يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91].
بهذه الآية الكريمة حرمت الخمر تماماً .. ولكن الأمر لم يبدأ هكذا فلما كانت الخمر هي شراب العرب آنذاك لا يستغنون عنها ،بل هي عندهم كالماء ، لم يكن العرب لينصاعوا لأمر الله ، حين ينزل عليهم تحريمها ، فنزل الحكم بالتدريج .
لقد وضع الحبيب الأعظم قاعدة ذهبية حول الخمر حيث نهى عن شرب الخمر نهائياً، قال النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وقد لعن الله شارب الخمر ولو بكمية قليلة، هذا ما تؤكده الآيات والأحاديث قبل ألف وأربع مئة سنة على لسان الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ولكن بعض الأطباء كانوا يزعمون أن القليل من الخمر يمكن أن يكون علاجاً وشفاءً، وزعم البعض أن القليل منه ينعش الفؤاد، فماذا تقول آخر دراسة عن موضوع الخمر؟
في دراسة أجرتها الدكتورة Sarah Lewis من قسم الطب الاجتماعي بجامعة بريستول وجدت علاقة قوية بين تناول الخمر وبين ارتفاع ضغط الدم، وقالت إن شرب الخمر يؤثر على ضغط الدم أكثر بكثير مما كنا نتصور سابقاً. وقد أجرت دراستها على شريحة محددة من الناس الذين يعانون من عدم قدرة جسدهم على إزالة آثار الخمر بعد تناوله. ولكن لا يعني ذلك أن الضرر يقتصر على هؤلاء بل في كل يوم يكشف العلماء جديداً حول أضرار الخمر.
وقد أكد عدد من الباحثين أن الإنسان حتى لو تناول كمية قليلة من الخمر فإن ذلك سيؤثر سلباً على صحته ويؤدي تدريجياً إلى ارتفاع في ضغط الدم، والذي يسبب الموت المفاجئ لصاحبه إن لم يتخلص من تعاطي الخمر نهائياً.
تقول الدكتور سارة:
إن هذه الدراسة تظهر أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدود كبيرة جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكميات قليلة.
انظروا يا أحبتي إلى هذه الفاكهة التي جعلها الله من فواكه الجنة، ما أجمل منظرها وطعمها، ولكن الإنسان قد شوَّه هذه الفاكهة بصنع الخمر منها وجعل طعمها لاذعاً وغير مستساغ وأضر جسده وعقله، فقط ليرضي الشيطان وينسى الإله العظيم الذي تفضل عليه بهذه النعم!!
ويؤكد الباحثون أن الإنسان إذا تناول الخمر ولو كمية قليلة منه ثم تركه سيتبقى في جسده كمية من الخمر لا تزول إلا بعد عشرات الأيام، ولم يحدد الباحثون بالضبط كم يبقى الخمر في خلايا الإنسان بعد تناوله، ولا توجد دراسات دقيقة حول ذلك، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن شارب الخمر لا يقبل الله له صلاة أربعين يوماً!!! فسبحان الله! كأن النبي الكريم يريد منا أن تكون كل خلية من خلايا جسدنا طاهرة نقية لنتوجه إلى الله في صلاتنا فيقبل دعاءنا.
إن الخطر الخفي للخمر يظهر أثناء النوم، فقد بينت الأبحاث الطبية التي أجريت على النوم، أن الدماغ يصدر موجات بطيئة أثناء نوم الإنسان وهذه الموجات تساهم في إنتاج وإطلاق هرمون النمو الضروري للإنسان، وقد وجد الباحثون شيئاً عجيباً وهو أن الإنسان لدى تناوله كمية ولو كانت قليلة من الخمر فإن جزيئات الخمر تتنقل عبر الدم إلى الدماغ وتبقى لفترات طويلة وتعمل على تشويش عمل الدماغ فلا يتمكن من إطلاق الموجات الكهرطيسية أثناء النوم وبالتالي فإن إنتاج هرمون النمو يتوقف ولا يتمكن من أن يحصل على النوم الطبيعي.
ونقول سبحان الله! النبي يحرم تناول الخمر ولو بكمية قليلة، ويأتي الباحثون اليوم ليرددوا نفس الكلام فيقولوا وبكل ثقة: حتى الكمية القليلة تضر بالإنسان وحبذا تركه نهائياً!!! فهذا هو العلم يأتي دائماً ليشهد على صدق هذا الدين الحنيف، وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عندما نهى عن شرب الخمر أو أي شيء مسكر، فإنه كان على حق، وصدق الله عندما قال في حقه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].
ونقول لأولئك الذين يسيئون لخير البشر عليه الصلاة والسلام: ماذا فعل لكم هذا النبي الذي هو أرحم بكم من أطبائكم؟ وأقول لإخوتي وأخواتي بالله عليكم! هذا النبي الرحيم بالبشرية ألا يستحق منا أن نكرمه ولو بأن ننشر حديثه ومعجزته ليعلم العالم كله من هو نبينا وما هو ديننا؟! ولذلك يا أحبتي أرجو منكم أن تنشروا معجزات هذا النبي الكريم، وأود أن أقول لكم إن هذه المقالة وغيرها في هذا الموقع مجانية لا نبتغي من ورائها إلا محبة النبي الأعظم عسى أن ينظر إلينا يوم القيامة بعين العطف، وعسى أن يرضى عنا، فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله، ومن رضي عنه الرسول فقد رضي عنه الله.
الحمد لله الذي عصم المسلمين من هذه الشرور والبلايا والتي عصفت ، ولا زالت تعصف بالمجتمعات الغربية ، بآية واحدة قال فيها { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } .
الخمر في اللغة هي كل ما خامر العقل وغلبه. وفي الاصطلاح الفقهي هي اسم لكل مسكر.
عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر خمر وكل خمر حرام . رواه مسلم .
والرجس : القذر.
مشكلة الخمر في العالم :
الخمر من اعقد المشكلات التي يجأر منها الغرب ويبحث عن حل لكن دون جدوى فهذا السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت يقول عن مشكلة الخمر : " لقد وصلنا إلى القمر ولكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل، إنها مشكلة حقيقية عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر وأكثر من 44 مليون شارب خمر " .
وقد نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان " الشوق إلى الخمر، جاء فيه " إذا كنت مشتاقاً إلى الخمر فإنك حتماً ستموت بسببه ".
إن أكثر من 200 ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب الخمر .
وينقل البروفسور شاكيت أن 93% من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر وأن 40% من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه و5% من النساء و10% من الرجال يعانون من أمراض مزمنة معندة .
تأثيرات الخمر السمية :
ترى هل يدري شارب الخمر أنه يشرب سماً زعافاً ؟ .
وقبل الشرب، يمكن لصانع الخمر أن يستنشق أبخرته مما يؤدي إلى إصابته بالتهاب القصبات والرئة وإلى إصابة بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة الشم، وهنا يتضح معنى قوله تعالى : ( فاجتنبوه ) فهي تعني النهي عن الاقتراب منه مطلقاً وهي أعم من النهي عن شربه .
ويختلف تأثير الخمر السمي كلما تغير مستواه في الدم فعندما يبلغ مستواه من 20 99ملغ % يسبب تغير المزاج وإلى عدم توازن العضلات واضطراب الحس، وفي مستوى من 100 299 ملغ % يظهر الغثيان وازدواج الرؤية واضطراب شديد في التوازن .
وفي مستوى من 300 399 ملغ % تهبط حرارة البدن ويضطرب الكلام ويفقد الذاكرة . وفي مستوى 400 700 ملغ % يدخل الشاب في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس وقد ينتهي بالموت . ورغم أن كل أعضاء الجسم تتأثر من الخمر فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثراً حيث يثبط المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيداً ويفقد قشر الدماغ قدرته على تحليل الأمور، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث أن الإكثار منه يمكن أن يثبط التنفس تماماً إلى الموت .
وهكذا يؤكد كتاب alcoholism أن الغول بعد أن يمتص من الأمعاء ليصل الدم يمكن أن يعبر الحاجز الدماغي ويدخل إلى الجنين عبر المشيمة، وأن يصل إلى كافة الأنسجة. لكنه يتوضع بشكل خاص في الأنسجة الشحمية . وكلما كانت الأعضاء أكثر تعقيداً وتخصصاً في وظائفها كانت أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية . فلا عجب حين نرى أن الدماغ والكبد والغدد الصم من أوائل الأعضاء تأثراً بالخمر حيث يحدث الغول فيها اضطرابات خطيرة .
تأثيرات الخمر على جهاز الهضم :
في الفم يؤدي مرور الخمر فيه إلى التهاب وتشقق اللسان كما يضطرب الذوق نتيجة ضمور الحليمات الذوقية، ويجف اللسان وقد يظهر سيلان لعابي مقرف . ومع الإدمان تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتطور سرطان اللسان وتؤكد مجلة medicin أن الإدمان كثيراً ما يترافق مع التهاب الغدد النكفية .
والخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمري مما يؤهب لتقرحه ولحدوث نزوف خطيرة تؤدي لآن يقيء المدمن دماً غزيراً . كما تبين أن 90% من المصابين بسرطان المريء هم مدمنوا خمر .
وفي المعدة يحتقن الغشاء المخاطي فيها ويزيد افراز حمض كلور الماء والببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف وعند المدمن تصاب المعدة بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بسرطان المعدة الذي يندر جداً أن يصيب شخصاً لا يشرب الخمر .
وتضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتعدين وتحدث التهابات معوية مزمنة واسهالات متكررة عند المدمنين وتتولد عندهم غازات كريهة ويحدث عسر في الامتصاص المعوي.
الكبد ضحية هامة للخمر :
للكبد وظائف هامة تقدمها للعضوية ، فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية وهب تعدل السموم وتنتج الصفراء .
والغول سم شديد للخلية الكبدية وتنشغل الكبد من أجل التخلص من الغول عن وظائفه الحيوية ويحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان . ففي فرنسا وحدها يموت سنوياً أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي وفي ألمانيا يموت حوالي 16 ألف .
كما أن الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص الوارد الغذائي .
I.تشحم الكبد حيث يتشبع الكبد بالشحوم أثناء حرق الغول وتتضخم الكبد وتصبح مؤلمة .
II. التهاب الكبد الغولي : آفة عارضة تتلو سهرة أكثر فيها الشارب من تناول الخمر وتتجلى بالآم بطنية وقيء وحمى وإعياء وضخامة في الكبد .
III. تشمع الكبد liver cirrhosis : حيث يحدث تخرب واسع في خلايا الكبد وتتليف أنسجته ويصغر حجمه ويقسو ويصبح عاجزاً عن القيام بوظائفه .
ويشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد ونقص في الشهية وتراجع في الوزن مع غثيان وإقياء ثم يصاب بالجبن أو باليرقان، وقد يختلط بالتهاب الدماغ الغولي ويصاب بالسبات أو النزف في المريء ، وكلاهما يمكن أن يكون مميتاً .
تأثيرات الخمر على القلب :
يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطابات الخطيرة والمميتة التي تصيب القلب منها :
I.اعتلال العضلة القلبية الغولي : حيث يسترخي القلب ويصاب الإنسان بضيق في النفس وإعياء عام ويضطرب نظم القلب وتضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين، والمريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر.
II.قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان .
III.داء الشرايين الإكليلية : الغول يؤدي إلى تصلب وتضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية .
IV.اضطراب نظم القلب .
تأثيرات الخمر على الجهاز العصبي :
تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية وللغول تأثيرات فورية على الدماغ ن بعضها عابر، وبعضها غير قابل للتراجع حيث يؤكد د . براتر وزملاؤه أن تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد تسبب تموتاً في بعض خلايا الدماغ. وهنا نفهم الإعجاز النبوي في قوله صلى الله عليه و سلم ( ما أسكر كثيره فقليه حرام ).
والسحايا قد تصاب عند المدمن عندها يشكو المصاب من الصداع والتهيج العصبي وقد تنتهي بالغيبوبة الكاملة . كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما يسمى " باعتلال الأعصاب الغولي العديد أو المفرد".
أما الأذيات الدماغية فيمكن أن تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء والتشنج والتقلص الشديد .
تأثيرات الخمر على الوظيفة الجنسية :
تروي كتب الأدب قصة أعرابية أسكرها قوم في الجاهلية فملا أنكرت نفسها قالت:
أيشرب هذا نساؤكم، قالوا : نعم قالت : لئن صدقتم لا يدري أحدكم من أبوه .
وأكد الأطباء أن الخمر تزيد من شبق الأنثى فيضطرب سلوكها الجنسي حتى أنه لا يستغرب أن تمارس المرأة أول عمل جنسي لها تحت تأثير الخمر وقد أكد البروفسور فورل أن معظم حالات الحمل السفاحي حدثت أثناء الثمل، كما تضطرب الدورة الطمثية لدى المرأة المدمنة وتصل إلى سن اليأس قبل غيرها بعشرة سنوات وتتاذى الخلايا المنتشة مؤدية إلى ضرر في المبيضين.
أما الرجل ، فعلى الرغم من ازدياد الرغبة الجنسية في المراحل الأولى من الشرب لكن القدرة على الجماع تتناقص عند المدمن حتى العنانة الكاملة .
والغول يوذي الخلايا المنتشة ويتلفها مؤدياً إلى ضمور في الخصيتين ، وقبل هذا يمكن ظهور نطاف مشوهة يمكن أن تؤدي إلى أجنة مشوهة .
الخمر ينتهك الخط الدفاعي للبدن :
تضعف مقاومة البدن للأمراض الانتانية لدى المدمن وتنقص لديه لاسيما للإصابة بذات الرئة وغيرها .
وقد كان يفسر سابقاً بسوء التغذية لكن أبحاث كورنيل الأمريكية أثبتت أن ضعف المقاومة لدى المدمنين ناتج عن تدخل مباشر في عملية المناعة .
آثار الخمر الخطيرة على النسل :
يقول د. أحمد شوكت الشطي : إن زواج الغوليين قضية خطيرة لأن الزوج المولع بالشرب زوج غير صالح ، ويرث نسله منه بنية مرضية خاصة تعرف بالتراث الغولي ،و يقصد به ما يحله نسل المخمورين من ضعف جسدي ونفساني وقد ثبت أن الأم الحامل تنقل الغول عبر مشيمتها إلى الجنين فتبليه وأنه ينساب بالرضاعة إلى الوليد