عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 9 - 2014, 12:44 AM   #123



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4396يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لسنا بحاجة إلى هذه التقنية إن كانت ستدمر الأعراض
هَتَكَتْ!
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى... دنيا الورى
' إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ 'سورة النور،آية 19
وكم من تائب وتائبة حيلت بينهم وبين التوبة بسبب الفضيحة التي عمت وطمت!!!
أين من يفعل وينشر من قول الله عز وجل
'إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ' سورة النور ، آية 19
كم من مؤمنة غافلة التقطت لها صورة في حين غفلة منها!!!
فالتقطها الملتقطون ، وتلقاها الناشرون
فنشروها!
...واستقبلها المستقبلون...
هَتَكَتْ!
اعلم أن الله مُطَّلِعٌ... مُطَّلِعٌ على سِرِّكَ ونجواك
أشار الله تعالى في قوله
'أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ' سورة المجادلة ، آية 7
يا عباد الله!
المعاصي لها تبعات لا تقف عند حد ، إذا ألفها العبد فبعضها يجر بعضا
إنه نداء!
إنه نداءٌ ، لكل أبٍ وأم ، ولكل ابنٍ وابنة
...الكل مخاطب...
فضيحة!!!
...
نعم!!!
كاميرات الجوالات صورت الأفلام! وبيد كل البشرية
الذي تصور في شكل آدمي ، يهاكر ويفتخر
وينشر ما عمل!
...ويصبح تكبر وطغى وجانب الصواب...
وألف الخراب فكانت حياته عذابا وطريقه سراب
فحل به العذاب
ومما يزيد الأمر خطورة!!!
فضيحة!
هنا وهناك! في ساعات معدودة
...تصل إلى أخباركم...
إلى أخباركم!!!
هَتَكَتْ!
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
فضحت وسام العشق في زيف الهوى و جنت عليهم بانفصام في العـرى
أغرت فؤادي عينها فتبعتهــــا وجمالها بعث الفؤاد إلى الرجـــا
قتلتني بالعين التي أغرت بهــــا
هَتَكَتْ!
أمر خطير!!!
انتشار أجهزة جوال مزودة بكاميرا تحملها النساء ويحملها الرجال!
والتي تستطيع من خلالها التصوير وتلقي ومشاهدة وارسال فيلم قد حمِّل على هذا الجهاز الصغير
ثم يجعلها هذا!
هدية لأبنائه عند نجاحهم في دروسهم
وجعل بيته مَعْرِضا من كل مُخْتَرعْ!!!
أسألكم بالله!
ما الحاجة أن تحمل الفتاة بنت الخامسة العشرة والسادسة عشرة جهازا نقالا؟
كم سمعنا من أخبار!
انتهكت فيها الأعراض ، وانتهكت فيها المحرمات حين نستخدم مثل هذه التقنية
لسنا ضد التطور!
نحن لسنا ضد التطور ، لكن نحن ضد هذا الفساد الذي ينتشر عبر هذ الوسائل
...من شاشات...من قنوات...من كاميرات... ومن جوالات...
التي دمرت الفضيلة
والأخلاق الحميدة في المجتمعات
إن منهم من يتلقى هذه الصور لشهوة فيه
وخبث في طويته وسريرته
فيضيف ويغير وفي صورة جاءته كما يشتهي
فيجعلها بعد أن كانت الصورة كاسية تكون بعدها عارية!!!
فنقول
للفاعل والناقل والناشر والمطالع!
أترضاه لأمك؟
أترضاه لأختك؟
أترضاه لعمتك؟
أترضاه لخالتك؟
...لكننا نفتقد الاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى...
نفتقد الاستعداد للقاء الله تبارك وتعالى فالذي يجعل هذه التقنيات مفيدة
أننا نراقب الله حين استخدامها!
أو ما تخاف إذا بعثت أخي غـــدا فهناك يهتك ستر من فضح الــورى
هَتَكَتْ!
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
إنه نداء!
نداء لمن؟
نداء لكل أب وأم ولكل ابن وابنة
... الكل مخاطب ...
نحن والله في أمس الحاجة للجوء إلى الله وطلب العون والحفظ من الله تبارك وتعالى
الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ لحدوده ، دينه ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ قد لا يشعر العبد ببعضها وقد يكون كارها لها
وماذا نعمل؟
قدم لنفسك توبة مرجوة قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غرض النفوس!
...فإنها ذخر وظل للمنيب المحسن...
' وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ' سورة آل عمران ، آية 133
هَتَكَتْ!

... صرخة عبر تقنية ...

محاضرة شارك فيها كل من فضيلة الشيخ/خالد الراشد وفضيلة الشيخ/ عبد الحميد الهليِّل....

والآن نترككم مع فضيلة الشيخ/ خالد الراشد:

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ' سورة آل عمران ، آية 102
'يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً' سورة النساء ، آية 1
'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً' سورة الأحزاب ، الآيتين 70 و 71
أما بعد...
أمر خطير ، اجتاح المجتمعات ، يمنة! يمنة ويسرة ، هذه الجوالات ، التي أصبحت في جيب ، الصغير والكبير تحملها النساء ويحملها الرجال تنتقل معنا في كل... في كل مكان... ليس العيب في حمل هذه الأجهزة ، لكن العيب في طريقة استخدامها.
سبحان الله! من فضل الله علينا هذه الوسائل الحضارية التي من المفترض أن تجعل الحياة سهلة ميسرة ، من ينكر نعمة السيارة؟ السيارة نعمة! نعمة عظيمة ، لا يعرف قيمتها إلا الذي... إلا الذي يمتلكها... ويعرف قيمتها كذلك ذلك الذي... ذلك الذي لا يمتلكها... سبحان الله! في دقائق معدودة انت في أقصى الديار أو في أقصى... في أقصى البلاد... في ساعات معدودة تصل هنا وهناك ، لكن يوم أن أسأنا استخدام السيارة ، أما أصبحت السيارة وسيلة موت! للتقحيط والتطعيس والسباقات المهلكة التي قضت على مجموعات كثيرة من الشباب ، هل العيب في السيارة؟ هل الخلل في الآلة؟ أم الخلل في ذلك الذي يستخدم!... الذي يستخدم تلك الآلة...

مثال آخر ، الهاتف يا إخوان! الهاتف نعمة عظيمة من نعم الله تبارك وتعالى ، نستطيع بها قضاء الحوائج... نستطيع بها صلة الأرحام... نستطيع بها معرفة كثير من الأمور هنا وهناك... لكن! يوم أن أسأنا الاستخدام ، فكم دمرت الهواتف من بيت؟ وكم دمرت من عرض؟ وكم دمرت من شرف؟ وكم ضيعت من شاب؟ وكم ضيعت من فتاة؟ هل الخلل في الهاتف؟ أبداً والله ، الخلل في طريقة استخدام هذا... هذا الهاتف! ... نسأل الله العفو والعافية...

الجوالات... نعمة! نعمة عظيمة ، والجوالات في تطور وتقدم الجديد في كل يوم... في كل يوم تطرح لنا الأسواق أنواعا جديدة من الجوالات ، وتطرح لنا وسائل جديدة من التقنية و لعلنا بعد فترة قادمة قليلة لن نحتاج إلى أن نذهب إلى مكان بعيد حتى نرى بعضنا البعض ، فنستطيع عن طريق الجوال بالكاميرا أن نرى بعضنا البعض حين سريان المكالمة ، أسألكم بالله! الآن الجوال بالكاميرا! الآن الجوال بالكاميرا ، إما بالصورة المرئية أو الصورة المتحركة بما يسمى بالفيديو ، أسألكم بالله! كم بلغنا من الخراب والضياع؟ كم سمعنا من أخبار انتهكت فيها أعراض وانتهكت فيها محرمات!
ما السبب؟
السبب الأول ، ضعف الوازع الديني وضعف الرادع ، فلا وازع ولا رادع! حيث نستخدم مثل هذه... مثل هذه التقنيات... وهذه... هذه الوسائل ... للأسف الشديد أن المسلمين هم الذين يسيؤون استخدام هذه الأجهزة أكثر من غيرهم من شعوب العالم ، توجد إحصائية على المواقع الاباحية على مواقع الانترنت و ما أكثرها! أن أكثر الداخلين وبنسبة 70% من الداخلين على المواقع الاباحية من بلاد المسلمين ، 70% من الداخلين على مواقع الافساد والاباحية من بلاد المسلمين! لماذا! لضعف الوازع وضعف الرادع.

سبحان الله! نحن لسنا بحاجة إلى هذه التقنية إن كانت ستدمر الأعراض وتدمر العفاف ، وتمحو الفضيلة من المجتمعات ، سبحان الله! هذه المجتمعات لا تصلح إلا بالإيمان ، نحن لسنا ضد التطور ونحن لسنا ضد هذا كله ، لكن! نحن ضد هذا الفساد الذي ينتشر عبر هذه الوسائل من شاشات! من قنوات! من كاميرات! ومن جوالات! اللاتي دمرت الفضيلة والأخلاق الحميدة في المجتمعات ، نحن لسنا ضد هذا ، لكن نحن ضد الاستخدام السيء لمثل هذه... لمثل هذه الأشياء ...

سبحان الله! في عصور ماضية ، أمة الاسلام لم تمتلك الحضارة والتقنية لكنها سادت مشارق الأرض ومغاربها يوم أن كان المعتقد صحيح ، يوم أن كانت المجتمعات نظيفة ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الفضيلة وتحارب الرذيلة ، سادت مشارق الأرض ومغاربها! أما كانوا أمة لا تقرأ ولا تكتب؟ فخرجوا من الجزيرة ينشرون العدل في مشارق الأرض ومغاربها... أما أسقطت الدول العظمى التي امتلكت الحضارة في ذلك الحين؟ بلى! حين امتلكوا المعتقد ، حين ملأ الإيمان قلوبهم ، حين كانوا يخافون على سلامة... على سلامة المجتمع...
اليوم وفي عهود ماضية أيضاً ، الاسلام...دولة الاسلام! ملكت التقنية العلمية والحضارية ، وبلغ العلم ذروته حين كانت الدولة العباسية ، بلغت الدولة الاسلامية من العلوم الكثير! وفاقت في العلوم مشارق الأرض ومغاربها! وفاقت الأمم كلها في العلوم والمعرفة في ذلك الحين! لكن! هل نفعتها تلك التقنية وتلك الحضارة؟ أبدا والله! اجتاحتها أجهل أمة على وجه الأرض! أسقطت الدولة العباسية أمة التتار ، أمة لا تقرأ ولا تكتب! أجهل أمة كانت على وجه الأرض!

امتلكنا العلوم لكننا لم نمتلك العقيدة ، لم نمتلك الايمان فسقطنا أمام أضعف... أضعف شعوب العالم! اليوم ، عندنا من الحضارة ، وعندنا من التقنية ، وعندنا من الوسائل الحضارية الشيء الكثير ، لكننا في ذيل القائمة بين شعوب العالم.
لكننا في ذيل القائمة بين شعوب العالم!
نعتبر من دول العالم المتخلفة ، مع العلم نملك من الحضارة ومن العلم ما الله به عليم ، لكننا نفتقد المعتقد الصحيح ، نفتقد الايمان ، نفتقد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، نفتقد الاستعداد للقاء الله تبارك وتعالى! ما يجعل هذه التقنيات مفيدة في مجتمعاتنا أننا نراقب الله حينما نستخدمها... أننا نراقب الله حين نستخدم مثل هذه... مثل هذه التقنيات...

ولست بصدد ذكر الفضائح وذكر الآهات التي انتشرت هنا وهناك ، لكن! الذي أقول: لابد من تقوى الله تبارك وتعالى ، لابد من مراقبة الله حين استخدام مثل هذه... مثل هذه التقنيات... هي مفيدة للمجتمع بأجمعه ، إذا أحسنا... إذا أحسنا استخدامها... ومسيئة ضارة للمجتمع إذا لم نحسن... إذا لم نحسن استخدامها...

أسألكم بالله! ما الحاجة أن تحمل الفتاة بنت الخامسة عشرة والسادسة عشرة جهازا نقالا؟ ما الحاجة إلى أن تحمله! أقول: اتقوا الله في مراقبة أبنائكم وفي حفظ دينكم و في حفظ دنياكم ، واقع حال الناس أحبتي اليوم يقول أنهم لا يعرفون الله إلّا متى؟ إلّا في الشدة ، إلا إذا حلت عليهم... إلا إذا حلت عليهم المصائب والنوائب... أما في رخائهم ، فلهو وضياع وغفلة لا يعلمها إلا الله ، تأملوا قوله سبحانه وتعالى 'وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً' سورة الإسراء ، آية 83 ، إذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى في حال رخائه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ، ويقول تبارك وتعالى 'قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً' سورة الإسراء ، آية 84 ، كلمات عظيمة! لو تعلمناها... تعرّف على الله سبحانه وتعالى في الرخاء يعرفك في الشدة.

ومن منا يدوم له الرخاء؟ من منا يدوم له الرخاء! أو تدوم له الأفراح! أو تدوم له القوة! أو يدوم له الغنى! الدنيا تتقلب بأهلها من حال إلى... إلى حال... كم من رجل أصبح قوياً وأمسى... وأمسى ضعيفا... أصبح ضاحكا وأمسى... وأمسى باكيا... أصبح بين الأحياء فإذا هو حين المساء بين الأموات! لكن من تعرّف على الله تبارك وتعالى في رخائه عرفه الله في... عرفه الله في حين... في حين الشدة... بما معناه أن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه فعرف ربه في الشدة وراعى له تعاطفه إليه في الرخاء فنجاه من الشدائد بهذه المعرفة...

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزيِّنه في قلوبنا و يكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلنا من الراشدين
اللهم احفظ علينا أمننا وأماننا وأصلح ولاة أمورنا وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين
أستغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فاصل نهاية محاضرة فضيلة الشيخ/ خالد الراشد وبداية محاضرة الشيخ/ عبد الحميد الهليِّل لتسجيلات صوت المنابر للانتاج والتوزيع)

...إن هذا الهاتف الذي تصوِّر فيه الصور والتي بعدها إذا خرج يسفر عنه وعن الفضيحة وحري بأن يعاقب الله سبحانه وتعالى عبده بأن يهتك ستره لهتكه ستر الناس ، فليس وقوع الناس في خطأ مسوغاً لفضيحتهم ونشر صورهم ولو أن الله ابتلاك بمثل موقفها ، هل تسر أن يتناقل الناس صورتك أو صورة أحد أقاربك؟ نسأل الله أن يعاملنا وإياكم بجميل ستره...

والآن...
نترككم مع محاضرة فضيلة الشيخ/ عبد الحميد الهليِّل :

الحمد لله ، الحمد لله العزيز العليم ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو ، لا إله إلا هو إليه المصير ، سبحانه وبحمده ، أشهد أن لا إله إلا هو وسع كل شيء رحمة وعلما ، الذي قال ' نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ' سورة الحجر ، الآيتين 49 و 50 ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه أجمعين الذي قال : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) رواه البخاري ، فهذه كلمات ... هذه كلمات أهديها لكل مسلم ومسلمة ... إلى كل أخٍ وأختٍ لي في الدين ، كلمات أبعثها بقلب يكاد يتقطع ألما وعينٍ تَدْمَعُ حَزَنا ، كيف لا؟ ...كيف لا ...

يا عباد الله! أشاهد وأحس تقصيراً كبيراً من جهة تقوى الله ومخافته ، نعم! يا عباد الله! تقصيراً كبيراً كثيراً من جهة تقوى الله ومخافته ، وكلنا يا عباد الله ، كلنا ذلك المقصر ولكن بين مقل ومستكثر ، فلا عَجَبْ ولا عَجِبْ أن يقلق المسلم على دين الله فالهدهد ساءه ما رأى من سجود الناس لغير الله ، وهو طائر ضعيف فكيف بمن شرّفهم الله بهذا الدين وجعله مكلفا!

يا من بلغه هذا النداء ، اعلم أن الحكمة ضالة المؤمن فتكرَّم بسماع هذه الكلمات فلعل بها الضالة التي أجدها وتجدها ، الحكمة ضالة المؤمن ، عباد الله ، تأملت كتاب الله 'ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ' سورة البقرة ، آية 2 ، نظرت إلى آية في هذا الكتاب العظيم ، قرأتها وتدبرتها ، نعم! آية! فكيف بباقي الآيات! ما أعظم كلام الله! يقول عز من قائل سبحانه ' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ' سورة التحريم ، آية 8 ، تذكرت وتدبرت هذه الآية ، الله عز وجل! خالق الأرض والسماء ، الجبار المتكبر يتحبب إلى خلقه ، يناديهم... يفرح بتوبتهم! 'وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ' سورة يوسف ، آية 103.

و في الحديث القدسي ، قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى 'إني والانس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرُّهم إلَّي صاعد ، أتودد إليهم برحمتي ، وأنا الغني عنهم ويتبغضون لي بالمعاصي ، هم أبطأ ما يكونون لي' (ملاحظة: هذا ما وجدت في كتاب الأحاديث القدسية للمناوي : إني والجن والإنس في نبإ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري رواه البيهقي والحاكم عن معاذ والديلمي وابن عساكر عن أبى الدرداء) يقول العلماء : ليس العجب في عبد يتودد إلى سيده ولكن العجب ، كل العجب! العجب كل العجب! في ملك يتودد إلى عبيده! سبحانك ربنا ما أحلمك! سبحانك ربنا ما أكرمك! أنت المتفضل سبحانك! رب يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
ينادي!
...
ينادي!
'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ' سورة التحريم ، آية 8
ينادي!
...
ينادي!
'قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ' سورة الزمر ، آية 10

ينادي!
...
ينادي!
'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ' سورة الحديد ، آية 28
ينادي!
...
ينادي!
'وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ'
سورة المؤمنون ، آية 52
ينادي!
...
ينادي!
...يا عبادي فاتقون... يا عبادي قاتقون... يا عبادي فاتقون...

في آيات كثيرة ينادينا ، فهل نحن أهْلٌ لهذا النداء؟ نداء من رب الأرض والسماء! فضل الله سبحانه وتعالى عظيم... ثم هل أجبنا النداء؟ إذا كان بعض من الناس يقضي يومه في لهو ولعب ينتهي به هذا إلى غفلةٍ تمتد إلى جوف الليل الآخر ، عندما يحل بليله الثلث ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا منزولا يليق بجلاله ، ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقي ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فاغفر له؟' (رواه البخاري).
ألا يعلم هؤلاء أن الله غني عن عبادتهم! ألا يعلم هؤلاء أن الله لا تضره معصيته! ولكن نقول عفوك يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، إلى الله...
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ، وفي كل يوم داعي الموت يندب... ثم ينتهي الثلث الأخير من الليل فبين عابد صابر صادق مستغفر بالأسحار قام ليله أو بعضه لأنه يعلم أن من صفات أهل الجنة أنهم 'كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ' سورة الذاريات ، الآيتين 17 و 18 ، وبين مدحض لاه مستكبر يقضي نهاره وليله بما لا يفيد بل بما يضره! ثم إذا اقترب طلوع الفجر فإذا بالجسد يتعب و إذا بالعين تنعس وإذا بالتثاؤب قد تمكن فأرّق الرأس ثم رمى بنفسه وغرق في سبات عميق ...

غرق في سبات عميق!
المنادي يقول ' الله أكبر الله أكبر الصلاة خير من النوم '
فيجيب النداء ولكن أي نداء!
إنه نداء الشيطان الذي قال له: نم عليك نوم طويل!

فذاك الذي بال في أذنيه الشيطان ، لم يجب داعي الله سبحانه وتعالى واستجاب لهواه وشيطانه! فلا حول ولا قوة إلا بالله ، ويزيد الأمر خطورة من سمع آيات الله تتلى عليه بكرةً وعشياً ، فجعلها خلفه ظِهريًّا ، سمع كلام الله سبحانه وتعالى يناديه! يقول عز من قائل سبحانه 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ' سورة التحريم ، آية 6 ، فيعين أهله وأبناءه ، ولكن يعينهم على ماذا؟ إنه يعينهم على اقتراف المحرمات! ويُلَبِّس عليه الشيطان بدعوى الحرية وعدم كفِّ الشهوات لأنه بزعمه أن الأبناء إما صغار فلا يضرهم! وإما كبار فهم قد ميزوا فعرفوا النافع من الضار!

ونسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 'كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيدته راع وهو مسؤول عن رعيته ، قال : فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والرجل في مال ابنه راع وهو مسؤول عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته' ( لفظ حديث علي بن محمد بن عيسى رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان . وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري) ونسي قول الرسول صلى الله عليه وسلم 'ما من عبد يسترعيه رعية ، يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة' (رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ ، و رواه البخاري عن أبي نعيم عن أبي الأشهب)
إلّا حرّم الله عليه الجنة!
وجعل بيته معرضا لكل مُخْتَرَعْ! إثمه أكبر من نفعه ، جعل هذا هدية لأبنائه عند نجاحهم في دروسهم فيكون النجاح في الدروس طريقا وسببا لسقوط الأخلاق والقيم الاسلامية ، وإن لم يظهر هذا بشكل سريع فسوف يظهر شيئاً فشيئاً ... فعندها يتمكن السم من السريان في الجسد فيكون الموت بطيئاً ، وأي موت!

...إنه موت القلوب...

تلك القلوب التي كانت معمورة بالايمان ، معمورة بحب القرآن وبسماع كلام الرحيم الرحمن ، بحب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الأطهار ، صار هذا ماضيا طموساً ، فحب الله ورسوله أصبح عند كثير من الناس قولا باللسان ، حل بذلك القلب حب المشاهير ، نعم! حل بذلك القلب حب المشاهير من الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات ، أصبح الشاب والشابة لا يجدان وقتاً لفعل الطاعة...
فالشهوة تمكنت والقنوات تعددت ومواقع الانترنت تشاعبت وكاميرات الجوالات صوَّرَتْ الأفلام وحطَّمَتْ وعبر شاشات الجوالات نشرت والعادات تبدلت والموضات تشكلت والمرأة تجملت وتعطّرت وإلى السوق خرجت وفَتَنَتْ وفُتِنَتْ! الرجل تأهب! والرجل تأهب وعلى صيدها تدّرب وبمعصية تسبب! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فمالي أرى الناس في غفلة كأن قلوبهم سامدة! شروا برضا الله دنياهم وقد علموا أنها بائدة! إذا أصبحوا... أصبحوا كالأسود باتت مجوَّعة حالدة مظاهرهم تعجب الناظرين ونياتهم بالردى فاسدة ، ولا عَجَبْ ولا عَجَبْ يا عباد الله! ولا عَجَبْ أن يكون ذلك... لأنه إذا طاوع العقل الهوى والنفس تمكن الشيطان مع ضعفه ... فكان أقوى الضعفاء! أقصد بالضعفاء الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، إنه الخسران الذي قد يتبعه خسران فيكون خسراناً في الدنيا والآخرة فتصبح الحياة شقاءً والمعيشة ضنكا 'وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى' سورة طه الآيات 124و125و126 ، 'كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ' سورة القلم ، آية 33

... المعاصي لها تبعات ...
يا عباد الله!
المعاصي لها تبعات لا تقف عند حد ، إذا ألفها العبد فبعضها يجر بعضا
إنه نداء!
إنه نداء!
إنه نداء لكل أبٍ وأم ، ولكل ابنة ، الكل مخاطب!
يا من دعا أهله وأبناءه وبناته إلى الضلال!
يا من دعا أصدقاءه إلى الضلال!
يا من دعا غيره إلى الضلال!
اعلم أن عليك إثم من دعوت وإثم من عمل به إلى يوم القيامة ، ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم ، قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : ' من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا '

نعم! يا عباد الله! إنها الفتن التي تنوعت وتشكلت في هذا الزمان ، نعم فتن تنوعت وتشكلت في هذا الزمان! فتن شبهات وفتن شهوات ، فما موقف المسلم منها؟ هل وقف وقفة حازمة خشية الوقوع فيها ، هل وقف وقفة حازمة خشية الوقوع في فتن تموج ، فتن كثرى ، فتن حذّر منها ربنا عز وجل ونبينا صلى الله عليه وسلم ، فتن تجعل الحليم حيرانا ، فتن تجعل الأخضر يابسا بل يكون هشيما تذروه الرياح...

كم تَهَددَنا عن فتن شبهات حلت ، وشهوات انتشرت وعمَّت وطمَّت ، وها هي فتنة تَجِّدُ وتطل برأسها وسط فتن سبقتها ، وفي وقت فتن أحزنتنا وآلمتنا... في وقت نحن أشد حاجة للعودة إلى الله سبحانه وتعالى ... أشد حاجة إلى العودة إلى الله تبارك وتعالى و مراجعة النفس و التوبة و الانابة و شكر النعمة التي أنعمها الله علينا.
تظهر علينا تقنيات حديثة ، سُخِّرَت فكان إثمها أكبر من نفعها ، كم أثّرَت الفضائيات؟ كم أثّرَت الانترنت؟ وهذا واحد من هذه التقنيات التي استغِلَتْ عند الكثير فكانت إثما ، عباد الله! كم لا حظنا في الآونة الأخيرة انتشار أجهزة جوال مزودة بكاميرا والتي تستطيع من خلالها التصوير وتلقي ومشاهدة وارسال فيلم قد حٌمِّلَ على هذا الجهاز الصغير ، وبإمكان من وجد عنده هذا الفيلم على جهازه أن يرسله إلى من يعرف ومن لا يعرف ومن خطره أن مرسله لا يُعْرَفْ! نعم! لا يُعْرَفْ!

فكم أرسل من ملف يحوي فيلماً أو صوراً أُرْسِل أثناء وقوف السيارة عند الإشارة المرورية ، نعم! أُرْسِل أثناء وقوف السيارات عند الإشارة المرورية ، فيكون الارسال عشوائيا فيلتقط من يلتقط ، وكم أُرْسِل هذا الفيلم؟ أو تلك الصور في مطاعم العرائس أو في أماكن عامة ، كم وكم؟ ومن المستقبِل لهذا الملف المرسل ، أقول: من المٌسْتَقْبِل لهذا الملف المرسَل؟ المُسْتَقْبِل... كبار وصغار ، ذكور وإناث ويكفي لمشاهدة ما أُرْسِلَ ، ضغطة زر ، فمن استقبله وسمح بفتحه ينظر ويقلِّب إن كان خيراً فهو خير ، وقليل ما هو! والله قليل ما هو! وإن كان شراً فهي عند البعض نظرة فجأة تستمر ، تستمر هذه النظرة زمناً! هذه النظرة تستمر زمن عرض الفيلم ، هكذا بعضهم يحللون لأنفسهم!

أقول: كم من حياءٍ خدش؟ أقول: وكم من جاهل في أمور خيرٌ الجهل فيها؟ أقول: كم من جاهل علم بما هو شر له؟ كم من عرض انتهك لمّا طاف ذلك المقطع أو المشهد أو الصورة عبر شاشات جوالات انتشرت؟ انتشرت كالنار في الهشيم وما أن تدخل مجلسا إلا و تجد أكثر الناس يقتانونه ويتعلمونه ، نعم! إنها المشاهدة الفاضحة التي انتشرت عبر شاشات الجوالات وفي مواقع الانترنت وفي الفضائيات ، بعد هذا ينقلونها ويحوِّلونها في هذه الأجهزة الصغيرة ثم ينشرونها!

هل أَمِنَ العقوبة من نشر مثل هذه الأفلام والصور؟
نعم! هو سؤال أسأله هل أَمِنَ العقوبة؟

ألم يعلم بأن الله يراه ويعلم عمله! كم من الناس من تمر عليه هذه الأفلام وهذه الصور ، كبار وصغار ، ذكور وإناث ، سكنت في ذاكرة عقولهم قبل أن تسكن في ذاكرة جوالاتهم ، ومنها ما حذف ومنها ما أُرْسِلَ تارة أخرى ، نعم! إن منطلق تلك الرسائل كان فلانا أو فلانة! كم من الأوزار والآثام مترتبة على من عمل ، وعلى من أرسل ، وعلى من استقبل وشاهد ، آثام متفاوتة ، تتدرج بعظم الإثم ، فجميعها آثام فمقل ومستكثر ولكنها آثام، وتطوف هذه المشاهد والصور وربما أن من أرسلها قد فارق الدنيا ، نعم! ربما أن أرسلها قد فارق الدنيا وغادر الدنيا وقد بقي ما ورَّث ، يدور ويطوف عبر الجوالات وعبر المواقع ، هذه الجوالات ما زال أصحابها أحياء...

أين المتسبب؟ أين هو؟ هو في قبره وما ورَّثه يستمر ويطوف ويطوف ويطوف ، والآثام تنهال عليه في قبره فهو لم يورِّث علما ينتفع به ، إنما ورَّث وسائل وفضائح وصور أرسلت من هذا لهذا ، فكم من مستقبل تأثر؟ كم من مستقبل زل؟ كم من مستقبل ضل؟ كم من جريمة أصبحت بعد نشرها فضيحة! فأثّرَتْ في محيط الجناة على أقارب ليس لهم ذنب ، شَوَّهَتْ سمعتهم بفضح ما ارتكبه سميُهم أو من سمِيَتهم ، كم من كاتب يلقى ما يكتبه غدا! وكم من تائب وتائبة حيل بينهم وبين التوبة؟ بسبب الفضيحة التي عمّت وطمّت...

أين من يفعل وينشر من قول الله عز وجل ' إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ' سورة النور ، آية 19 ... لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة فليتذكر ذلك المتهاونون! المتآولون في أمور عظيمة هي عندهم هينة! وعند الله عظيمة... عظيمة ... 'إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ' سورة النور ، آية 15.

كم من مؤمنة غافلة التقطت لها صورة في حين غفلة منها؟
فالتقطها الملتقطون وتلقاها الناشرون
فنشروها!
واستقبلها المستقبلون
فلم تستقر عندهم
فأصبحوا
يتكلمون ويتكلمون!
ناهيك عمن يواصل النشر فهذه عنه خدمة ، يسميها خدمة! يقدمها لغيره للاطلاع وقد عاون على الاثم والعدوان ، نعم! عاون على الاثم والعدوان! لا إله إلا الله! لا إله إلا الله ، إنها القاعدة التي بينها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم حينما جاءه ذلك الشاب الذي يستأذنه بالزنا ، لا إله إلا الله ، قول عظيم ، يستأذن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بأن يرضى له بالزنا! ، هو مُحَرَّم ولكن معلِّم البشرية علّمه وثقفه بل وغيّر وجهة نظره بفضل الله تعالى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك السائل: 'أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لخالتك؟ وهو يردد ويقول : لا ، لا ، لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الناس لا يرضونه لأمهاتهم ، ولا لأخواتهم ، ولا لعماتهم ، ولا لخالاتهم ' (ملاحظة ليست ضمن المحاضرة: هذا ما وجدت في كتاب شعب الايمان للحافظ البيهقي حديث ورقمه 5415، ونصه : أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن محمد بن الأشعث بمصر ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون ثنا جرير بن عثمان ثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتأذن لي في الزنى قال فصاح القوم به وقالوا مه مه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقروه وادنه فدنا حتى كان قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحبه لأمك فقال لا يا رسول الله جعلني الله فداك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال أفتحبه لابنتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال فتحبه لأختك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم ثم ذكر الحديث في العمة والخالة كذلك قال فقال يا رسول الله ادع الله لي قال فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه ثم قال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه قال فكان لا يلتفت إلى شيء بعد )... فنقول للفاعل والناقل والناشر والمطالع لهذه الصور وتلكم المشاهد والمقاطع المنقولة...

أترضاه لأمك؟
...
أترضاه لأختك؟
...
أترضاه لزوجك؟
...
أترضاه لعمتك؟
...
أترضاه لخالتك؟

إن من الناس من تطور فيه الحال في ضلال ومن ضلال إلى ضلال ... ظلمات بعضها فوق بعض ... إن منهم من يتلقى هذه الصور لشهوة في نفسه وخبث في سريرته ، فيضيف ويغيِّر في صورة جاءته كما يشتهي فيجعلها بعد أن كانت الصورة كاسية تكون بعدها عارية! يفعلون ما يشتهون من قص ولصق ودبلجة!
و كم من امرأة سوَّل لها الشيطان ، فمكالمات محرّمة! وبعدها خروج محرّم ، ثم إلى الوقوع المحرَّم ، وكان حبل التهديد الذي يمسك به الفاعل ذلك الذئب البشري ، الذي تصور في شكل آدمي يهاكر ويفتخر وينشر ما عمل! وكثيرٌ هم من يباهون... كثير من هم يباهون! ... في معصية فعلوها.
تناسوا ما روي عن سالم بن عبد الله ، حين قال سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ' كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه' (رواه البخاري) ، أقول: ألا يتق الله من فعل ذلك! ويعلم أن الله يمهل ولا يهمل ، وأن الله قد يبتليه بمثل ما فعل ونشر وشاهد وتكلَّم ودلَّ ، وليتذكر ذلك الشخص أنه ظلم وأسرف...'وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ' سورة إبراهيم ، آية 42 ، إن الله سبحانه وتعالى لا يملل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته...

إن الفتن ، إن الفتن يا عباد الله! التي تتابع علينا ورودها ، من الناس من ردّها و قاومها وجاهدها ومنهم من ألفها وضمها واحتضنها ورحّبَ بها ، نسأل الله العافية والسلامة ، يا عباد الله! السلامة لا يعدلها شيء...السلامة لا يعدلها شيء... ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به'
(رواه البخاري) ، وعلى المسلم والمسلمة أن يحذرا من شٌبَهِ الشيطان وتزيينه لمشاهدة ما يعرض له وعليه بحجة المشاهدة فقط أو الاعتبار أو التثقيف وحب الاستطلاع ، وهل في هذا تثقيف؟ فهل هذا إلا اثم وزيادة في الاثم.

'الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ' سورة البقرة ، آية 268 ، 'وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ' سورة إبراهيم آية 22.
أخي المسلم! أختي المسلمة! يا من سمعتم النداء! البدار البدار بالتوبة! ولا تكن ممن عصى واصل وعاود واستكبر وعصى ثم عصى فنُصِحَ فتكبر وطغى وجانب الصواب وألِفَ الخراب! فكانت حياته عذاباً وطريقه سراب فحل به العذاب...

فاعتبروا يا أولي الألباب! اعتبروا يا أولي الألباب! أيظن من أصرَّ على فعل المعاصي ونسي ما اقترف ، أيظن عندما نسيه أنه يُنسى! لا والله ، بل في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ولكن من تاب وأدرك... وأدرك الوقت... فإنما ما عمل من سوء يُبَّدَّلُ ، إنه فضل الله الذي لو عاملنا بعدله لهلكنا ، ولكنه عز وجل يعاملنا بفضله ، 'وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً' سورة الفرقان الآيات 68 و 69 و 70 ، سبحانك ربنا ما أكرمك! سبحانك ربنا ما أحلمك!

أخي في الله!
أختي في الله!
لا يكن حالنا كحال من ندم بعد فوات الأوان ، فكان حاله 'حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ' سورة المؤمنون الآيتين 99 و 100.
يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى 'إن أقواماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة يقول أحدهم 'لأَني أحسن الظن بربي وكذا' لو أحسن الظن لأحسن العمل!' ، ويقول سعيد بن بلال رحمه الله تعالى 'يقال لأحدنا تحب أن تموت؟ فيقول: لا فيقال: لمَ؟ فيقول: حتى أعمل فيقال له: اعمل فيقول: سوف أعمل... سوف أعمل... سوف أعمل... فلا يحب أن يموت ولا يحب أن يعمل! وأحب شيء إلى قلبه أن يؤخر عمل الله! وأكره شيء عليه أن يؤخر الله عنه عَرَضَ الدنيا!'.

قدِّم لنفسك توبة مرجوة قبل الممات وقبل حبس الألسن ، بادر بها غرض النفوس ، فإنها ذخر غنيٌ للمنيب المحسن ، فضل الله عظيم ، فضل الله عظيم! اسمع أخي! اسمعي أختي! 'قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ' سورة الزمر آية 53.

أيها المسلمون! ها أنا أطرح المشكلة وأحذِّر منها وأدعو نفسي والمقصرين أمثالي أن يتذكروا و ليتفكروا و ليتدبروا قول الله عز وجل 'وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ . حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ' سورة فصلت الآيات 19 و 20 و 21.

أدعو! أدعو نفسي وغيري أن يتدبروا ويتذكروا ويتفكروا هاتين الآيتين 'وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً . اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً' سورة الإسراء الآيتين 13 و 14 ، فيا إخوتي وأحبتي! الأمر جِدٌ والأمر جلل ، إنها فرصة بأيدنا الآن... الآن...ونحن ما زلنا في وقت تقبل فيه التوبة ، إنها فرصة لا تعوّض ، إذا ذهبت لا تعود ، فالموت آتٍ بسكراته وغصصه وآلامه ... ثم قبر ... إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة.
ثم يأتي الحساب 'وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً' سورة الكهف آية 49 ، ثم يأتي العبور على الصراط وقد جُعِلَ على ظهر جهنم ، فهل تعبر عليه كلمح البصر أو كالريح أو كأجاود الخيل أو كأجاود الركاب أو تمشي مشياً أو تزحف زحفاً أو تُخْطَف فتلقى في نار... في نار جهنم وبئس المصير...
و في البعث بعد الموت نشر صحـائفٍ و ميزان قسطٍ طائشٍ أو مثَّقَـلٍ
ونشرُ يشيب الطفل من عِظَمِ هــوله و منه الجبال الراسيــات تُزَلْزَلُ
ونآاار!
ونار تلـظى في لـظاهــا السلاسلُ يُغَلُّ بهـا الفجـار ثم يسلسلـوا
شراب ذوي الاجـرام فيها حـميمها وزقّومها مطعومهم حين يُؤكـلُ
حميمٌ و غســاقٌ و آخــرُ مثْلُـه من المهلِ يغلي في البطون و يُشْعَلُ
و في نـاره يبقى دومـاً معـــذبا يصيــح ثبوراً ويله يتولــولُ
عليه صــراطٌ مَدْحَـضٌ و مذلَــةٌ عليه خطايـا فـي القيامة تُحْمَلُ
و فيها كــلاليبُ تُعَلَّقُ بالــورى فهذا نجى منها وهــذا مُخَردَلُ
فــلا مـجرمٌ يكفيه ما يبتلــي به و إن يعتذر يكن فلا عـذر يقبلُ
فهـذا جزاء المـجرمين علـى الردى و هذا الذي يوم القيامة يـحصلُ
أعـوذ بربـي من لـظى و عذابـها ومن حالـمٍ يهوى بـها يتجلجلُ
و من حالـماً فـي سفاريرها معـذباً ومـن هـو بالأغلال فيهـا مكبلُ

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك فيه ، اللهم أحينا حياة السعداء وأمتنا ميتة الشهداء
اللهم أحينا حياة السعداء وأمتنا ميتة الشهداء
واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ، اللهم اختم بها آجالنا ، اللهم اختم بها آجالنا
اللهم بشِّرنا عند الموت بروْحٍ وريحان وربٍ راضٍ غير غضبان
اللهم إنا نسألك الايمان والعفو عما سلف وكان من الذنوب والعصيان
يا ذا الجلال والاكرام ، يا ذا الجلال والاكرام
اللهم قنا من الفتن ، اللهم احفظ أعراضنا ، اللهم احفظ أمننا واستقرارنا
اللهم احفظ علينا أعراضنا اللهم احفظ أمن المسلمين وأعراضهم
يا ذا الجلال والاكرام
اللهم اهدِ شباب المسلمين اللهم اهدِ شباب المسلمين اللهم اهدِ شباب المسلمين
اللهم اهدِ نساء المسلمين اللهم اهدِ نساء المسلمين اللهم اهدِ نساء المسلمين
يا ذا الجلال والاكرام
اللهم أَعِن إخواننا المجاهدين في كل مكان ، اللهم انصر المستضعفين في كل مكان
اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم ، جياعٌ فأطعمهم ، عراةٌ فاكسهم ، مساكين فارحمهم يا راحم المساكين ويا رب العالمين
يا ذا الجلال والاكرام
اللهم من أراد وأرادنا وبلاد المسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه ، اللهم رد كيدهم في نحرهم ، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين
اللهم اغفر لوالدينا وارحمهما كما ربّونا صغاراً يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الجلال والاكرام
اللهم اهدِ ولي أمرنا لما تحب وترضى وحبب ناصيته التقوى اللهم اجعل علمه في رضاك اللهم اجعله سلما لأوليائك حربا على اعدائك محاربا للمفسدين والعلمانيين
يا ذا الجلال والاكرام
اللهم صل على محمد عدد ما ذكره الذاكرون والأبرار وصل على محمد عدد تعاقب الليل والنهار وصل على محمد وعلى المهاجرين والأنصار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامُ على المرسلين والحمد لله رب العالمين


(خاتمة تسجيلات صوت المنابر للانتاج والتوزيع)
...هذا الهاتف الذي أصبح وسيلة لضياع العِرض وابتزاز الفتيات المخطئات ، لابد أن يقف المسلمون منه موقف الجاد...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
فضحت وسام العشق في زيف الهوى و جنت عليهم بانفصام في العـرى
أغرت فؤادي عينها فتبعتهــــا وجمالها بعث الفؤاد إلى الرجـــا
قتلتني بالعين التي أغرت بهــــا أواه يا ويلي إذا انبطق الثـــرى
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
حسبي عليك فأنت تقنية لـــها شر عظيم في المدائن و القـــرى
يا من هَتَكَتَ الستر في زهو هنــا حتى متى لا ترعوي و إلى متـــى
أو ما تخاف إذا بعثت أخي غـــدا فهناك يهتك ستر من فضح الــورى
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
هَتَكَتْ حجاب الستر في دنيا الورى
دنيا الورى
و أتت عليه و أرسلته إلى البــلاد
إلى البـلاد
هَتَكَتْ!


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس