|
عضويتي
» 5295 |
جيت فيذا
» 4 - 4 - 2013 |
آخر حضور
» 13 - 3 - 2020 (06:41 PM) |
فترةالاقامة »
4280يوم
| مواضيعي » 6844 | الردود » 33804 |
عدد المشاركات » 40,648 |
نقاط التقييم » 1241 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 2 | الاعجابات المرسلة » 61 |
المستوى » $98 [] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » |
جنسي » |
العمر »
سنة
|
الحالة الاجتماعية »
مرتبطه
|
مشروبى المفضل » |
الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » |
ناديك المفضل » |
سيارتي المفضله » | |
رد: رواية الاربعة الكبار اجاثا كرستي
الفصل العاشر
كان مفتش سكوتلاند يارد يقف على الرصيف , و حيانا بشدة عندما قدمنا إليه , و بدت على محياه بسمة عريضة ثم قال:
- حسنا يا سيد بوارو , لقد أيقنت أنك ستقحم نفسك في هذا اللغز المحير , انه لغز من الطراز الأول , أليس كذلك ؟
ثم انطلقت بنا سيارة جاب تنهب الأرض نحو كروفت لاندز
كان البيت أبيض جميلا تحيط به الأشجار و النباتات المتعرشة و فيها الياسمين الأصفر اللامع وكنت أشعر بظلال من الكآبة تخيم على المنزل , و كان صمت الأشجار موحشا , و الورود تتمايل بحزن كأنما ترثي صاحب المنزل
وكان الياسمين الأصفر يشد العيون ؛ لأن اسمه كان عنوان اللغز .. يبدو أن الرجل كان ذاهلا حين كتب هذا , إنها كلمات لا معنى لها و لا تفيد شيئا
ابتسم بوارو و قال :
- ما الذي تراه يا سيد جاب ؟ حادث أم جريمة ؟
بدا المفتش مرتبكا محرجا أمام سؤال بوارو :
- إذا نفينا أثر تلك التوابل الهندية و لم يثبت أنها هي السبب في الوفاة فإني أميل إلى الرأي القائل بأنه حادث ؛ لأني أستبعد أسلوب القتل بوضع رأس رجل حي في النار : ألا ترى أنه كان سيملأ البيت صارخا ..
قال بوارو يحدث نفسه :
- آه لقد كنت أحمق , أحمق ثلاث مرات , انك أذكى مني يا جاب !
فوجئ جاب بهذا المديح .. كان بوارو دائما يمدح نفسه و يسخر من غيره , و احمر وجه جاب و كانت شفتاه تتلعثم بكلمات غير مفهومة تشير إلى الريبة و الشكوك في نفسه في صدق بوارو عند مدحه
دخلنا المنزل متجهين عبر ردهاته إلى الغرفة التي حدثت فيها المأساة : مكتب السيد باينتر , كانت غرفة واسعة , جدرانها تنوء بحمل الرفوف الملأى بالكتب العتيقة
نظر بوارو عبر الشباك إلى حديقة خلفية فيها حصباء , ثم سأل :
- هل كان مزلاج الشباك مفتوحا ؟
- يبدو أن القضية كلها هنا ؛ لأن الطبيب حين خرج أغلق الباب خلفه , و في صباح اليوم التالي وجد مقفلا من الداخل , من الذي أقفله ؟ هل هو السيد باينتر نفسه ؟ آه لنغ أكد أن الشباك كان مغلقا بالمزلاج , و الدكتور كوينتين قال بأنه كان يشك أن الشباك كان مغلقا لكن ليس بالمزلاج , لكنه لم يتأكد , ولو تأكد لأدى ذلك إلى خلل خطير !
فإذا كانت جريمة قتل فلا بد أن يدخل القاتل من الباب أو الشباك , و إذا كان الشباك فمن الأرجح أن الفاعل شخص من الخارج , و ربما فتحوا النافذة على مصراعيها حين كسروا الباب , و الخادمة التي فعلت هذا تقول بأن النافذة لم تكن مقفلة بالمزلاج , لكنها شاهدة سيئة جدا : لا تتذكر إلا ما يطلب منها أن تتذكره
- و ماذا عن المفتاح ؟
- وجد على الأرض بين حطام الباب , و قد يكون سقط من القفل عند الاقتحام ,و ربما أسقطه شخص ما حين دخل , أو يكون دخل من تحت الباب من الخارج
- يبدو أن كل شيء عندك ((قد يكون ))
كان بوارو يبحث عن نقطة وسط الركام , و كان وجهه عابسا مقطبا لأنه لم يجد ما يريد , ثم قال :
- إنني أدور في ظلام دامس , كلما لمحت ومضة سرعان ما تنطفئ !
جاب- بتجهم - : جيرالد الصغير لديه باعث قوي , أستطيع أن أقول بأنه كان متوحشا متهورا , الفنانون – كما تعرف – لا خلق لهم !
لم يبد بوارو اكتراثا بهجوم جاب القاسي على الفنانين , لكنه ابتسم ابتسامة ذات مغزى كأنه عرف ما في نفس المفتش و قال له :
- يا جاب الطيب , هل تظن أنك تستطيع أن تدر الرماد في عيني ؟ إنني على يقين أن أفكارك تتجه بالشك نحو الرجل الصيني لكنك داهية , تريد أن أساعدك و أنت تخادعني !
انفجر جاب ضاحكا :
- هكذا أنت دائما يا سيد بوارو , نعم أعترف أني أراهن على الشاب الصيني فهو الذي عبث بالكاري , و إذا كان قد حاول التخلص منه مرة فقد يحاول مرة أخرى
- لكن السؤال هو : هل حاول ذلك حقا ؟
- الذي يؤرقني هو الباعث , لعله انتقام همجي لا باعث له !
- سؤال آخر : هل هناك أثر للسرقة ؟ هل اختفت أشياء ثمينة ؟ جواهر , أموال , أوراق ؟
- كلا , أعني .. ليس تماما !
أصغيت بانتباه شديد , وكذلك بوارو . و أكمل جاب موضحا :
- أقصد لم تحصل سرقة , لكن العجوز كان يكتب كتابا ما , لقد عرفنا عنه هذا الصباح حين وصلت رسالة من الناشرين يسألون عن المخطوطة , حاولت البحث عنها بمساعدة باينتر الصغير فلم نجد شيئا , ربما يكون قد خبأها في مكان ما ..
لمعت عينا بوارو بالضوء الأخضر الذي كنت أعرفه جيدا و سأل :
- ماذا كان يسمى ؟ أعني .. هذا الكتاب ؟
- كما أذكر أن اسمه : (( اليد الخفية في الصين ))
صفر بوارو و قد أخذته النشوة , ثم قال بسرعة :
- دعني أر الرجل الصيني آه لينغ
أرسل جاب في طلب الصيني , فجاء يجر قدميه متثاقلا و ضفيرته تتأرجح على ظهره , كان وجهه جامدا لا تلمح في أثر للعاطفة , خاطبه بوارو :
- آه لينغ . هل أنت آسف لموت سيدك ؟
أجاب بلغة إنكليزية ركيكة :
- طبعا إني آسف جدا , انه رجل طيب !
- هل تعرف من قتله ؟
- لا , ولو كنت أعرف لأخبرت الشرطة
استمرت الأسئلة والأجوبة و الوجه الجامد نفسه لم يتغير , و تحدث آه لينغ عن الكاري الذي طبخه بنفسه , و أوضح أن الطاهي لم يكن له يد بذلك و لم تلمسه أي يد إلا يده هو , و كنت أتساءل : هل كان يعرف أين سيقوده اعترافه ؟ , و قد أبدى دهشته هو أيضا من فتح النافذة , و أخيرا صرفه بوارو قائلا :
- هذا يكفي يا آه لينغ
و لكنه ناداه حين وصل إلى الباب :
- وهل تعرف شيئا عن الياسمين الأصفر ؟
- لا ,و ماذا يجب أن أعرف ؟
- و لا عن الإشارة التي كتبت تحتها ؟
سأله بوارو وهو يميل برأسه نحو الطاولة و قد لمحت عيناه شيئا مكتوبا وسط الغبار المتراكم عليها , فقد كتب بوضوح رقم ((4)) !
أصاب الرجل الصيني رعب لمحه في وجهه كأنه أصيب برعشة كهربائية , ثم عاد جامد الوجه مرة أخرى و تراجع وهو يكرر إنكاره الشديد
ذهب جاب يبحث عن باينتر الصغير و تركنا وحدنا , صرخ بوارو :
- الأربعة الكبار مرة أخرى يا هيستنغز , باينتر كان جوالا كثير السفر , و بلا ريب كانت لديه المعلومات الخطيرة التي تخص الزعيم و العقل المدبر لمجموعة الأربعة الكبار لي شانغ ين !
- و لكن كيف ؟ ومن ؟
- صه , هاهم قادمون ..
كان جيرالد باينتر شابا لطيفا ضعيف الجسم , تزين وجهه لحية بنية لطيفة , و كان يلبس ربطة عنق غريبة , أجاب عن أسئلة بوارو باستعداد تام .. أوضح قائلا :
- أكلت العشاء في الخارج مع بعض جيراننا من بيت ويشرليز
- متى عدت إلى البيت ؟
- حوالي الساعة الحادية عشر , معي مفتاح المزلاج , جميع الخدم كانوا قد ذهبوا للنوم , و ظننت أن عمي نام أيضا . أذكر أنني لمحت ذاك المتسول الصيني صاحب القدم الطرية آه لينغ وهو يتحرك بخفة حول زاوية القاعة , لكنني أظن أنني كنت مخطئا
- هل تذكر آخر مرة رأيت فيها عمك , أقصد قبل أن تأتي لتعيش عنده ؟
- آه ! لم أره منذ كنت طفلا في العاشرة عندما تشاجر مع أبي !
- لكنه استطاع أن يجدك مرة أخرى ببعض الصعوبة , أليس كذلك ؟
- بلى , و قد رأيت أن إعلان المحامي في الجريدة عن طريق الحظ !
لم يسأله بوارو أسئلة أخرى , ثم انطلقنا نحو الطبيب كوينتين فكانت روايته هي نفسها دون إضافة تذكر , فقال :
- يا ليتني أستطيع أن أذكر شيئا عن النافذة , و من الخطورة التفكير في الماضي , فقد يقنع المرء نفسه بوجود أشياء لم تكن موجودة قط .. هذه ناحية نفسية , أليس كذلك يا سيد ؟ لقد قرأت عن أساليبك و أنا معجب بك كثيرا .
أستطيع أن أؤكد أن الرجل الصيني هو الذي وضع الأفيون في الطعام , و لكنه لن يعترف و لن نعرف نحن أبدا لماذا , لكن وضع رجل في النار لا يليق بشخصية رجلنا الصيني .. هذا ما يبدو لي !
كان جاب يجري مراقبة حثيثة لكلا الشخصين منذ رؤية الجثة , وحاولت أن أقدم رأيي في بعض جوانب القضية , فقلت :
- أظن أن جيرالد باينتر لا صلة له بالجريمة
سخر بوارو و قال
- أنت دائما تعرف أكثر مما أعرف , وهذه هي المصيبة
ضحكت قائلا :
- أيها الثعلب العجوز, لن تتغير أبدا !
- حتى أكون أمينا يا صديقي فان القضية أصبحت واضحة تماما ما عدا كلمتين : (( الياسمين الأصفر )) , و إني أظن أن هذين الشخصين لا يملكان قدرة على ارتكاب الجريمة معا , عليك أن تقرر : من الذي يكذب ؟..
كنا نمشي في الطريق , و فجأة اندفع بوارو من جانبي إلى مكتبة مجاورة ثم خرج منها بعد بضع دقائق وهو يحمل طردا , و ما لبث أن انضم إلينا جاب و مضينا نبحث عن مأوى في أحد الفنادق
و عندما استيقظت في صباح اليوم التالي كان الوقت متأخرا , و نزلت إلى غرفة الجلوس , فوجدت بوارو يذرع الغرفة ذهابا و إيابا بوجه عابس قلق , و حين رآني صاح وهو يلوح بيده :
- لا تتكلم معي , اصمت , حتى أتأكد أن كل شيء يسير على ما يرام , و أن الرجل قد اعتقل . إن من يكتب رسالة احتضار , يجب أن يكتب شيئا مهما جدا : الياسمين الأصفر , هل تعني شيئا ؟ يجب أن يكون كذلك
ثم أخرج كتابا صغيرا و قال : هذا الكتاب أخبرني .. اسمع :
- الياسمين الأصفر : جلسيميني راديكس : مركب جلسيميني قلوي , سم فعال مثل الكونين , الجلسميوم عقار مسكن فعال للجهاز العصبي المركزي , فإذا أخذت منه جرعات كبيرة تسبب الدوار و تضعف القوة العضلية , الموت يكون بسبب شلل مركز التنفس
هل تذكر يا هيستنغز منذ البداية حين أبدى جاب ملاحظته في دفع رجل حي في النار ؟ علمت بعدها أن الرجل الذي دفع إلى النار كان ميتا !
- لماذا ؟ لماذا ؟
- يا صديقي إذا أردت أن تقتل رجل بالرصاص و طعنته بعد الموت و ضربته على رأسه لكان واضحا أن ذلك تم بعد الوفاة , لكن حين يحترق الرأس حتى يصبح رمادا فلا أحد يستطيع تبين سبب الوفاة الصحيح . و الرجل الذي نجا من سم أثناء العشاء لا يجوز أن يتم تسميمه بعد ذلك فورا , من الذي يكذب ؟ هذا هو السؤال .. قررت أن أصدق آه لينغ
- ماذا ؟ هل جننت ؟
- هل أنت ذاهل يا هيستنغز ؟ آه لينغ يعرف وجود الأربعة الكبار , كان هذا واضحا , لكنه لم يكن يعرف درجة ارتباط تلك الجريمة بهم حتى هذه اللحظة , لو كان القاتل هو لاستطاع أن يظل جامدا بوجهه بصورة تامة , و لذلك قررت أن أصدقه و ركزت شكوكي على جيرالد باينتر . لقد بدا لي أن رقم ((4)) قد وجد أن التمثل بشخصية ابن الأخ المفقود منذ سنين سهل جدا !
- ماذا ؟ رقم ((4)) ؟
- لا يا هيستنغز , حين قرأت مسألة الياسمين الأصفر و ثبت الحقيقة أمام عيني في الحال
- كما تفعل دائما .. إنها لا تثب أمام عيني أنا لأنك لا تعمل خلاياك الرمادية , من الذي كانت له فرصة اعبث بالكاري الهندي ؟
- آه لينغ ولا أحد غيره
- لا أحد ؟ و ماذا عن الطبيب ؟
- لقد كان هذا فيما بعد
- فيما بعد , نعم , فعندما ثارت الشكوك في وجبة الكاري الهندي لم يأكل الرجل العجوز منها , و حفظها ليعطيها طبيبه المعالج , و تم استدعاؤه في الحال . الدكتور كوينتين يصل و يتولى أمر الكاري , ثم يعطي مريضه حقنة من الستركنين , و في الحقيقة هي من الياسمين الأصفر , و حين يبدأ فعل الدواء بالسريان يغادر بعد فتح مزلاج النافذة , ثم يعود عن طريق الشباك و يجد المخطوطة و يدفع السيد باينتر في النار
انه لم يلتفت إلى الصحيفة التي سقطت على الأرض من بين يدي الضحية . لقد عرف باينتر أي دواء أعطي له , و جاهد لكي يتهم الأربعة الكبار بقتله . من السهل على الدكتور كوينتين أن يخلط الأفيون بالكاري و يقدمه للفحص , و في أثناء روايته يذكر مسألة الستركنين عرضا حتى إذا ما تم كشف موضع الإبرة تحت الجلد يكون السبب معروفا سابقا , و في الحال ينقسم الاشتباه بين كونه حادثا و كونه ذنب الرجل الصيني آه لينغ بسبب الكاري الهندي
- لكن هل يكون الدكتور كوينتين هو رقم ((4)) ؟
- أجل يجوز بلا شك يوجد طبيب حقيقي اسمه كوينتين و ربما يكون في مكان ما في الخارج , لقد تنكر رقم ((4)) في شخصيته ببساطة , و التنسيق الذي تم مع الدكتور بولثيو من أجل العمل طيلة فترة الجازة تم تنفيذه كله عن طريق المراسلة ..
في تلك اللحظة دخل جاب ووجهه محمر جدا .. صرخ بوارو :
- هل أمسكت الرجل ؟
- لا , لقد عاد بولثيو من إجازته هذا الصباح و تبين أنه قد استدعي ببرقية لا أحد يدري من ذا أرسلها .. الرجل الآخر غادر الليلة الماضية لكننا سنمسك به
هز بوارو رأسه باستخفاف و حزن وهو يقول :
- لا أظن ذلك ! ..
ثم رسم بيده رقم ((4)) على الطاولة بخط كبير بطريقة لا شعورية ..
| | |