|
عضويتي
» 5295 |
جيت فيذا
» 4 - 4 - 2013 |
آخر حضور
» 13 - 3 - 2020 (06:41 PM) |
فترةالاقامة »
4280يوم
| مواضيعي » 6844 | الردود » 33804 |
عدد المشاركات » 40,648 |
نقاط التقييم » 1241 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 2 | الاعجابات المرسلة » 61 |
المستوى » $98 [] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » |
جنسي » |
العمر »
سنة
|
الحالة الاجتماعية »
مرتبطه
|
مشروبى المفضل » |
الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » |
ناديك المفضل » |
سيارتي المفضله » | |
رد: رواية الاربعة الكبار اجاثا كرستي
تابع الفصل الثاني عشر
و كيف أذهب و لم أترك لبوارو كلمة واحدة حتى يبحث عني ؟
و ترددت أن أكتب أية كلمة , شعرت أن للأربعة الكبار قوة خارقة يستطيعون أن يعرفوا كل صغيرة و كبيرة , و سهل على الرجل الصيني أن يصعد و يتأكد بنفسه , لقد التزمت أوامرهم , ربما تكون الخادمة الحقيرة جنديا لهم ! و مع ذلك قررت أن أترك البرقية لعل بوارو إذا اطلع عليها يدرك تفصيل ما جرى
لبست قبعتي و انطلقت مهرولا خارج الباب حيث كان الرجل الصيني ينتظر .. رجل طويل ذو وجه صارم , ثوبه بال لكنه حسن , انحنى لي و ألقى التحية , كان يتقن الإنكليزية :
- أنت الكابتن هيستنغز ؟
- نعم
- أعطني الرسالة أرجوك
لقد تنبأت بطلبه فسلمته القصاصة من دون تردد . .
- اليوم وردتك برقية , ووصلتك الآن من أمريكا الجنوبية , أليس كذلك ؟
هنا أدركت عظمة قدرتهم على التجسس و المتابعة , و لا ينفع الإنكار , قد علموا كل شيء !
- بلى وردتني برقية حقا . .
- هلا ذهبت و أحضرتها الآن ؟
شعرت بالحنق و الضيق يطوق عنقي , ركضت على الدرج مرة أخرى , خطر ببالي أن أفضي للسيدة بيرسون التي تقف أعلى الدرج , لكن الخادمة الصغيرة كانت تقف قربها
عبرت المجلس بعدما ترددت في إخبارها , و عدلت عن الفكرة , أخذت البرقية , ثم جاءتني فكرة . . أترك علامة يفهمها بوارو , أخذت أربعة كتب من الخزانة و نثرتها على الأرض , سوف يعرف أن ذلك شيء غير عادي , عندما يتذكر محاضرته المقتضبة قبل خروجه عن ضرورة الترتيب . ثم عمدت إلى مجراف الفحم فملأته و نثرت أربع فحمات في الموقد و دعوت الله أن يوفق بوارو لمعرفة هذا الرمز !
و تدحرجت على الدرج مسرعا , و أخذ الرجل الصيني البرقية , قرأها ثم أودعها في جيبه و أشار بحركة من رأسه أن أتبعه ..
قادني في طريق طويلة مملة , ركبنا القطار مرة و الحافلة مرة أخرى ثم في سيارة أجرة , و كانت الطريق إلى الشرق دائما , حتى اقتربنا من أحواض السفن فعلمت أني ذاهب إلى قلب الحي الصيني
بدأ الرعب يسري في , و شعرت بالخوف أكثر عندما توقف مرشدي بعد لف و دوران في الممرات و زقاق عند بيت خرب متهاو
طرق الباب أربعا , ففتح الباب في الحال رجل صيني آخر , أذن لنا بالدخول . هنا شعرت أن إغلاق الباب خلفي كان نعيا لآخر آمالي في هذه الحياة . . . هاأنا ذا في الأسر
قادني رجل صيني آخر عبر درجات متهاوية نحو الأسفل , إلى قبو مليء ببراميل خشبية فارغة تفوح منها رائحة التوابل الشرقية
أحسست بجو الشرق الغريب يحيط بي , أزاح الرجل بضعة براميل فظهرت فتحة أرضية لنفق مظلم , أمرني بالدخول , كان ممرا ضيقا مظلما موحشا يؤدي إلى قبو آخر !
تقدمني الرجل و ضرب على الجدار أربعا ففتح شق من الحائط , و دخلنا في ممر قصير يؤدي إلى قاعة مدهشة كأنها قطعة من قصر من قصور ألف ليلة و ليلة !
غرفة منخفضة جدرانها مكسوة بالحرير الشرقي , و الأرض مفروشة بالسجاد الثمين , مضاءة بصورة باهرة يعبق الجو فيها بالعطور الشرقية , و كان فيها بضع أرائك رائعة من صنع الصين !
جاء الصوت من خلف الستارة :
هل حضر ضيفنا الكريم ؟
أجاب الدليل :
- يا صاحب السعادة انه هنا
- دعه يدخل
فتحت الستارة فظهرت أريكة ضخمة ذات وسائد , قد جلس عليها رجل عظيم طويل , يلبس ثيابا مطرزة جميلة , و قد استطالت أظفاره بشكل ملفت للنظر . قال وهو يشير بيده :
- اجلس يا كابتن هيستنغز , تسرني رؤيتك , أشكرك على قدومك فورا و تلبية طلبي
- من أنت ؟ هل أنت لي شانغ ين ؟
- في الحقيقة لا . أنا واحد من أبسط خدمه ليس غير . إنني أفعل ما يأمرني كما يفعل عماله الكثيرون المنتشرون في كل مكان كما في أمريكا الجنوبية مثلا
انتفضت من مكاني و صرخت :
- أين هي ؟ ماذا فعلتم بها ؟
- هي في مكان آمن لم يصبها أذى حتى هذه اللحظة
كانت ابتسامته الخبيثة تثير رعشة في , و أدركت أنني أواجه شيطانا فصرخت :
- ماذا تريد ؟ المال ؟
- عزيزي الكابتن هيستنغز .. ليست لدينا مخططات للاستيلاء على مدخراتك القليلة فاطمئن , انك لم تصب الهدف , و أظن أن صاحبك لم يكن ليوافقك هذا الرأي
- أظن أنك أردت أن أقع في شركك و قد بجحت , هاأنا ذا جئتك و عيني مفتوحة , افعل بي ما تشاء و اتركها , إنها لا تعرف شيئا بتاتا , و لن يكون وجودها نافعا , قد أمسكتما لتمسك بي و تحقق لك ذلك
شعرت أن الرجل يرقب حركاتي بدقة بعينيه الصغيرتين و هو يربت على خديه :
- لقد ذهبت بعيدا جدا , المشكلة لم تحل يا كابتن .. إن القبض عليك ليس هدفنا يقينا , بل نريد صاحبك السيد هيركيول بوارو
أطلقت ضحكة سخرية و قلت له :
- لن تستطيعوا
لكنه استمر متجاهلا تعليقي :
- أرى أن تكتب رسالة إلى صديقك بوارو تقنعه بالمجيء هنا للانضمام إليك سريعا
قلت غاضبا :
- لن أفعل الرفض عاقبته لا ترضيك
- عليك اللعنة
- قد يكون مصيرك الموت
غالبت رعشة غريبة سرت في جسدي و أجبته متصبرا :
- تهديداتك لن تخيفني , و يحسن أن توفرها لأمثالك من الصينيين الجبناء
- إنني جاد يا كابتن .. للمرة الأخيرة : هل ستكتب هذه الورقة ؟
- لن أفعل
ومن فوره صفق الرجل بيديه تصفيقا رفيقا , فإذا باثنين من الخدم انشقت الأرض عنهما ينقضان علي و يقيدان ذراعي قبل أن يسحباني إلى إحدى زوايا الغرفة حيث انهارت الأرض من تحتي .
بقيت معلقا من يدي و جسمي مدلى في الشق المظلم أسمع تحتي صوت تلاطم المياه . و سمعت الصوت الهادئ للرجل الجالس على الأريكة :
- النهر . . فكر ثانية يا كابتن . سوف ينتهي أمرك في ثوان لا غير !
أعترف أنني لست من أشجع الرجال , و أعترف أن الخوف و الرعب سيطرا علي , و أيقنت أنني أعيش لحظاتي الأخيرة , و لم أملك تهدئة صوتي المرتعش و أنا أرد عليه :
- لآخر مرة . . لا . اذهب إلى الجحيم !
و أغلقت عيني – بغير إرادة مني – و دعوت دعاء قصيرا
..................................
| | |