💔 "كل من عليها فان" 💔
أخي الكريم
هل تذكرت عمرك الذي كان لا يتجاوز السنوات ، قد كنت حينها تعيش في كنف أمك وأبيك ، تلعب مع أترابك وزملائك تقفز هنا وهناك ، تبتسم كثيراً ، ويملأ قلبك الأفراح ، لا تعرف هما ولا الهم يعرفك ، وما هي إلا أيام معدودة فإذا بالسنوات قد تضاعفت ، وأعلنت تمردها عليك ، فكثرت المشاغل ، وازدادت الهموم ، وكبر الولد والوالدة ، وتفرق الأحباب والأصحاب وتبدلت الديار نعم
ها هي الأعمار تنتهي ، والكائنات تفنى ، والطبيعة تتغير ، والأزمان تمضي كم من نهر كان يسيل بالمياه أضحى اليوم يشكو الجفاف ، وكم من حديقة غناء كانت شديدة الخضرة ، مترعة بصنوف الأزهار والورود ، أمست اليوم أشجارها كالعصف المأكول ، فلا خضرة ، ولا رواء ، ولا ماء ولا ظل ولا ظليل
كم من إنسان كان يعيش حياة حافلة بالمتعة والنشاط ، كان يعيش صحة في جسمه ، وذكاء في عقله ، وبهجة في وجهه ، وقوة في بصره وسمعه ، وهو اليوم كالزهرة الذابلة ، فذهب بصره ، ونحل جسمه ، وانحنى ظهره ، وكساه الزمان شعراً أبيض ، وهكذا دواليك
إنها سنة الله في الحياة ، اقتضت أن لكل أمر قد بدأ نهاية حتمية لابد منها : " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "
((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)): حكم قاطع، وأمر واقع، ليس له من دون الله دافع، ليس منه بد ولا شافع.
((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)): يعم كل الدول، وأتى على أهل القرون الأول، ولم ينج منه أهل سهل ولا جبل، ولا ذو خدم وخول.
((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)): موت يقتحم الأسوار، ويطوي القفار، ويستقل البحار. لا ترده عظمة جبار، ولا عزة قهار، ولا منعة ذي درهم ودينار
ْ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)): فلا خلود لكل موجود، فلم البكاء على كل مفقود، فهو أجل معدود، وعمر محدود، وقضاء غير مردود.
اللهم اني أسألك حسن الخاتمه لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين |
|