هل كنت هناك ؟!
عندما دسوا في قلبي كلمة " وطن " !
و طبعوا على جبهتي كلمة " مواطن ! " ..
و صنفوني و رقموني كخراف شركات التسمين ؟!
و أعطوني بطاقة شخصية ! ... و قالوا :
إحتفظ بها فأنت بدونها ... نكرة !! ..
و كذبوا لي حقوقا ما طلبتها و أخذوا مني كل ما كنت أريد ؟!
هل كنتِ هناك ...؟
عندما زوروا التاريخ في قلوب أبنائنا كي لا يعلموا ..
أن أبي و أباك التحفا ذات الغطاء
و أكلا من ذات الإناء ...
و ماتا في ذات السبيل ..!!
و أنني و أنت .. إخوة ... قبل " الفيزا" و ورقة الدمغة ؟!.
و عقود الأخوة المؤقتة في قنصليات الشرذمة الجاهلية ؟!
هل كنت تعلم الحقيقة التي لم أكن أعيها ؟؟!!
أن الحزن كرامة ككرامات الأولياء الصالحين !!
و أننا نحزن لأننا أهلا للحزن و ليس كل الناس أهلا لأن
يحزنوا بصدق ...
لأن "ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون " !.
و لأن الله كبير لا يسكن في قلب إلا استحوذ عليه كله ..
فلا يبقى للسعادة نصيب .. إلا أن تكون بالله و في الله
و لوجه الله !
و أن الله أعطى على الحزن ما لم يعط على السعادة ..
وأنه لا يحب الفرحين ... وكل جعظري جواظ!
هل كنت هناك ؟؟
عندما وطـّنوا الحلم فوق شجرة !!
عندما نسجوا من رموش الفتاة المسلمة مقشة ...
ونظفوا بها بلاط العنجهية الشركية و مسحوا بها
أحذية العلمانيين؟
عندما ألصقوا وجهها على علبة مزيل الشعر ...
حتى مسخت ملامحها ! ...
ولم يبق منها إلا قلب يسيل الدم فيه كما يسيل التراب
في ساعة رملية ...
يدق ... و يدق ..
لحساب اجل هذه المرأة المسروقة من نفسها !
ألم تكن هناك ؟!
أم أنك فقدت إحداثيات الوجود ... و ضعت ؟!
هل تعلم بماذا أشعر ؟..
أشعر بالرغبة في كتابة رسالة ....
إلى رجل ميت !
وددت لو سألته ...
هل هذا هو الموت ؟!
الصمت غصة في حلقي
كأني نسيت الكلام ..
بكاء كالوجوم
وجوم كالبكاء ..!
ذهول ... حنق ...ضمير لك كافر بك...يستتيبك!
شعور بالضيق ... بـ اللا جدوى
وبأن هذا الطريق لن ينتهي ..... الا في الجحيم !
كل الأشياء تعنيني ولا تعنيني ..كلها تافهة .. معظمة ...
محسومة !
وثمة طامة في ثمة مكان ...
في ثمة ترقب بليد خائف .... لثمة لا شيء !!
وحسد للفأر على جحره ... أرض تنشق وتبتلعه !
إياب يتنصل من كل ما على السطح !
وصرخة بكلمة دعني تبحث عن عدو ...و معنى!
طمأنينة غبية ... كنسيان يتذكر !
سلام أحمق بين ذنب ولا مبالاة ...
إلى حين هباء ! ... إلى حين غرة !
و حزن يستسلم لأمنيه متورطة بالظن الأسود ..
بالعالم الآخر !
وبأن إكرام الإنسان ... دفنه !!
ولولا أن الله حي ... لما طابت الحياة ...
فبه نحيا و به نموت ...
إن كان غيرنا يحيا و يموت على وعود " صنم الحرية " ...
فله الحمد في الأولى و الآخرة .