. { وكان عليه الصلاة والسلام يدعو اللهم لا تشمت بي عدوا حاسدا } رواه الحاكم من حديث ابن مسعود وابن حبان من حديث ابن عمر .
فصل ( في الشماتة واستعاذته صلى الله عليه وسلم من شماتة الأعداء ومن أمور أخرى ) .
وقد حكى الله عز وجل عن موسى عليه السلام أنه قال : { فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين }
وقيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال : شماتة الأعداء
وقال : الكلبي : لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم شمت به نساء كندة وحضرموت وخضبن أيديهن وأظهرن السرور لموته صلى الله عليه وسلم وضربن بالدف ،
إن المسلم الذي تربى على الأخلاق الإسلامية الفاضلة ووعى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا يشمت في أحد ولا يفرح في مصائب الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين .
إن المسلم يكره أفعال العصاة ويكره أفعال الكفار لكنه لا يشمت بهم ولا يفرح في مصائبهم لأنه لا يكن حقدا لأحد ولا يبغض أحدا ولكنه يكره أفعال العصاة والبعيدين عن طريق الله ويدعو للجميع بالهداية والمغفرة
وليعلم كلُّ إنسان أن التشفِّيَ بالموت ليس خُلقا إنسانيًّا ولا دينيًّا، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يُسَرُّ الإنسان إذا قيل له: إن فلانًا يُسعده أن تموت؟ والنبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" لا تُظهر الشَّماتة بأخيك فيُعافيه الله ويَبتليكَ" رواه الترمذي وحسنه.
إن الشماتة بالمَصائب التي تقع للغير تتنافَى مع الرحمة التي يُفترض أنّها تسودَ بين المسلمين، والنبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم من إيذاء أهل الطائف له ـ لم يشأْ أن يدعوَ عليهم بالهلاك وقد خيَّره جبريل في ذلك، ولكن قال في نبل وسموِّ خلق:" لا، بل أرجو أن يُخرجَ الله من أصلابِهم من يعبده لا يشرك به شيئًا" ثُمّ تسامَى في النبل والكرم فدَعا لهم بالهداية والمغفرة.
إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال الله فيهم إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسَؤُهُمْ وإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وإِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) (سورة آل عمران : 120) ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيّام دُول والشاعر الحكيم يقول:
فقُلْ للشَّامِتينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَى الشّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا
قال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد إنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وتِلْكَ الأيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ) (سورة آل عمران : 140) .
والله أعلم
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ..
وإن العيب كل العيب المجاهرة بالخلق الذميم في وسط المسلمين بل وبين طلبة العلم أو أشباه طلبة العلم .. !!
عن مكحول عن واثلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ** لا تظهر الشماتة لأخيك , فيرحمه الله عز وجل ويبتليك } رواه الترمذي
فقل للذي يبدي الشماتة جاهلاً
سيأتيك كأس أنت لا بد شاربه
يا أيها المبدي الشماتة انتظر عقباً كان الموت كأس مرير
اللهم ياسامع الصوت وياجامع العظام لحما بعد الموت جنبني هذا الخلق الذميم
وأعذني منه يارب العالمين أعوذ بك ان أشمت بالمسلمين وأفرح بما يكرهونه بل وأجاهر بهذا ..
اعوذ بالله من هذا الخلق الذميم ..
اللهم أعذني من صحب السوء الذين لا ينصحون
بل على إثمي يزيدون وعلى جهلي يجتمعون
فأعذني منهم يارب العالمين واصرفهم عني واصرفني عنهم ياقوي يامتين
ولمن يؤمن على دعائي يارب العالمين ..
إن الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبداً ،
بل هي من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم
بقوله :-
( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ)
( آل عمران:120 )
ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من شماتة الأعداء ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه
قال :-
كان النبي - صلى الله عليه وسلم ( يتعوذ بالله من جَهْد البلاء ، ودَرَك الشقاء ،وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء )
( رواه البخاري )
إذا ما الدهر جَرَّ على أناسٍ كَلاَكِلَه أَنَاخَ بآخــرينا،، فقل للشامتين بِنَا أَفيقــوا
سَيَلْقَى الشامتون كما لقينا ،
فأرجو من كل انسان ان لا يشمت بأحد فربما في يوم من الايام سيبلى بما ابتلى الاخر به |