أيها الرجل، إذا كفَّت زوجتك عن الإفصاح لك بكل ما يزعجها، لا تفرح وتهلل قائلاً: (ياه ! ها قد فهمت أخيراً أن لا فائدة من النواح والتأوه، إنها الآن تتماسك، هذا أمر جيد، لقد أصبحت قوية ومستقلة، لا بد أنها نضجت وكبرت، زوجتي كنز لا يُقدر بثمن، أستطيع الآن أن أرتاح) .. بل عليك أن تقلق لأن ثمة ما يُقلق إن لم تعد زوجتكَ تُطلعك على كل ما يعتمل في نفسها لأنها لم تعد تثق بك ولم تعد ترى في شخصك ملجأً لها وملاذاً تُفرِّغ فيه الضغط الذي تتعرض له !
ولعل التلوث قد بلغ في علاقتكما حداً يستوجب التدخل السريع من المرشدين الإجتماعيين والنفسيين وخبراء العلاقات الأسرية، وعليك أن تقف وقفة تفكير تتأمل فيها ماضي المرأة الذي سجله التاريخ، ففي الماضي وعلى مر ملايين السنين وحتى منتصف القرن الماضي، ظل الرجل يُحضر لزوجته شيئاً يؤكل تعبيراً منه عن إهتمامه بها، وفي ذلك الحين كانت المرأة تحتاج للتواصل والكلام مع أحد لمواجهة مشكلة تعترضها أو معرفة أمر تجهله، فتتجه نحو أمها أو نساء العائلة أو صديقاتها، وبما أنهن يقمن في نفس الجزء من المزرعة، أو المنزل، لطالما وجدت المرأة امرأة أخرى تصغي لها، أما اليوم فقد إختلفت طريقة تنظيم المجتمع، وأصبح الزوجين يعيشان منعزلين عن الأهل مما يجعل الزوج هو المقصد الوحيد الذي تُحبِّذ الزوجة التواصل معه.
يقول الين ويلر: إن الكلام عن المشكلة أمام شخص يُصغي بإنتباه مسألة حيوية بالنسبة للمرأة، فإذا لم تروِّح عن نفسها مع الإنسان الذي يشاركها حياتها، يتفاقم غضبها الذي تصبه في النهاية عليه !
لذلك أيها الرجل عليكَ أن تُجيد الإستماع إلى أحاديث زوجتك، وتُجيد التفاعل معها ومُخاطبتها حتى تُحافظ على علاقتكما قويةً ومُستقرة.