طالبن زميلة لهن بالبحث عن سائق آخر قبل وقوع الحادث ب10 دقائق
"سبق" تكشف تفاصيل آخر لحظات "معلمات تبوك" قبل مصرعهن
"سبق" تكشف تفاصيل آخر لحظات "معلمات تبوك" قبل مصرعهن
بدر الجبل- سبق- تبوك: كشفت "سبق" حكاية آخر لحظات فقيدات تبوك معلمات مركز الخريبة الثانوية على ساحل البحر الأحمر، وتفاصيل أسباب تغيرهن سائق إحدى شركات النقل، وما دار بينهن من رسائل عبر الوتساب قبل وقوع الحادث الذي توفيت فيه معلمتان وأصيبت ثلاث أخريات ظهر اليوم، إثر حادث أليم ضمن مسلسل "موت المعلمات".
وكشفت رسائل من محادثات "عبر مجموعة الوتساب"، قبل عشر دقائق من وقوع الحادث بين المعلمات الذي وقع عليهن الحادث، وزميلة لهن أخرى يسألنها عن سائق يعتزمن التعاقد معه بدلاً من سائقهن الحالي لأسباب عدة، ذكرت ضمن الرسائل، إلا أن أقدار الله شاءت أن تنتهي حياتهما، وإصابة الأخريات، بعد عشر دقائق من إرسال الرسالة.
وروى ل"سبق" زوج إحدي زميلات المعلمات التفاصيل، وقال: زوجتي وزميلاتها في المدرسة ومن ضمنهن المتوفاتان والمصابات، كن جميعاً تقلهن حافلة واحدة تابعة لإحدى شركات النقل في تبوك، إلا أنهن بعد معاناة، فضلن تغيره نتيجة عدم اهتمامه بإطارات السيارة وقصور الصيانة لديه، حتى إن مركز أمن الطرق دائماً ما يوقف السائق، يطلب منه تغيير كفرات السيارة.
وذكر: عندما بلغهن اليأس من الشركة، قررن تغييرها بالتعاقد من سائق خاص آخر ولكن لضيق السيارة اضطررن أن يستأجرن سيارتين إحداهما تقل زوجتي وزميلات لها والأخرى تقل المعلمتين المتوفاتين، رحمهما الله، والمصابات شفاهن الله بمبلغ شهري 1600 ريال.
وأضاف: هذا المبلغ هو قيمة إيصالهن الخريبة، وهي تعد منطقة نائية، ولكن لا يُصرف لهن أي بدل، وتقع على ساحل البحر الأحمر وتبعد عن مدينة تبوك نحو 155 كلم يمر مع طريق يعرف بطريق شرما وهو طريق مسار واحد ويعد من الطرق الخطيرة نتيجة الأعمال القائمة فيه، كذلك يمر بعقبة تعرف بعقبة روى وهي منحدر خطير للمتجه لمركز شرما والخريبة ويحمل الخطورة ذاتها للمتجه صعوداً لتبوك فضلاً عن ضيقه.
وتابع: تعرضت زوجتي وزميلاتها لمواقف عدة مع هذا الطريق وبعقبة روى تحديداً إذ يضطررن في فترات طويلة للنزول من الحافلة والسير على أقدامهن لحين تمكن قائد الحافلة من الصعود ارتفاعاً، وذلك لقصور في السيارة مقابل ارتفاع العقبة، وزود "سبق" بمقطع فيديو لموقف سابق، يظهر حجم معاناة المعلمات من صعود "عقبة روى".
وعن حكاية اليوم قال: ذكرت لي زوجتي الحزينة على زميلاتها أنهن بعد أن أدين صلاة الظهر اليوم في المدرسة أكدت أن تصرفات إحدى زميلاتها من المتوفاتين كانت كالمودعة، وتمزح مع زوجتي وهي مبتسمة، كأن لديها إحساساً أن شيئاً ما ينتظرها، إلى أن غادرتهن رحمها الله، وسمعنا بنبأ وفاتها.
وروى زوج معلمة أخرى أن زوجته ذكرت له أن إحدى المعلمتين المتوفاتين ذكرت لها صباح اليوم عن عدد أبنائها، وقالت إنها قبلتهم صباح اليوم، قبل أن تغادر للمدرسة فجراً، وهم نيام، ولم تكن تعلم أنها ستقبلهم قبلة الوداع.
وتابع على لسان زوجته: إن المعلمات المتوفيات يدرسن مادتي الإنجليزي والرياضيات وهن من خيرات المعلمات أدباً وخلقاً وأكفأهن عملاً ويحظين بمحبة طالباتهن ومجتهدات في أداء ما يوكل لهن من أعمال.
وأشارت المعلمات: مع قلة العروض المتوفرة في تبوك بما يخص شركات النقل المنظمة، وسوء المتوفر وعدم توفير وزارة التربية والتعليم وسيلة لنقل المعلمات وضعف حركة النقل الخاصة بالمعلمات وعدم توفير سكن مناسب في القرى التي يوجهن للعمل فيها كل هذا يدفعهن للمخاطرة بأنفسهن لسنوات والسفر لمسافات يومية لمدارسهن لحاجتهن إلى العمل ما يعني أن مسلسل حوادث المعلمات لن ينتهي.
وطالب أولياء أمور المعلمات المغتربات، عبر "سبق"، بالعمل على إيجاد حلول عاجلة وجادة مقابل معاناة المعلمات المغتربات بحركة نقل شاملة تضمن من خلالها المعلمة ألا تعمل أكثر من عام دراسي واحد في القرية التي توجه لها وتوفير وسيلة نقل مناسبة وآمنة تخضع لصيانة دورية لنقل المعلمات المغتربات مقابل ما يقدمهن من عمل لوطنهن.
وناشدوا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوجيه وزارة التربية التعليم لإيجاد حلول سريعة عن معاناة المعلمات مع النقل الخارجي