قصة الاختلاط في العالم العربي
ابتدأت الفتنة في العصر الحديث من قاسم أمين، صاحب كتاب (تحرير المرأة) الذي هاجم الحجاب قائلاً: "ولماذا لا يؤمر الرجال بالتبرقع خوفاً على النساء من الفتنة؟.. هل المرأة أقوى عزيمة من الرجل وأقدر على ضبط النفس؟".
وقد سافر قاسم أمين إلى فرنسا في سن مبكرة، والتقى هناك بفتاة فرنسية أصبحت صديقة حميمة له، ونشأ بينه وبينها علاقات عاطفية عميقة، ولكنها بريئة! وإنها كانت تصحبه إلى بيوت الأسر الفرنسية، والنوادي والصالونات الفرنسية، فتفتح في وجهه البيوت والنوادي والصالونات، ويكون فيها موضع الترحيب.
ومازال قاسم أمين رمزاً لتحرير المرأة، ومازال الكتاب والصحفيون يرددون أقواله، فقد قرأت مقالاً لغسان الإمام يقول فيه: "..فلماذا نلف المرأة في هذا الكيس الأسود العازل الذي يحرمها من النظرة المتفائلة للحياة، ولا نلف الرجال فيه أيضاً حماية للمرأة من فتنته؟!. لماذا لا نسقط الحجاب على وجوه الرجال لكي تكون المعاملة بالمثل، وبالمساواة بينهم وبين المرأة؟...".
هذا الكلام الساذج هو الذي يردده أعداء الحجاب وأنصار الاختلاط، وإذا كان قاسم أمين قد اعترف في مذكراته بأنه كان على علاقة بفتاة فرنسية، فهل يعترف أعداء الحجاب اليوم من صحفيين وكتاب بمثل هذا؟ أم هم صحفيون شرفاء يقيمون في أوروبا لعبادة الله ولا يقيمون علاقة محرمة مع أحد؟.
ومن ألد أعداء الحجاب الصهيونية العالمية كما سنذكر عند الحديث عن الأثر السياسي المدمر لدعوة الاختلاط.
ومن أعداء الحجاب المستشرقون ودعاة التنصير، الذين يريدون تدمير المسلمين والقضاء على الإسلام، يقول مرماديوك باكتول: "إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها سابقاً، بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم".
ومما قاله القس صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس (1935م) ما يأتي:
"مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هدايةً لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية... إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراد له الاستعمار، لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود كل شيء، إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه".
هكذا نجد أن تحطيم الأخلاق هدف للمبشرين، وبواسطة الاختلاط المطلق يمكن أن يتحقق هذا الهدف، لذلك جعلوا مدارس التبشير في العالم الإسلامي مختلطة، ومعظم قاصدي هذه المدارس من أبناء أثرياء المسلمين، الذين يظنون أن في هذه المدارس حضارة ورقياً، وكأنهم لا يعلمون أن هذه المدارس بؤرة للفساد والإفساد، تذهب بدين أبنائهم، وتجعلهم فريسة للأفكار المستوردة الهدامة!، وللعولمة التي تريد ابتلاع هويات وثقافات الأمم والشعوب!.
وخلاصة القول:
إن أعداء الحجاب وأنصار الاختلاط تعددت أديانهم ومذاهبهم، ولكنهم جميعا يضمرون الحقد على هذا الدين ويسعون لدمار هذه الأمة، فعلى ولاة أمور المسلمين أن ينتبهوا لهذا، وأن يأخذوا على أيدي دعاة الاختلاط والفجور، ويمنعوا الترويج للتحلل والمجون في وسائل الإعلام، وذلك حفاظاً على شعوبهم وأمن أوطانهم، لأن التحلل والفجور يهدد بزوال الأمم من جذورها، وهو زوال تدريجي يسبب فناء الأمم من داخلها كما أثبته علماء الاجتماع اليوم.