السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعيدا عن ضجيج الحياة وصخبها ،
اجمع شتات قلبك ، ولملم ما بعثرته الحياة ،
أمدد يدك ، وبثّ حاجتك له ، بح له بهمومك
و ألآمك ، حدثه بما يشغل بالك ،
اتخذ مكانا قصيا ، ودس أمانيك و أحلامك
في سجدة خفية دعاء .
إنّ الله وحده الذي لا يمل من إلحاحك ،
أن الله وحده الذي لا يسخر من حاجاتك ،
مهما تصاغرت في أعين الناس .
وحده الله الكريم الذي لا يخيب قاصده .
ما أجمل ذلك الشعور : ترفع يديك ،
يتلعثم لسانك ، لا تدري ماذا تقول
وبم تدعو ، لكنك موقن أن ربك يعلم
حاجتك .
تشعر به قريبا منك ، يقبل ثناءك
يسمع شكواك ، يكشف بلواك .
فترتاح النفس وتطمئن .
وينتشي القلب لمثل هذه اللحظات
ويكاد من فرح يطير .
بعيدا عن ضجيج الحياة وصخبها ،
أهرب بنفسك بعيدا عن ضوضاء المدينة ،
وأخلُ بها في أرض فسيحة ،
أطلق ناظريك مد البصر ،
تأمل السماء رحبة واسعة ،
إن رحمة الله هي منها أوسع .
أنظر إلى النجوم تتلألأ ،
في جمال أخاذ ، ذلك هو جمال
المصنوع ، فكيف بجمال الصانع ؟!
أنقذ نفسك من زحام الطرقات ،
وهدير المصانع والألات والسيارات
إلى شقشقة الطيور ، وحفيف
الأشجار وخرير المياه .
بعيدا عن ضجيج الحياة وصخبها ،
رفه عن نفسك ، وخذها إلى نزهة إستجمام
مع الآيات ،
إمنح قلبك المنهك من عناء الدنيا إجازة ،
وأسق روحك فالقرآن منهل لا ييبس
ومورد عذب لا يأسن .
اطرح الدنيا جانبا واصعد عنها علوا :
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ
حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ
هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ
أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ
بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ .
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ .
أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ
يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ .
قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ
يا الله لو أن القلب يتدبرها والعقل يغوص في ثناياها .
لما مست الروح ضراء ، ولا عرفت النفس لأواء .
عجبا لمن يأخذ إجازة ثم يروّح عن نفسه عناء الدنيا
بالدنيا التي يزعم أنه منها يهرب
وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل / الآيات 95/56