قدرات التحليل عند الولد أعلى من البنت
أثبتت الدراسات العلمية والطبية الحديثة، أن تركيبة الدماغ عند الأولاد تختلف كثيرًا عن نظيرتها لدى البنات، وبالتالى تختلف العمليات الكيمائية فى أجسامهم وهرموناتهم، وينعكس ذلك على الاختلاف السلوكى الواضح بين البنت والولد.
كذلك أشارت الدراسات إلى أنه – فى الوقت ذاته أيضًا – تتطوّر دماغ الولد بشكل أبطأ من وتيرة وإيقاع نمو دماغ الفتاة، فنجد النصف الأيسر من الدماغ، والمسؤول عن التفكير، ينمو عند الأولاد ويتطوّر بشكل أبطأ من الجزء الأيمن الذى يتحكم فى القدرة على إدراك مواقع الأشياء ودرجة ارتباطها بعضها ببعض، ومن الملفت للنظر أيضًا أن الأولاد يتمتعون بقدرة أكبر على التحليل وتفكيك الأشياء والمعانى والوحدات الكبيرة إلى عناصر أولية صغيرة، وكذلك نجد أن الأولاد غالبًا ما يكونون أكثر تميّزًا فى علوم الرياضيات، وذلك فى الوقت الذى تتراجع فيه قدراتهم فى اللغات والمعارف الإنسانية.
دماغ الفتاة ينمو بشكل متوازن أكثر
كذلك أثبتت الدراسات العلمية الحديثة فيما يخص الفارق بين التركيب البيولوجى للأدمغة لدى الأولاد والبنات، أن دماغ الفتاة ينمو ويتطور بشكل متوازن أكثر من الولد، وهو الأمر الذى يدعم قدرة الفتاة على استخدام نصفى الدماغ بشكل كفء ومتوازن، ولذلك نجدها أكثر براعة فى مجالات الوعى العاطفى والانفعالى، ولأن الدماغ الأنثوى يعمل طوال الوقت تقريبًا، فمن الطبيعى أن تجد الفتيات أكثر ذكاء وتميّزًا فى قدرتهن على القيام بعدة أمور فى وقت واحد، فيما تجد الأولاد يفضلون تركيز اهتمامهم على عمل واحد، كما أن ردود فعلهم تكون عنيفة بدرجة كبيرة وملحوظة إذا ما فكر أحد فى مقاطعتهم فى هذه الأثناء.
دماغ الفتاة يكبح العدوانية
إلى جانب كل ما سبق، فقد أشارت الدراسات نفسها إلى أن هذا الفارق يتجلّى فى جوانب أخرى ترتبط بطبيعة العلاقة والتعامل مع المحيطين، وقدر العدوانية أو الموضوعية والمسالمة الذى يتحلى به الإنسان، وفى هذا الإطار تتفوق البنات أيضًا، لأن أدمغتهن تفرز كميات أكبر من السيروتونين – الذى يعمل على كبح جماح العنف والعدوانية – أكثر من أدمغة الأولاد، والتى بدورها تفرز كميات كبيرة من هرمون التوستيسترون الذى يرفع معدلات السلوكيات العدوانية والعنف.
نشاط الفتيات أبطأ ولكنه أدوم
أما على صعيد الفاعلية والكفاءة، فقد يبدو أن الأولاد أكثر نشاطًا وإنجازًا، ولكن الحقيقة التى أثبتتها الدراسات العلمية والبحثية التى أشرنا لها من قبل، تؤكّد العكس تمامًا، فبينما تصل الفتيات إلى قمة النشاط ببطء، إلا أن نشاطهن يدوم وقتًا أطول من نشاط الأولاد، كما تعتمد الفتيات على حواسهن الخمس بصورة أكبر من الأولاد، وهى العوامل التى تجعل الفتيات فى المجمل أكثر نشاطًا وإنتاجًا.
أما على المستوى النفسى والنزوع إلى الاستقلال والإحساس بالذات، فغالبًا ما يسعى الأولاد إلى الاستقلالية فى سن مبكرة، فى وقت مبكر بالنسبة للفتيات، بينما على صعيد النضج البدنى والنفسى، تبلغ الفتيات بسرعة أكبر من الأولاد.