رأيته مطرقاً يبكي فأبكاني ...... وهاج من قلبي المكلوم أشجاني
في نضرة الغصن إلا أن عاصفةً ...... هبت سموماً فأمسى غير فينان
ياناعم الظفر يابن العز مالك لا ...... تكف عن مدمعٍ كالغيث هتان
ماذا دهاك احكي لي عل الحديث معي ...... مجففٌ عنك بعض المدمع القاني
لقد شهدت أبي والموت يصرعه ...... ولم يجد مسعفاً للقلب إنسان
نادى بني اسقني فالصدر ملتهبٌ ...... فقلت نفسي الفِدا للوالد الحاني
ناولته الماء أسقيه فقبلني ...... وأسلم الروح في طهر وإيمان
ياعم مات أبي في خير معركةٍ ...... ومابكيت عليه مثل أوطاني
قد مات يدفع عن أرضٍ وعن شرفٍ ...... لصوص أرضٍ واعراضٍ وأديان
مامات بل هو عند الله ألمحه ...... في الخلد يسرح طيرا بين أفنان
ياعم ذي هي مأساتي التي قصفت ...... أهديك ما عصفت مثلي بعيدان
فإن تعش أنت والأهلون قد رحلوا ...... ففيك سر بقاء الشعب ياهاني
قد عشت حقا لأمر لاخفاء به ...... وحكمة الله تخفى بعض أحيان
قد عشت للنصر بالإصرار تغرسه ...... فتجتنيه ثماراً ذات ألوان
فاخلع ثياب الأسى واليأس مرتدياً ...... ثوب الجهاد نشيطاً غير كسلان
تعلم الحرب في سرٍ وفي علنٍ ...... فوق الجبال وفي سهلٍ و وديان
وأجمع رفاقك وانفخ في عزامئهم ...... مما بصدرك من عزم وإيقان
وقل لصهيون لسنا أمة همجاً ...... تمضي سفينتها من غير ربان
معاذ ربي ان تنحل عروتنا ...... أو أن نتيه وفينا نور قرآن
اليأس كفرٌ إذا ماحل صدر فتى ...... والحمد لله قد جددت إيماني
جعلت مني إنساناً له هدفٌ ...... وكنت من قبل أحيا بعض إنسان
إني أحس لماذا عشت بعد أبي ...... ولم أمت مع أهلي مثل أقراني
إني حييت لأمر لامرد له ...... للثأر للدم لاسترداد أوطاني
لأستعيد فلسطيناً كما غصبت ...... بالدم لا بدموعٍ أو بتحنان
لأنزع الدار والأرض التي نهبوا ...... من كل لصٍ ونهابٍ وخوان
لكي تعود تدوي في مآذننا ...... الله وأكبر من آن إلى آن
أمي فلسطين لا تأسي ولا تهني ...... إنا سنفديك من شيبٍ وشبان