رحيل النوارس
لا بد لي أن أرحلا
لا بد لي أن أطوي الماضي وأن أستشرف المستقبلا
كأس الحياة بلوعة الحزن امتلأ
والباب أوصد دون أحلامي فلا ........
ألقى هنا إلا بلاء في بلاء
عشت الحياة وما رضيت بأن أذل وما رضيت توسلا
ورأيت من باعوا الضمير توسدوا هام العلا
وأنا ومن حولي أرى الأحرار قد صرنا هباءً مهملا
والكون يدعونا ليرشف من مباسمنا الرحيق الأجملا
يشتاق كي نكسوه من أرواحنا أبهى الحُلى
فلم القعود وليس ترضاه الطيور إذا الجفاف استفحلا
ولم الرضى بالدون والنسر المحلق عاش منفردا وعاف الأسفلا
ولم التماهي في دخان مواجع
والكون مبتسم ينادينا (هلا)
لا بد من أن ترحلا
جاوزت عمر الشوق مفترشاً أساك
وركضت لم تبرح أماكنها خطاك
وصعدت لكنّي أراك بلا حراك
فمتى تحطم عنك أغلال الوطن
ومتى تسافر في معاريج العلا
وتفك أسرار الزمن
وتقول يا وطني سأرحل كي أعود إليك أحمل مشعلا
سأعود ازرع بهجتي في كل زاوية واقتلع الحزن
وأمر فوق ترابك الأنقى تقبله شفاه صنائعي
لتعود شمساً في الملا
وتعود بعد أنين تيهك تبهر الدنيا بأنك
لم تزل في رتبة العزّ العظيم الأولا