السعودية والبحرين علاقة تاريخية آخذة في التطور
خادم الحرمين الشريفين وملك البحرين يؤديان العرضة خلال زيارة للبحرين
اليوم- الدمام
تتميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بأنها ذات عمق تاريخي قائم على روابط تجمع القيادة والشعب في البلدين قائمة على التواصل والود والمحبة بين قيادتي وشعبي البلدين وهي آخذة في التطور انطلاقًا من وحدة الهدف المشترك بين البلدين والثوابت التي تجمعهما تجاه مختلف القضايا فضلًا عن الروابط الاجتماعية الأخوية والأسرية وعضويتهما في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية التي ساهمت في صياغة رؤى مشتركة وواضحة بين البلدين.
اللقاء الأول
وتعود العلاقة التاريخية بين المملكتين السعودية والبحرينية إلى عهد الدولة السعودية الأولى (1745- 1818م) وكذلك الدولة السعودية الثانية (1840- 1891م) حتى الزيارة التاريخية الأولى التي قام بها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز للبحرين في أعقاب عودته من لقائه بالملك فيصل ملك العراق في 21 رمضان 1348هـ/ 27 فبراير 1930م، فأراد في طريق عودته أن يزور صديقه القديم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة شيخ البحرين.
ويذكر المؤرخون أن الملك عبدالعزيز كان يثق ثقة تامة في الشيخ عيسى، وكان يستشيره في كثير من الأمور، وهذا واضح من الرسائل المتبادلة بين الرجلين. هذا بالإضافة إلى العلاقات المتنامية بين البلدين.
وقوبل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في هذه الزيارة بحفاوة بالغة من قبل الشيخ عيسى، ودار حوار بين العاهلين، وطرح فيه الملك المشكلات التي تواجهه في سبيل قيام مملكة موحدة يعيش فيه الجميع في أمان ورخاء، واستمرت إقامة الملك يومين كان فيهما موضع حفاوة وتكريم من قبل الحكام والشعب على السواء.
كما شهدت العلاقات بين البلدين بعد زيارة الملك عبدالعزيز بحوالي سبع سنوات، وفي 10شوال 1356هـ/ 15ديسمبر 1937م زيارة تاريخية لثاني مسؤول سعودي حيث زار الملك سعود بن عبدالعزيز البحرين وكان حينها وليًا للعهد، والتقى خلال الزيارة بحاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن علي الذي تولى الحكم قبل الزيارة بخمس سنوات.
العلاقات السياسية
وتشهد العلاقات السعودية البحرينية انسجامًا في المواقف سواء تجاه القضايا الإقليمية أو الدولية لاسيما أن الدولتين هما عضوتان في كل من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ما ساهم في وجود رؤية مشتركة واضحة تجاه هذه القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في دولته وغيرها من القضايا مع وجود تعاون فاعل في مكافحة الإرهاب وتفعيل كافة الاتفاقيات الإقليمية الدفاعية والأمنية.
السعودية عمق استراتيجي
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورًا كبيرًا منذ افتتاح جسر الملك فهد الذي يربط بين البلدين ما جعل المملكة العربية السعودية تحتل عمقًا استراتيجيًا اقتصاديًا لمملكة البحرين كونها السوق الأكبر والأقرب إليها ما ساهم في سهولة تبادل البضائع والمنتجات بين البلدين، إضافة إلى تطور الاستثمار بين البلدين من خلال رجال مجلس الأعمال السعودي البحريني.
العلاقات الثقافية
وترتبط المملكة العربية السعودية والبحرين بعلاقات مميزة في المجال الثقافي من خلال مشاركة فاعلة من مملكة البحرين في فعاليات مهرجان الجنادرية الذي يقام في المملكة العربية السعودية سنويًا، ويحضره أيضًا ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى جانب أخيه خادم الحرمين الشريفين.