أساليب تربوية لعلاج السلوكيات السيئة للأطفال
اليوم - الدمام
السؤال: لديّ طفل عمره خمس سنوات ويقوم ببعض التصرفات السيئة من ضرب للكبار أو الضيوف أو تكسير للأواني ويتلفظ بألفاظ سيئة من لعن وسب للكبار والصغار، فما هو التصرف المناسب مع مثل هذه الحالة التي تكثر في الأطفال علماً بأننا جربنا معه التوجيه واللوم والتخويف والتهديد والضرب المبرح وغير المبرح ويزداد مع ذلك سوءاً.
الجواب: لعلاج مثل هذه الحالات تستخدم عادة أساليب منها:
1- التجاهل: أي تجاهل السلوك غير المرغوب فيه وعدم الوقوف عنده.. أو الالتفات إليه.. خاصة إذا كان هذا السلوك غير ضار بشكل مباشر ويفيد هذا التجاهل.. في إطفاء السلوك غير المرغوب فيه والذي يقصد الطفل من ورائه لفت الانتباه !! ويفضل عند تجاهل السلوك السلبي.. تعزيز السلوك الإيجابي المضاد للسلوك السلبي كأن يجد الطفل التشجيع عند الانضباط.
2- يجب التنبيه هنا لأمر هام جداً.. وهو عدم التراجع عن سياسة التجاهل لأن الطفل قد يزيد من سلوكه السيئ بفترة الاختبار والتي قد تمتد لأيام وربما لأسابيع.. وقد يتزايد فيها السلوك السلبي أكثر مما كان.. والمهم هنا هو عدم التراجع مع تجنب الاحتكاك البصري بالطفل.
3- المعززات: ونعني بها فقدان الطفل لجزء من المعززات التي لديه. كالمكافآت مثلاً.. واصطحابه لنزهة.. أو بعض الألعاب والبرامج الترفيهية التي يحبها، فنحرمه منها أو من بعضها لفترة مؤقتة "حسب ما يصدر من سلوكيات غير مرغوبة أو مزعجة" ونخبره بذلك.. بأن هذا الإجراء في مقابل ذلك السلوك.. وقد يُوعد الطفل بالحصول على كمية من المعززات بمجرد حصوله على عدد من النقاط.. وبخسارة عدد منها عند حصوله على نقاط سلبية.
4- التصحيح الزائد والبسيط: وهو تدريب الطفل على السلوك الملائم من خلال تصحيح الطفل لأخطائه والطلب منه إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.. وعادة ما يشتمل هذا الأسلوب على توبيخ الفرد بعد قيامه بالسلوك غير المقبول مباشرة.. وتذكيره بما هو مقبول.. والطلب منه إزالة الأضرار التي نتجت عن سلوكه.. وإعادة الأمر إلى ما كان عليه.. بل ربما تكليفه بأعمال أخرى إضافية!!
مثلاً.. طفل كثير الحركة.. اعتاد على بعثرة الأشياء في المنزل "سلوك سيئ" والتصحيح هنا.. توبيخه والطلب منه إعادة كل شيء إلى مكانه.
5- الإقصاء: ونعني به إبعاد الطفل.. فور ظهور السلوك غير المرغوب فيه.. عن المكان لفترات قصيرة.. وتحديد مكان معين في المنزل كإحدى الزوايا.. أو الغرف.. التي لا تحتوي على ما يشد انتباه الطفل أو يثيره ويسره.. ليكون مكان الإقصاء.. وبمجرد ظهور أي سلوك مزعج من الطفل.. يبعد إلى مكان الإقصاء لمدة عشر دقائق مثلاً.. ويبلغ بسبب إقصائه وإن عاد لسلوكه.. أعادوه للإقصاء.. وزادوا المدة.
6- لتكن- أخي الكريم- لغتك واضحة مع طفلك سواء في الأوامر أو النواهي.. وتجنب قدر المستطاع مزج الجد بالهزل في توبيخك وتهديدك.. فالطفل لا يميز بينهم!!.. وسيأخذ الأمور على أنها هزل دائماً.. وربما استغرب تناقض والديه !! ولذلك فالوضوح مطلب ضروري وهام جداً.. في الوعد والوعيد.. والصدق أساس كل ذلك.
7- يجب على الأهل.. تجنب المنبهات الشديدة.. والإثارة الزائدة للطفل.. والحرص على الهدوء قبل موعد النوم بمدة كافية.. ولا تنس- أخي الفاضل- قبل هذا وبعده، الدعاء الصادق بأن يصلح لك ويصلح بك وأن يقر عينك بصلاح أبنائك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.