هي
الحياة تقلبنا بين افراحها واوجاعها
بين الامها وامالها
بين الامنيات الجميلة
ولحظات من المرار تكاد تخنقنا وتبيد النفس والمشاعر
وبين هذا وذاك
تتقلب ايامنا
فلا حزن يدوم ولا فرح يبقى
عندما تزهو لنا الحياة
نخال انفسنا اطيار سعادة نتقافز هنا وهناك
نملا الكون طربا
وتنتشر البهجة من ارواحنا لتملا الدنيا
نغرد مع العصافير
ونتضوع فرحا مع ورود الربيع
نفوسنا تصبح بساط محبة
واشراقة شمس
وتراتيل للبهجة
وفجاة تجيئ غيمة سوداء
تظلل ارضنا وسمانا
محملة بالالم
تغرقنا بالدمع
تكاد تزهق الروح لهولها
عاصفة
مزمجرة
حاملة الانواء والكدر
تعتصر النفس
وتختنق لظلماتها الانفاس
نغرق في بحورها العاصفة
ووديان احزانها
نصرخ باعلى الصوت ولا مجيب
نمد الايادي فلا مغيث
نلتفت حولنا فلا نجد صدرا حنونا ولا يدا تمتد لنا بالامان
يتعالى منا النشيج
ولكن اصواتنا ترتد الى العمق
ونبكي بحرقة
ولكن بدموع القلب
لان العين جف ماءها
ونضب معينها
آه ما اصعبها دموع القلب
وما اصعب ان تلاقي نفسك في بيداء الحياة
وحيدا الا من قهرك والمك
من مرضك ومعاناتك
اين هم من كانوا ملأ السمع
ملأ النظر من كانوا املنا
من امتلات بهم ايامنا
نبحث عنهم فلا نجدهم
وننادي عليهم فلا نسمع جوابهم
ونرفع الاكف لخالق الاكوان
متضرعين له المولى
طالبين العون منه
ندعوه بدعاء ايوب عليه السلام
رَبَّي أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
|