علي بن عبد الله بن عباس
نسبه ونشأته :
هو على بن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب عن هاشم بن عبد مناف الإمام المدني السجاد و كنيته أبو محمد ، أمه زرعة بنت مشرحبن معدي كرب ، ولد أبو محمد علي بن عبد الله سنة أربعين بعد قتل علي بن أبي طالب فسماه عبد الله بن العباس عليًا وكناه بأبي الحسن ، قال له عبد الملك بن مروان لا أحتمل لك الأسم والكنية جميعاً فغيره بأبي محمد.
حدث عن أبيه : ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر وأبي سعيد وجماعة روى عنه بنوه عيسى وداود وسليمان وعبد الصمد والزهري ومنصور بن المعتمر وسعد بن إبراهيم وعلي بن أبي حملة وآخرون وأمه ابنة ملك كندة مشرح بن عدي وكان جسيمًا وسيمًا كأبيه طوالاً مهيبًا مليح اللحية يخضب بالوسمة ورد عن الأوزاعي وغيره أنه كان يصلي في اليوم ألف سجدة .
وقال عنه ابن سعد : هو ثقة قليل الحديث ، قال عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه فأتيناه في حائط له وقال علي بن أبي حملة دخلت على علي بن عبد الله وكان آدم جسيما ورأيت له مسجدًا كبيرًا في وجهه وقال ابن المبارك كان له خمسمئة شجرة يصلي عند كل شجرة ركعتين وذلك كل يوم .
وعن أبي المغيرة : كنا نطلب له النعل فما نجده حتى يستعمله لكبر رجله قلت لقب بالسجاد لكثرة صلاته وقيل إنه دخل على عبد الملك فأجلسه معه على السرير قال المبرد ضربه الوليد مرتين إحداهما في تزويجه لبابة بنت عبد الله ابن جعفر وكانت عند عبد الملك فعض تفاحة وناولها وكان أبخر فقشطتها بسكين وقالت أميط عنها الأذى فطلقها فتزوجها علي ورؤي مضروبًا وهو على جمل مقلوبًا ينادى عليه هذا علي الكذاب لأنهم بلغهم عنه أنه يقول إن هذا الأمر سيصير في ولدي وحلف ليكونن فيهم حتى تملك عبيدهم الصغار الأعين العراض الوجوه وقيل إنه دخل على هشام فاحترمه وأعطاه ثلاثين ألفا ثم قال هذا الشيخ اختل وخلط يقول إن هذا الأمر سينتقل إلى ولدي فسمعها علي فقال والله ليكونن ذلك وليتملكن هذان وكان معه ولدا ابنه السفاح والمنصور قلت كان قد أسكنه هشام بالحميمة قرية من البلقاء هو وأولاده توفي سنة ثماني عشرة ومئة عن ثمان وسبعين سنة وهو جد الخلفاء وله من الولد المذكورون ومحمد الإمام وصالح وأحمد وبشير ومبشر وإسماعيل وعبد الله وعبيد الله وعبد الملك وعثمان وعبد الرحمن ويحيى وإسحاق ويعقوب وعبد العزيز والأحنف وعدة بنات .
الصحابة الذين تعلم على أيديهم :
نهل من علم أبيه حبر الأمة ، وحفظ عنه ، وتعلم على يد أبي سعيد الخدري وأخذ عنه ، ويقول وقد أرسله إليه أبوه هو وعكرمة مولاه ليتعلما منه ويأخذا عنه : انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه ، فأتيناه وهو في حائط له فلمارآنا قام إلينا فقال مرحبا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أنشأ يحدثنا فلما رآنا نكتب قال لا تكتبوا واحفظوه كما كنا نحفظ ولا تتخذوه قرآنًا، وحدث عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر وغيرهم وهو قليل الحديث.
مَن تعلموا منه :
حدث عنه بنوه عيسى وداود وسليمان وعبد الصمد ، وحدث عنه ابن شهاب وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة ، ومنصور بن المعتمر وجملة وآخرون.
بلد المعيشة والرحلات :
عاش في المدينة المنورة ، وسافر إلى البصرة والشام وقد أقطعه الأمويون قرية بصقع الشام طريق المدينة تعرف (بالحميمية) فأقام بها.
من أهم ملامح شخصيته :
الفراسة وبعد النظر :
رؤى على بن عبد الله بن عباس مضروبًا وهو على جمل مقلوبًا ينادى عليه : هذا عليالكذاب لأنهم بلغهم (يعنى بني أمية وكان هذا في عصر الوليد ) عنه أنه كانيقول: أن هذا الأمر "يعني الخلافة" يصير في ولدى وحلف ليكونن فيهم وقد كان،وكان علي بن عبد الله هو جد الخلفاء.
علمه وعبادته :
كان رحمه الله عالماً عاملاً ، وقال ابن سعد : ثقة إلا أنه كان قليل الحديث ، وقال عنه الإمام ابن كثير : وكان علي هذا في غاية العبادة والزهادة والعلم والعمل وحسن الشكل والعدالة والثقة.
من كلماته :
ذُكِرَعند على بن عبد الله بن عباس بلاغة رجل فقال إني لأكره أن يكون مقدار لسانه فاضلا على مقدار علمه كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلاً على مقدارعقله.
وقال : إن اصطناع المعروف قربة إلى الله وحظ في قلوب العباد وشكر باقي.
وأنشد قائلاً :
وزهدني في كل خير صنعته *** إلى الناس ما جوزيت من قلة الشكر
وفاته " رحمه الله " :
اختلف في وفاته فقيل : مات بالشام سنة ثمان عشرة ومائة ، وقيل سنة أربع عشرة ومائة، وقيل سنة سبع عشرة ومائة.