عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 9 - 2014, 12:20 AM   #129



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4396يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً). ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما).
أما بعد.. فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرالأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. معاشر الأحبة رجالاً ونساءً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواناً على سررٍ متقابلين.. أسأله سبحانه أن يفرج هم المهمومين، ويكشف كرب المكروبين، ويقضي الدين عن المدينين، وأن يدل الحيارى ويهدي الضالين، ويغفر للأحياء وللميتين..
أحبتي.. أيام معدودة ونستقبل شهر رمضان وعنوان لقاؤنا هذه الليلة الطيبة المباركة هوغربة صائم .. وسيتكون موضوع هذه الليلة من العناصر الآتية:
وقفة قبل البداية.. ثم شهر رمضان.. ثم كتب عليكم الصيام.. ثم المطلوب منك ومنكِ ومني.. ثم بدأ غريباً وسيعود غريباً ثم الغرباء مع الصيام.. ثم ولكِ من أخبار النساء.. ثم أنواع الصائمين.. ثم هذا حالهم فما هو حالنا.. ثم أخيراً نداءٌ أخير..
وقفة قبل البداية:
كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا؟ عامٌ كامل بأيامه ولياليه قد قوض خيامه.. وطوى بساطه.. وشد رحاله.. بما قدمنا فيه من خير أو شر( وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا) ( ومن أصدق من الله حديثا) (وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) قال ابن كثير رحمه الله: تمر بنا الأيام تترى وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر. إن الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة، واعلم.. أن الأنفاس معدودة.. والآجال محدودة.. واعلم.. أن من أعظم نعم الله عليك أن مدّ في عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر العظيم، فكم غيّب الموت من صاحب ووارى ثرى من حبيب.. تذكر من صام معنا العام الماضي وصلى العيد ثم أين هو الآن بعد أن غيبه الموت.. اجعل لك من هذا الحديث نصيب قال صلى الله عليه وسلم:
( اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) رواه الحاكم.
احرص رعاك الله أن تكون من خيار الناس كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم حين سئل (أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله).
إلهي ثكلت خواطر أنست بغيرك عدمت قلبــاً يحب سواك
شهر رمضان:
قال سبحانه :( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).
عند أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان فكان يقول لهم:( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك إذ فرض الله عليكم صيامه ، يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم).. قال ابن رجب: هذا الحديث أسهم في تهنئة الناس بعضهم لبعض في شهر رمضان. كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟ من أين يشبه هذا الزمان زمان؟ قال ابن علاء ابن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان.
قال يحيى ابن كثير كان من دعاؤهم: اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان، وتسلم مني رمضان متقبلاً.
فمرحا بشهر طيب مبارك كريم..
في رمضان أنزل القرآن والكتب السماوية..
في رمضان الشفاعة بالصيام والقرآن..
في رمضان التراويح والتهجد..
في رمضان التوبة وتكفير الذنوب..
في رمضان تصفد الشياطين..
في رمضان تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان..
في رمضان الجود والإحسان والعتق من النيران..
في رمضان الصبر والشكر والدعاء..
في رمضان مضاعفة الحسنات وليلة القدر..
في رمضان الجهاد والإنتصار..
فكيف لا يفرح المؤمن بشهر هذا بعض ما فيه..
بين الجوانح في الأعماق سكنــاه فكيف أنت ومن كنا كيف ينساه
وكيف أنت حبيباً كنت في صغري أسير حبــاً له جلت مزايــاه
ولم أزل في هواه ما نقضت له عهداً ولا محت الأيـــام ذكــراه
قد شــاخ جسمي ولكن في محبته ما زال قلبي فتىً في عشق معنـاه
وفي كل عــام لنا لقيــا محببة يهتز كل كيـان حين ألقـــاه
بالعيــن والقلب بالآذان أرقبـه وكيف لاوأنـا بالروح أحيــاه
والليل تحلو به اللقيـا وإن قصرت ساعاتهـا طفيــا لهــاوأحلاه
فنوره يجعل الليــل البهيم ضحى فما أجــل وما أجلى محيــاه
ألقــاه شهراً ولكن في نهايتــه يمضي كطيف خيـال قد لمحنـاه
في موسم الطهر في رمضــان الخير تجمعنا محبة الله لا مال ولا جاه
من كل ذي خشية لله ذي ولــع بالخير تعرفه دومــاً بسيمـاه
قد قدروا مواسم الخيرات قد سبقوا والاستباق هنا المحمود عقبــاه
صامـوه قامـوه إيمانـاً محتسبـاً أحيوه طوعاً وما في الخير إكرام
وكلهم بات بالقـرآن مندمجــاً كأنـه الدم يسري في خلايـاه
فالآذان سامعة والعيـن دامعــة والروح خاشعـة والقلب أواه
كتب عليكم الصيام:
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) يعني فرض عليكم الصيام ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
قال ابن عثيمين رحمه الله: الحكمة من الصيام ليس أن يمنع الإنسان نفسه عن الطعام والشراب والنكاح ولكن كما قال الله تعالى لعلكم تتقون، وما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور: هو كل قول محرم وقوله والعمل به أي بالزور أي كل فعل محرم وقوله. والجهل: أي العدوان على الناس وعدم الحلم .
فالمطلوب منك ومنكِ ومني:
ً تحقيق تقوى الله جل في علاه ، تقوى الله الغاية المنشودة والدرة المفقودة .. قال سبحانه: ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)، وقال صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت) والتقوى في أبسط معانيها: فعل المأمور وترك المحظور، فهل ترانا حققنا هذا بصيامنا؟ أم نحن ممن بالنهار يتقيه وفي الليل يعصيه؟.. كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل.. "أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والمتكلمين بها كثير والعاملين بها قليل".
جعلني الله وإياك من المتقين تقوى الله أكرم ما أسررت ، وأزين ما أظهرت ، وأفضل ما ادخرت ، والآخرة أفضل عند ربك للمتقين..
وإليك بعضاً من أخبارهم:
قال البخاري: ما اغتبت مسلماً منذ احتلمت.
وقال الشافعي: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً ولو أعلم أن الماء يفسد علي مروءتي ما شربته.
وقالوا لمحمد بن رافع: لماذا لا تتكئ؟ قال إنما يتكئ الآمن وأنا لا زلت خائفاً.
وقرئ على عبدالله بن وهب: (وإذ يتحاجون في النار) فسقط مغشياً عليه.
وحج مسروق فما نام إلا ساجداً.
وقال أحدهم: ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله.
وقال أبو سليمان الداراني: كل يوم أنا أنظر في المرآة هل اسود وجهي من الذنوب؟ هذا حالهم..
فكيف حالي وحالك؟ لبسنا الجديد.. وأكلنا الثريد.. ونسينا الوعيد.. وأملنا الأمل البعيد.. رحماك يا رب.. لماذا تريد الحياة؟ لماذا تعشق العيش؟ إذا لم تدمع عينك من خشية الله جل في علاه.. إذا لم تمدحه في السحر.. إذا لم تزاحم برك في حلق الذكر.. إذا لم تصم الهواجر.. وتخفي الصدقة.. هل العيش إلا هذا؟ هل العيش والسعادة إلا هذا؟ إذا لم تستطع قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنك محروم.. قال سبحانه: (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)، هذه أخبارهم ومن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر.
بدأ غريباً وسيعود غريباً:
قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء).
إن الذي يقرأ ويسمع عن أخبار السلف وقلة من الخلف.. يعلم أن الدين يعيش غربة بين أهله من سمع عن صيامهم وقيامهم وجهادهم أيقن أن الواقع اليوم يحتاج إلى مراجعة وتصحيح.. فتعالوا أحبتي ننظر في بعض صور الغرباء في رمضان.
الغرباء مع الصيام:
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما مات عمر حتى سرد الصيام.
- أما أمير البررة وقتيل الفجرة عثمان قال ابن نعيم عنه: حظه من النهار الجود والصيام ، ومن الليل السجود والقيام ، مبشر بالبلوى ، ومنعم بالنزوى.
- وعن الزبير ابن عبدالله عن جدة له قالوا لها: هينه.. قالت: كان عثمان يصوم الدهر، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله ، رضي الله عنه قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه ، والدموع على لحيته وخديه ، حبيب محمد، ووزير صدق ، ورابع خير من وطئ التراب.
- أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (لسوط أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل)، عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبوطلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم من أجل الغزو فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر).
- أما حكيم الأمة وسيد القراء أبو الدرداء فقد قال: كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فلما بعث محمد زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت في العبادة وتركت التجارة.
تقول عنه زوجه: لم تكن له حاجة في الدنيا، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفطر. لله درهم..
كرر علي حديثهم يا حــاذي فحديثهم يجلي الفؤاد الصابي
- أما خبر الإمام القدوة المتعبد المتهجد عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين، يكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ( نعم العبد عبد الله)، قال عنه نافع : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر.
وعن سعيد بن جابر قال: "لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا ( يعني ما أحزن على شيء من الدنيا) إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا (يعني الحجاج) ".
وإليك المزيد:
عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة : ( أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً، فأتيته فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة قال : اللهم سلمهم وغنمهم ، فغزونا فسلمنا وغنمنا حتى ذكر ذلك ثلاث مرات ، قال: ثم أتيته.. فقلت : يا رسول الله إني أتيتك تترى ثلاث مرات أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت : اللهم سلمهم وغنمهم ، فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله مرني بعمل أدخل به الجنة فقال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له). قال فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم غيث فإذا رأوا الدخان نهاراً عرفوا أنه قد اعتراهم غيث.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم يبني رواحه رضي الله عنه.
أما مسروق بن عبد الرحمن الذي كان في العلم معروق ، وبالضمان موثوق ، ولعباد الله معشوق قال عنه الشعبي: "غشيته يوماً (يعني زرته يوماً) غشيت مسروق في يوم صائم، وكانت عائشة قد تبنته فسمى بنته عائشة وكان لا يعصى ابنته شيئأ (لا يخالف ابنته من محبته إياها) قال : فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب، قال : ما أردتي يا بنية ، قالت: في الرفق، قال: يا بنية إني طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة".
قال الله عنهم: (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا* متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا* ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا* ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا* قواريرا من فضة قدروها تقديرا* ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا* عينا فيها تسمى سلسبيلا* ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا* وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكا كبيرا* عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا* إن هذا كان لكم جزاءا وكان سعيكم مشكورا) .
سعيكم مشكوراً إذ صبرتم على طاعتي .. سعيكم مشكوراً إذ صبرتم على الأذى في سبيلي ..
وهذا خبر أخيرعن المبشر المحزون.. المستتر المخزون.. تجرد من التلاد.. وشمر للجهاد.. وقدم العتاد للمعاد.. العلاء بن زياد .. كان ربانيا تقيا قانتاً لله بكّاء من خشية الله عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان طوف نفسه رغيفاً كل يوم، وكان يصوم حتى يخضر أو يصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبد مملوك ما أدع من الإثم كان في شيئاً إلا جئته بها. قال له رجل : رأيت كأنك في الجنة، فقال : ويحك.. أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك. قال سلمة بن سعيد: رؤي العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة فمكث ثلاثاً لا تلقوا له دمعة ، ولا يحتشد بنوم ، ولا يتذوق طعاماً، فأتاه الحسن فقال: إي أخي أتقتل نسك أن بشرت بالجنة! فازداد بكاؤه فلم يفارقه حتى أمسى، وكان صائماً فطعم شيئاً، قال سبحانه: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون* لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون* لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون* يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين* ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون*إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين* وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
دعوه لا تلوموه دعـــوه فقد علم النبي لو تعلمــوه
رأى علم الهدى فمشى إليه وطالب مطلبـاً لم تطلبــوه
أجاب دعاؤه لمـا دعــاه وأطعن في أمره وأضعتمــوه
لنفس ذاك منفطـن لبيـب تذوق مطعماً لم تطعمـــوه
(وتلك الجنة نورث من عبادنا من كان تقيا* وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا* رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا). لله درهم.. كم علت بهم همم وأي كلام يترجم فعلهم..
ولكِ من أخبار النساء الغرباء:
- عن عبد الرحمن بن قاسم: أن عائشة كانت تصوم الدهر. وعن عروة: أن عائشة كانت تسرد الصوم. وقال القاسم: كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر.
بعث لها معاوية مرة بمئة ألف درهم وقسمتها ولم تترك منها شيئاً فقالت دريدة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً فقالت : لا تعنّثيني لو كنت أذكرتيني لفعلت. إنها الصديقة بنت الصديق العفيفة بنت العفيف حبيبة الحبيب وأنيسة القريب المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها.
- أما القوامة الصوامة حفصة بنت عمر ابن الخطاب وارثة الصحيفة الجامعة للكتاب فعن غيث ابن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها حجامة وعثمان ابنا مضعون فبكت وقالت والله ما طلقني عن شبع، والله ما طلقني عن شبع، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتجلببت فقال: قال لي جبريل عليه السلام راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة. أي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها وأرضاها، وأنعم بها من عبادة كانت سبباً لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم لتبقى له زوجة في الجنة.
وإليكِ المزيد:
عن سعيد بن عبد العزيز قال : ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحمة العابدة دخل عليها نفراً من القراء فكلموها لترفق بنفسها فقالت: مالي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة ، فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً، والله يا إخوتاه لأصلين ما أقلتني جوارحي، ولأصومن له أيام حياتي، ولأبكين له ما حملت الماء عيناي ، ثم قالت : أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر فيه ، ولقد قامت رحمها الله حتى اخضرت، وقامت حتى اسودت ، وبكت حتى فقدت بصرها، وكانت تقول : إني بنفسي قرّح فؤادي وقطّع قلبي، والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكن شيئاً مذكورا. كانت رحمها الله تخرج إلى الساحل فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله.
قال الله عنهم: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) وقال عنهم:( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون* قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين* فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم* إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) ( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون).
فلو كان النساء كما ذكــرن لفضّلت النساء على الرجال
وما التعنيث باسم الشمس عيب وما التذكير فخرٌ للهــلال
أنواع الصائمين:
أخي.. أخية..
- من صام عن الطعام والشراب فصومه عادة.
- ومن صام عن الربا والحرام وأفطر على الحلال من الطعام فصومه عدة وعبادة.
- ومن صام عن الذنوب والعصيان وأفطر على طاعة الرحمن فإنه صائم رضا.
- ومن صام عن القبائح وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو صائم تقى.
- ومن صام عن الغيبة والبهتان وأفطر على تلاوة القرآن فهو صائم وصي.
- ومن صام عن المنكر والأغيار وأفطر على الفكرة والاعتذار فهو صائم سعيد.
- ومن صام عن الرياء والانتقاص وأفطر على التواضع والإخلاص فهو صائم سالم.
- ومن صام عن خلاف النفس والهوى وأفطر على الشكر والرضا فهو صائم غانم.
- ومن صام عن قبيح أفعاله وأفطر تكثير آماله فهو صائم مشاهد.
- ومن صام عن طول أمله وأفطر على تقريب أجله فهو صائم زاهد.
قال ابن القيم: الصوم لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين. يكفيك قوله: ( الصوم لي وأنا أجزي به).
يا قادماً بالتقـى في عينـك الحب طال اشتياقي فكم يهفو لكم قلب
فضلت عـاماً أمنّي قرب عودتكم لي فهــل يدنـو لكم سـرب
قل هل لقيتكم فاخضر عامــرنا والله أكرَمنا إذ جــاءنا الخطب
ففيكم يرتقي الأبرار منزلـــة والخاملون كسـالى ذرعهم جدب
قالوا: الصوم لذة المحرومين.
وقالوا: الصوم رجولة مستعلنة وإرادة مستعلية.
وقالوا: رمضان شهر الحرية عن ما سوى الله، وفي الحرية تمام العبودية، وفي تحقيق العبودية تمام الحرية.
وقالوا: رمضان شهر القوة فليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وقالوا: الصوم صبر وطاعة ونظام .
أترون إن من الأمم تتحلى بهذه الصفات ثم تجد سبيلها إلى الانهيار؟ أترون كيساً يتحلى بهذه الأخلاق القوية ثم يجد نفسه على عتبة السفينة؟ فلا تنسى وأنت تصوم رمضان أن الله يريد أن يجعلك بالصيام مثال القوي الأمين، فحذار حذار أن ينسلخ عنك رمضان وأنت الضعيف الخائن..
أحبتي.. لن يتسع المقام حتى نذكر حال الغرباء مع القيام ومع تلاوة القرآن.. لن يتسع المقام لذكر أخبار الغرباء مع التضرع والدعاء والبذل والعطاء.. ولن يتسع المقام لذكر بطولات الغرباء وصولاتهم وجولاتهم في ساحات الجهاد في رمضان.. ولكن حسبنا ما سمعنا وذكرنا من أخبارهم واللبيب بالإشارة يفهم.. لقد كان رمضان شهر عبادة واجتهاد هكذا كان حالهم قبل وبعد رمضان فما هو حالنا؟
اسمع شيئاً من أخبارنا في بحث واستفتاء وأسئلة طرحت على فئات من المجتمع رجالاً ونساءً موظفين وطلاباً عن حالهم وعن أوقاتهم في رمضان فجاءت الاعترافات التي تؤكد لنا قوله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء). فقائل يقول: أقضي الليل أمام شاشة التلفاز أتابع القنوات الفضائية حتى طلوع الفجر مع بعض زملائي.
وقائل: أقضي الوقت تحت أضواء الملاعب ضمن سلسلة المباريات المقامة في الدور الرمضاني.
وقائل: على موائد البولوت ، والورقة في المجالس، وعلى الأرصفة.
وقائل: أقضي الأوقات في التنزه في الحدائق تارة وفي الأسواق تارة.
أما أهل الوظائف فسهر بالليل ثم كسل وخمول طوال النهار.. النتيجة لوم وتوبيخ وخطابات إنذار وآخر يقول أنا أحسن من غيري حيث يتسنى لي النوم في المكتب.. وآخر يقول في رمضان يكثر غيابي وتكثر الحسميّات.. وفي لقاءات مع بعض أئمة المساجد تحدث بعضهم مستبشرين بزيادة المصلين في رمضان ، وإقبال الناس على الطاعة وعبر آخرون عن حزنهم لحال المتخاذلين حتى في رمضان . قال آخر:إنهم يزدادون في صلاة الفجر حتى يمتلئ المسجد ولكنا لانكاد نراهم في صلاة الظهر والعصر فقد قلبوا ليلهم نهاراً ونهارهم ليلا.
وفي الأسواق اسمع الأخبار من رجال الهيئة ، أن في المقاهي سئل أحد العاملين في أحد المقاهي عن الفرق بالنسبة لهم عن العمل في رمضان وفي غيره من سائر الشهور فأجاب إن العمل في رمضان يكون أكثر تعباً و إرهاقاً حيث يكثر الزبائن، ويزدحمون بمعدل الضعف عن غيره من الشهور ، ويمضون طوال ليلهم في المقهى.
أما الأبناء فعلى الأرصفة والطرقات صخب ولهو.. فتسأل نفسك أين الراعي من الرعية؟
أما النساء فسهرات نسائية وانشغال في إعداد أصناف الحلويات والمشروبات ، أمهات يسهرن حتى الفجر في انتظار الأبناء الذين لا يعودون إلا في هذه الأوقات ، أما الأسواق والتجمعات فحدث ولا حرج فأين العبادة والجد والاجتهاد؟ يقول أحدهم : أنام بعد الفجر ولا أستيقظ إلا بعد صلاة العصر فالنوم عبادة.
وآخر يقول : يوقظني والدي عند الإفطار وفي بعض الأحيان لا أفطر إلا قبيل العشاء. ومع أحد الزبائن في أحد المقاهي كانت هذه الأسئلة السريعة :
منذ متى وأنت هنا؟ قال: من الساعة الثانية عشرة. إلى متى تجلس؟ قال : إلى وقت السحور. هل أنت موظف؟قال: نعم أنا موظف حكومي. ألا تتأخر عن دوامك؟ قال : أتأخر قليلاً ثم أكمل النوم في المكتب .
هذا هو رمضان اليوم عند كثير من الفئات.. فيا غربة الصائمين.. ويا حسرة المفرطين.
نداء أخير:
ويحنا ما أغرنا؟ ويحنا ما أغفلنا؟ ويحنا ما أجفلنا؟ ويحنا لأي شيء خلقنا؟ أللجنة أم للنار؟
يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي.. يا شموس التقوى والإيمان اطلعي.. يا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي.. يا قلوب الصائمين اخشعي.. يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي.. ويا عيون المتهجدين لا تهجعي.. وياذنوب التائبين لا ترجعي.. يا أرض الهوى ابلعي ماءك.. ويا سماء النفوس أقلعي.. يا خواطر العارفين اركعي.. يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي..
قدّمت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام فما منكم إلا من دعي..
(يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين).
فطوبى لمن أجاب فأصاب ، وويل لمن طرد عن الباب.. ألا يكفيك قوله: ( الصوم لي وأنا أجزي به).
رباه عفوك إني للنور مددت يدايـــا أبكي و أبكي ويبكي دمعي ويبكي بكايا
فحفنة من وعــاء غرتـه من دمايـا ولا لغيرك دوّى يا ربي يومـاً ندايــا
إليك أنت صبـاحي مصفداً في مسايـا فاذكر ضياءك إني ظمآن ضل صدايـا
لم أدرِ من أي نبع أسقي حنين الركايـا والشط لا ماء فيه يسقي اللظى في حشايا
رحمـاك يا ربي هذا إثمي و صادي تقايـا وذاك دربي وهذا على الطريق عصايـا
رحمـاك يا ربي إني وزورقي والخطايــا في لجة ليس فيها من الضيـاء بقايــا
جفت وغاضت ولكن ما زلت أزجي رجايا غفرت أم لم فإني مازلت أدعـوك يا يا
يا رب.. عجباً لمن عرفك ثم أحب غيرك .. عجباً لمن عرفك ثم أحب غيرك.. وعجباً لمن سمع مناديك ثم تأخر عنك..
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا
اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله إنك أنت أهل التقوى وأهل المغفرة اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتسابا يا ذا الجلال والإكرام.. واجعلنا فيه من أهل ليلة القدر وممن نال فيه عظيم الثواب والأجر..
اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت.. وبشهادة عند الموت.. وبرحمة بعد الموت..
يا أرحم الراحمين... اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا يا رب من الراشدين..
اللهم اجعلنا من التوابين.. واجعلنا من المتطهرين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
اللهم لا تؤاخذنا بالتقصير.. واعف عنا الكثير.. وتقبل منا اليسير إنك يا مولانا نعم المولى ونعم النصير..
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه..
اللهم اجمع شملنا.. ووحد صفنا.. وأصلح ولاة أمورنا.. وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين.. انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك
اللهم انصرهم في كل مكان وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم واسبغ عليهم صبراً يا ذا الجلال والإكرام.. اللهم اجزهم عنا وعن الإسلام خير الجزاء يا رب العالمين.. اللهم اكبت عدوك وعدوهم إنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز..
اللهم اجعل رمضان شهر نصر وعز وتمكين للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.. ردنا إليك فيه رداً جميلا.. يا أرحم الراحمين.. احفظ نساءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين..
سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس