خطوآت على الرمآل
وسنبقى معاًرجلان لا أكثر !
وخطوات ثقيلة فوق رمال الحجاز على طول الطريق بين مكة والمدينة ؛ تركت بصماتها على صفحات
التاريخ الذي امتد حتى اليوم أكثر من اربعة عشر قرناً ..
رجلان لا أكثر !
رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر الصديق رضي الله عنه كانا اعمدة حضارة شاء الله تعالى
أن يكون اصلها ثابت في الأرض وفرعها يعانق السماء ؛ وقد عمرت قلوب الناس قبل ان تعمر دنايهم!
لقد كانا اثنين ؛ الله ثالثهما ؛ يعيشان غربة قاسية ويتلوان على مسامع الكون : ان غربة المنهج
ووحشة الطريق ليست بدعاً من الأمر بل هي سنة الله في خلقه وها هم انبياؤه واصفياؤه يعانون
تلك الغربة ويجاهدون تلك الوحشة..
ومن هنا فلا عجب ان يغترب المجاهدون ؛ ويختارون السير في الطريق التي قل سالكوها فزادت وحشتها..
وحاول ان تتطلع ببصيرتك الى حرب العراق؛ والى جبال القوقاز؛ ومرتفعات افغانستان ..
والى اهلينا في فلسطين والى سوريا الحبيية التي تصرخ ولكن لا من مجيب!!
والى أخوتنا فب بورما والاحواز ودماج واسرانا في كوانتانامو وووو!!!
أقول تطلع ببصيرتك الى هؤلاء فلن تجد في قلوبهم جرحاً اشد إيلاماً كجرح غربتهم حين حاربهم عدوهم وتنكر عليهم اخوتهم في الدين !!!
أنها غربة كغربة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ؛ وخطوات ثابتة كتلك الخطوات فوق الرمال!!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء"