عنب و سلم و بيت من الشعر
قد تبدو الكلمات أعلاه غريبة جداً للوهلة الأولى..
هذا شعور حقاً يجب أن أعترف به أنا قبلك، و أنا أقصد بالشعور تحديداً الشعور بالاستغراب، استغراب قادني لأتساءل عن الرابط الذي يجمع بين..
العنب
و السلم
و بيت من الشعر..؟؟!
و حتى لا أطيل فتسأم، دعني أبدؤك ببيت الشعر:
يقول الشاعر العربي مؤيد الدين الحسين علي بن عبد الصمد المعروف بالطغرائي:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ×× ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
و قد صدق و الله في قوله ذاك، فالحياة على اتساعها تضيق على المرء إن لم يعللها بالآمال، فلله ما أحسن ما قال.
و هنا يسفر الرابط ( الأمل ) عن نفسه واضحاً جلياً الذي يجمع بينها..
فمن منا من لم يأمل يوماً و يتمنى و يحلم؟؟..!!
فالآمال و الأحلام و المنى وقود يجعل طاقة الحياة الكامنة فينا تتفجر.
و هي المحرك الذي يدفع حياتنا نحو التطور و الرقي، و لولاها بعد الله سبحانه و تعالى، لاستحالت حياتي و حياتك إلى يباب، و أرض جرداء موحشة لا خير فيها.
و ربما هنا استعير كلمة ديكارت فأقول: ( أنا أحلم إذن أنا موجود ).
و قد صنف ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى الناس في سعيهم لتحقيق أحلامهم ثلاثة أصناف في كتابه الروح عندما تحدث عن الفرق بين المبادرة و العجلة و هم:
المفرط
المستعجل
المبادر
أما المفرط فهو ميت الأحياء.
و أما المتعجل فهو من يطلب تحقيق أمانيه و أحلامه قبل أوان إدراكها.
و هنا يأتي دور العنب و السلم.
فالمثل الشعبي يقول : أكل العنب حبه حبه.
فمن يطلب أن تتحقق كل أمانيه دفعة واحدة، كمن يأكل العنب دفعة واحدة.
فأكل العنب حبة...... حبة و كذلك تحقيق الآمال و الأماني و الأحلام.
و هو أيضاً كمن يريد أن يصل أعلى درجات السلم بخطوة واحدة.
فكن أخي الكريم أختي الكريمة من الصنف الثالث الذين ينتهزون الفرصة في وقتها لتحقيق أحلامهم لأنهم إذا حضر وقت تحقيقها وثبوا عليها وثوب الأسد على فريسته.