ختام مثير لعام من الانتكاسات الزرقاء
الكلاسيكو يضمد أوجاع الهلال
• تقرير: خالد الجارالله
ختم الهلاليون عامهم الميلادي بفوز مثير بطعم البطولات على غريمهم الاتحاد في كلاسيكو الكرة السعودية، كان أشبه بطوق نجاة للمدرب ريجي الذي ما زال يدفع إلى جانب الادارة ثمن خسارتي الاسيوية والديربي في آخر شهور العام.
وأنهى الزعيم سنة مؤلمة يأمل أن تكون للنسيان فقط، بعد أن كانت شاهدة على سلسلة من الانتكاسات والخيبات المتتالية، خرج في نهايتها الزعيم وللمرة الأولى منذ قرابة العقد خالي الوفاض ودون أي بطولات على مستوى الفريق الأول لكرة القدم، فضلا عن الانقسامات غير المسبوقة في النادي العاصمي الذي اختاره الاتحاد القاري في آخر شهور العام كبيرا للقارة الصفراء.
يناير
كان الرهان على المدرب الوطني سامي الجابر كبيرا في قيادة ناديه الزعيم إلى منصات التتويج، جريا على العادة السنوية التي ألفها أنصار الهلال بتحقيق إنجاز واحد على الأقل في كل موسم، وظل خلال هذا الشهر وصيفا للنصر الذي تصدر الدوري لأول مرة منذ قرابة العشرين عاما، وحرص في فترة الانتقالات الشتوية على تغيير جلد فريقه فاستبعد الكوري تشو واستبدله بالكوري كواك تاي هي كما وقع مع المحترف ديجاو بديلا لعادل هيرماش، فيما قامت الإدارة بتجديد عقد اللاعب عبدالله الزوري فيما وثقت عقد اللاعب سعود كريري لدى لجنة الاحتراف، وكان ذلك بهدف العمل على إعادة ترتيب أوضاع الفريق فنيا في الدور الثاني من موسم العام العام الماضي.
فبراير
لم تفض التغييرات التي قام بها الهلاليون في إحداث نقلة نوعية على المستوى الفني، لكن تأثيرها كان واضحا وتطور أداء الفريق، حيث حافظ على موقعه قريبا من الصدارة ولم يخسر سوى في مباراة الشباب، إلا أن ثاني أشهر العام كان مؤلما لعشاق الزعيم حين كلفتهم تلك الخسارة ضياع لقب الدوري إلى حد كبير في هذا الشهر لحساب الغريم التقليدي النصر رغم تجرعه رباعية رأى فيها الهلاليون ردا لاعتبارهم ومواصلة لتفوقهم في الديربي أحيت آمالهم إلى حد ما، بعد أيام قليلة من خسارتهم كأس ولي العهد لحساب الغريم أيضا.
وعلى أن هاتين الخسارتين أثارت الجدل حول سامي الجابر إلا أن اعتماد رخصته التدريبية ومنعه من التدريب ظل حديث الإعلام طيلة هذا الشهر قبل أن يثبت عكس ما أثير حولها.
مارس
تجرع الهلاليون في مارس أول خسائر دوري أبطال آسيا من سيباهان الإيراني بعد تعادل باهت في أول مواجهات البطولة، أعقبه تعادل مع الأهلي الإماراتي وضعه في ذيل القائمة بنهاية القسم الأول من دوري المجموعات، في المقابل فقد الهلال رسميا لقب الدوري بتعادل الغريم مع الشباب وهو مازاد الضغوط على الجابر لفقده اللقب الثاني في الموسم والأداء المتذبذب في البطولة الآسيوية.
أبريل
وفيما أن لو كل ما كان سابقا بدا للهلاليين أشبه بكذبة أبريل خسر الهلاليون ثالث ألقابهم في الموسم وودعوه محليا بلا بطولات للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، إلا أن انتفاضة الجابر وفريقه في هذا الشهر خففت وطأة خروج الأزرق خالي الوفاض، حين أعاد فيه سامي الزعيم لجادة الانتصارات وحقق انتصارات متوالية في دوري أبطال آسيا وتخطى جميع الفرق المنافسة بنتائج ثقيلة وضعته على هرم المجموعة بنهاية دوري المجموعات وتصدر فيها متأهلا إلى دور الستة عشر، وقدم فيها الفريق أداء هجوميا رائعا ودفاعيا مميزا حمل مؤشرات لهلال مختلف في الموسم الجديد والقسم المتبقي من آسيا.
أما على المستوى التعاقدات فقد فشلت إدارة النادي في إدارة ملفين مهمين على مستوى التعاقدات رأى فيها عشاق الأزرق إخفاقا كبيرا حين عجزت عن حسم صفقة عبدالعزيز الجبرين الذي انتهى به الحال إلى النصر برغبة منه رغم اتفاق الفريق مع الإدارة، في مقابل صمتها حيال قضية اللاعب خالد الغامدي الذي وقع للهلال بحسب وكيل أعماله ولكن الإدارة التزمت الصمت وكسب النصر اللاعب من جديد، وسط غضب أنصار الزعيم الذين اعتبروا هذا الإخفاق في الصفقتين غير معهود من الإدارة خاصة أنها سارت على الطريق الصحيح.
مايو
أنهى المدرب سامي الجابر موسمه الأول والأخير مع الهلال بتأهل مميز إلى دور الثمانية، وفيما رأى مراقبون أنه عربون البقاء لموسم آخر لاحت في الأفق بوادر الاستغناء عنه بعد انقسام شرفي حوله، أفاق معه الهلاليون على قرار كف مهمته التدريبية والاستغناء عنه رسميا والبحث عن بديله في خطوة ختم بها موسم الزعيم الجاف، عاد سامي من إجازته لينهي علاقته التدريبية مع الهلال ويوقع المخالصة بعد أن وسم مجموعة من التغريدات التي كشف من خلالها عن تجديد حبه للنادي ودعمه للأمير عبدالرحمن بن مساعد وأعضاء الشرف وتجديد العهد بالأزرق من خلال المدرج وأي موقع آخر.
ولم ينتظر الهلاليون طويلا حتى أعلنوا أواخر الشهر التوقيع مع ريجي رسميا ومع أفراد طاقمه الفني، ليتولى قيادة دفة الزعيم فيما تبقى من البطولة الآسيوية والموسمين التاليين.
يونيو
بدأ ريجي المهمة واتخذ أول قرار له بإقالة مدرب الفريق الأولمبي الحائز على دوري الأمير فيصل بن فهد الألماني ستامب وتعيين بديل له، فيما وقعت الإدارة مع محور الارتكاز الروماني ميهاي بينتلي بديلا لكاستيلو، لكن هذا القرار كان برأي الهلاليين مفيدا جدا خاصة في ظل الإبقاء على العناصر الحالية بعد أن قدمت موسما جيدا باستثناء الإكوادوري الذي تمت مخالصته، وقدم بينتلي مستوى جيدا طمأن الهلاليين عليه ليكون سدا منيعا في المواجهات الآسيوية الحاسمة.
وخلال هذا الشهر أجرى ياسر الشهراني جراحة مفيدة تكللت بالنجاح، في وقت وقعت فيه الإدارة مع اللاعب حمد الحمد واللاعب فهد الثنيان اللذين تواجدا ضمن صفوف الفريق في معسكر النمسا الذي انطلق الشهر التالي.
يوليو
قدم الأمير عبدالله بن مساعد في هذا الشهر استقالته من عضوية شرف نادي الهلال، ومن إشرافه على ملف الاستثمار بالنادي بعد توليه منصب الرئيس العام لرعاية الشباب وهو الأمر الذي لم يمنع الإدارة من تجديد الشراكة مع موبايلي وتوقيع عدد من العقود الاستثمارية مع النادي في مكة المكرمة.
وشهد هذا الشهر انطلاقة معسكر الفريق الذي انضم له جميع اللاعبين، فيما تفجرت أزمة المدرب ريجي مع مدافع الفريق يحيى المسلم العائد من الإصابة ومع بعض الأسماء التي أعادها إلى الأولمبي للاستفادة منها لاحقا.
أغسطس
دشن الهلال موسمه الحالي بعد تقديم مباريات الدوري له ولفريق الاتحاد لمشاركتهما الآسيوية، وفاز على العروبة في أول مهمة لريجي رسميا، قبل أن يتأهل إلى دور الأربعة بفوزه على السد ذهابا وإيابا ومقدما مستوى مقنعا لأنصار الزعيم.
سبتمبر
دخل الهلال في هذا الشهر منعطفا مهما وحاسما استنفر جميع أنصار النادي ومنسوبيه بعد أن بلغ الفريق نهائي دوري أبطال آسيا بفوزه على العين ذهابا وخسارته إيابا وتأهله بمجموعة المباراتين، وفيما أعد الفريق العدة لرحلة سيدني الطويلة محاطا بدعم شرفي كبير تجرع ريجي أول خسارة محلية في الدوري وأمام فريق الشباب قبل 24 ساعة من المغادرة حيث مني بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة، وغادر الفريق إلى سيدني على متن طائرة خاصة وقبل 7 أيام من المواجهة.
نوفمبر
فتح شهر نوفمبر على المدرب ريجي والإدارة الهلالية أبواب الغضب بعد سلسلة الخسائر الباهظة التي مني بها، وعلى رأسها تبدد الحلم الآسيوي بسقوط غريب وصادم في الرياض بعد خسارة مدوية في الذهاب، فالحظ والتحكيم أسقطا الزعيم في أول نوفمبر وجرعاه مرارة ضياع كأس دوري أبطال آسيا بعد أن عجز لاعبوه عن فك شفرة سيدني ويسترن الأسترالي بمساعدة من الحكم الياباني نيشمورا، وبدأت الأصوات تتعالى حول قدرة المدرب في تحقيق أي مردود إيجابي مع الفريق في الفترة المقبلة.
ديسمبر
فجر آخر شهور العام الغضب على الإدارة بعد خسارة النصر وتعادلي الاتحاد وهجر حيث فقد الفريق في الدوري 7 نقاط باعدت بينه وبين متصدر الترتيب، إذ واجه الفريق أزمة كبيرة بعد إصابة النجم الجماهيري ياسر القحطاني بقطع في الرباط الصليبي وإيقاف ناصر الشمراني آسيويا، وتوالي الإصابات في الفريق واحدة تلو الأخرى نتيجة تعدد المشاركات للاعبين الأساسيين مع المنتخب والفريق آسيويا، الأمر الذي كلفهم غياب البدلاء الجيدين وعرضهم لخسارة نقطتين أمام هجر. وقبل نهاية العام وفي ظل الانكسارات التي عاشها فوجئ أنصار الزعيم باستقالة مثيرة للجدل لرئيس مجلس أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد من منصبه ومن مسؤوليته عن الفئات السنية في النادي، الأمر الذي أثار مخاوف الهلاليين حول مستقبل الزعيم في الفترة المقبلة.