائل :

هنيئاً لمن أضحى وأنـت حبيبه ***** ولو أنَّ لوعات الغـرام تذيبه
وطوبي لقلب أنت ساكن سره ***** ولـو بان عنه ألفـه وقـريبه
فما ضرَّ قلباً أن يبيـت وما له ***** نصيب من الدنيا وأنت نصـيبه
ومن تك راضياً عنه في طيِّ غيبه ***** فما ضرّه في الناس من يستغيبه
فيا عـلة في الصدر أنت شفاؤها***** ويا مرضاً في القلب أنت طبيبه

وصدق الله ..{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً } ..

قال سبحانه : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } ..

والدعاء ..

سلاح المؤمن والمؤمنة ..

والسلاح بضاربه ..

فمتى كان السلاح ..

قوياً لا آفة فيه ..

والساعد ..

قوياً ..

والمانع مفقوداً ..

حصلت النكاية في العدو ..

ومتى تخلَّف واحداً من هذه الثلاث ..

تخلَّف التأثير..

فتدربوا على استعمال السلاح ..

واعلموا ..

أن العلم بالتعلم ..

والصبر بالتصبّر ..

والحلم بالتحلّم ..

فيا معلم آدم وإبراهيم علمنا ..

ويا مفهم سليمان فهمنا ..

علمنا ما ينفعنا ..

وانفعنا بما علمتنا ..

وزدنا علماً يا ربَّ العالمين ..
8- بالدعاء والتضرع تُفتح أبواب الجنان ..
اسمعي واسمع رعاك الله ..

إذا استقر المتقون في الجنان دار بينهم هذا الحوار ..

قال الله : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ ، قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ، فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ، إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ }..

اسمعي واسمع أثر الدعاء ..

اسمعي واسمع أثر الدعاء ..

{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ، فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ } ..

قال السعدي رحمه الله في قوله : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ } ..

قال يتساءلون عن الدنيا وأحوالها ..

ثم أخذوا في ذكر وبيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور :
{ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} ..

أي في الدنيا كنا خائفين وجلين ..

فتركنا من خوفه الذنوب ..

وأصلحنا لذلك العيوب ..

فكان نتيجة ذلك { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } ..

أي منَّ علينا بالهداية والتوفيق ..

وأجارنا وأنقذنا من عذاب الجحيم ..

ثم بينوا حالهم وما الذي كان سبباً في فوزهم ونجاتهم ..

{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ..

كنا نسأله وندعوه أن يقينا عذاب السموم وأن يوصلنا إلى جنات النعيم ..

فمن بره ورحمته بنا ..

أنالنا رضاه ، والجنة ..

ووقانا سخطه ، والنار ..

سرّ نجاتهم ..

عاشوا ..

على حذر من هذا اليوم ..

عاشوا ..

على حذر من هذا اليوم ..

عاشوا ..

في خشية من لقاء ربهم ..

عاشوا ..

مشفقين من حسابه ..

عاشوا ..

كذلك وهم في أهلهم حيث الأمان الخادع ..

لكنهم لم ينخدعوا حيث المشغلة الملهية ..

لكنهم لم ينشغلوا ..

رفعوا إلى الله سؤالهم وحاجاتهم ..

وتضرعوا إليه ..

طلباً للفوز والنجاة ..

وهم يعرفون من صفاته ..

البرُّ ، والرحمة بعباده ..

أخرج أحمد في مسنده عن عبد الرحمن رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :

( ليس شيء أكرم على الله من ..

الدعاء ) ..

( ليس شيء أكرم على الله من ..

الدعاء ) ..

في إحدى معارك المسلمين قال المغيرة بن حكيم :

لما برزنا للعدو قال عبد الله بن غالب :

هذه الجنان تزينت ..

هذه الجنان تزينت ..

فعلام آسى من الدنيا ..

فوالله ما فيها لعاقل مقام ..

ووالله ..

لولا محبيتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي ..

وافتراش جبهتي في ظلم الليل رجاء الثواب وحلول الرضوان ..

لتمنيت فراق الدنيا وأهلها ..

ثم كسر جفن سيفه وتقدَّم وقاتل حتى قُتل ..

فلما دُفن أصابوا من قبره رائحة المسك ..

فرآه رجل فيما يرى النائم فقال له : يا أبا سراق ؛ ماذا صنعت ؟!..

قال : خير الصنيع ..

قال : إلى ما صرت ؟!..

قال : إلى الجنة ..

قال : إلى الجنة ..
قال : بمَ ؟!..

قال :

بحسن اليقين ..

وطول التهجد ..

وظمأ الهواجر ..

وكثرة الدعاء ..

قال : فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك ؟!..

قال : تلك رائحة التلاوة والظمأ ..

قال : تلك رائحة التلاوة والظمأ ..

قال : أوصني !!..

قال : أوصيك بكل خير ..

قال : أوصني !!..

قال : اكسب لنفسك خيراً ..

لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلاً ..

فإني رأيت الأبرار نالوا البرَّ بالبرّ ..

إني رأيت الأبرار نالوا البرَّ بالبرّ ..
حتى تكون منهم ..

عليك بالدعاء ..

والتضرع ..
ردد وقل :

أتيتك سائلاً فارحم عنـائي***** فعندك يا كريم دواء دائي
فيا مولى الورى جُد لي بعفوٍ***** ومُنَّ بنظـرة فيها شفائي
رأيت كثير ما أُهدي قليلـاً***** لمثلك فاقتصرت على الثناء

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا ..

السهم التالي : أجمل الأوقات ..

أجمل الأوقات هي ساعات الإجابة ..

فمنها ..

عند الأذان ..

وبين الأذان والإقامة ..

وأدبار الصلوات المكتوبة ..

وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة ..

وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم ..

ما أجملها وما أحلاها تلك الساعات ..

ما أجملها وما أحلاها تلك الساعات ..

أما أجمل منها وأحلى منها ..

فثلث الليل الأخير ..ساعة السحر ..

كيف لا ؛ وهي وقت نزول الإله ..

ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول :

من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ..

من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ..

من ذا الذي يسترزقني فأرزقه ..

من ذا الذي يستكشف الضر أكشفه عنه ..

حتى ينفجر الفجر ..

قال سبحانه : { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } ..

جاء في كتب التفاسير أنه لما قال أبناء يعقوب له : { اسْتَغْفِرْ لَنَا }

أخرهم إلى السحر بقوله { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ } ..

وفي الزهد لابن حنبل أنَّ داود عليه السلام سأل لجبريل عليه السلام :

يا جبريل ؛ أي الليل أفضل ؟!..

قال : يا داود لا ادري إلا أن العرش يهتز من السحر ..

قلت لليل هل في جوفك***** سرّ عامر بالحديث والأخبار
قال لم أرَ حديثاً كحديث***** الأحبـاب في الأسـحار

قال صلى الله عليه وسلم :

إنَّ من الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه وذلك كل ليلة ) ..

فأين السائلين !!..

فيا الله ..

ما أحلى ..

حديثهم ..

ودموعهم ..

ومناجاتهم في تلك الساعات ..

فقائل منهم يناجي ويقول :

يا خير معبود ..

ويا خير مسؤول ..

وخير مشكور ..

ويا خير محمود ..

ويا خير مقصود ..

أحلى العطايا في قلبي ..

رجاؤك ..

وأعذب الكلام على لساني ..

ثناؤك ..

اللهم أغلقت الملوك أبوابها ..

وقام عليها حراسها وحجّابها ..

وبابك مفتوح للسائلين ..

نامت العيون ..

وغارت النجوم ..

وعينك لا تنام ..

يا حيّ يا قيوم ..

وآخر يردد ويقول :

إلهي فُرشت الفُرش ..

وخلا كل حبيب بحبيبه ..

وأنت حبيب المتهجدين ..

وأنيس المستوحشين ..

إلهي ..

إن طردتني عن بابك ..

فإلى باب من ألتجي ..

وإن قطعت عني خدمتك ..

فخدمة من أرتجي ..

إلهي ..

إن عذبتني ..

فإني مستحق العذاب والنقم ..

وإن عفوت ..

فأنت أهل الجود والكرم ..

إلهي ..

أخلص لك العارفون ..

وبفضلك نجى الصالحون ..

وبرحمتك أناب المقصرون ..

يا جميل العفو ..

أذقني برد عفوك ..

إن لم أكن أهلاً لذلك ..

فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ..

فاز _ والله _ من ..

سبح والناس هجوع ..

يدفن الرغبة ما بين الطلوع

يغشاه سكون ، وخشوع

بذكر الله والدموع هموع ..

سوف يغدو _ والله _ ذاك الدمع شموع ..

كان بعض السلف يقول :

اللهم إن منعتني ثواب الصالحين ..

فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته ..

اللهم إن لم ترضَ عنا فاعفو عنا يا أرحم الراحمين ..

أين أحباب الرحمن !!..

أين خطَّاب الجنان !!..

يا قوَّام الليل في الأسحار ..

اشبعوا في النوَّام

يا أحياء القلوب ..

ترحموا على الأموات ..

مالك بن دينار ..

سهوت ليلة عن وردي ونمت ؛ فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون وبيدها رقعة ، فقالت : أتحسن القراءة ؟..

فقلت : نعم ..

فدفعت إليَّ الرقعة فإذا فيها :

أألهتك اللذائذ والأمـاني***** عن البيض الأوانس في الجنان
تعيش مخلداً لا موت فيها***** وتلـهو في الجنان مع الحسان
تنبه من منامك فإن خيراً***** من النـوم التهـجد بالقرآن

يقول ابن القيم :

عجباً ..

لمن آثر الحظ الفاني الخفيف ..

على الباقي النفيس ..

فباع جنة عرضها السماوت ..

بسجن ضيق بين أرباب العاهات ..

عجباً للجنة كيف نام طالبها***** وكيف لم يدفع بمهرها خاطبها
وكيف طاب العيش في هذه***** الـدار بعـد سماع أخبـارها

تأمل في قول أ هل الجنان : { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ..

فكيف غفلت عن تلك الساعة التي ينزل الله فيها إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظيم سلطانه فيقول :

هل من تائب ؟!..
هل من داع ؟!..

والله ..

لو قام أهل الحاجات ..

والله ..

لو قام أهل الحاجات ..

وأهل الذنوب ..

في الأسحار ..

وسألوا مولاهم ..

وقدموا الطلبات ..

ورفعوا الحاجات ..

وأتبعوها بالاستغفار والآهات ..

لرَّقت قلوبهم ..

وقُضيت حاجاتهم ..

وسُترت عيوبهم ..

وغُفرت ذنوبهم ..

وأُقيلت العثرات ..

ومُحيت الزلات ..

والله ..

لو شممت رحيق الأسحار ..

لاستفاق منك قلبك المخمور ..

والله ..

لو شممت رحيق الأسحار ..

لاستفاق منك قلبك المخمور ..
10 - فكيف تعطل ذلك السلاح ؟!..

تعطل ..

يوم أن تُرك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..

عن حذيفة رضي اللع عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( والذي نفسي بيده ..

لتأمرن بالمعروف ..

ولتنهون عن المنكر ..

أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ..

ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن ..

فهل أمرنا بالمعروف ..

ونهينا عن المنكر ..

لعل الله أن يستجيب دعاءنا ..

تعطل السلاح ..

يوم أُكل الحرام ..

جاء عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( قال في الرجل يمد إليه إلى السماء ويقول : يا رب ..يا رب ..

مطعمه حرام ..

ومشربه حرام ..

وملبسه حرام ..

وغُذّي بالحرام ..

فأنّى يُستجاب له ) ..

تعطل السلاح ..

يوم كثرت الذنوب والمعاصي ..

جاء في الأثر : ( ما طفَّت قوم كيلاً ، ولا بخسوا ميزاناً ، إلا منعهم الله عز وجلّ القطر ، وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت ، وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون ، ولا ظهر في قوم القتل _ يقتل بعضهم بعضاً _ إلا سلط عليهم عدوهم ، ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف ، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم تُرفع أعمالهم ، ولم يُسمع دعاؤهم ) رواه ابن أبي الدنيا والطبراني ..

قال يحيى بن معاذ عن هؤلاء :

آثروا النوم على القيام ..

والراحة على الجهاد والمجاهدة ..

تعطل السلاح ..

يوم قلَّ المستغفرون بالأسحار ..

تعطل السلاح ..

يوم قلَّ فرسان الليل ..

وقلّ فرسان النهار ..

فتطاول علينا الكفار ..

قيل لإبراهيم بن أدهم :

ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟! ..

قال لأنكم :

عرفتم الله ، فلم تطيعوه ..

أما قال الله : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } ..

وعرفتم الرسول ، فلم تتبعوا سنته ..

أما قال سبحانه : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } ..

وعرفتم القرآن ، فلم تعملوا به ..

أما قال جل في علاه : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } ..

أكلتم نعمة الله ، فلم تؤدوا شكرها ..

أما قال سبحانه : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } ..

وعرفتم الجنه ، فلم تطلبوها ..

أما قال سبحانه : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ..

وعرفتم النار ، فلم تهربوا منها ..

أما قال جل في علاه : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } ..

وعرفتم الشيطان ، فلم تحاربوه ووافقتموه ..

أما قال سبحانه : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }..

وعرفتم الموت ، فلم تستعدوا له ..

أما قال سبحانه : { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ }..

دفنتم الأموات ، فلم تعتبروا ..

أما قال سبحانه : { فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } ..

وتركتم عيوبكم ، واشتغلتم بعيوب الناس..

11- آخر السهام ..

آخر السهام ..

اسمعي واسمع ..

يا من توقن أنك لا شك راحل ..

قم في الدجى قيام مشفق سائل
لعلكِ ولعلك ..

تحظى بالقبول ..

وتفوز بالمسؤول ..

وتدرك المطلوب والمأمول ..

لله درّ أقوام ..

هجروا الدنيا وتركوها ..

وطلبوا الآخرة بالجد وآثروها ..

إن جاء النهار قطعوه بالصيام ..

وإن جاء الليل نصبوا أقدامهم للقيام ..

لله درهم ..

أبصروا عيوب الدنيا وميزوها ..

عرفوا طرق الجنة فسلكوها ..

وعرفوا طرق الضياع وتجنبوها ..

إن أظلم الليل صفوا أقدامهم وأنصبوها ..

وإن أقبل النهار حفظوا جوارحهم وكفوها ..

لله درهم ..

كم ..

تعبت أبدانهم بين جوع ، وسهر ..

كم ..

كفت جوارحهم عن لهو ، وبطر ..

كم ..

حفظوا ألسنتهم وأعينهم عن الكلام ، والنظر ..

كم ..

تغنوا بكلامه والقلب خاشع وحاضر في السحر ..

يا حسنهم ..

والليل قد أجنهم ..

ونورهم يفوق نور الأنجم ..

فماذا أعد الله لهم ؟!..

فماذا أعدَّ الله لهم ؟!..

{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ..
اللهم إنا نعوذ بك من بدن لا ينتصب بين يديك ..

ونعوذ بك اللهم من قلب لا يشتاق إليك ..

ونعوذ بك من دعاء لا يصل إليك ..

ونعوذ بك من عين لا تبكي عليك ..

سبحانك ..يا من تفرَّد بك المتفردون في الخلوات ..

وسبحانك ..من سبحت لعظمتك الحيتان في البحار الزاخرات ..

ولجلال قدسك اصطفت الأمواج المتلاطمات ..

أنت الذي سجد لك ..

سواد الليل ، وضوء النهار ، والفلك الدوار ، والبحار الزخار ، والقمر النوَّار

وكل شيء عندك بمقدار ..

يا مؤنس الأغوار في خلواتهم يا خير من حطت به النزال ..

سبحانك لك الجمال ، والجلال ، ولك الكمال ..

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ..

ونعوذ بك اللهم من سخطك والنار ..

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ..

كره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ..

و اجعلنا من الراشدين ..

اللهم اجمع شملنا ، ووحد صفنا ، وأصلح ولاة أمورنا ، وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين ..

نسألك اللهم إيماناً كاملاً ، ويقيناً صادقاً ، وصلاةً خاشعةً ، وعلماً نافعاً ، ورزقاً حلالاً واسعاً ..

اللهم عاملنا بما أنت أهله ، ولا تعاملنا بما نحن أهله إنك سبحانك أهل التقوى وأهل المغفرة ..

أستغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

{ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس