((ألكم الذّكر وله الأنثى(21) تلك إذا قسمةٌ ضيزى ))
النجم
البلاغة:
أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى ، تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى استفهام توبيخي مع احتقار عقولهم.
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى مراعاة الفواصل وتوافق رؤوس الآيات الذي له وقع
على السمع، ويسمى بالسجع.
فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
قِسْمَةٌ ضِيزى قسمة جائرة، من ضاز يضيز ضيزا، أي جار وظلم جورا. إِنْ هِيَ الأصنام المذكورة. سَمَّيْتُمُوها سميتم بها، أي إن إطلاق اسم الآلهة عليها مجرد تسميات لا مضمون لها، فليس فيها شيء من معنى الألوهية. ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ما أنزل اللّه بعبادتها من حجة وبرهان. إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ أي ما يتبعون في عبادتها إلا مجرد الظن غير القائم على الدليل، وإلا توهم أن ما هم عليه حق، فالمراد بالظن هنا التوهم. وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ ما تشتهيه أنفسهم مما زين لهم الشيطان أنها تشفع لهم عند اللّه تعالى. وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى البرهان القاطع وهو الرسول والكتاب، فتركوه.
الاعراب:
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى اللَّاتَ وَالْعُزَّى: المفعول الأول، والمفعول الثاني: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى
.
تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى ضِيزى : أصلها ضوزى بوزى فعلى فقلب إلى (فعلى) وإنما كان أصلها (فعلى) لأن (فعلى)
ليست من أبنية الصفات، وفعلى من أبنيتها، نحو حبلى، ونظير قِسْمَةٌ ضِيزى : «مشية حيكى» فقلبت الضمة كسرة
لتصح الياء.
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر : دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة : الثانية ، 1418 هـ