|
عضويتي
» 5295 |
جيت فيذا
» 4 - 4 - 2013 |
آخر حضور
» 13 - 3 - 2020 (06:41 PM) |
فترةالاقامة »
4280يوم
| مواضيعي » 6844 | الردود » 33804 |
عدد المشاركات » 40,648 |
نقاط التقييم » 1241 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 2 | الاعجابات المرسلة » 61 |
المستوى » $98 [] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » |
جنسي » |
العمر »
سنة
|
الحالة الاجتماعية »
مرتبطه
|
مشروبى المفضل » |
الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » |
ناديك المفضل » |
سيارتي المفضله » | |
رد: رواية الاربعة الكبار اجاثا كرستي
الفصل الرابع
أخرج المفتش مفتاحا من جيبه و فتح باب ((غرانيت بنغالو )) , و مسحنا أقدامنا تماما قبل الدخول
أقبلت امرأة من بيت الجيران و كلمت المفتش , هز رأسه ثم قال لنا :
- عاين المكان يا سيد بوارو و ابحث فيه كما تشاء , سأعود خلال عشر دقائق , هذا هو حذاء غرانت , لقد حملته حتى تقارنه بدمغة الأقدام
و دخلنا غرفة المعيشة و كنت أسمع وقع أقدام المفتش وهو يبتعد خارجا , و اتجه إنغليز نحو بعض التحف الصينية يتفحصها , وقد أثارت اهتمامه , وبدا كأنه نسي بوارو
و راقبت – بصمت – ما يفعله بوارو .. كانت الأرض مغطاة بمشمع أخضر قاتم تبين منه آثار الأقدام جليا , وفي البيت باب يؤدي إلى مطبخ صغير , و باب آخر إلى مغسلة الأطباق و باب أيضا إلى غرفة النوم التي تخص روبرت غرانت
فحص بوارو البلاط ثم قال كأنما يخاطب نفسه :
- هنا كانت الجثة ممدودة , بقع الدم تحدد المكان , آثار الحذاء القماشي و آثار أقدام أخرى .. هذا شيء عجيب ! آثار أقدام تجيء وتروح من المطبخ أيا كان القاتل فقد جاء حتما من هذه الطريق .. هيستنغز , أعطني الحذاء ..
قارنه بعناية بآثار الأرض الواضحة :
- نعم , هما طبق على بعضهما , روبرت غرانت دخل من هنا , قتل العجوز وعاد إلى المطبخ و مشى فوق الدم , هل ترى آثارا من المطبخ ؟ لا شيء في المطبخ هاما , هل ذهب إلى غرفته ؟ لا , عاد مرة أخرى إلى مسرح الجريمة , هل كان ذلك من أجل التماثيل أم أنه نسي شيئا قد يدينه ؟
قلت : ربما قتل العجوز في المرة الثانية التي دخل فيها
- كلا انك لم تلاحظ ذاك الأثر الملطخ بالدم و فوقه أثر آخر , إنني أعجب , لماذا عاد ؟هل من أجل التماثيل ؟كأن فكرة خطرت له من بعد ! كل شيء يبدو غريبا ..
- حسنا انه يفضح نفسه بيأس كبير
- ليس كذلك , بل هو يجعل خلاياي الرمادية في حيرة ..
- ماذا عن المرأة العجوز ؟كانت في البيت وحدها بعد أن خرج غرانت للحليب , لعلها قتلته , ثم خرجت أو أن قدميها لم تتركا أثرا إذا لم تكن في الخارج
- لقد بحثت هذه النظرية و رفضتها , بتسي آندروز امرأة محلية , إنها بنت القرية , لا يعقل أن تكون على صلة بالأربعة الكبار , ثم إن والي كان رجلا قويا , ناهيك أن هذا العمل من فعل رجل لا امرأة
- أظن أن الأربعة الكبار لم يتبعوا حتى الآن وسيلة تختفي في السقف ثم تنزل بصورة آلية لتقطع حنجرة الرجل العجوز ثم تصعد إلى أعلى مرة أخرى و لا تترك أثرا !
- مثل سلم جاكوب الحبلي ؟ أعلم يا هيستنغز أن لك خيالا واسعا , و لكنني أتوسل إليك كي تبقيه ضمن الحدود المعقولة
أغلقت فمي خجلا و استمر بوارو في التجوال في المكان : يقتحم الغرف , يعبث بالخزائن , يقلب الأشياء و قسمات وجهه تنطق بالحيرة و عدم الرضى .. و فجأة أصدر صرخة مثيرة كصرخة كلب بولندي فانطلقت إليه مذهولا فألفيته في غرفة حفظ الأطعمة في مشهد درامي و يده تمسك فخذا من لحم الضأن و يلوح بها ! صرخت بعطف :
- عزيزي بوارو ماذا دهاك ؟ مس أم جنون ؟
- أرجوك انظر إلى قطعة الضأن هذه , انظر إليها عن قرب
نظرت إليها بإمعان و جعلت أقترب منها لكني لم أر فيها شيئا ..
- قطعة من اللحم كغيرها كل ما فيها مثل سواها ..
قلت له ذلك و أنا تأكلني الشكوك و الحيرة من هذا الموقف
- و لكن ألا ترى ؟..
و كانت يده تعبث بالثلج المتراكم عليها , لقد اتهمني بوارو بسعة الخيال , لكن خيالي عاجز عن تفسير سبب اهتياجه , هل كان الثلج أطباقا بلورية من السم القاتل ؟ هل هذا هو الوجه الذي عرفته بعد جهد , لكني لم أجرؤ على البوح بما في صدري فقلت بلطف :
- هذا لحم مجمد مستورد من نيوزلندا
و انجر بوارو بضحكة غريبة تنز سخرية و تهكما :
- كم هو رائع صديقي هيستنغز واسع الإطلاع يكاد يعرف كل شيء
قالها ووضع لحم الضأن في طبقه مرة أخرى و خرج أطل من الشباك ثم قال :
- ها هو المفتش , لقد رأيت كل ما أريده
ضرب بقبضة يده على الطاولة وهو شارد الذهن ثم سألني :
- ما اليوم يا صديقي؟
- الإثنين
- الإثنين , نعم , هذا اليوم ارتكبت جريمة مروعة ! – حدق إلى ميزان الحرارة - .. الجو معتدل , هذا يوم إنكليزي صيفي !
مازال انغليز يتفحص قطع الفخار الصيني المختلفة كأن الأمر لا يعنيه , خاطبه بوارو :
- كأنك غير مهتم بهذا التحقيق يا سيدي ..
تبسم انغليز :
- انه ليس من شأني , أنا خبير أمور أخرى , حسبي أن أقف بعيدا في الخلف , لقد تعلمت في الشرق أن أصبر
دخل المفتش مسرعا وهو يعتذر و أقسم علينا أن نخرج إلى المناطق المجاورة , فنزلنا إلى شارع القرية معا , قال بوارو :
- إنني أقدر فيك لطف المعاملة و دماثة الخلق و لكن لي مطلبا عندك !
- ربما تريد رؤية الجثة يا سيدي ؟
- كلا ليس هذا , بل أرغب في مقابلة روبرت غرانت !
- إذن فلتعد معي إلى مورتون لتراه يا سيدي
- أفعل , لكني أريد لقاءه وحده
- لا أستطيع أن أعد بذلك يا سيدي
- تأكد أنك إذا اتصلت بسكوتلانديارد فسوف تجد الجواب الحسن
- قطعا , لقد عرفناك يا سيدي و عرفنا خدماتك الجليلة , لكن هذا مخالف للقانون
- لكنه ضروري , ضروري جدا , أتدري لماذا ؟ لأن غرانت ليس هو القاتل
تجهم المفتش و قد أذهله الحديث :
- ماذا فمن إذن ؟
- أظن القاتل رجلا شابا جاء إلى غرانيت بنغالو يجر عربته , ثم تركها في الساحة ودخل و فعل فعلته , ثم خرج إلى عربته و قفل عائدا , كان حاسرا الرأس و ثيابه ملطخة بالدماء قليلا ..
- لكن كل القرية سوف تراه ؟
- لن يحصل ذلك في ساعة ما
- ربما في الظلام لكن الجريمة تمت في وضح النهار !
اكتفى بوارو بابتسامة خفيفة ..
- و الحصان و العربة يا سيدي , لا أدري ما هذا الذي تقول ؟ لم تمر على الطريق عربات ذات عجلات , ولا أثر لها رأيناه !
- ربما لم تستطع عيون الناس رؤيتها لكن عين العقل تستطيع , نعم
لم يبد المفتش قناعة بهذا القول و مسح جبهته بيده و نظر إلي وهو يبتسم ابتسامة عريضة , كنت محتارا مثله , و لكني كنت على ثقة تامة بقدرة بوارو فلم استطع الحديث , و ما زال النقاش في المسألة حتى وصلنا إلى مورتون
و ذهبنا إلى غرانت , كان الأمر يلزمه شرطي معنا , و تكلم بوارو في الأمر صراحة :
- غرانت , أعرف أنك بريء من هذه الجريمة فاسرد علي الحكاية كلها
كان السجين رجلا متوسط الطول , ملامحه تدعو إلى النفور و لا تبعث الطمأنينة , بدا كأنه رجل يألف السجون , انتحب و قال :
- أقسم برب الملائكة أني لم أفعل ذلك أبدا , شخص ما وضع هذه التماثيل في حقيبتي , لقد كانت مكيدة , و الذي حدث أنني ذهبت مباشرة إلى غرفتي عندما دخلت إلى البيت ما كنت أعلم شيئا حتى صرخت بيتسي .. ساعدني يا رب فإني لم أفعلها
نهض بوارو كأنه يريد المغادرة , قال :
- إن لم تستطع أن تقول الحقيقة كاملة فإن هذه هي النهاية
- و لكن ..
- لقد ذهبت إلى الغرفة حقا , لكنك كنت تعلم أن سيدك كان ميتا , و كنت تستعد للفرار حين عرفت بيتسي الطيبة هذه الفعلة المفزعة
حدق الرجل إلى وجه بوارو بذهول تام , قال بوارو :
- ماذا أصابك ؟ سأقول لك كلمة أخيرة : صدق أن هذه هي فرصتك الأخيرة إن كنت صريحا
- سأعترف بالحقيقة , لقد كان الأمر كما قلت تماما : دخلت و ذهبت مباشرة إلى السيد فوجدته ميتا على الأرض و الدماء حوله , ثم خطر ببالي أنهم سيكشفون صحيفتي السابقة , و يقولون حتما بأنها من فعلتي قبل أن يعرفوا الجاني !
- و ماذا عن التماثيل ؟
تردد الرجل :
- أنت ترى ..
- لقد أخذتها بدافع الغريزة ,أليس كذلك ؟ سمعت سيدك يقول بأنها قيمة و أردت أن تأخذ أكثر من حقك , إني أفهم ذلك .. الآن أجبني عن هذا السؤال : هل سرقتها في المرة الثانية التي دخلت فيها الغرفة ؟
- لم أذهب مرة ثانية , مرة واحدة فقط ..
- هل أنت متأكد ؟
- نعم .. متأكد بلا ريب يا سيدي !
- حسنا متى خرجت من السجن ؟
- قبل شهرين ..
- كيف تدبرت هذا العمل ؟
- من إحدى جمعيات مساعدة السجناء , قابلني أحد رجالها حين خرجت
- ماذا كان شكله ؟
- ليس قسيسا لكنه بدا كذلك : قلنسوة سوداء ناعمة , طريقته في المشي مبالغة , له سن مكسور , يلبس نظارة , كان يسمي نفسه سوندرز , قال لي : ((آمل أن تكون نادما وقد وجدت لك عملا مناسبا !)) و ذهبت إلى العجوز بتوصية منه
- شكرا , الآن فهمت كل شيء , و عليك أن تصبر قليلا .. – و خطا خطوات ثم التفت – إن سوندرز أعطاك حذاء , أليس كذلك ؟
ارتعد غرانت من المفاجأة :
- يا إلهي ! هذا صدق ! لقد أعطاني حذاء و لكن كيف عرفت ؟
- تلك هي مهنتي .. كشف الخفايا
و بعد حديث قصير مع المفتش قمنا ثلاثتنا إلى مطعم ((وايت هارت )) و كانت جلسة عامرة بالنقاش حول البيض و اللحم و عصير تفاح ديفونشير , و سأل انغليز بوارو بلطف :
- ألا من توضيح في النهاية ؟
- بلى القضية واضحة تماما لكن يصعب إثباتها , قتل والي بأمر من الأربعة الكبار لا بيد غرانت , في القضية رجل ذكي استطاع أن يدبر عملا لغرانت لكي يجعله كبش فداء و يصبح الأمر سهلا بسبب سجل غرانت الإجرامي
أعطاه زوجا من الأحذية و عنده حذاء مطابق تماما , و الذي حدث أن غرانت خرج من البيت كعادته , و خرجت بتسي تثرثر في الرقية , و ربما كانت تفعل ذلك دائما جاء صاحبنا و في رجله الحذاء المطابق و دخل المطبخ و عبره إلى غرفة المعيشة و أسقط الرجل العجوز بضربة قاسية ثم عمد إلى حنجرته فقطعها , ثم عاد إلى المطبخ و خلع الحذاء و لبس حذاء آخر و صعد إلى عربته آمنا و مضى ..
نظر انغليز إلى بوارو نظرة تساؤل ..
- لا يزال عندنا أسئلة تطالب بالأجوبة .. لماذا لم يره أحد ؟
- نعم , هنا يكمن ذكاء رقم ((4)) , كل الناس قد رأوه , تأكد , لكنهم أقسموا أنهم لم يروا أحدا, و هنا يجب أن نكشف شيئا : أنه كان يقود عربة الجزار ..
صاح انغليز و قد استحسن هذا الرأي :
- هذا الشرير اللعين !
- نعم , ذاك رقم ((4)) كم هو ذكي
و همست :
- ذكي مثل هيركيول بوارو ؟
رمقني بنظرة قاسية :
- تبدو منك كلمات ساخرة , ينبغي أن تنتهي يا هيستنغز , ألم أنقذ رجلا ؟ إن هذا يكفي ليوم واحد
.................................................. .
| | |