سويد بن مقرن رضى الله تعالى عنه
نسب سويد بن مقرن وقبيلته :
سويد بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن أد المزني،
أخو النعمان بن مقرن . وكان من رؤساء مزينة قبل الإسلام و بعده .
و قد شهد بيعة الرضوان ، وقد ذكر ابن سعد أنه شهد أحدًا .
قصة إسلام سويد بن مقرن :
قدم أبو عائذ بن مُقَرِّن مع إخوته ، و منهم النعمان بن مقرن المزني ،
على رأس أربعمائة فارس من مزينة على رسول الله، وذلك في رجب
من السنة الخامسة للهجرة ، فشهدوا مع رسول الله غزوة الخندق
وغزواته كلها بعد إسلامهم ، وبذلك نال سويد شرف الصحبة .
أهم ملامح شخصية سويد بن مقرن :
تمتع سويد بن مقرن بالشجاعة وجهاده في ربوع الجزيرة العربية ،
يناضل بروحه وماله ، يبحث عن الشهادة في سبيل الله .
واتصف بالورع والعفة ، ومن ذلك أنه عمل لعمر بن الخطاب هو وأخوه
النعمان على ما سقى من الفرات ودجلة فاستعفيا ؛
فرارًا من إغراء المال ، وحبًّا للتفرغ للجهاد [1] .
وتخلق بالحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات ، وظهر هذا في المعاهدة
التي عقدها مع ملك جرجان الفارسي ، وقد عقدها سويد على مسئوليته ،
ولكن عمر بن الخطاب أقره عليها .
فكان فتح جرجان في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد فتح نهاوند
لما قتل النعمان بن مقرن ولي خلافته أخوه سويد بن مقرن ،
فجاء إلى الري وفتحها ثم عسكر إلى قومس وفتحها ، ثم فتح جرجان [2].
ولما ورد البشير بفتح الري وأخماسها كتب عمر إلى نعيم بن مقرن
أن يبعث أخاه سويد بن مقرن إلى قومس ، فسار إليها سويد فلم يقم له
شيء حتى أخذها سلمًا وعسكر بها ، وكتب لأهلها كتاب أمان وصلح [3].
بعض مواقف سويد بن مقرن مع الصحابة :
اشترك في حروب العراق وأبلى أحسن البلاء وأجمله ،
وكان خالد بن الوليد يعتمد عليه في حروبه ،
وكان يجعله نائبًا على البلاد التي يتم فتحها مثل الحفير [4].
وبعث خالد بن الوليد سويد بن مُقَرِّن المزني إلى نستر، فنزل العقر،
وهي تسمى عقر سويد إلى اليوم [5].
وشاهد استشهاد أخيه النعمان بن مقرن ، فقد خرجت الأعاجم وقد شدوا
أنفسهم بالسلاسل لئلاّ يفروا ، وحمل عليهم المسلمون فقاتلوهم ،
فرمي النعمان بنشابة فقتل (رحمه الله) ، فلفه أخوه سويد بن مقرن في
ثوبه ، وكتم قتله حتى فتح الله عليهم ، ثم دفع الراية إلى حذيفة بن اليمان
، وقتل الله ذا الحاجب ، وافتتحت نهاوند فلم يكن للأعاجم بعد ذلك جماع .
بعض الأحاديث التي رواها سويد بن مقرن عن الرسول:
عن سويد بن مقرن قال : أتيت رسول الله بنبيذ جر فسألته عنه ،
فنهاني عنه ، فأخذت الجرة فكسرتها [6].
وعن سويد بن مقرن
( من قتل دون مظلمته فهو شهيد ).
وعن هلال بن يساف قال: كنا نبيع البر في دار سويد بن مقرن ،
فخرجت جارية وقالت لرجل منا كلمة ، فلطمها ، فغضب سويد وقال:
لطمت وجهها ! لقد رأيتني سابع سبعة من إخواني مع رسول الله ما لنا
خادم إلا واحدة ، فلطمها أحدنا ، فأمرنا رسول الله فأعتقناها [7].
وفاة سويد بن مقرن :
سكن بالبصرة أولاً ثم سكن الكوفة ، وهو يعدُّ من الكوفيين ،
وقد مات بالكوفة .
وذكر العسكري أنه استشهد بالقادسية ،
وفيه نظر؛ لأن بشير بن يسار سمع منه وهو لم يلحق ذلك الزمان [8].
المصادر :
[1] تاريخ الطبري 2/468.
[2] أبو القاسم الجرجاني: تاريخ جرجان 1/44.
[3] ابن كثير: البداية والنهاية 7/122.
[4] تاريخ الطبري 2/312.
[5] المصدر السابق 2/320.
[6] الهيثمي : مجمع الزوائد 5/85.
[7] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/205.
[8] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/229.