بسم الله الرحمن الرحيم
قريح القلب من وجع الذنوب
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ = نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ بِالنَـحيبِ
أَضرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ اللَيالي = فَصارَ الجِسمُ مِنهُ كَالقَضـيـبِ
وَغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ شَديدٌ لِما = يَلقاهُ مِن طَولِ الكُــــروبِ
يُنادي بِالتَضَرُّعِ يا إِلَهي أَقِلني = عَـثرَتي وَاستُر عُيوبــي
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً = فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ
وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي = وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي
وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ وَمَن = لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَـبـيـبي
تطيش العقول ..
و تضعف النفس ..
و يغلب الهوى ..
فنتجرأ على معصية الحليم الغفور ..
فتنكسِر أنفسنا و تدمع أعيننا و يوجل القلب ..
خوفاً مِن ربنا و رجاءً في رحمته ..
فاللهم إن مرّت بِنا أوقات أخطأنا فيها و أذنبنا ..
فإننا نبادِر إلى التوبة مسرعين ..
نخاف مِن عذابك ، و نرجو رحمتك ..
قد غرّتنا أنفسنا و الشيطان و اتبعنا الهوى ..
غير أننا نحبك يا الله و نسعى لرضاك ..
فاللهم إنك حلمت و سترت ..
و إننا ندمنا و تبنا ..
فلا تردنا خائبين بسبب سوئنا ، فإننا علمنا أنّه لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك ..
فاغفر و سامح و تـُـب ، فإننا فقراء إليك يا غني يا حليم .
عينُ باكية و قلبٌ حزين و نفس مضطربة ..
حكاية بل رواية كبيرة لا يسطّرها قلمُ إنسان ..
هي حكاية صاحب ذنبٍ ظلم نفسه و تجرأ على مولاه فعصاه ..
ثم تاب و أناب و ليس له رجاء إلا عفو الرحمن .
قد أغضَب ربـّـه بمعصيته ..
و قد فرّح ربه بتوبته ..
فما ظنـّـكَ بجزيلِ عطاءِ ربٍ قد فـَـرِِح ..