أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
(التوبة 119)
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " أي اصدقوا والزموا الصدق تكونوا من أهله وتنجوا من المهالك ويجعل لكم فرجا من أموركم ومخرجا وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " أخرجاه في الصحيحين
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل
عن عبد الله بن الحارث رفعه إلى حكيم بن حزام رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا
فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما
وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما
(صحيح البخاري(
" فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما إلخ " وقوله صدقا أي من جانب البائع في السوم ومن جانب المشتري في الوفاء , وقوله " وبينا " أي لما في الثمن والمثمن من عيب فهو من جانبيهما وكذا نقصه .وفي الحديث حصول البركة لهما إن حصل منهما الشرط وهو الصدق والتبيين , ومحقها إن وجد ضدهما وهو الكذب والكتم , وهل تحصل البركة لأحدهما إذا وجد منه المشروط دون الآخر ؟ ظاهر الحديث يقتضيه , ويحتمل أن يعود شؤم أحدهما على الآخر بأن تنزع البركة من المبيع إذا وجد الكذب أو الكتم من كل واحد منهما , وإن كان الأجر ثابتا للصادق المبين , والوزر حاصل للكاذب الكاتم . وفي الحديث أن الدنيا لا يتم حصولها إلا بالعمل الصالح , وأن شؤم المعاصي يذهب بخير الدنيا والآخرة .