يعتقد البعض أنّه كلّما زادت برودة الطقس، تعرّضنا أكثر للإصابة بالبرد والأمراض. لذلك، نعمد إلى حماية أنفسنا من برد الشتاء وأمراضه بالملابس السميكة التي نرتديها. إلاّ أنّ هذا الاعتقاد الخاطئ. فالحقيقة العلمية تثبت عكس ذلك، هذا ما تؤكّده طبيبة الأمراض الداخلية في مستشفى new york hospital queens الأميركية، الدكتورة Segal-Maurer. إذ اتّضح أنّ الطقس البارد لا يسبب الأمراض، إنّما ما نفعله عندما يكون الطقس بارداً! فنحن نختبئ في داخل المنازل عندما يبرد الطقس حيث يتم تدوير الهواء، ونكون على مقربة من الناس الآخرين وفيروساتهم، فيعطس بعضنا بوجه بعض.
حالات الجفاف إذاً هي الأكثر خطورة لأنها تسرّع التقاط الفيروسات بسبب الغشاء المخاطي الجاف، وهو يتواجد بين القصبة الهوائية الخاصة بك، والجزء الخلفي من الحلق والجيوب الأنفية. وهذا ما يؤكّده باحثو موقعNational Institutes of Health (NIH)، إذ تبيّن أنّ الهواء الجاف يساعد على انتقال الفيروس ونموّه. فيغزو الفيروس الغشاء المخاطي وينمو في داخله، لِيُسبّب لك الرشح أو الـ"غريب" لاحقاً. كما أنّ قوّة جهاز المناعة له دور لناحية التصدي للفيروس. ويعتبر الأكثر ضعفاً أمام الرضع والمسنين والأفراد الذين يعانون من حالات صحية معينة.
وفي حديث لـ "النهار"، يوضح الدكتور كلود عفيف أخصائي الأمراض الجرثومية في مستشفى الروم أنّ "هناك فيروسات تتكاثر أكثر في الشتاء، وأخرى لا تنمو إلاّ في الشتاء كالإنفلونزا أو الكورونا. والحرارة المنخفضة هي التي تحفّز انتقال الفيروسات من شخص إلى آخر عبر الهواء. فعندما يتكلّم الفرد أو يعطس، ينتج عنه إفرازات تحمل في داخلها الفيروسات ويكون بإمكانها أن تنتقل على مساحة متر. كما بإمكانها أن تنتقل عبر اللمس، خصوصاً إن عطس الفرد على يده أو وضع يده على فمه وهو مصاب، فإنّ ذلك سيؤدي إلى انتقالها إلى الآخر عبر اللمس. أمّا بالنسبة إلى الهواء الناشف فهو بحسب عفيف "يسهّل انتقال الفيروسات بطريقة أسهل وأبعد". وتكون الوقاية من الفيروسات وأمراضها عبر "غسل اليدين، السعال على الكوع وليس على اليد، رمي المحارم الورقية وعدم الاحتفاظ بها داخل الجيب، لأنها تحتوي على الفيروسات التي بإمكانها الانتقال للآخر بمجرّد لمسها، الاعتكاف عن تقبيل الآخرين في الشتاء، أن لا نأكل بشوك أو معالق الآخرين". وينوّه عفيف إلى أنّ الإصابة بالفيروسات وأمراضها "لا تتطلّب من الفرد أن يأخذ الأدوية المضادة للالتهابات أو ما يعرف بـ Antibiotic، لأنّ هذا يعطى فقط عندما يكون سبب التهاب بكتيريا معيّنة لأنّه مضرّ". |