هو امرؤ القيس بن حجر نجدي مشهور هو أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وأحد أصحاب المعلقات السبعة المشهورة. كان من أكثر شعراء عصره خروجاً عن نمطية التقليد، وكان سباقاً إلى العديد من المعاني والصور. وامرؤ القيس صاحب أوليات في التشابيه والإستعارات وغير قليل من الأوصاف والملحات. وقد تأثر بوقفة ابن خزام الطللية، وسار يستخدمها في مطالع قصائده، التي اشتهر بها. نسبه تباين المؤرخون الإخباريون في نسبه، بفعل تباين إتجاهات أصحاب الأنساب إلا أنهم يتفقون في نسبته إلى قبيلة كندة. جعل الرواة أم الشاعر تملك، وقد اعتمدوا على ذلك قوله: ألا هل أتاها والحوادث جمة بأن أمرأ القيس بن تملك بيقرا اسمه وكناياته حسب أراء الرواة يذكر صاحب الأغاني عن أبي عبيدة، أن امرأ القيس كان يكنى أبا الحارث، ويذكر غيره انه كان يكنى أبا وهب. ذكر صاحب بغية الطلب – الوزير ابن القاسم المغربي – أن اسمه حندج، وامرؤ القيس لقب غلب عليه لما أصابه من تضعضع الدهر ومعناه رجل الشدة. ويذهب الأب لويس شيخو نقلاً عن مؤرخي الروم أن اسمه “قيس” وأنه مذكور بهذا الاسم، وأنه كان يقال له “الملك الضليل” وقيل له “ذي القروح” وفي ذلك قول الفرزدق : وهب القصائد لي نوابغ إذ مضوا أبو يزيد وذو القروح وجرول وقد ذكر بعض المؤخرين أن إسمه ونسبه هو (امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كذرة بن عفير بن الحارث بن مرة بن أدد بن عمرو بن مسمع بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان) وأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل. وكان أبوه حجر ملكاً على بني أسد غطفان وأحد ملوك كندة. وقد ذكر بعض المؤرخين أن إسمه ونسبه هو (امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كذرة بن عفير بن الحارث بن مرة بن أدد بن عمرو بن مسمع بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان) وأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل. وكان أبوه حجر ملكاً على بني أسد غطفان وأحد ملوك كندة. ولادته تاريخاً يذهب لويس شيخو إلى أن امرأ القيس ولد في نجد سنة 520م يذكر صاحب الروائع أن ولادته سنة 500م وعلّق على ما قاله شيخو بصدد تاريخ ولادته قائلاً: قد رجعنا…ما يذكره مؤرخو الروم عن شاعرنا، وقارنا بين حوادث حياته وماجرى على عهده في البلاد العربية… فرأينا أن نأخذ برأي دي برسفال الجاعل ولادته حول سنة 500م ووفاته حول 540م. نشأته كان امرؤ القيس أكثر أخوته قوة وشخصية وميلاً إلى الإندفاع الذاتي، متمتعاً مع ذلك بذهن ذكي وقلب ما زال يوجهه حتى برز على سائر شعراء عصره آنذاك. قال ابن قتيبة : هو من أهل كندة من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب، ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت عامر بن الجوني الكندية وهي من أحد أبناء عمومته التي قال فيها في معلّقته الشهيرة: أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل… وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي و إن تك قد ساءتك مني خليقةٌ… فسلي ثيابي من ثيايك تغسل أغرك مني أن حبك قاتلي… وأنك مهما تأمري القلب يفعل و أنك قسمت الفؤاد فنصفه… قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي… بسهمك في أعشار قلب مقتل و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها… تمتعت من لهو بها غير معجل تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً… علي حراصاً لو يسرون مقتلي إذا ما الثريا في السماء تعرضت… تعرض أثناء الوشاح المفضل فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها… لدى الستر إلا لبسة المتفضل فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ… وما إن أرى عنك الغواية تنجلي خرجت بها أمشي تجر وراءنا… على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل ونشأ امرؤ القيس ميالا الى الترف واللهو شأن اولاد الملوك وكان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين ادخلوا الشعر الى مخادع النساء. سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك كما يذكر ابن الكلبي حيث قال: كان -أي الشاعر- يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة، لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير ويبتقل عنه إلى غيره. وما جعل والده يغضب أنه كان يبكي الأطلال ويقول الشعر في سن مبكرة، ويغير على أحياء العرب مع أصدقائه الشذاذ وهو لا يزال صغيراً، فطرده والده من كنفه، وراح يعيش حياته العابثة من جديد. نهاية حياته لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م. لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه. ولذلك فقد عني القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا على طباعته منذ القرن الماضي، القرن التاسع عشر في سورية ومصر وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة. |